بقلم سهام صادق
مجلسه وهو يغير مجري الحديث محتاج فنجان قهوه من ايدك الحلوه ياست الكل
وصلت الي المشفي بأنفاس لاهثه وهي تبحث عن اختها ووالدها في ذلك الدور الذي اخبرها به موظف الاستقبال بأن الحاله التي تسأل عنها فيه
لتجد حازم واقفا مع احد الأطباء يتحدث معه بوجه مريح جعلها تطمئن قليلا الي ان اقتربت منهما
وتابع بحديثه مال وشك مخطۏف كده ليه
لتدفعه بذراعيها وهي تصيح به فين ماما ياحازم اخلص
هو كف بكف انجري قدامي ياختي
وتتحرك خلفه حيث غرفة والدتها لتجد شقيقتها واباها الذي مازال في صډمته جالسين قربها يحمدون الله علي سلامتها
اه
لتلمع عين زهره بالدموع وهي تقبل جبين والدتها بحب كده تخضينا عليكي ياماما يارتني كنت انا وانتي لاء
لتهمس والدتها بضعف وهي تتأمل زوجها وبناتها حولها مكنتش أعرف اني غاليه عندكم كده
وتبدء تقص عليهم كل ماحدث لها منذ ان اخذ السارق منها حقيبتها الي ان ركضت خلفه هاتفه في الناس لمساعدتها حتي اصطدامها بالسياره
نظر اليه حماه بعتاب بعدما عاد من رحلته التي قضي فيها شهر عسله مع عروسه الجديده مزعل نهي منك ليه ياهشام
ليترك هشام الملف الذي يحمله ويضعه جانبا اسألها مين اللي مزعل مين
بنتك رجعت لشرب السجاير والخمره تاني لاء وكمان الشله اللي كانت مصحباها وكانوا السبب في أدمانها
لينتفض صالح فجأه وهو يرتشف من كوب الماء
هشام أعمل حاجه اومال أنا جوزتهالك ليه نهي بنتي بتحبك ياهشام وبتسمع كلامك
لتلمع عين هشام بالذكريات وهو يتذكر ذلك اليوم الذي رأي فيه نهي فقد كانت فتاه طائشه كانت تقضي اجازتها الصيفيه في دبي حيث المنتجع الاخر الذي يملكه والدها
صوت صالح المرهق أفاقه وهو يتمتم أنت عارف غلاوتك عندي ياهشام نهي بنتي الوحيده ياهشام وسلمتها ليك وأنا واثق أن هتخليها تتغير انا مصدقت خرجت من المصحه وأتعالجت
وقف منصور مصعوقا بعدما أستمع للطبيب وهو يخبره بنتائج الاشعه والفحص الشامل الذي فعلوه من أجل الأطمئنان علي صحة زوجته ليكتشفوا بأن زوجته مريضه ب Chondrosarcoma
والتي لم يفهم معناها الا عندما بدء يشرح له الطبيب
بأنه سړطان عظام حيث تبدأ الإصابة في الخلايا الغضروفية ثم تنتشر إلى كامل العظم
ليشعر بأن الدنيا توقفت للحظات الي أن طالعه الطبيب باشفاق ياحاج منصور أحمد ربنا اننا أكتشفنا المړض بسرعه هو باين عليه لسا في أوله وبالتدخل الجراحي هنقدر نعالجه بس أهم حاجه السرعه
فتحرك منصور بثقل وهو يسمع صوت الطبيب يخبره بثمن العمليه التي لا يملك حتي نصفها
ليقترب منه شريف بقلق طمني ياعمي الدكتور قالك ايه
فربت منصور بيده علي كتفه بحنان لوقفته معه وبدء يخبره بضعف كل ماسمعه للتو من الطبيب وكأنه يريد أن يحمل عنه جزء من همه كي يستطيع الصمود من أجل زوجته التي تنتظره في غرفتها
ويخبرها بأن الطبيب سمح لها بالخروج من المشفي التي أصبحت لا تطيق المكوث فيها
ليحدق به شريف مصډوما ولكنه أفاق من صډمته سريعا وهو يري منصور يهتز
فاسنده تعالي ياعمي ارتاح ومتقلقش كل حاجه هتكون بخير ولا تشيل هم حاجه
ليطالعه منصور للحظات قبل أن يجلس ويضع بوجهه بين راحتي كفيه
جلست تستمع لضحكاتهم وخططهم من أجل زواجها بشريف
لتتذكر من يومين حينما جاء اليهم مهرولا بعدما اخبره حازم بالخبر ليطالعها بنظرات أعتذار
ولولا حالة والدتها وحالهم في ذلك الوقت لكانت أخبرت الجميع بفسخ خطوبتها منه
ولكن الان الجميع يرون أن شريف وهي الثنائي المنتظر من أجل أتمام خطبتهم بالزواج كما اخبرتهم والدته بذلك ليلة أمس
فتنهدت هي بأسي وهي تسمع ضحكات امها وفرحتها الظاهره علي وجهها ودعائها لشريف الذي يأتي كل يوم ليطمئن عليها
وهمست بضعف داخلي اه ياماما لو تعرفي انه بيعمل كده عشان الواجب
ويدلف هو ووالدها سويا ناظرين اليهم بنظرات شاحبه
الي ان هتف حازم بدعابه ناظرا لخالته الدكتور قال ايه عن الجميل بتاعنا
لتوكظه خالته بيدها السليمه اتلم ياحازم
فتضحك مني وابنتها علي تلك المداعبات الي ان لاحظت مني شرود زهره لتسقط بأعينها دون قصد علي اصابعها فلا تجد خاتم الخطبه
قائله بتسأل اومال فين دبلتك يازهره
فتنظر اليها زهره بصمت وهي لا تعرف بماذا تجيب لتري نظرات والدتها معلقه نحوها الي ان اقترب منها شريف قائلا زهره ادتهاني عشان اغيرها لانها بقيت واسعه عليها
ونظر الي زهره التي وقفت مرتبكه وكادت ان تعترض وتخبرهم بكل شئ الي انه قال بهدوء مش كده يازهره
لتطالعهم والدتها وهي تهمس ربنا يخليكم لبعض ياولاد
فوقفت هي حائره من كل مايحدث الي ان همس بأذنيها هو بلاش تزعليهم بخبر انفصالنا خلينا نستني لحد ما والدتك تقوم بالسلامه
لتطالع هي والدتها بأسف وتلتف نحو والدها الجالس بشرود بينهم
سقطت دموعها بعجز وهو يخبرها عن امر تلك العمليه
لها عن كل لحظه قد أحزانها فيها لتربط هي علي يده قائله بحنان انا مش زعلانه يامنصور ده قضاء ربنا بس انا مش هعمل العمليه غير لما أطمن علي زهره
فلمعت عين منصور بضعف الي أن طلبت منه برجاء وافق علي كتب كتاب زهره وشريف عايزه اطمن علي زهره يامنصور قبل
وقبل ان تهمس بعبارتها الاخيره التي أرتجف بسببها قلبه
نظر اليها بحب سنين طويله قد قوته العشره حاضر بس قومي لينا بالسلامه وانا اعملك كل اللي عايزاه ياغاليه
اصبح ذهابها الي المشفي يوميا وهم لا تعلم لماذا لم يسمح الطبيب لخروج والدتهم وخرجت من منزلهم لتجده ينتظرها
فأشاحت بوجهها عنه وهي تهمس فين حازم
فوقف يطالعها للحظات وهو يري شحوب وجهها الي ان تأمل نظرات الناس حولهم
في حارتهم علي فكره عمي منصور عارف بكده وحازم سافر تبع الشغل مأموريه فأركبي يلا يازهره من غير ما تتعبيني زي كل يوم وياريت تركبي قدام لان انا مش السواق بتاعك
لتطالعه هي پغضب لتتذكر اصطحابه لهما كل يوم ولكن دوما تكون معاها جميله وحازم او أباها
لتبتعد هي عنه متمسكه جيدا بالحقيبه البلاستكيه التي بها طعام لوالديها
تهتف بجمود اهلي اه لسا فاكرين انك واحد مننا بس النهارده لازم ننهي المهزله ديه وشكرا علي خدماتك
فوقف يطالعها للحظات بجمود الي ان هتف بتحدي اكيد لازم ننهي المهزله ديه وللاسف مش هتعرفي تخلصي مني يازهره لان بكره كتب كتابنا وهتبقي مراتي
وقفت تطالع والدها بأعتراض وهي لا تصدق بأن ما أخبرها به شريف حقيقه وان عقد قرانها سوف يكون غدا
فتعلثم الحديث في حلقها وأخذت تحرك أهدابها پصدمه الي ان خارت قوها ثانية علي نفس
المقعد الذي كانت تجلس عليه تستمع الي والدها الذي دوما يقف بجانبها ولكن اليوم
قد أصبح هو أيضا في صف والدتها التي حين دخلت عليها حجرتها في المشفي تهللت أساريرها وهي تخبرها بفرحتها
ليتأمل منصور أبنته بقلق شريف أنسان محترم وليه مستقبل يازهره ومليون عيله تتمناه
لترفع هي بوجهها نحو والدها بأسي فهي تعلم بأن شريف رجلا تتمناه الكثير من الفتيات كما أنه لم يتخلي عنهم في محنتهم رغم أنفصالهم ولكن
أخذت تتمتم بخفوت بس انا وهو مننفعش لبعض يابابا
ليندهش منصور من رد أبنته المطيعه دوما اليه
أنا أديت كلمتي للراجل والموضوع خلص خلاص
وأستقام في جلسته ونهض من مجلسه يلا خلينا نشوف الدكتور لو ينفع يخرج أمك النهارده من المستشفي
وقفت تتامل صورة زفافها لتتذكر تلك اللحظه التي كانت من عمرها
فشردت في ذكريات الماضي الي ان هبطت دموعها وهي تهمس انت كمان روحت يامجدي وسبتني ليه كل حاجه بتروح مني
وبدأت تشهق بصوت عالي فركضت والدتها نحوها وهي تتسأل مالك يامريم فيكي ايه يابنتي
لتلمع عين مريم بالدموع وهي مازالت تطالع صورة زفافها ردي عليا انتي ياماما ليه كل حاجه بتضيع مني ليه
فوقفت والدتها مصعوقه وهي تري اڼهيار ابنتها ومن ثم اقتربت منها لټحتضنها الي ان وجدتها تبتعد ابعدي عني انتي وبابا السبب ضيعتوا شريف مني وادي مجدي ضاع وهو بيكرهني وشايفني زوجه مستهتره
لتسقط دموع والدتها وهي تقف حائره من تصرفتها واخذت پصدمه عندما وجدتها تكسر كل ماحولها فبعد اكثر من اسبوعا قضته ابنتها في صمت تام
تقف امامها الان كالمجنونه
ومع اول زغروطه قد رنت بين الجدران سقطت دموعها وهي تشاهد حياتها قد كتبت بجانب شخص لا يحبها وكان يحب أخري مازال حبها عالق بقلبه
لتأتي جميله إليها والابتسامه تعلو وجهها مبرووك يازهره
فتلتقي عين زهره بأعين صديقتها ريم التي تقف بجوارها تمسك يدها بحنو الي أن هتفت جميله مالك زعلانه كده ليه يابت ولا كأنك عروسه وكتب كتابك النهارده
فتتأمل زهره أختها بخيبة امل حتي سمعتها تهتف بسعاده اكبر الفندق اللي حضرنا فيه فرح البشمهندس فارس طلع ملك لشريف ووعدني ان فرحي انا وحازم هيكون فيه
فتأملت زهره نظرات أختها وهي تتذكر حديثها مع والدتها صباحا عندما عادوا من المشفي
لتشرد في رجاء والدتها وهي تخبرها
عايزه أفرح بيكي يازهره وافقي يابنتي وفرحيني
ليدخل والدها في تلك الحظه مبتسما لنسرين ووالدة شريف السيدة مني تعالوا أهي العروسه
لتبدأ المباركات وتقف هي مصدومه من كل ما يحدث حولها
فاقت علي نظرة والدها الحانيه وهي يبتسم لها
وكأنه يخبرها بأنه سعيد لانها نفذت رغبة والدتها المريضه فقد علمت كل شئ من والدها عندما وجدها تخبره بأنها لا تستطيع ان تنفذ طلبه
ولكن مرض والدتها جاء كالصاعقه لها فوالدتها تعاني من مرض السړطان اللعېن وأملها بالحياة أن تطمئن عليها
لټحتضنها مني قائله بسعاده انا اسعد واحده النهارده
ياحببتي ياا متعرفيش قد ايه انا فرحانه بيكي
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الثالث
ربتت بحنو علي كفه وهو يجلس بجانبها علي الفراش
تبارك له متمتمة حافظ علي زهره ياشريف يابني انت متعرفش انا فرحانه ازاي انك جوز بنتي اوعي تزعلها
فأرتسمت أبتسامه
حانية علي وجه شريف متقلقيش ياماما زهره في عنيا
فتابعت هي حديثها بحسن نية عوضها يابني واستحملها هي لسا مافقتش من صدمة حبها لشخص كان أناني منه لله استغل طيبتها
فأنصدم شريف مما سمع فزوجته لها أيضا ماضي قد أهلك قلبها وكاد ان يسأل عن هذا الشخص
الي انه وجدها تدلف الي حجرة والدتها بفستانها