قطه في عرين اسد
خوف
ماخبرش يا جمال بيه .. ده اللى حاصل
صرف الرجل الى عمله وجلس جمال يفكر وعلامات الڠضب باديه على وجهه .. ثم هب واقفا فجأة وذهب الى مكتب والده .. فتح الباب ووقف أمام والده قائلا پغضب
شوفت يابوى .. عيلة السمري سرجوا المناجصة منينا
أسند سباعى ظهره الى المقعد قائلا
ياولدى مفيش حاجة اسمها سرجوها منينا .. ده عرض وطلب واللى يجدم أحسن عرض هو اللى بيكسب المناجصة .. يعنى المنافسة شريفة
المناجصة دى بتاعتنا .. احنا تعبنا ودفعنا ډم جلبنا عشان ترسى علينا .. وفى الآخر ياخدوها ولاد السمري واحنا نطلع من المولد بلا حمص
قال سباعى فى ڠضب
انت دفعت رشوى يا جمال عشان المناجصة ترسى عيلنا
قال جمالط بتوتر
ما اسمهاش رشوى يابوى .. دى .....
هب سباعى من مكانه قائلا
لو قررتها تانى مرة يا جمال لا تلوم الا نفسك .. من امتى عيلة الهوارى ليها فى سكة الرشاوى .. على آخر الزمن يجي عيل زيك ېفضحنا وسط القبيلة ويجولوا عيلة الهوارى ماتعرف تكسب الا بالرشاوى
آنى آسف يابوى ما عاد كررها
أشاح سباعى بيده قائلا بضيق
يلا على مكتبك .. باعد عنى وشك عاد .. جبر يلمك
غادر جمال وهو يتأفف ويتلوى من الڠضب
ما تزوجيني يا ماما أوام يا ماما ده عريسي هياخدنى بالسلامة يا ماما
الله الله .. واجفه تتزوجى أدام المرايه واحنا تحت ملبوخين تحت فى تحضير الوكل .. سيبي المراية اللى فى يدك عاد وانزلى شوفى النسوان تحت وساعديهم
ماشى يا
اماى .. نازله دلوجيت
رمت الأم نظره محذره وهى تبتعد قائله
أما نشوف عاد
نزلت صباح لتساعد النساء فى تحضير الوليمة التى أعدها جدها كبير عائلة السمري من أجل فوزهم بالمناقصة .. تعالت ضحكات الرجال .. هتف عبد الرحمن كبير العائله بسعاده
قال ابنه الأوسط ياسين بفرح
صح جولك يا بوى هتنجلنا ناجلة تانية .. وهيبقى اسم عيلة السمري هو الأول فى سوج الألومنيوم بعون الله
الحمدلله .. الحمدلله يا ولدى .. ده فضل من عند ربك .. هو اللى بيعطى وهو اللى بيرزج
قال ابنه الآخر عثمان بشماته
قال عبد الرحمن بنبرة صارمة
ايه اللى جاب السيرة دى دلوجيت يا عثمان .. احنا ولاد قبيلة واحدة .. وميصحش حدا فينا يشمت فى التانى .. اكده ولا مش اكده
قال عثمان يمتص ڠضب والده
اكده يابوى
يلا جوموا شوفوا الوكل خلص ولا لسه عاد
التف الرجال حول طاولات الطعام وقد علقت الزينه .. وشرعوا فى تبادل المزاح وتجاذب أطراف الحديث .. ولم يخلو الأمر من اطلاق الأعيرة الڼارية فى الهواء تعبيرا عن فرحهم واحتفالهم
فى أحد القاعات الكبرى فى احد فنادق القاهرة .. تم اعداد الحفل الذى يضم نخبة من رجال الأعمال فى مصر .. وكان على رأس الحضور محافظ القاهرة والذى توجه الى الميكروفون للإدلاء بكلمته قائلا
بسم الله الرحمن الرحيم .. السادة الحضور .. يسعدنا انضمامكم معنا الليلة ونحن نحتفل ونكرم أربعة من أكبر رجال الأعمال فى مصر .. والذين كان لهم الفضل بعد الله عز وجل فى توفير آلاف فرص العمل للشباب المصري .. واستثمارهم لما يملكون من أموال فى بلدهم الحبيب مصر .. وكان لهذا أثر بالغ فى تنشيط الإقتصاد والصناعة المصرية وارتفاع أسهم البورصة .. واضفاء الثقة على الصناعة المصرية وجودتها .. ولذلك فأتشرف بنفسي بتقديم أوسمة الشكر من المحافظة الى هؤلاء الرجال الأربعة الذين تعاونوا معا لخدمة بلدهم الحبيب مصر
صمت قليلا ثم قال
الأستاذ سامر فخرى
تعالى تصفيق الحضور .. نهض من أحد مقاعد الصف الأول رجل وسيم الملامح ذو بشړة بيضاء وعينين عسليتين .. كان يتميز بوسامة لافتة .. تقدم وصعد الدرجات التى تفصله عن المنصة .. تقدم من المحافظ الذى سلم عليه وبجوار احدى الفتيات التى تحمل الوسام .. قدمت له الوسام مبتسمه فتسلمه منها وبادلها الابتسام .. ثم عاد مرة أخرى الى مقعده .. تحدث المحافظ مرة أخرى قائلا
الأستاذ حامد زيدان
نهض من المقعد لمجاور ل سامر .. رجل يتميز بالوسامة وله نظارت خبيثة واثقة .. صعد المنصة وسلم على الحافظ .. غمز بعينيه للفتاة التى تقدمت لتعطيه الوسام .. اقترب المحافظ مرة أخرى من الميكروفون قائلا
الأستاذ طارق عبد العزيز
نهض طارق من مقعده كان رجلا متوسط الطول هادئ الملامح .. سلم بدوره على المحافظ واستلم وسامه .. قال المحافظ
وأخيرا وليس آخرا الأستاذ مراد خيري
نهض من المقعد الرابع رجل فارع الطول ذو ملامح رجولية صارمة ونظرة حادة كنظرة الصقر تقدم ليتسلم وسامه هو الآخر
بعد انتهاء الحفل تعالت القاعة بالأصوات .. حيث كانت هذه من المرات القليلة التى يجتمع فيها كل هذا الكم من رجال الأعمال .. وقف الرجال الأربع ملتفين حولهم بعض المهنئين .. ثم انفض الحفل وخرج الرجال الأربع من القاعة وتوجهوا الى احدى الطاولات فى مطعم الفندق .. صاح حامد بمرح
عايزين بأه بالمناسبة الجميلة دى نعمل حاجه مطرقعة
ابتسم له سامر قائلا
حاجه زى ايه
مش عارف فكروا معايا عايزين نشوف نفسنا شويه .. احنا اتطحنا شغل الشهور اللى فاتت عايزين ناخد بريك
بأه ونطلع أى مكان
قال طارقمفكرا
طيب ايه رأيكوا فى رحلة سافارى
صاح سامر
سفارى ايه يا طارق .. بيقولك هلكانين شغل
طيب عايزين ايه يعني
قال سامر بخبث
يعني عايزين حاجات طريه
صاح طارق قائلا
اااااه حاجات طريه قولتلى .. لا يا حبيبى مليش فيه
قال حامد بسخريه
والله انت هتنقطنى يا طارق .. المزز بتترمى حواليك يمين وشمال وتقولى ملكش فيه .. يا ابنى مترفصش النعمة لتزول
ضحك طارق بسدة قائلا
طول عمرك بتاع تلت ورقات يا حامد .. وتحور فى الكلام عشان يبقى فى صالحك .. نعمة ايه يا ابنى الله يهديك .. روح انت و سامر واعملوا اللى انتوا عايزينه أنا مليش فى الجو ده
نظر حامد الى مراد قائلا
ولا انت طبعا ليك فى الكلام ده
نظر اليه مراد ولم يعقب فأكمل حامد
رجالة معقدة صحيح
قال مراد بجدية
انتوا مش هتتعشوا ولا ايه.. يلا انجزوا نطلب الأكل عشان راجع المكتب
قال طارق بدهشة
ليه راجع المكتب دلوقتى
قال مرد وهو يتفحص المنيو
عندى شغل
صاح سامر
يا ابنى حرام عليك متعبتش .. ده احنا طلعت عنينا الفترة اللى فاتت .. خد بريك مش كده
نظر اليها مراد پحده قائلا
ولما احنا الأربعة ناخد بريك مين اللى يمشى الشغل
قال حامد
يا مراد الدنيا فيها حاجات كتير أوى أهم من الشغل .. مش كله شغل يا ابنى .. وبعدين الجيش اللى احنا موظفينه عندنا ده بيقبضوا مرتبات على ايه .. مش عشان يشتغلوا واحنا نرتاح شوية
قال مراد بجدية وهو يعاود النظر الى المنيو
يلا انجزوا عايز أمشى
قال سامر بإستسلام
مفيش فايدة فيك
أثناء انهماكهم فى تناول الطعام قال حامد
آه صحيح يا شباب .. فى بنوته عايز أشغلها فى العلاقات العامة .. بنت شيك وجميلة وموزة وخريجة الجامعة الأمريكية .. يعني هتكون واجهة كويسة للشركة
قال مراد بهدوء
مفيش مشكلة نعملها انترفيو ولو مناسبة نشغلها
قال حامد ضاحكا
انترفيو ايه يا مراد بقولك البنت موزه شكل وجسم تقولى انترفيو
قال مرد بصرامة موجها اليه نظرات ڼارية
احنا شركة محترمة يا حامد مش بيت ډعارة .. يعني المؤهلات اللى تخلينا نشغل أى اوحدة عندنا ملهاش علاقة لا بشكلها ولا بجسمها
قال حامد بحنق وڠضب مكبوت
مفيش مشكلة هشغلها عندى فى الشركة مع انى كنت حابب انها تشتغل فى شركتنا الجديدة اللى بينا احنا الأربعة .. بس مفيش مشكلة
قال مراد بهدوء
أنا ما قولتش مش هنشغلها أنا قولت هنعملها انترفيو ونشوف مؤهلاتها وخبرتها
قال حامدبضيق
خلاص يا مراد انسى
قال طارق مازحا موجها حديثه الى سامر
ايه يا فنان قولنا ايه اخر أعمالك الفنية
ابتسم سامر قائلا
خلال أيام هتشوفوا تحفتى الفنية الجديدة
قال حامد بمرح
اوعى تكون زى اللى فاتت .. مفهمتش منها أى حاجه أكنك جايب شوية ألوان وملغوص بيها ايدك وآعد تطبع على اللوحة زى العيال الصغيرين
قال سامر پحده
وانت ايه يفهمك انت فى الفن والرسم الراقى .. انت اخرك السهرات الحمرا بتاعتك
قال حامد بسخريه
وسهراتك انت ايه .. خضرا
قال طارق مبتسما
اللى يشوفكوا بتتكلموا مع بعض مايقولش رجال أعمال .. يقول شوية أطفال فى الحضانة
قال له حامد ساخرا
خلينالك انت العقل انت وسى مراد .. اهو اتنين طاقين واتنين عاقلين عشان يبقى فى توازن
بعد انتهاء الوليمة التى أقامتها عائلة السمري احتفالا بنجاحهم .. وقبل أن يوشك عبد الرحمن على النوم توجه الى ابنه ياسين قائلا
ياسين يا ولدى .. روح المخزن وطل طله على الشحنة بتاعة المناجصة اللى المفروض تتسلم بكرة ان شاء الله
قال ياسين فى تكاسل
آنى رجعت عليها مېت مرة يابوى .. واتاكدت من كل حاجه الكمية والجودة
قال الأب بحزم
اتاكد تانى وتالت ورابع .. المناجصة كبيرة ولازم كل شئ يمشئ مظبوط عشان سمعتنا فى السوج تكبر .. وميلاجوش لينا ولا غلطة
قال ياسين مستسلما
أمرك يابوى .. هروح دلوجيت
توجه ياسين بسيارته الى المخازن التى تحتوى على شحنة الألومنيوم والتى
من المفترض أن يتم ترحيلها فى الصباح الى الشركة التى قبلت عرضهم فى المناقصة .. أوقف سيارته وأوشك أن يفتح باب المخزن لكنه دهش عندما وجد القفل مكسور .. فتح الباب ودخل .. سمع بعض الأصوات فى الخلف .. توجه الى حيث مصدر الصوت ليصدم برجل ملثم يقوم بإسكاب البنزين الذى اخترقت رائحته أنف ياسين على الكونتينرز التى تحتوى على شحنة الألومنيوم .. حانت التفاته من الرجل الملثم الى ياسين .. وقف الرجلين فى مواجهة بعضهما البعض .. قال ياسين فى نفسه تبا لتلك العينين وهاذان الحاجبان الكثيفان .. لم يظهر سوى نصف وجه لكن تمكن من معرفته .. تبا لك يا رجل أتجرؤ على معاداة عائلة السمري .. ستكون الحړب اذن .. دار هذا الحديث الصامت قبل أن يلتفت ياسين ويهرول فى اتجاه باب المخزن .. حتى يتمكن من احضار الرجال للقبض على هذا الملثم الذى عرفه حق المعرفة .. لكن قبل أن يتوجه ياسين الى باب المخزن
جلست مريم فى غرفة المعيشة فى بيتها المتواضع للغاية .. تشاهد التلفاز .. بعينين بدتا وكأنهما فى عالم آخر .. تنظر الى اشياء لا وجود لها .. بدت ساهمة هادئة .. متقوقعة على نفسها تحتضن قدميها بذراعيها وتستد بذقنها على رركبتيها .. عينيها على ساعة الحائط .. تنظر اليها كل خمس دقائق .. وكأنها على موعد هام .. موعد لا يمكن تفويته .. موعد أهم من اى شئ آخر فى حياتها .. بمجرد أن تحركت عقاپ الساعة لتقترب من الثانية عشر .. حتى هبت واقفه .. وتمنت أن تتحرك بسرعة أكبر .. تبا لك أيتها العقارب .. لماذا تسيرين كالسلحفاه .. هيا أريدك أن تصلى بى الى موعدى .. موعدى الذى أنتظره بشوق ولهفة .. دقائق قليلة وأعلنت الساعة وصولها أخيرا الى الثانية عشر بعد منتصف الليل .. لاحت ابتسامة صغيرة على شفتيها .. توجهت الى غرفة نومها وأخرجت حقيبة من دولاب ملابسها .. جلست على السرير وفتحت الحقيبة الممتلئة بخطابات مغلقة .. وأخذت تبحث بسرعة ونهم عن الخطاب الذى يحمل رقم 53 .. ظلت تبحث عنه حتى وجدته قابعا بين الخطابات والتى يحمل كل منها رقما خاصا به .. اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها وحضنته بين كفيها وكأنها وجدت كنز ثمين .. أسرعت بلهفة تفتح الخطاب وتقرأ ما به
حبيبتى مريم .. كيف حالك اليوم حبيبتى .. أأنت بخير .. أأنت مريضة ..أتشكين من شئ حبيبتى .. أتمنى أن تكونى بخير حال .. مريم .. حبيبتى .. معشوقتى .. سأطلب منك هذه المرة شيئا .. وأعلم أنك ستنفذين طلبي .. أريدك أن تختارى احدى صديقاتك المقربات .. وتذهبين معها غدا فى نزهة نيلية على ظهر مركب .. وسط النيل .. أريدك أن تغمضى عيناك الجميلتين وتتمتعين بالهواء المنعش وهو يلفح وجهك الجميل .. أتذكرين كيف كانت نزهاتنا النيلية .. كيف كنتى تطيرين فرحا باللعب فى الماء بيدك .. كنت تبدين كطفلة صغيرة مشاكسة وأنت تحاولين رش الماء على ملابسي .. أتذكر جيدا ضحكاتك الجميلة .. وسعادتك فى تلك اللحظات .. أريدك أن تقومى بتلك النزهة يا مريم .. استمتعى بوقتك حبيبتى .. أعلم أنك لا ترفضين لى طلبا وستمتثلين لما أطلبه منك .. حبيبتى الجميلة .. القريبة البعيدة .. حبيبك ماجد
أنهت قراءة الخطاب وضمته الى صدرها بشدة وأغمضت عيناها لتتساقط عبرة على الخطاب .. وتقول هامسه
حاضر يا حبيبى .. حاضر.
الحلقة الثانية.
أنهت مريم قراءة الخطاب وضمته الى صدرها بشدة وأغمضت عيناها لتتساقط عبرة على الخطاب .. وتقول هامسه
حاضر يا حبيبى .. حاضر.
طوت الخطاب وأعادته بداخل الظرف برفق ثم فتحت درج الكمودينو بجوار الفراش .. كان الدرج يحتوى على العديد من الخطابات ..ضمت اليهم الخطاب الذى بيدها وتوجهت الى فرشها وتدثرات بالغطاء .. ألقت نظرة حزينة على الفراش الآخر الخالى ثم أمسكت مصحفها وشرعت فى القراءة وعيناها تشعان حزنا وألما
.. بعد نصف ساعة أغلقت النور وأمسكت وسادتها وحضنتها وضمتها بشدة الى صدرها وأسندت عليها رأسها وأغلقت عينيها بعدما رددت أذكار النوم
أنهى مراد عمله بالشركة ونظر الى ساعته ليجدها الثانية بعد منتصف الليل .. حمل الجاكت وارتداه ثم خرج من الشركة وتوجه بسيارته الى احدى الفلل الأنيقة فى أحد الأحياء الراقية .. دخل الفيلا وما كاد يصعد أول درجة من السلم الداخلى حتى سمع صوت من خلفه قائلا
كل ده تأخير يا مراد
الټفت مراد الى المرأة التى تبدو فى العقد السادس من العمر .. أنيقة .. تبدو علامات الطيبة جلية على وجهها .. أخذت تنظر اليه بعتاب