الخميس 26 ديسمبر 2024

اسكريبت كامل بقلم ساره مجدى

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

ليأن من الألم و هو يقول
ليه بتقولى كده دول ولادى خير أيه إللى بتتكلمى عنه ده أنتوا الخير نفسه
لم تنظر إليه لكنها كانت تستمع إلى كلماته و هى تحاول بشق الأنفس ألا تبكى ليكمل هو قائلا بأقرار
من يوم دخولكم حياتى و أنا كل حاجه أحلوت و بقت مختلفه وجميله و ليها معنى سمعت كلمه بابا إللى فى عمرى كله ماكنتش هسمعها غير بسببك و بسبب ولادك و على إيدك زاد مالى و ربنا فتح عليا يبقا كتر خير مين على مين يا عذراء
رفعت عيونها الباكيه إليه فها هو أسمها من بين شفتيه يجعل قلبها يقفذ داخل صدرها كطفل صغير لكنها لا تستطيع أن تقول له ذلك لا تستطيع أن تطلب منه أن يعبر عن حبه لها أن يقول لها مالا يشعر به هى قد أحبته و عشقت كل تفاصيله و حفظت كل عاداته و أصبحت تقلده أحيانا فهو دائما يستيقظ ليصلى قيام الليل و يظل جالس بجانب الشباك ينظر إلى السماء و بين يديه سبحه والده رحمه الله يسبح دون إنقطاع حتى صلاة الفجر يتوضئ و يقبل جبينها و يغادر لصلاة الفجر بالجامع استيقاظه باكرا يوم الجمعه و إعداد الإفطار و صوت القرآن الذى لا يتوقف إلا وقت الأذان و صلاة الجمعه و أخذه لعبد الرحمن معه إلى المسجد رغم صغر سنه حنانه و خضوعه إلى أمه دون إهدار لرجولته كل عاداته متى يأخذ حمامه اليومى ماذا يفعل قبل نومه كل شئ لقد ڠرقت فى كل تفاصيله و أصبحت تشعر مثله و ترى العالم كما يراه هو
عادت من أفكارها على صوته و هو يقول بقلق
أم جنه أنت كويسه مالك 
لم تعد تحتمل لتنحدر تلك الدمعه الحبيسه التى أمسكتها كثيرا ليقترب منها سريعا و الخۏف يرتسم داخل عينيه و هو يقول
ليه الدموع أنت تعبانه في حاجه مزعلاكى 
هزت رأسها بلا و هى تقول بحزن شديد
و لا أى حاجه هحتاج أيه من إللى أنا فيه ربنا يخليك لينا و نفضل عايشين فى خيرك و أمانك
و غادرت من أمامه سريعا حتى لا تبكى أكثر حتى لا تقول مالا يجب أن يقال تمددت على السرير و هى تلوم نفسها
عايزه أيه أكتر من أمان بيت و معامله طيبه و أب مش مخلى ولادك عايزين حاجه بلاش طمع قلبه مش ليكى قلبه مش ليكى يا عذراء مش ليكى
لتخبئ وجهها فى الوساده حتى لا يستمع لصوت بكائها الذى لم تعد تستطيع السيطره عليه
ظل هو جالس مكانه يشعر بالصدمه كلماتها ألمته بشده ألم تشعر به حتى الأن لا ترى منه غير فضل و تفضل عليها هى و أولادها و بدء عقله يصور له مواقف كثيره لها حين يذهبوا لشراء أى شئ لا تفكر أن تحضر لنفسها أى شئ و حين يطلب منها ترفض بعدم أحتياجها لشئ تفعل كل ما يريدونه هم لا تطلب هى شئ أخذ نفس عميق و هو يشعر بالهم يتثاقل داخل قلبه فتوجهه إلى الحمام و توضئ و وقف بين يدى الرحمن يطلب منه العون و راحه القلب و البال
فى صباح اليوم التالى استيقظت عذراء على صوت جنه الواقفه بجانب السرير غاضبه و هى تسأل عن والدها الغير موجود بالبيت جلست سريعا تنظر إلى ابنتها بقلق ثم قالت
يمكن نزل الورشه
لا مش فى الورشه و مخرجتش الشارع علشان أشوفه فى المحل علشان مأستأذنتش
ربتت عذراء على وجنة ابنتها التى تنفذ تعليمات والدها دون تهاون
نزلت عن السرير حتى تبدل ملابسها و ترى أين ذهب
قبل ذلك بقليل كان عرفان أنهى صلاة الفجر و لم يعد يحتمل
فخرج من البيت و قام بفتح المحل و جلس فيه يفكر فى كل تلك الشهور التى مرت عليهم هى تتعامل معه جيدا تجعله يقوم بكل ما يخص الأولاد كما يفعل أى أب لأولاده حتى ذلك اليوم الذى قدم فيه أوراق جنه إلى المدرسه و حين تعاملت المديره معه بتجاهل لأنه ليس والد الطفله وقفت لها عذراء قائله بقوه
عرفان يبقى والد جنه و ملهاش أب تانى غيره و هو المسؤل عنها أكتر منى أنا
وقتها شعر أنه يود أن يحملها و يضعها فوق رأسه و يدور بها على كل إنسان على وجه الأرض يخبره أن تلك المرأه هى حبيبته زوجته و كل ما له فى الحياه
لكنه الأن لا يفهم ما بها 
خرج من أفكاره على دخولها المحل و جنه التى ركضت إليه تضمه بقوه و هى ترتدى
ملابس المدرسة ظلت عذراء تنظر إليه بعيونها المنتفخه التى تحمل عتاب كبير لم يفهم سببه هل هو عدم وجوده صباحا كعادته و خروجه دون أخبارها أم أن هناك شئ آخر لا يفهمه
يلا يا جنه أتأخرتى على مدرستك
قالتها عذراء بأمر و هى تشير للصغيره بأن تقترب منها لتنحنى الصغيره تقبل يد والدها و هى تسأله ببرائتها التى علقت روحه و قلب الأب بها من أول لحظه
حضرتك إللى هتيجى تاخدنى و لا ماما برضوا
نظر إليها بأبتسامه صغيره وربت على رأسها و هو يقول
و من أمتى بابا موصلكيش و مجاش يخدك 
ثم نظر إلى عذراء و قال
معلش خليكى هنا على ما أوصلها و أرجع او حد من الشباب يجى
هزت رأسها بنعم ليمسك يد الصغيره و غادر و هو يفكر كيف يحل كل ذلك أن هناك شئ يؤلمها كما يؤلمه و لابد من حل ذلك الأن
أوصل الصغيره و عاد سريعا ليجد أنور ذلك الشاب
الذى يعمل بالمحل موجود فيه ألقى التحيه عليه و صعد سريعا إلى الشقه بعد أن تأكد أنها ليست بالورشه أيضا سينهى الأمر الأن سيعلم ما بداخلها و يريح قلبه الذى يتألم لأجلها و بسببها و يريحها هى الأخرى مما يؤلمها لو كان هو السبب
وقف عند الباب ينظر إليها و هى جالسه أرضا أسفل قدمى والدته تضع لها ذلك المرهم الذى وصفه الطبيب لألم قدميها و هى تبتسم لها بحب و تطمئنها أنها ستكون بخير ظل ينظر إليها حتى شعر بشىء يجذب بنطاله ليجده الصغير ينظر إليه بأبتسامه واسعه و يرفع يديه عاليا و يردد
بابا أوبح
ليحمله بين يديه يقبل و جنتيه و يداعب معدته لتعلوا ضحكاته لتلفت أنتباه السيدتان إليهم و حين أنتهى من مداعبة الصغير الذى بكا من كثرة الضحك توجه عرفان إلى والدته و وضع الصغير على قدمها و أمسك يد عذراء و سحبها خلفه و هو يقول
خلى عبد الرحمن معاكى يا أمى شويه محتاج أم جنه فى كلمتين
كانت عفيفه تشعر بالاندهاش من حال ولدها لكنها أيضا ترى حاله و حال عذراء و تشعر أن هناك شئ ما بينهم
صعد بها إلى سطح البيت و دخل إلى تلك الغرفه التى تم فرشها ببعض الأثاث الذى كان موجود بشقتهم القديمه و أغلق الباب و هو يقول
مش هنخرج من الأوضة دى إلا لما أفهم فى أيه 
نظرت إليه بحيره و عدم فهم و هى تقول
أنا مش فاهمه حاجه 
مالك

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات