اسكريبت كامل بقلم ساره مجدى
ربنا بيحبنى
صمتت لثوان ثم نظرت إلى عرفان و قالت
أول يوم فى المدرسه البنت إللى اتصحابت عليها سألتنى بابكى أسمه أيه قولتلها عرفان و بعد شويه دخلت المس و نادت على أسمى و لما قالت جنه سالم موقفتش و مردتش و لما المس ندهت على كل الولاد و مفضلش غيرى جت سألتني أنت أسمك أيه قولتلها جنه قالتى طيب مردتيش ليه لما ندهت عليكى قولتلها بكل البرائه إللى فى الدنيا بابا مسموش سالم بابا أسمه عرفان
وقتها كنت حاسه بالتوهه و أنى مش فاهمه حاجه بس حضنك و كلامك و حبك الكبير ليا خلانى أنسى أى حاجه و لا أفكر مين سالم و إزاى أسمه هو إللى ورا أسمى
أنحنت مره ثانيه تقبل يديه و هى تقول بصدق
أنت بابا و أحلى بابا و عمرى ما أبعد عنك فى يوم و أحمد عارف ده كويس و فاهمه أنا هفضل جنتك أنت بس
ليضمها عرفان بقوه وعيونه تتجمع بها الدموع كما عذراء التى لم تستطع حپسها داخل عيونها
إللى جايه دى بنتى أنا هتشوفها بالحجز و وقت ما أنا أقرر
حقك وربنا ما يوجع قلبك يوم ما تفارق بيتك لبيت جوزها زى ما قلبى وجعنى ولسه بيوجعنى
ليضمه أحمد بقوه وهو يقول بأسف
أنا آسف يا عمو و الله ما كنت أقصد ده أنت هتبقى أحلى جدو
فى تلك اللحظه خرجت الممرضه و بين يديها الطفله الصغيره و هى تقول
مبروك ما جالكم
ليقول أحمد سريعا و بصوت عالى
ليبتسم عرفان و هو يضم الصغيره بشوق و تذكر حين أحتضن عبد الرحمن فى لحظه مشابهه و أيضا حين ضم جنه إلى حضنه لأول مره لتقترب عذراء تمسك بذراعه و تقبل رأس الصغيره و هى تبتسم بسعاده رغم الدموع التى ټغرق وجهها لينظر عرفان إلى أحمد و قال
خد بنتك إذن فى ودنها وقولنا هتسميها أيه
ليقترب أحمد وهو يقول حضرتك إللى هتأذن فى ودنها وحضرتك كمان إللى هتسميها
وهو يقرب شافه من أذن الصغيره و بدء يأذن فى أذنها ثم نظر إلى عذراء و أحمد ثم قال
أمها كانت جنتى و جنه أبوها الحلوه دى هتبقى جنتنا كلنا نسميها جنات
ليبتسم أحمد و هو يداعب وجه طفلته و قال
و هى جنات
كانت فرحة جنه بطفلتها لا يوصف خاصه و هى ترى تقارب أحمد و والدها الذى جمعهم حب الصغيره مرت أيام و أيام و أصبحت الصغيره مصدر بهجه و سعاده للجميع حتى ذلك اليوم الذى عاد عبد الرحمن من الجامعه غاضب بشده حاولت عذراء أن تفهم ما حدث معه لكنه لم يخبرها بشئ و حين شعر بحزنها و قلقها أخبرها أنه حدث مشكله صغيره فى الجامعه و هو غاضب من تصرف بعض زملائه لم يطمئن قلبها بل شعرت أنه لا يقول الحقيقه إذا الحل بيد عرفان الذى دلف إليه بعد أن قصت عليه كل ما حدث حين
جلس عرفان على طرف السرير صامت ينظر إلى عبد الرحمن دون أن ينطق بحرف ليجلس عبد الرحمن أمامه و قال
أنا بحب
أعتدل عرفان فى جلسته ونظر إلى ولده باهتمام ليكمل عبد الرحمن
بنت زميلتى فى الكليه و لما أتأكدت من مشاعرى روحت كلمتها علشان أطلب رقم والدها و البنت كتبتهولى فعلا من يومين بس النهارده لقيت واحده صاحبتها جايه تقولى كلام سخيف و أنى مش راجل و مش قد كلامى و أنى كنت عايز أتسلى و سابتنى و مشيت و بعدها شوفت البنت واقفه بعيد و نظراتها كلها لوم و عتاب و أنا مش فاهم حاجه
ظل عرفان صامت لعده ثوان ثم قال
بس أنا عارف و فاهم شوف دلوقتى لو أنت عايزها فعلا يبقى تكلم بابها حالا و تحدد معاه معاد بكره و تطلب منه أنه ميقولهاش حاجه لحد ما نروح ليهم بكره ماشى
هز عبد الرحمن رأسه بنعم فوقف عرفان حتى يغادر الغرفه ليقول
طيب مش هتفهمنى إللى أنت فهمته
نظر عرفان إلى ولده بأبتسامه ثم قال
بكره هتفهم و سيبنى بقا أروح أفهم أمك
بدل ما ننام كلنا النهارده من غير عشا
ليضحك عبد الرحمن بصوت عالى ليغادر عرفان و هو يفكر أولاده قد كبروا وعاش عمره بين مشاكلهم و فرحهم و سعادتهم عاش عمر مليئ بالسعاده بفضلهم و أصبح جد الأن بفضل الله و جنه أبتسم و هو يفكر حين يضم جنات يعود إليه نفس الأحساس حين ضم والدتها أول مره و هى صغيره و أيضا حين حمل عبد الرحمن أول مره
دلف إلى الغرفه ليجد عذراء تقف أمام خزانته و هى سارحه و بين يديها قميص قديم له أقترب منها و هو يشعر بالأندهاش من أين أتت به أنه لم يراه منذ سنوات
فى أيه يا عذراء و جبتى القميص ده منين
نظرت إليه و قالت بصوت مخټنق من الدموع
كنت برتب الدولاب ولاقيت القميص ده القميص اللى كنت لابسه أول مره شوفتك فيها ساعه ما عطفت عليا أنا و بنتى و بقلبك الطيب و بحنية ماما عفيفه الله يرحمها خلتونى أحس أن ليا بيت و عيله و مكان
أنا اللى محظوظ أن ربنا بعتك ليا و عشت معاكى عمرى كله سعاده و فرح و بقيت أب و جد و شكلى كمان هبقا جد تانى قريب
لتقطب جبينها و هى تقول بأندهاش
هى جنه حامل تانى و أنا معرفش
ليهز رأسه بلا و قص عليها ما قاله عبد الرحمن لتجلس على السرير و هى تقول
معقول عبد الرحمن على ذراعه و قالت
سيب إللى فى إيدك ده و أدخل خد دش دافى كده علشان تفوق و أحلق و سيب كل حاجه علينا و متقلقش
ليقبل يديها بحب و إحترام و إبتسم و هو يقول
ربنا يخليكى ليا يا أمى
و وضع ما كان بيده على السرير و توجهه إلى الحمام بدأت عذراء فى لملمة كل تلك الأغراض و رتبت الثياب من جديد و تركت على سريره الملابس الذى سيذهب بها و أخرجت حذائه من مكانه و قبل أن تضعه على الأرض بجوار السرير لاحظت أنه يحتاج إلى التنظيف بدأت بالفعل بتنظيفه فى نفس اللحظه التى خرج فيها عبد الرحمن من الحمام و دلف عرفان من باب الغرفه
ركض عبد الرحمن إلى والدته وجثى أمامها و أخذ من يدها الحذاء و قبل يديها بأحترام و هو يقول
أيه يا أمى ده أنت بتعملى أيه
لتربت على