الأربعاء 08 يناير 2025

شظايا القلوب بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 6 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز

الثانوي 
دلف إلى باب منزله ولسان حاله 
اللهم صل على خير الأنام نظر إلى الطعام المعد ثم رفع نظره الى ابنته التي تقف أمام المرآة ترتدي حجابها 
أقعدي إفطري معانا ياقلب أبوكي ثم اتجه بنظره إلى ابنه الذي يتابع هاتفه 
زياد توصل أختك لمحطة القطر ياحبيبي الجو شتا برة ومفيش حد في الطريق 
حاضر يابابا هشرب الشاي وأقوم أهو حملت حقيبتها ونظرت بساعة يدها 
خليك ياحبيبي علشان تلحق تراجع قبل درسك أنا هعدي على أمل ممكن ربنا يهديها وتيجي معايا النهاردة وإنت ياسي بابا متنساش حقنة السكر في ميعادها لو سمحت وأه صفاء مش هتروح المدرسة النهاردة قالتلي عايزة تروح تزور أمها 
أومأ متفهما ثم أطلق زفرة حارة تنم عن غضبه حملت حقيبتها بوقوف أخيها 
هوصلك ممكن أمل ترفض تروح إنتي عرفاها هوائية 
عانقت ذراعه وتحركت مع نظرات والدها إليها وهو يدعو لها 
بعد فترة بالقرب من محطة القطار هرج ومرج وطلقات ڼارية واعتقال الكثير بالمكان لف زياد ذراعه حول أخته يجذبها بعيدا عن الطلقات التي زادت بالمكان ولكن كان من نصيبه تلك الطلقة التي استقرت بكتفه حينها جذب أحدهما أخته يضع السلاح برأسها 
اللي يقرب هقتل البنت صړخ زياد وهو يضع كفه موضع الچرح 
غرام ارتجف جسدها وهي ترى الكثير من الرجال وهم يحملون الأسلحة نظرت إلى أخيها الذي سقط متأوها ثم نادت بصرخاتها 
زياد جذبها الرجل للخارج ولكن طلقة من أحدهما أدت إلى مقتله هزة عڼيفة أصابت جسدها حينما وجدت الرجل سقط أمامها اقترب منها أحد الرجال 
إنت كويسة رفعت عينيها مع ارتجاف جسدها تهتف بتقطع أخويا 
قالتها لتسقط بين ذراعيه أشار لأحد الرجال 
اتصل بالإسعاف ينقل الولد وإنت نضف المكان قالها لأحدهما وهو يشير بسلاحھ تلفت بأنظاره حول المكان ليضع الفتاة على المقعد ويتحرك كالزئبق من المكان قاد سيارته وقام بمهاتفة قائده 
تم ياباشا الولد
اتصفى والمطلوب معايا والتاني تحت إيدين أمن الدولة 
أشار بيديه علامة انتصار 
برافو صقر كنت عارف إنك قدها 
ولو إسحاقو حبي إنت تؤمر المهم الشارع اللي قبل المحطة أخد الولد رهينة والولد اټصاب خليتهم يكلموا الإسعاف 
على تواصل اسحاقوا باشا مهما كان الأمن في خدمة الشعب 
قهقه الآخر 
تشكرات صقور تشكرات قالها وأغلق الهاتف ليتحرك الآخر متجها إلى عمله 
بأحد الأحياء الشعبية القديمة 
استيقظت تلك الفتاة التي تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما اتجهت إلى غرفة أخيها الأصغر 
معاذ قوم ياله علشان تلحق تجبلنا الفول والطعمية قبل ميعاد المدرسة فتح عينيه ثم جذب غطائه 
إيمان سبيني شوية عايز أنام إطفي النور دفعت الغطاء من فوقه 
قوم يامعاذ هنادي على أبيه يزن نهض يتمتم بامتعاض 
أوووف كل شوية قوم يامعاذ مفيش غير معاذ في البيت دا قالها الصغير وهو يجذب منها الصحن واتجه إلى الأسفل بعدما ارتدى جاكيته الشتوي 
تحركت متجهة إلى غرفة أخيها الأكبر
ابيه يزنحبيبي الساعة تمانية ياله علشان تلحق تفطر قبل ما تنزل الشغل 
اعتدل ينظر بساعته مسح على وجهه ثم تحدث بصوت مفعم بالنوم
صباح الخير ياموني 
صباح الخير ياأبيه ياله قوم صلي لحد ماأجهز الفطار 
دفع الغطاء وأجابها 
صليت الفجر حبيبتي عايز شاي وأي حاجة علشان أنزل بسرعة 
تحركت متجهة للمطبخ قائلة 
عيوني شوية وهتلاقي كل حاجة جاهزة خرج يبحث عن أخيه فتساءل 
فين معاذ 
ضحكت بشقاوة 
نزل يجيب فول وماقولكش قال إيه 
ضحك عليها وجلس على المقعد بمقابلة المطبخ متسائلا 
حبيبتي معندكيش دروس ولا إيه 
خرجت تحمل الخبز والجبن وأجابته 
عندي الساعة تلاتة بعد مامعاذ يرجع من المدرسة أومأ برأسه 
فيه حاجة واقفة معاكي في الكيمياء 
هزت رأسها بالنفي 
معايا أحسن مستر وهغلط برضو ! تسلملي يازينو قاطعهم صوت الباب 
اتجه يفتح الباب توقف متسمرا عندما وجد دموعها تسيل على خديها 
يزن أنا قررت أتجوز آسفة مش هقدر أكمل معاك تحركت للداخل ووضعت أشيائه ثم خرجت سريعا من المنزل 
دقائق وهو متوقفا كأن روحه سحبت لبارئها يردد 
أنا أكيد بحلم 
اللهم استرنا فوق الأرض
وتحت الأرض ويوم العرض عليك 
ۏجع فراق الأحبة يعادل آلام المۏت 
و بعض الحب خلق ليبقى رغم البعد 
رغم استحالة اللقاء 
رغم ۏجع الفراق 
رغم الكبرياء 
ورغم الأمل المفقود 
يبقى فقط لأنه خلق ليبقى !! 
ثم ماذا
هناك أرواح حبها لا يحكى ولا يكتب هم
حكاية قدر جميلة لكنها لن تكتمل
ولن تتكرر

أبدا !!
توقف يزن محاولا استيعاب ماقالته رفع عينيه إليها 
استني عندك إيه اللي بتقوليه دا ! 
فركت كفيها تبتعد ببصرها عنه 
كل شيء قسمة ونصيب يايزن
بتقولي إيه يامها! 
ابتعدت بخطواتها بوقوف إيمان بجوار أخيها 
مها أدخلي إفطري معانا قالتها بدخول معاذ 
أهلا أبلة مها وأنا بقول الطعمية لذيذة ليه علشان أبلة مها هتفطر معانا 
كانت تطأطئ برأسها للأسفل ولم تقو على النظر إليه 
أنا هتخطب يايزن ربنا يرزقك ببنت الحلال 
أبيه أدخلوا جوا استدار إليها وعينيه على معاذ 
خدي معاذ وأدخلي جوا ياإيمان 
أومأت برأسها قائلة
حاضر سحبت أخيها وألقت نظرة على مها ثم دلفت للداخل 
تراجع يجذب مقعد طاولة الطعام ثم أشار لها بالدخول 
أدخلي نتكلم عايز أعرف إيه اللي حصل 
مفيش حاجة نتكلم فيها يايزن أنا تعبت بقالنا خمس سنين مخطوبين العمر بيسرقني إنت راجل السن عندك مش فارق لكن أنا دلوقتي عندي تمانية وعشرين سنة عايزة أعيش حياتي يايزن أتجوز وأجيب أطفال وأعيش حياتي مرفهة ودا مش هلاقيه معاك متزعلش مني أنا ذنبي إيه أشيل مسؤولية 
أختك وأخوك بحبك أه لكن الحب مابأكلش عيش كل شوية أقول أعذار لأمي وأبويا تعبت من 
علشان كدا مختفية بقالك أسبوعين وكل ماأروحلك يقولوا تعبانة ياترى كنتي واخدة القرار ومكسوفة تقوليلي ولا بتهربي 
يزن أنا بحبك بس ظروفك أقوى من الحب دا مقدرش أفضل كدا 
لا يايزن مش حقي أنا اللي فركشت 
توقف سريعا ورمقها بنظرة مستاءة 
إسمها أنا اللي بعت وأنا اللي يبعني ضغط على أسنانه وعيناه تطلق أسهما ڼارية يرمقها بها ثم دنا منها مرددا بجفاء
أحرق اللي يفكرني بيه غرز عينينه بمقلتيها جاية بكل بجاحة توقفي قدامي تقولي واحد إتقدملك وإنت موافقة ! 
دنا إلى أن أصبحت المسافة بينهما معډومة ثم انحنى بجسده 
خنتي العهد اللي بينا يامها حړقتي قلبي روحتي اتكلمتي مع واحد وإنت مخطوبة إنت عارفة أنا شايفك إيه دلوقتي 
نكست رأسها بأسف وتمتمت بخفوت 
لو سمحت يايزن بلاش تجريح 
خاېنة إنت واحدة خاېنة وكذابة وأنا اللي غلطان تراجع وجنون العشق الغادر بداخله ېحرق روحه 
اطلعي برة وخدي الحاجات دي خديها حتى لو هاترميها 
همت بالمغادرة إلا أنه صاح باسمها 
انحنى وحاوط وجهها 
أنا أبيع الدنيا كلها علشانك إنت ومعاذ أوعي أسمعك تقولي كدا أنا قبل ماأكون أخوكي فأنا 
هزت رأسها رافضة حديثه 
تضيع حياتك ليه إنت مش أبونا 
إيمي مش عايز أسمع كلام في الموضوع دا أهم حاجة دلوقتي تهتمي بدراستك وبس متنسيش إنت ثانوية عامة كفاية السنة اللي اتأجلت بسبب ۏفاة ماما مش هاقبل أعذار عايز طب ياإيمي غير كدا مش مسمحولك تفكري في حاجة لو فعلا بتحبي أخوكي عايز نجاح باهر 
قبلت كفه الذي يحتضن به وجهها 
إنت أحسن أخ في الدنيا ربنا مايحرمني منك 
دمغ جبينها بقبلة حنونة 
طيب مها هتقدر تنساها تنسى حب حياتك 
أشاح ببصره بعيدا عنها ثم أردف 
حبيبي متزعلش هي الخسرانة لأنها متستهلكش أوعى واحدة زي دي تكسر يزن السوهاجي اللي كل بنات المنطقة ھتموت على نظرة من عيونه 
رسم ابتسامة وارتفع جانب وجهه بشبه ابتسامة ساخرة قائلا 
بنات المنطقة كلها مرة واحدة قومي يالمضة قومي 
بعد فترة على طاولة الطعام أردف معاذ 
أبيه يزن عايز فلوس درس الانجليزي الميس طلبتهم مني الحصة اللي فاتت 
حاضر قالها وأخرج سېجارة يرتشف من كوب الشاي وعينيه شاردة بكافة الاتجاهات كانت تتابعه بعينيها أصاب قلبها الألم على نظراته الحزينة رغم محاولته بالظهور أنه على مايرام 
وضع الكوب وتوقف متحركا إلى أشيائه جمعها ثم أخرج نقودا من الحافظة الخاصة به 
موني دي فلوس درس معاذ عدي على الميس وشوفيه عامل إيه معاها وكمان فلوس الفيزيا
على يزن برضو ياموني النت
أصلا فصل مش عيب تكذبي على أخوكي 
جذبها لأحضانه بعدما شعر بحزنها 
شوفتي بتزعليني إزاي مكسوفة تسأليني على الفلوس نسيت والله ياقلب أخوكي بعد كدا هقبضك شهريا كل دروسك إحسبي الحسبة وقولي عايزة إيه وأنا تحت أمرك 
وصلني معاك بالمكنة ياأبيه عمو اسماعيل عامل عمرة للتوكتوك أومأ وتحرك إلى دراجته البخارية 
ارتدى الخوذة وأشار إليه بالتحرك 
استناني برة لما أخرج المكنة خرج وتوقف أمام معاذ رفع نظره على تلك السيارة التي توقفت أمام منزل خطيبته ترجل منها شاب يافع الطول عرفه من ظهره نعم صاحب العمل الذي تعمل به وصلت إليه بجوار والدتها التي رمقت يزن بنظرة مستاءة ثم أشارت على ذاك الشاب الذي يدعى طارق وصاحت بصوت مرتفع ليصل إلى آذان يزن 
صوت الدراجة وكأنه لم يعد يستمع لأصوات تلك الشمطاء وهي ترحب به كيف يفعلوا به ذلك كيف تقبلت أن تجلس معه وهي على عهد معه
قاد دراجته بسرعة فائقة مما أزعجهم بخارها كانت تطالعه بأعين حزينة تعلم أنها خلت بوعدهما ولكن ماذا عليها أن تفعل بعد
إصرار والديها بجبرها على الزواج في ظل ظروفه استقلت السيارة بجوار من اعتبرته زوجها المستقبلي ولم تعلق على حديثه حينما قال 
شكلك عرفتي الولد اللي كنتي مخطوباله شايفه مش طايق نفسه 
أشارت على الطريق ورددت 
يعني إيه 
قاد السيارة وتحرك قائلا 
هانعمل تور أنا وإنت وبعد كدا نروح نشوف الفستان 
ضيقت عينيها متسائلة 
فستان إيه ليه هو الفرح إمتى! 
غمز بطرف عينه قائلا 
وقت مالجميل يؤمر 
عند يزن وصل إلى مكان عمله ودلف للداخل ملقيا تحية الصباح على صاحب العمل نظر بساعة يده 
اتأخرت ليه يايزن النهاردة 
ارتدى ثياب عمله متهربا بنظراته من ذاك الرجل الذي يعتبره بمقام والده ثم أجابه 
مشكلة واتحلت ياعمو اسماعيل ربت على كتفه 
حبيبي ربنا ييسرلك أمورك دايما 
يارب قالها بدلوف إحدى السيارات فأشار له الرجل بمقابلة زبائنه 
بمكان آخر 
وصل إلى مكان عمله وجد أحد الضباط بانتظاره
مش جناية يعني 
أومأ متفهما ثم أردف 
تمام ليه جت علينا وهي تبع السويس 
معنديش معلومة والله ياباشا 
دلف العسكري يضع قهوته ثم توقف 
فيه واحد برة عايز يقابل حضرتك ياباشا قالها وهو يبسط

انت في الصفحة 6 من 106 صفحات