صرخات انثى الفصل ال٣٣
يجي يزورني ويسألني عن أمانته!
جذبه عمران لصدره يربت عليه كالطفل الصغير المنزوي بين أحضان والده استدار آدهم للخلف يخفي دموعه مثلما اعتاد أن يجعلهما ستارا لا يراه غيره بينما دفع علي يوسف يخبره بصوت مبحوح من أثر كبته للبكاء
_مفيش وقت يا يوسف لازم نتحرك قبل ما نفقد المړيضة.
تعمد نطقه للفظ مريضة ليتعامل الجميع معها بناءا على ذلك متجاهلون كنايتها لأجل رفيقهم الذي يعاني لأجل وعده فحملها أيوب عنهما وأسرع للمصعد فلحقوا به باستخدام الدرج تشبث بها أيوب ونادها بلهفة
_آديرا...هل تسمعيني!
غيوم عينيه تزيح عنه تلك النيران فتهاوى دموعه دون توقف ورأسه يهتز رافضا لأفكاره السيئة
_لن يصيبك سوءا... يا الله أقسم أنني لن أحتمل مواجهته... تحملي آديرا.. أتوسل إليك تحملي لأجل أخيك.
وفور أن توقف المصعد خرج بها راكضا وكأنه يصارع لالتقاط أنفاسه المحتبسة فكرة خسارتها تذبح فؤاده كيف سيقابل أخيها بتقصيره بأمانة وضعها برقبته
اعتاد دوما على النبل والشهامة لم يخون أبدا أمانة أو وعدا اقتطعه على نفسه فإن حدث الآن يقسم بأنه سيموت ولن يحتمل على خوض تأنيب ضميره القاټل هذا ولكن ماذا كان سيفعل أكثر مما فعله
أسرع يوسف إليها يخبرها
_بسرعة يا ليلى... البنت نبضها ضعيف والڼزيف مش راضي يقف.
خطفت نظرة متفحصة إليها وعادت لتستقر عليه
_مأخدتهاش على مستشفى ليه يا يوسف أنا مش هقدر أعالجها هنا!
تجاهل ما قالته وأشار لعمران قائلا
_خدوها لأوضة العمليات جوه يا عمران بسرعة.
هرع عمران للباب يدفعه ويتبعه أيوب بينما أحاط يوسف وجه زوجته يخبرها بحنان
رفعت يدها تحيط يديه مرددة بارتباك
_معرفش أماكن الأجهزة جوه يا يوسف ولا أعرف أي حاجة كمان مفيش ممرضة تساعدني ولا دكتور جنبي!
هز رأسه بتفهم واستكمل بابتسامة هادئة تمد لها الثقة وما فقدته بتلك اللحظة
_أنا جنبك هساعدك بكل اللي أقدر عليه وسيف ودكتور علي موجود.. كلنا هنساعد يا ليلى.
وأشار لها بحزم
_أنا واثق فيك وواثق إنك هتقدري تنقذيها.
إيماءة رأسها المرتجف كان كافيا ليجعله يجذبها للداخل قدم لها يوسف رداء معقم وإرتدى هو الأخر أسرعوا للداخل فوجدوا سيف وعلي يحاولان السيطرة على الڼزيف فردد علي بصوت مرتفع
أسرعت ليلى إليها فأخفضت قناع التنفس لتحيط بها وجهها بينما شرع يوسف بتجهيز المخدر الكلي ليحقنه ببراعة بالمحلول الذي أعده سيف لوريدها بينما سحب علي أيوب للخارج وتبقى يوسف وسيف مع ليلى يحاول سيف استكشاف أماكن الأجهزة والأدوية المضادة بينما يعاون يوسف زوجته بكل خطوة تتخذها لإنقاذ آديرا لخبرته بحياكة الچروح الناتجة عن الولادة القيصرية.
سحب سيف الأدوات وقام بتعقيمها قبل أن يناولها ليوسف الذي كشف عن كتفها الأيمن فصدم حينما وجد قطع من الزجاج ينغرس داخل لحمها سحب عنها الشظايا بالملقاط الحاد وقام بحياكة الچروح الغائرة بكتفيها لحين تنتهي ليلى مما تفعله.
طلب علي من عمران أن يوصل الفتيات للمنزل فذهبت فاطمة وزينب ومايسان برفقته حتى صبا أمرها جمال بالصعود معهن ليصلها عمران بالطريق فأوصلهن وعاد فوجد أن الأمور كما هي مازالت آديرا بالداخل وأيوب يجلس بالخارج شاردا بما سيحدث الآن ولجواره جمال وعلي الذي يدخل من وقتا للأخر ليتابع الحالة ويطمنه بأنها مستقرة إلى الآن.
إتجه لأقرب مقعد يلقي ثقل جسده عليه ويراقبهم بصمت بالغ انسحب علي وإتجه ليجاوره بجلسته وقال بهدوء يلومه
_مكنش ينفع اللي عملته ده يا عمران... أيوب في حالة متسمحلوش إنك تتكلم معاه بالشكل ده.
خطڤ نظرة سريعة لأيوب الذي لا يكف لسانه عن الدعوات وقراءة القرآن الكريم ومن ثم استدار لأخيه
_طيب قولي يا علي كنت هعمل أيه وأنا شايفه كده! أنا بحاول أبعده عنها بكافة السبل وأخرهم شغله معايا وتيجي وهي بټموت ورافضة بردو تحل عنه!
زوى حاجبيه بدهشة انتقلت لسؤاله
_على حد علمي إن أقرب أصدقائك هما يوسف وجمال فغريب إني أشوفك مهتم جدا بشخص لسه شايفه ومتعرف عليه من كام يوم!
ارتخت