صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
وردد
_جمال!
استدار بمقعده القابل للحركة فمنحه نظرة خاطفة ثم عاد لجلسته يرتشف كوبه لأخره بجموح صعق عمران مما رآه فاجبر ساقيه على تتبعه رغما عن تثاقلها أصبح الآن قبالته لا يفصلهما سوى طاولة البار المطل على كورن مشروبات القهوة وغيرها فحمل الزجاجة الموضوعة أمامه بعدم استيعاب
_إنت جبت دي منين
_أكيد يعني كنت هلاقي جوه أوضتك.
جذبه عمران بقوة كادت باسقاط جسده المترنح
_من أمته يا جمال وإنت بتشرب القرف ده ده إنت كنت بتعنفني لو بتشوفه معايا أيه جرالك
أزاح ذراعه عن قميصه وعاد يستند على البار ساكبا كوبا ويلتهمه غير عابئا بنظراته ولا بقميصه المبتل وكأنه ينتقم من نفسه هنا كز عمران على أسنانه پغضب فأبعد الزجاجة لأخر البار وصاح بعنفوان
ابتسم وهو يجيبه
_من النهاردة ولو نساني اللي بواجهه هدوام عليه زي ما إنت بتداوم عليه عشان تنسى مشاكلك.
مرت يده بخصلات شعره بتعصب شديد فسحب مقعد مجاور له وجلس يخبره بهدوء
_كنت بضحك على نفسي يا جمال السكر مش حل للي بنواجهه كفايا التقزز وكره النفس اللي هتحس بيه بعد ما تفوق ومفيش حاجه هتتسنى.
_مش مصدق انك اللي بتتكلم ما ياما بذلنا أنا وأخوك مجهود كبير معاك عشان تبطل جاي دلوقتي توعظني!
اتجهت نظراته البنية لهاتفه الجانبي الذي يعاد للرنين مجددا فجذبه جمال وأغلقه نهائيا ثم عاد يرتشف الكوب ببرود وزع عمران نظراته بين حالة رفيقه والهاتف ثم تساءل
ضحك وهو يجيبه ساخرا
_قصدك عاشر ومليون!
استمر بحديثه ليعلم ما به فقال
_ليه حصل أيه
لف المقعد ليكون مقابل إليه
_الست هانم من الفضى اللي بقى عندها هنا بقت بتشك فيا مفكرة إني بعرف واحدة عليها وكل يوم بتفتش في موبيلي.
وتابع ببسمة حملت حزنا وألما رغم تعمده الاستهزاء
وتجرع ما بكوبه وهو يشير له
_متعرفش إن لولا وجودي هنا وتعبي ليل نهار في الشغل مكنتش قدرت أحقق كل اللي وصلتله ولا كان باباها قبل بالجوازة دي من الأساس.
وتابع بغدافية جعلت دمعاته تبرز بحدقتيه
تدفقت دمعة خانت صموده المزيف وهو يبتسم بتهكم
_لما خلصت أوراقها من سنة كنت فاكرها جاية تشيل عني وتشاركني وحدتي فرحت وأنا بتخيل حياتي معاها وكنت متحمس أرجع شقتي ألقى حد مستنيني متحمس أرجع لحياة مريحة ألقى فيها أكل بيتي واهتمام بلبسي مقفش أنا أعمل أكلي لنفسي وأكل لوحدي.
واستدار برأسه إليه يخبره بضحكة مهزومة
_مكنتش أعرف إني هفتح ۏجع جديد ليا فوق أوجاعي وإني هتمنى ساعات الشغل تطول عشان مرجعش البيت لنكدها.
تفحص كوبه الفارغ بضجر واستمر بحديثه
_طلعت معاك حق يا عمران لما سبت مراتك وبصيت على واحدة تشوف مزاجك من غير ما تقلب حياتك نكد.
وناوله الكوب يشير إليه
_فرغلي كأس.
جذب عنه عمران الكوب وألقاه أرضا بكل قوته ثم رفعه من تلباب قميصه صارخا بعصبية
_فوق يا جمال القرف ده لو دخل حياتك هيدمرك أنا غلط وحياتي كلها غلط مش عايزك تكون زيي خليك نضيف زي ما أنت.
ترنح جسده بتعب فتمسك به عمران دون الافلات عن حديثه
_مشاكلك مع مراتك تافهة وتتحل شاركها وجعك هتحس بيك.
ومنحه نظرة ساخطة وهو يتابع
_ثم أنك اللي بتديها الفرصة لده أيه اللي مقعدك هنا لحد دلوقتي سيف قالي إنك بتبات هنا بقالك فترة ما طبيعي إنها تشك فيك!
مال برأسه على كتف عمران مغلق عينيه بارهاق
_أنا تعبان أوي يا عمران.
ضمھ عمران بحزن شديد لا يستوعب إن صديقه المثالي يترك طريقه المستقيم وينجرف للمحرمات فجأة بعدما كان يقضي يومه ينصحه بالابتعاد عن المشروب وعن ألكس اللعېنة كان ينفر من حديثه تارة ويحاول الاستماع له تارة أخرى.
يشعر دائما بأنه النسخة الشبيهة بأخيه علي لذا كان سببا منطقيا لحب علي لجمال ودوام صدقاتهما طوال تلك السنوات.
تحرر باب الشقة من جديد فاستمع عمران لخطوات تقترب منهما ألقى المفتاح جانبا ونزع عنه جاكيته وهو يتفحصهما بنظرة ساخطة اتبعت نبرته المرحة
_جمال في حضڼ عمران لأ قلبي الكبير مرحب بالأفكار المنحرفة.
وإتجه بقامته الممشقة للأريكة مضيفا
_في البلد دي نتوقع أي حاجة حقېرة!
دفع عمران جسد جمال للمقعد مجددا ثم اتجه ليجلس جواره مرددا باستغراب
_أيه جابك إنت كمان دلوقتي يا يوسف
سحب نفسا