صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
معها زفر علي بملل نزع عنه نظاراته الطبية واستكان بجسده الممشوق لخلف مقعده يفرك عينيه بارهاق وعقله شارد بتلك التي آسرت قلبه ويقف هو بمؤهلاته وشهادت وسامه عاجزا عن معالجتها مر أكثر من ثمانية شهور منذ تركهما لمصر وقدومهما لانجلترا ولم يحرز أي تقدم بحالتها صامتة كزخات المۏت البارد يود بكل ذرة بداخله أن يستمع لصوتها ولو لمرة.
يرى رغبة المۏت تنعكس جبريا داخل حدقتيها ومع ذلك مازال يبذل أقصى ما بوسعه خاصة بأنه ليس طبيبا عاديا وسعت شهورته لتمكنه وبراعته من علاج أكثر من حالة كان يستحيل علاجها وأغلبها تابع للعائلات الهامة من انجلترا وغيرها من الدول الأخرى.
نهض علي عن مقعده ودنى من شرفة مكتبه ليحرر ستائره البيضاء وهو يلتقط نفسا مطولا ويده تمشط خصلات شعره البني المتناثر على جبينه ملامسة عينيه الرمادية ويده مربعة أمام صدره مخاطبا ذاته
وبعدين يا علي بقالك ٨ شهور بتحاول بس إنك تخليها تتكلم!
معقولة يكون كلام الدكتور أبراهام صح وحالتها ميؤوس منها وملهاش علاج!
وأغلق عينيه وهو يحاول تذكر أي تحسن بسيط قد حاز به بعد رحلة علاجه الشاقة فتجعد جبينه حينما طاف إليه ملاحظته الطفيفة فركض لمكتبه يجذب النوت الخاص بحالة فطيمة ودون
بعد ثمانية أشهر من بدء جلسات العلاج لم أتمكن من ارغامها على الحديث مازالت صامتة ترفض الحديث عن ماضيها ولكن ما تمكنت من فعله الأهم من دوري كطبيب.
الآمان.
بالبداية كانت تنزعج كليا من وجودي لجوارها بمكان واحد جسدها يتشنج وترفض سماع أي كلمة تنبثق على لساني ولكن الآن تتقبل وجودي لجوارها تستمع لمحاولاتي البائسة بحثها على الحديث باسترخاء حتى وإن لم تتحدث لي ولكن بالنهاية لم تنفر من وجودي مثلما تفعل مع أي طبيب يحمل لقب ذكر بهويته!
_فريدة هانم موبيلي المتواضع بيرقص في حالة من عدم الاستيعاب.
وصلت ضحكاتها لمسمعه وأجابته
_دكتور علي البكاش اللي مش هيبطل يغلبني بكلامه.
وتابعت بضيق
_وبعدهالك يا علي كل ليلة هتقضيها عندك بالمستشفى ولا أيه وبعدين مش كان بينا وعد
رد عليها بحرج
_أنا عارف إني وعدت حضرتك بإني هرجع كل يوم بدري بس ڠصب عني حالة فطيمة اللي كلمت حضرتك عنها قبل كده صعبة ومازلت بحاول معاها ابنك الدكتور المحترف عاجز عن علاجها.
_هو إنت مبقاش على لسانك غير اللي إسمها فطيمة دي ما قولتلك قبل كده سلم ملفها لأي دكتور تاني أنا كنت واثقة إنك مبقتش ترجع البيت بسبب الحالة دي وهضطر أكلم دكتور ألبرت يشوف حل للموضوع ده.
ردد متلهفا
_لأ من فضلك بلاش تكلمي المدير يا ماما.. أأقصد يا فريدة هانم هتضيعيلي خطة العلاج والمجهود اللي بذلته طول الشهور اللي فاتت من فضلك.
رق قلبها إليه فقالت
_تمام بس توعدني إنك مش هتبات بره البيت تاني عمران أخوك مبقتش قادرة له لوحدي يا علي عايزاك جانبي تفوقه من اللي هو فيه.
اعتلى الضيق معالمه وتساءل بضجر
_عمل أيه تاني الاستاذ
أجابته بضيق
_كل يوم بيرجع وش الفجر وهو سکړان.
جحظت عينيه صدمة فقال بعدم تصديق
_حصلت أنه يشرب خمړة!
ردت بسخط
_ومستني أيه منه طول مهو متلم على السنكوحة اللي إسمها ألكس هي والشلة الحقېرة اللي معاها المشكلة إنه مش قادر يستوعب إنها لا تليق باسمه ولا تنفعه ومع ذلك لسه بيقابلها ومش مدي اهتمام خالص لبنت خالتك.
كان حذرا باختيار رده
_يا فريدة هانم حضرتك عارفه من البداية إن عمران مهووس بألكس حضرتك اللي صممتي تجوزيه مايسان وهو مش بيحبها فكل ده كان متوقع من البداية.
أجابته باعتراض
_ده لمصلحته ولو أخر يوم في عمره مش هسمحله يدخل الحقېرة دي وسطينا.
ونهت حديثهما الغير مستحب لها حينما قالت
_المهم إرجع البيت عشان حفلة افتتاح الشركة الجديدة لراكان خطيب أختك.
وتابعت
_أنا جبتلك بدلة فخمة هتلاقيها متعلقة في أوضتك.
ضم منخاره بتأفف من عاداتها الغير مجدية للتغيرقائلا
_مكنش له داعيأنا كنت هلبس أي بدلة رسمية من عندي.
اعترضت لما قال وكأنه تفوه بحماقات فصاحت
_علي من فضلك حافظ على شكل العيلة وسبق وإتكلمت معاك قبل كده.
ردد بعدم تصديق
_وهي يعني البدالة اللي هترفع من مكانة العيلة!
واستطرد بيأس
_حاضر يا فريدة هانم هكون في الحفل بالمعاد وبالبدالة اللي حضرتك اختارتيها.
أجابته بإعجاب
_عفارم عليك يا دكتور.
أغلق الهاتف وهو يلقيه على مضض ليتفاجئ بالممرضة ټقتحم غرفته وهي تردد بنبرتها الانجليزية
_دكتور علي على ما يبدو بأن المړيضة فطيمة تواجه مشكلة ما أرجو أن تسرع لغرفتها في