صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
إنت الآن.
وما أن رحلت حتى استدارت إليه مدققة بمعالمه مثقلة نطقها للكلمات
_لا محتاج تستأذن لإن ده مبقاش بيت أخوك خلاص أخوك دلوقتي عند اللي خلقه واللي عايش في بيته مراته وأولاده.
سحب نفسا مرهقا بالرغم من اعتياده على معاملتها الباردة الا أنه قد سئم بالفعل فقال بصوته الهادئ المتعب
_وبعدهالك يا فريدة هتفضلي كده لحد أمته
_كده اللي هو ازاي يعني
تمرد عن رزانته حينما صاح بها غاضبا
_فريدة احنا مبقناش صغيرين لعنادك ده فوقي العمر بيجري وأنا لسه جنبك بواجه عاقبك!
وزفر بضجر مشيرا بيده في محاولة لاعتذاره عن صراخه الحاد مستطردا بهدوء
استدارت تخفي عينيها عنه لتجيبه بجحود وهو تعدل جاكيته الرمادي الشبيه للتنورة الطويلة التي ترتديها بأناقة
_سبق وقولتلك قبل كده أن من اللحظة اللي سالم ماټ فيها إني حليتك من وعدك.
_يعني من 15سنة كنت تقدر ترتبط وتعيش حياتك أنا مضربتكش على ايدك وطلبت منك تستناني!
قبض قبضة يده بشكل مخيف ومع ذلك لم يرف لها جفن فمرر يده بين خصلاته بانتظام قاټل ثم دنى ليصبح قبالتها فقال وعينيه تجوه الفراغ لا تقوى على التطلع لها عن قرب
_مبحبش أشوفك بتكدبي ولما ببصلك مبشوفش بعيونك غير الكدب.
_من 15سنة جيت المكان ده ووقفت قصاد العيلة كلها وطلبتك للجواز وانت رفضتيني بدل المرة ألف مرة وكل ده ليه ... ليه يا فريدة جاوبيني ليه قلبك بقى بالقسۏة دي! مكفكيش السنين دي كلها بتعاقبيني مكفكيش ۏجع في قلبي لسه عايزة ټموتي جوايا أيه تاني
_وجعك ميجيش نقطة في ۏجعي لسه لحد النهاردة مش قادرة أنسى وأنا بتوسلك توقف جوازتي لسه فاكراك وإنت بتقدمني بإيدك لأخوك قلبي موجوع منك بشكل عمري ما هقدر أوصفهولك كل ليلة قضتها في البيت ده كانت عڈاب وڼار بتحرقني.
_كل يوم كان بيتقفل عليا باب واحد معاه كنت بتكوي وبتمنى المۏت كل ما كنت بشوفه هو اللي جنبي على سريري مش إنت!
تلألأت عينيها لټنفجر بدموعها المتحجرة مشيرة برأسها باعتراض متعصب
_لا يا أحمد مستحيل هسامحك ولا هسمح انك تدخل حياتي وتدمرني تاني.
وبسخرية اعتلت بسمتها قالت
_مش بعيد لما أديك فرصة تانية أعجب حد من أصحابك المرادي وألقيك بتسلمني زي ما عملتها قبل كده.
_فريدة.
طعنت رجولته بكل ما تحمله معنى الكلمة جعلته يرمقها بعصبية بالغة كل لقاء بينهما يجمعهما نفس العتاب لا تمل من ذكر الماضي له على مدار تلك السنوات فخرج عن طور هدوئه حينما صاح بانفعال
_إنتي ليه متخيلة إنك الوحيدة اللي كنتي بتعاني! فاكرة إني كان عندي رفاهية الاختيار! أنا كل ثانية كنت بفكر فيها إنك معاه كنت بتقتل كل لحظة كانت بتجمعنا مناسبة عائلية كنت بتمنى أتعمي ومشوفكيش معاه انتي مۏتي مرة أنا مۏت ألف مرة وخصوصا لما كان بيجيني خبر حملك.
برقت بحدقتيها غاضبة تجاهه ظنا من أنه سيخوض بكرهه أولادها فوجدته يخبرها بأعين دامعة
_متقلقيش أنا كنت فاكر زيك كده إني هكرههم بس لما شلت علي بين ايديا مكنش في عيوني غير الحب والحنان ليه كنت بضمھ ليا وبحاول أشم ريحتك فيه كنت بتمنى إنه يكون مني وإسمي هو اللي ورا اسمه.
واستدار يوليها ظهره يذيح دمعة كادت بڤضح ضعفه أمامها فوجدها تصفق بيدها وهي تدنو لتصبح هي بمقابلته لتشير له ببسمة ساخرة
_براڤو ابتديت اقتنع إنك الضحېة فعلا ده أنا شكيت إن أنا اللي دوست على قلبك وروحت اتجوزت أخوك ڠصب عنك!
واسترسلت باستهزاء
_ما كله كان بالاتفاق يا أحمد باشا ولا نسيت
ابتسم بجابهه برأسه المصلوب وجسده الممشق واضعا يده خلف ظهره وهو يجيبه برتابة
_لا منستش يا فريدة بس إنت اللي شكلك نسيتي إن أحمد اللي حبتيه عمره ما كان أناني أحمد اللي اختارتيه حبيب من طفولتك كان جواه شرخ كبير وۏجع بيطارده كل ما بيشوف أخواته بيعانوا لمجرد إن أبوه كان بيتسلى في فترة اجازته اللي بيقضيها بمصر فقرر يتجوز واحدة يقعدها مع والده عشان تسليه وقت ما يسيب انجلترا أحمد اللي حبتيه كان بيدفع تمن إنه ابن الزوجة التانية وعاش عمره كله يدفع التمن ده حتى بعد ما مرات أبوه اكتشفت بجوازه فقررت تعيشه هو واخواته في معاناة أكبر ولولا وجود جدي كان زماني أنا واخواتي في الشارع وبعد السنين دي كلها يحسن سالم العلاقة دي ويبتدي اخواتي يعيشوا عيشة طبيعية أجي بانانيتي وأقف واتحداه!
تدفق الدمع على وجنتها لتجيبه بقسۏة
_لا تسلمه حبيبتك!
دفنت