صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
وجهها بين يديها تذيح دموعها والتقطت أنفاسها وهي تخبره بجمود
_مبقاش له لزمة الكلام دلوقتي خلاص اللي فات مستحيل هيرجع وسالم دلوقتي بين إيدين ربنا.
ورفعت عينيها إليه تخبره پألم
_متجنيش على روحك بالانتظار يا أحمد أنا معملتهاش وأولادي صغيرين معنديش الجرءة أعملها وهما رجالة وعلى وش جواز اخرج من هنا اتجوز وخلف وعيش حياتك إنت مش كبير أوي وألف ست تتمناك.
_مش عايز غيرك إنت عندي بكل ستات الدنيا كلها يا فريدة! قلبي رافض ينبض لغيرك! كل حتة جوايا عايزاك إنت!
وبرجاء مرهق قال
_من فضلك إرحميني من الأثم اللي عايش فيه بسببك!
وتابع في محاولته البائسة
انهمرت دمعاتها وهزت رأسها مجبرة لسانها على الحديث پبكاء
_إنت ليه مش عايز تفهمني أنا مش عارفة أثق فيك تاني يا أحمد
وإتجهت لأقرب مقعد تجلس عليه حينما اڼهارت قوتها فبكت پانكسار جعله يتابعها پصدمة من سماع كلماتها ليته ماټ قبل أن ټطعنه بكلماتها القاټلة.
انحنى على الطاولة يجذب علبة المناديل الورقية ثم اقترب يضعها جوارها فسحبت منه تجفف دموعها بينما اتجه للاريكة المقابلة لها يجلس بهدوء رزين وكأنه لم يحاورها بما يؤلمه منذ قليل فحرر زر جاكيته بذلته وإتكأ على ساقيه ناظرا للأسفل وهو يسألها بجمود ارتدى قناعه
وضعت ساقا فوق الأخرى واستعادت جلستها تجيبه
_عمران في المستشفى وعلي معاه وشمس فوق في أوضتها.
برق بعينيه بدهشة مما استمع إليه فقال
_في المستشفى ليه أيه اللي حصل وليه مبلغتنيش!
أجابته وهي تتحاشى التطلع إليه
_ألكس حاولت تسمه بعد ما حاول يبعد عنها.
_هو كويس دلوقتي الحمدلله.
استقام بوقفته يغلق زر جاكيته متلهفا
_في مستشفى أيه أنا هروحله.
_عمي!
صوتا غامضا اقتحم مجلسهما فاتجهت نظرات أحمد إليه مرددا ببسمته الجذابة وهو يفتح ذراعيه إليه
_علي حبيبي وحشني أوي.
مال علي برأسه على كتفه يحجر نظراته الساهمة وحينما أخرجه أحمد من احضانه منحه ابتسامة رسمها بالكد وهو يجاهد ما يعتريه الآن فأجلى صوته بصعوبة
ربت على كتفه بحنان وهو يخبره
_اطمن عندي شغل هنا مش هيخلص الا بعد كام شهر لإني هفتتح فرع لشركتي مع مؤسسة كبيرة هنا.
كانت نظرات علي مبهمة تجوب والدته تارة وعمه تارة أخرى لدرجة جعلته بتساءل بقلق من صمته الغريب
_علي إنت كويس
ضم مقدمة أنفه وهو يخرج زفيره
_أنا بس منمتش كويس هطلع أخد شاور وهرجع لعمران الدكتورة كتبتله على خروج بليل.
هز رأسه بتفهم وقال
_اطلع خد شاور وفوق وأنا هرجع الاوتيل هغير وهحصلك.
اعتلاه الضيق وفاض به
_المرادي مش هسمحلك تنزل بأوتيل يا عمي وسبق ونبهت على حضرتك أكتر من مرة ومعرفش سبب اصرار حضرتك إنك تفضل باوتيل وبيتك موجود.
اتجهت عينيه لفريدة التي انقشعت معالمها غاضبا فخشى أن تعود للشجار بينها وبين علي كالمعتاد حينما يصر بجلوسه هنا فقال برزانة
_معلش يا علي سبني براحتي أنا برتاح في الاوتيل.
تلك المرة كان مصر اصرارا غريبا فقال وهو يدنو من الدرج
_مش هيحصل هطلع حالا أغير وأجي مع حضرتك تجيب الشنط قبل ما نروح المستشفى.
وتركه بتطلع لأثره وصعد للأعلى فدمت فريدة شفتيها بغيظ مما يحدث لها ولكنها لم تكن تحمل طاقة الشجار والحديث يكفيها كل تمر به بداية من يومها العصيب.
وجدها أحمد صامتة مستكينة على غير عادتها فدنى يجلس جوارها وهو يهمس بصوته المنخفض
_متقلقيش هقنعه واحنا في الطريق ومش هخليه يعمل كده.
رفعت عينيها إليه بارتباك إلتمسه برفرفة جفونها فجاهدت لخروج كلماتها الثقيلة
_ل... لأ.. تعالى اقعد هنا... آآآ... أنا محتاجة لوجودك الفترة دي.
وسرعان ما بررت حديثها وهي تنهض من جواره
_عمران مشاكله كترت وأنا وعلي مبقناش قدرين نحل معاه هو بيحترمك وأكيد هيسمع منك.
نهض ليقف على محاذاتها مرددا بفرحة وكلمات تنبع من صمام قلبه
_أنا جنبك ومستحيل أتخلى عنك لأخر نفس خارج مني وقولتلك قبل كده يوم ما تحتاجيني هتخلى عن دنيتي كلها عشانك يا فريدة.
ابتلعت ريقها بتوتر جعلها تتهرب من أمامه مرددة بتلعثم وهي تتجه للمصعد
_عن إذنك.. هطلع أشوف شمس.
ابتسم وهو يراقب دلوفها للمصعد فمنحها نظرة أخيرة قبل أن ينغلق الباب بينهما فصعدت عينيه عليه وهو يصعد بها للطابق الثالث فابتسم هامسا
_اهربي على قد ما تقدري أنا مش بمل ونفسي أطول مما تتخيلي!
ألقى بجسده أسفل الدوش مستخدما المياه الباردة عوضا عن الساخنة بمثل هذا الطقس عل تلك البرودة تشل عصبة تفكيره.
فتح علي عينيه على مصرعيها وهو ينهج بصعوبة أسفل المياه ليردد پصدمة مازالت تستحوذ عليه
_معقول عمي وماما!!!
أغلق عينيه بقوة تحرر