صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
فطيمة فأوقف العربة التي تحاول مايا التحكم بعجلاتها لثقل ما تحمله فتصنعت دهشتها لوجوده ورددت
_علي! مش معقول!
منحها نظرة ماكرة ونفذ ما طلبته منه ببراعة
_أنا كنت قريب منكم هنا فقولت أعدي عليكم أخدكم في طريقي.
غمزت مايا بعينيها لعلي فابتسم رغما عنه تكاد تفضحهما بأن مجيئه إلى هنا لم يكن سوى اتفاق جماعي بينهما فتنحنح بخشونة ورماديته تعود لزوجته المرتبكة بوجوده فتساءل
هزت رأسها بتأكيد ووضعت اللحم بالعربة وهي تخبر مايا
_هنحتاجه للكسكس المغربي.
عدلت مايا الكيس البلاستيكي وهي تضيف بأعجاب
_الله عليكي يا فطوم شكلك كده هتبدعي.
وأضافت وهي تشير لعلي
_يلا يا علي على الكاشير يدوب نرجع البيت نحضر الأكل بحيث نصحى الصبح على التسوية.
_بقى كده يا ست مايا جايبني عشان تشغليني.
ألقت مايسان نظرة متفحصة على فطيمة وحينما تأكدت بأنها تخطو على بعد منهما قالت
_علي الحمد لله إنك جيت من أول لما دخلنا الماركت وأنا حاسة إن فاطمة مش طبيعية بتبص على الناس اللي مالية المكان پخوف غريب حتى كان في شاب خبط فيها ڠصب عنه لقيتها اتوترت بشكل غريب أنا خۏفت يجرالها حاجة عشان كده اتصلت بيك.
_كويس إنك عملتي كده يا مايا فطيمة لسه متعافتش بشكل كامل الازدحام وتعاملها مع الاشخاص الغريبة بيربكها بس أنا سعيد أنها بتحاول تتأقلم وتتعايش مع الوضع وده بفضل ربنا سبحانه وتعالى وبفضل وجودك إنت وشمس.
ابتسمت برقة
_أنا حبيتها أوي وحاسة والله إن فريدة هانم هتحبها فطيمة طيبة وقلبها نقي.
_بتمنى بس صعب.
كبتت ضحكاتها وتركته يتجه للكاشير يضع الاغراض على الطاولة الرفيعة فوقفت مايسان جوار فاطمة تتبادل الحديث المرح برفقتها لتجد علي يدنو منهما متسائلا باستغراب
_مش بتقولوا شمس معاكم أمال هي فين مش شايفها!
ردت عليه مايا وهي تجذب هاتفها من حقيبة يدها
_قالت هتطلع تبص على اللبس فوق ثواني هكلمها تنزل.
بغرفة عمران.
تنهد بضجر وهو يردد
_يا عمي بقالي ساعة بحاول أسحب منك أي معلومة عن اللي قولته لعلي ومازلت بتتهرب مني!
_يا حبيبي وفر وقتك ووقتي كان زماني نمت!
صاح عمران بعصبية
_يعني مش هتتكلم
دنى أحمد منه وانحنى قبالته مرددا
_صوتك عالي على ما أعتقد.
تصنع خوفه وابتلع ريقه وهو يهمس له
_مهو مفيش أي حاجة عملتها جابت معاك نتيجة.
ابتسم وأخبره بغرور
_لإن الكلمة اللي قولتها لعلي مش هتخرج لحد تاني كانت ساعة شيطان وانصرف يا عمران ارتاحت!
ضيق عينيه وباصرار قال
_لما يجي علي هعرف منه.
انتصب بوقفته فأغلق زر جاكيته وهو يشير له
_تصبح على خير يا عمران.
وتركه يكاد ينفجر غيظا وغادر لغرفته بينما الأخر يهمس بفضول
_يا ترى قاله أيه خلاه ارتبك بالشكل ده!
نزعت نايا مئزر الجلباب الأسود عن الطبقة الداخلية وأشمرت عن ساعديها مرتدية مريول المطبخ لتبدأ الآن بتفريز الأكياس استعدادا لصنع الطعام ومازال علي يحمل الأغراض من الخارج إليهما بالمطبخ فكانت تحمل منه فطيمة الأكياس لتضعها على الرخامة وحمل كوتون الماء المعدني فأسرعت فطيمة إليه فأشار لها ببسمة حنونة
_تقيلة عليكي أنا هدخلها.
وبالفعل وضعها علي على الرخامة وقال لتلك المنشغلة بتدوين ملاحظاتها وخطتها بالبدء
_ها يا شيف مايا ناقصك حاجة تانية
أشارت له باسمة
_بجد يا علي مش عارفة أشكرك إزاي أنا مكنتش عارفة هرجع بكمية الأكياس دي كلها إزاي إنت ربنا بعتك لينا نجدة.
حك لحيته النابتة ليخفى بسمته الماكرة
_آه ما أنا عارف إن الصدفة دي جت من حظك.
وتابع وهو يشير لفطيمة
_تسمحيلي بقى أخطف منك فطيمة نص ساعة .
أشارت بالقلم الذي تحمله
_نص ساعة بس عشان ورانا تجهيزات كتيرة.
هز رأسه وأشار لفطيمة قائلا
_تعالي يا حبيبتي عايزك.
رمشت بارتباك لسماع كلمته المرهقة لمشاعرها التي تخوضها لأول مرة فاتبعته للخارج حتى وجدته يجلس على الأريكة القريبة من الباب الخلفي للمنزل جلست قبالته تنتظر سماع ما سيقوله فقال وهو يرتدي نظارته الطبية ويجذب نوته
_هنبدأ أول جلسة لينا في حياتنا الزوجية بس تقدري تقولي مفيش وسطات ففكك بقى إنك مراتي وإني هكون لطيف معاكي الشغل شغل ولا أيه
ابتسمت رغما عنها واكتفت بهزة رأسها بخفة فقال
_ها بقى احكيلي يومك النهاردة كان عامل إزاي خصوصا إن دي من المرات المحدودة اللي خرجتي فيها لوحدك!
لعقت شفتيها بارتباك وبدت متحيرة بما ستقول الوضع الآن مختلف بالسابق كانت لتقص عليه كل ما يزعجها كونه طبيبها المعالج الآن هو زوجها كيف ستخبره مثلا بحديث والدته المزعج لها!
كيف ستخبره عما خاضته منذ قليل! الوضع برمته يقلقها.
لمس علي ما تفكر به فتردد بما سيفعله ولكنه بالنهاية فعله مد يده ليمسك بيدها التي تفرك بالاخرى بتوتر فاسترخت بين أصابعه الخشنة وتعلقت