رواية بقلم ندا حسن
أنت اللي جايب الفستان وكان معاه بطاقة مكتوب فيها أنك عايزاني ألبسه النهاردة هو أنت لحقت نسيت
صاح بصوت عال للغاية وهو يجيبها بعصبية مفرطة وحركات هوجاء ناحيتها
نسيت ايه بقولك مجبتش أي زفت وهو أنا لما اجيب هجبلك المسخرة دي علشان تتلوي بيها قدام الرجالة
طيب العلبة والورقة أهم شوف حتى ال.........
قطعت كلماتها عندما نظرت على الفراش ولم ترى شيء غير ملابسه! لقد تركت الصندوق والبطاقة هنا هي متذكرة جيدا لذلك نظرت إليه بتوتر شديد ثم تقدمت لداخل غرفة الصالون تبحث عنهم ربما تكن غير متذكرة ولكنها لم تجد شيء حتى بالمرحاض لم تجد شيء..
كنتي هتنزلي بالفستان ده تحت لو أنا مطلعتش وشوفته صح
نظرت إلى الأرضية فهي حقا كانت ستفعل ذلك أنبت نفسها بشدة على ذلك الغباء منها الذي يجعلها ترتدي شيء كهذا ولكن إذا لم يكن هو الذي أحضره من فعل ذلك تحدثت برجاء وهي تقترب منه
والله العظيم استغربت أنك جايب حاجه زي كده ومكنتش هلبسه بس خفت تزعل مني علشان كده لبسته والله كان في صندوق وورقه مكتوب فيها أنك عايزني ألبسه بس معرفش راحوا فين صدقني ده اللي حصل أنا أصلا جايبه فستان وأنت شايفه يا يزيد
عفريت دخل حطه وكتب عليه إن أنا اللي جايبه يعني!
تحدث بتهكم يسخر من كلماتها التي لا تدلف عقل طفل صغير نظرت إليه بحزن شديد ثم تحدثت قائلة بحزم وجدية
أجابها قائلا مرة أخرى بتهكم وسخرية من كلماتها
المشكلة إني عارف لبسك
سألته بحزن صريح يظهر بعينيها بسبب تهكمه عليها بتلك الكلمات التي تقول بأنها ترتدي غير الملابس المحتشمة
أنت مش مصدقني وبعدين ماله لبسي لما بتعترض على حاجه مش بردك فيها وأنت عارف إني بلبس كويس وحاجات محترمة
هي فين المحترمة
دي ايه مش فاكرة البلوزة اللي كانت مفتوحة زي الشباك والفستان اللي كان مبين رجليكي كلها ولا تحبي افكرك بالفستان التاني اللي لما وطيتي في الجنينة ظهر صدرك كله وفاروق داخل من البوابة سكتي ليه فين المحترمة دي أنت عامله الليلة دي كلها علشان تلبسي اللي أنت عايزاه مهو أنا مجبتش حاجه ومفيش حد هنا هيتهبل في عقله ويعمل حركة بالمنظر المقرف ده
نظر إليها باستغراب وقد شعر بالضعف يجتاحه مرة أخرى فتحدث بتردد قائلا
لم يلقى منها ردا غير أنها ازدادت في البكاء فتحدث مرة أخرى بهدوء ولين حتى تتوقف هي
طيب خلاص... خلاص أنا آسف
أخذها بهدوء وأجلسها على الفراش بعد أن مسح وجهها من الدموع العالقة به جلس على عقبيه أمامها ثم تحدث قائلا بجدية
قومي غيري الزفت ده وهنتكلم في الموضوع بعدين
أجابته بحدة وهي تمسح على وجهها وهناك شهقات متفرقة تخرج من بين شفتيها
مش نازله
أخذ نفس عميق ثم أخرجه محاولا السيطرة على غضبه الغير طبيعي وتحدث قائلا بجدية شديدة
قومي يا مروة غيري الزفت ده واقصري الشړ وبعدين هنتكلم ونشوف ده
حصل إزاي.. يلا
نظرت إليه بحزن وخوف فلم تكن كلماته هينه عليها فعلت ما فعلته لأجله فقط وتخلت عن مبادئها لكي ترضيه وهو في النهاية يحدثها بكل هذه السماء
عاليا كالطيور الذي تغرد بسعادة لحصولها
على الحرية بعد السچن
مرت
بضعة أيام عليهم وهي مازالت تفكر من الذي قد يفعل بها ذلك الشيء وقف عقلها وهي تحاول أن تعثر على فكرة واحدة تدلها على الفاعل ولم تجد حتى أنها فكرت ب إيمان ربما تكن هي من فعلتها ولكن جديا وجدت أن إيمان من أين لها بثوب راقي باهظ الثمن مثل هذا نعم تستطيع أن تأتي بالمال ولكن ذوقها ليس راقي هكذا غير أنها محجبة إذا كيف ستتعرف على مثل هذه المحلات.. وتعتقد أيضا أنها لا تعلم محلات لمثل هذه الملابس في خارج بلدتهم فمؤكد لا يوجد بداخلها فساتين كهذه لا يرتديها سوى
أشخاص في مجتمع راقي يحمل الرفاهية ولا تهمهم أن كانت الملابس محتشمة أو لا..
هي حتى تعجبت من أين ل يزيد بثوب كهذا وهو لم يخرج من البلدة ربما من على إحدى المواقع ولكن ليس هو هل من الممكن أن تكن إيمان هي