رواية جديدة..(عدنان)
بيعرف يقعد معانا فماما اقترحت إننا نعمل الأوضة دي وكنا كل خميس بليل بنقعد كلنا هنا كعائلة نتفرج ونلعب ونهزر وكان في قوانين إن بابا بيقفل تلفونه تماما في الوقت ده عشان محدش يزعج جلستنا في الوقت ده كنت أنا لسا في الابتدائي ولغاية ما وصلت للثانوي واحنا كنا مواظبين على العادة دي وحتى لما بقينا مش بنعلمها كل اسبوع زي الأول كنا كل فترة والتانية بنيجي نقعد هنا كلنا مع بعض بس بعد الحاډث وبعد وفاتهم أنا سافرت تاني لأمريكا ومبقتش بنزل مصر إلا زيارات قليلة وكأني بهرب من ذكرياتهم في البيت والأوضة دي بذات
شكرا إنك موجودة يا نادين
بقدر ما صدمها بضمھ لها بقدر ما أسعدها وكان شعور رائع وهي تعانقه فلفت ذراعيها حول رقبته وهمست فى صوت رقيق ساحر
أنا دايما هكون موجودة معك وما راح اتركك أبدا
رد عليها بخفوت جميل
ربنا يخليكي ليا
لوهلة أحست بنفسها تحلق في السماء من فرط سعادتها وهي تسمع منه هذه الكلمات لأول مرة اتسعت ابتسامتها فوق ثغرها واغمضت عيناها بفرحة تستمتع بأول لحظة لطيفة بينهم
أجاب على الهاتف بهدوء وهو يقود سيارته
الو
أيوة يا عدنان بيه أنا قلبت الدنيا على نادر ملوش أثر بس عرفت إنه ليه بيت قديم هعرفلك عنوانه فيه وهقولك فورا
عدنان بصوت رجولي خشن ومريب
عايز عنوان البيت ده قبل طلوع الشمس مفهووم
حاضر باشا متقلقش كمان كام ساعة بالظبط ويكون العنوان بين ايديك
غريب وكأنه تحول مائة وثمانون درجة عن الصباح الۏحش المخيف الذي كان منذ ساعات أصبح هادئا بشكل ربما يخيف أكثر
توقف بسيارته أمام
منزله ونزل منها ثم قاد خطواته في الحديقة متجها نحو الباب الرئيسي للمنزل أخرج المفتاح من جيبه
عدنان في صوت رخيم
ولا حاجة كنت بغطيكي
دققت النظر في وجهه ولا تعلم لما حدثها قلبها بأن هناك شيء حدث خصوصا بعدما سمعت نبرته الرخيمة التي نادرا ما يتحدث بها سحبت الغطاء على جسدها جيدا وهي تعتدل في نومتها وتهمس باقتضاب
شكرا
تحدث للمرة الثانية يسأل بنفس نبرته السابقة
اكلتي
تعجبت سؤاله وطريقته لكنها اماءت بإيجاب في نظرات تطلق علامات استفهام انتصب في وقفته أخيرا وتمتم بإيجاز وخفوت
كملي نوم تصبحي على خير
تابعته بعيناها في تدقيق وهو يستدير ويغادر الغرفة كانت شبه مدوهشة من هدوئه وأسلوبه المختلف في الحديث بعد ثواني معدودة سمعت صوت باب المنزل ينغلق فضيقت عيناها بذهول هل رحل مجددا بهذه السرعة !! وثبت من الفراش واقفة واسرعت نحو الشرفة تنظر منها فوجدته جلس على الأريكة المتوسطة في نصف الحديقة واطفأ جميع الأضواء ليبقى في الظلام الدامس لا ينير الحديقة سوى ضوء القمر الخاڤت سؤال وحيد طرحته على نفسها في هذه اللحظة وهي تهتف بحيرة
واضح إن في حاجة حصلت
!!
بينما في الأسفل فكان هو هادئا بشكل ېخنقه هو ذات نفسه يمكن القول أنه احتفظ بالموجة الثانية من الطوفان حين يعثر عليهم فنيران الخذي والألم المندلعة في صدره أوشكت أنه تجعله رمادا كان يتساءل عن هوية ذلك الوغد الذي تقوم بخيانته معه واتضح أنه مع اقرب صديق له تماما كما كان يشك كلاهما تآمرا عليه وكان هو الأغبي في المؤامرة لكنه لن يخرج خاسرا سيذيقهم العڈاب الوانا وأشكال وبالأخص هي ! لم تستحق ذرة واحدة من الحب الذي منحه لها ثقته العمياء وتعلقه بها جميعهم كانوا لسذاجته فقط منذ الصباح وهو يطرح سؤال واحد لماذا وكيف ! ربما لم يكن عليه أن يكون وفيا إلى هذا الحد فهذا هو جزاء الإحسان الطعن في الظهر والشرف يقسم لها أنه كما أشبعها بحبه وأظهر لها كيف يكون الحب سيريها أيضا كيف يكون العڈاب والكره الحقيقي
رفع يديها ومسح على شعره نزولا إلى وجهه وهو يزأر من بين شفتيه كالأسد المجروح ويرغب في الاڼتقام