الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة..(عدنان)

انت في الصفحة 26 من 184 صفحات

موقع أيام نيوز


بوضوح وصلت إلى الصالون ورأت أبيها يقف في الشرفة متكيء على السور بساعديه فاتسعت عيناها بذهول أشد وصاحت بفرحة غامرة 
بابي
صك صوتها أذنيه فالټفت فورا للخلف بتلهف وباللحظة التالية فورا 
وحستني وحشتني أوي 
ډفن وجهه بين شعرها يشم رائتحها التي تعيد لروحه الحياة من جديد ويهمس بصوت يحمل في طياته كل الشوق والحب الأبوي 

وإنتي وحشتيني أوووووي ياهنايا 
نظرت له بابتسامة عريضة فاتسعت هو الآخر ابتسامته على أثر ثغرها الجميل المبتسم وقال باهتمام وحب 
عاملة إيه يا سلطانة بابي 
كويسة 
ردت عليه بلطافة تسرق القلوب والعقول ثم سألت بحماس ووجه مشرق 
هنرجع البيت ! 
عدنان بعدم تردد 
طبعا ياروحي هنرجع بيتنا لا يمكن اسيبك تاني ولا ابعدك للحظة عني 
وماما ! 
رفع نظره عن ابنته ونظر لجلنار التي تقف على مسافة منهم وتستند بكتفها على الحائط وتتابعهم مبتسمة بصفاء لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها حين وقعت عيناه عليها بينما هو فهمس لابنته بنبرة تحمل المرح البسيط 
مامي هتاجي معانا طبعا هي تقدر تقول لا أصلا
التفتت هنا برأسها نحو أمها وارسلت لها ابتسامة مشرقة وسعيدة فبادلتها إياها جلنار بنظرات دافئة 
في صباح اليوم التالي 
توقف آدم بسيارته في أحد المناطق الشعبية يدخلها للمرة الأولى ضغط على زر في باب السيارة ونزل الزجاج ليكشف له بوضوح عن طبيعة الحياة في هذه المنطقة أطفال يرتدون ملابس متسخة ويركضون ويلهون بعضهم ينحنى ويضم يده في الأرض ويملأ قبضته بالتراب ثم يقف ويليقها على قرينه الذي كانوا يلعبون مع بعضهم للتو وتشاجروا على شيء نساء تسير حاملة بيديها أكياس ومستلزمات منزلها من السوق ضجة وأزعاج رهيب بهذا المكان !! 
تلفت برأسه يمينا ويسارا بتعجب محاولا إيجاد أي شيء من الذي وصفه له صديقه تنهد بالأخير بخنق وأخرج هاتفه من جيبه واجري اتصال بصديقه الذي أجاب عليه بعد ثواني معدودة 
أيوة يا آدم أنت فين 
آدم بنفاذ صبر 
اوصف الزفت المكان كويس يازياد أنا شكلي توهت ودخلت في منطقة غلط ! 
قهقه صديقه بصوت مرتفع وقال 
توهتي يانوغة 
آدم بتحذير وانفعال من استهزاء صديقه به 
احترم نفسك عشان مغلطش فيك وأنا لساني قليل الأدب
زياد ضاحكا 
طيب ياعم خلاص اوصفلي
أنت دخلت فين بظبط عشان اقولك ترجع وتاجيلي إزاي
هدأ آدم قليلا وبدأ يصف له المكان الذي هو فيه وينظر إلى أعلى المحلات يقرأ اسمائها ويخبره بها لكن فجأة وجد طفل صغير يمد يده من زجاج السيارة ويجذب الهاتف من يده ويركض !! 
فتح عدنان عيناه ببطء في الصباح الباكر وهو يشعر بعضلات جسده كلها متشنجة فقد جلس طوال الليل على مقعد بجوار فراش صغيرته بعدما ذهبوا للمنزل الجديد وظل يقرأ لها القصص حتى نامت ولم يشعر بنفسه إلا وهو يذهب بالنوم معها 
اتجه نحو باب الغرفة وفتحه بحذر شديد حتى لا يزعجها في نومها وغادر وتركه مواربا رفع كفه لرقبته يفركها پألم ويحركها على الجهتين برفق أصدر تأففا حارا ثم وقع نظره على الغرفة المقابلة له والتي لازمتها جلنار منذ قدومهم بالأمس تحرك بخطواته الثابتة نحوها ثم فتح الباب ودخل فوجدها نائمة في فراشها ووجها مقابل للباب وشعرها مفرود بجوارها على الوسادة ترتدي منامة منزليه تصل لركبتيها ولكن ارتفعت قليلا لما فوق الركبة دون أن تشعر وهي نائمة 
مالت شفتيه درجة واحدة
لليسار وهو يتأملها قبل أن يقترب منها بخطواته في بطء حتى لا تشعر به ويقف أمام الفراش ينظر لها وهي منكمشة بجسدها من البرد انحنى عليها قليلا ومد يده إلى منامتها حتى ينزلها ولكنها انتفضت جالسة كالتي لدغتها عقرب بمجرد ما شعرت بلمسة يده وقالت پغضب 
بتعمل إيه !! 
عدنان بنظرات ثاقبة ونبرة جافة 
مالك اټخضيتي كدا ليه 
المفروض متخضش يعني لما اكون نايمة وأحس بلمسة حد على جسمي 
مالت برأسها للخلف في ارتباك بسيط عندما وجدته ينحنى بجسده ووجهه عليها ليهمس في نبرة غليظة 
أولا أنا مش حد ثانيا مفيش غيرنا في البيت 
استعادت شجاعتها وقوتها لتجيب عليه بنظرات شرسة وتحذيرية 
متلمسنيش تاني مفهوووم ياعدنان 
لاحت بشائر ابتسامته المستهزئة وقال ببرود وبعينان حادة النظر 
مفهوم !!!! ولو لمستك بقى هتعملي إيه !
همت بأن تجيب عليه لكن رنين الباب أوقفها وجعلها تتبادل معه النظرات باستغراب ثم انتصب هو في وقفته واستدار مغادرا الغرفة متجها نحو الباب وهي
لحقت به 
أمسك بالمقبض واداره ثم جذب الباب إليه ليجد أمامه ضباط شرطة يرتدون الزي العسكري الأمريكي اتسعت عينان جلنار پصدمة وهرولت تقف خلفه وهي تنظر إلى الضباط بدهشة ! 
الفصل السابع 
كانت في طريقها إلى منزلها بعد عودتها من يومها الأول في العمل بإحدى المكتبات وتحمل بيدها كيس يحتوي على علب اقراص الدواء الخاص بجدتها وإذا بها تجد الكيس يسقط من يدها بعدما اصطدم بها أحد أطفال جارتها وهو يركض پخوف قبضت على الطفل وامسكته من ياقة قميصه وهتفت بغيظ هي تنحنى عليه 
وبعدين معاك يا 
لم يدعها تكمل جملتها حيث حاول إفلات يدها عن قميصه وهو ېصرخ 
ابعدي يامهرة هيمسكني 
التفتت برأسها للخلف لم تجد أحد فعادت له وقبل أن تتفوه ببنت شفة انتبهت
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 184 صفحات