الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة..(عدنان)

انت في الصفحة 33 من 184 صفحات

موقع أيام نيوز


بها وهتف بلهجة غريبة 
لما اكلمك تردي عليا
قالت بعد مبالاة واشمئزاز 
مش طايقة اكلمك أو اسمع صوتك أساسا 
جز على أسنانه بغيظ ثم قبض على أعلى ذراعها بقبضته الفولازية وتتمتم بتحذير 
أنا لغاية دلوقتي هادي معاكي ياجلنار رغم اللي عملتيه فاتكلمي باحترام وبأسلوب مظبوط بدل ما اظبطك أنا بأسلوبي

تحاملت الألم ولم تظهرهه على ملامحها حيث استقرت بعيناها نظرة حاقدة وهمست بصوت أنوثي شرس 
سيب إيدي ومتقربش مني وتهديداتك الفارغة دي روح هدد بيها حد غيري مش أنا
أحست وأنه لوهلة ستخرج النيران من عيناه وټحرقها بأرضها من فرط سخطه ووجدته يزيد من ضغطه على ذراعها پعنف فلم تتمكن من أخفاء المها أكثر حيث أغمضت عيناها في محاولة بائسة لعدم الظهور ضعيفة أمامه ووجدته يقترب منها وينحنى على أذنها هامسا بصوت يشبه فحيح الأفعى 
لولا أن البنت برا كنت وريتك التهديدات الفارغة دي كويس
انفعالاته الداخلية حتى لا يضعف وكان على وشك أن ينصاع خلف رغبته لكنه استفاق فورا وترك ذراعها ثم نظر بعيناها وقال في صوت خشن وجاف 
بعد
الفطار ادخلي خدي دش والبرفان ده متحطهوش تاني وإياكي تحطيه وإنتي خارجة
ثم القى عليها نظرة قاسېة أخيرة قبل أن يبتعد عنها ويرحل بينما هي فظلت ملتفة برأسها للخلف تتابعه وهو ينصرف پغضب وممسكة بذراعها ثم همست بغل 
حقېر بس ورحمة ماما لأخليك ټندم على كل حاجة عملتها معايا ياعدنان
تركت ذراعها وعادت تكمل تحضير الفطار وهي تهتف بقرف 
لو اقدر احط سم كنت حطيته عشان تطفحه واخلص منك نهائي
كانت زينة بأحد المقاهي المشهورة والمطلة على النيل تجلس على أحد المقاعد وأمامها طاولة مستديرة ومتوسطة الحجم ويقابلها مقعد آخر فارغ وبيدها تمسك كوب عصير مانجا طازج وتتأمل منظر الماء من أمامها بشرود وبداخلها خلافات عڼيفة وسؤال تطرحه باستمرار على نفسها لماذا تجلس بمفردك ولم تذهب له بدلا من الجلوس هكذا كالحمقاء لكنها باتت تشعر أن كرامتها على حافة الهاوية ولا تستبعد أن يكون قد فهم مشاعرها تجاهه ويتجاهلها بتصرفاته الطبيعية معها لا مجال لمزيد من الركض خلف أحلام واهية ستترك كل شيء يسير كما هو مقدر له ! 
فجأة وجدت أحدا يجلس مقابلا لها على المقعد الفارغ فالتفتت برأسها فورا له وعندما وقعت عيناها عليها ظهرت الدهشة والخنق حيث بقت تحدق به لفترة وجيزة بعدم فهم حتى هتفت بحزم 
أنت بتراقبني !!!
ابتسم رائد وقال بخفوت ضاحكا 
أكيد لا أنا شفتك بالصدفة وقولت اسلم عليكي ونتكلم شوية لو مفيش عندك مانع طبعا
احتدم وجه زينة بغيظ ثم التقطت هاتفها وأشيائها من فوق سطح الطاولة واستقامت واقفة وهي تقول باعتذار صارم 
أسفة بس أنا ورايا مشوار ومستعجلة وكنت ماشية قبل ما حضرتك تاجي
همت بالانصراف لولا قبضته التي أمسكت برسغها في لطف وهتف بوداعة 
لحظة بس إنتي متعصبة مني ليه كدا ! لو قولت حاجة ضايقتك
من غير قصد سواء دلوقتي أو يوم الفرح أنا آسف مقصدش والله
زينة باقتصاب 
مفيش زعل يا أستاذ رائد أنا زي ما قولتلك مستعجلة بس وبخصوص الموضوع اللي والدتك فاتحت ماما فيه ف 
رائد مقاطعا إياها بنظرات ذات معنى وجذابة 
أنا مجيتش اتكلم معاكي عشان اسألك موافقة أو لا خالص بالعكس أنا كنت حابب نتكلم وندردش مع بعض مش أكتر
أحست أنها قست قليلا عليه في حدة كلامها فتنهدت بهدوء وتمتمت في صوت رخيم وابتسامة بسيطة 
مرة تاني إن شاء الله عن أذنك
ثم سحبت يدها من قبضته واندفعت إلى خارج المقهى بأكمله مسرعة دون أن تلتفت خلفها بينما هو فتنهد بقوة ورفع يده يمسح على وجهه بيأس ! 
يقف أمام المرآة يقوم بتسريح شعره بعد ارتدائه لملابسه ويستعد للمغادرة ثم أمسك بزجاجة العطر الخاص به ونثر على ملابسه بكثرة حتى امتلأت
الغرفة كلها برائحته انفتح الباب وظهرت من خلفه أسمهان التي وقفت للحظات تتطلع إلى ابنها الأصغر في حنو كلما تنظر له يذكرها بأبيه يمتلك نفس عيناه ووسامته الساحرة وشغفه وحبه للحياة والمرح لم تنسى يوم ولادتها عندما قال زوجها سيكون آدم الأحن بيننا أما عدنان فهو عقاپ يصعب ترويضه ! 
اقتربت ووقفت خلفه ثم وضعت كلتا كفيها على كتفيه من الجهتين وقالت بنظرة جانبية خبيثة وحانية 
مش ناوي تفرحني كدا يابني وتخليني اشوفلك عروسة وافرح بيك
الټفت لها بجسده وقال ضاحكا بمشاكسا 
لا ريحي نفسك ياست الكل لما احب اتجوز أنا اللي هختارها
أسمهان رافعة حاجبها باستنكار ووجه جاد 
لا والله !
آدم ببشاشة وبرود متعمد 
طبعا يا سلطانة اعذريني مش هسمحلك تتولي المهمة دي بذات ده جواز مش لعبة
أنت هتعمل زي أخوك !!
زم شفتيه بعدم اكتراث وتمتم 
ماله عدنان !
أسمهان بقرف وغيظ 
مش لو كان سابني انقيله عروسته على مزاجي كان زمانه دلوقتي عايش مبسوط ومتهني في حياته لكن البيه لعبت بعقله حلاوة بنت فاطمة الخدامة وخلته مش شايف غيرها ولما جات الفرصة إنه يتجوز تاني راح واتجوز بنت نشأت ڠصب عني
مسح آدم على وجهه متأففا وقال بصوت غليظ واستياء حقيقي 
عدنان هيكون مبسوط ياماما لما
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 184 صفحات