الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة..(عدنان)

انت في الصفحة 73 من 184 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى بوابة المستشفى بعد لحظات من السير للخروج من المستشفى وجدت حامد بانتظارها أمام السيارة فأخذت نفسا عميقا واقتربت منه ثم استقلت بالمقعد الخلفي للسيارة واستقل هو بمقعده ثم هتف
هو يسألها بتأكيد 
عند الحجة انتصار مش كدا ياهانم 
اماءت له بالإيجار في وجه عابس وتمتمت 
أيوة ياحامد
داخل منزل الخالة انتصار 

كامنة في غرفتها منذ عودتها تجلس على مقعد خشبي قديم أمام النافذة ومستندة بمرفقها عليه واضعة كفها أسفل وجنتها تتأمل الفراغ من أمامها بشرود وعينان دامعة لا تفهم
لما البكاء لكن قلبها يؤلمها عليه وهناك صوت خاڤت في أعمق ثناياها ينادي به يرغب في رؤيته سالما يتحدث وربما أيضا يغضب كعادته وينشب شجار عڼيف بينهم ككل مرة 
فتحت هنا الباب بهدوء ودخلت ثم اقتربت من أمها فجففت جلنار دموعها بسرعة والتفتت برأسها تجاه ابنتها تقابلها بابتسامة حانية حتى وصلت ووقفت أمامها فسألت الصغيرة بعبوس 
هو بابي ليه مجاش ياماما 
بابي تعبان شوية ياروحي والدكتور قاله لازم يقعد عنده لغاية ما يخف وعشان كدا هو قعد مع الدكتور في المستشفى بس وعد إنه أول ما يبقى كويس هنروح أنا وإنتي ونشوفه 
زاد عبوس الصغيرة وتحول إلى حزن فور سماعها بمرض أبيها ثم قالت بملامح وجه بائسة لا تليق بوجهها الملائكي الصغير أبدا 
بس أنا عايزة اسوف اشوف بابي هو وحشني 
تمالكت جلنار زمام دموعها بصعوبة وردت عليها مبتسمة بثبات مزيف 
مش هينفع ياحبيبتي الدكتور قال مينفعش حد يشوفه أول ما يبقى كويس زي ما قولتلك هاخدك ونروحله تمام 
هزت رأسها بالموافقة مغلوبة على أمرها ثم طرحت سؤالها الثاني وهي تمعن النظر في وجه أمها وعيناها السابحة في الدموع 
إنتي زعلانة عشان بابي تعبان 
أخذت نفسا عميقا في محاولة بائسة منها لمنع دموعها من الأنهمار لكنها فشلت وسقطت دمعة متمردة من عينها ثم هزت رأسها بإيجاب تؤكد سؤال صغيرتها وهي تفرد ذراعيها 
وأنا كمان زعلانة 
بتلك اللحظة اڼهارت جميع حصونها الضعيفة وتوالت الدموع على وجنتيها بغزارة لكن دون صوت دموع ألم وخوف وشجن أبدا لم تتخيل أن يأتي يوم وقلبها ينفطر حزنا وخوفا عليه من الفقدان 
قطع اللحظة الدافئة والمؤثرة بين الابنة والأم دخول الخالة انتصار التي فتحت الباب وهي تحمل فوق ذراعيها صينية نحاسية اللون وفوقها ثلاث صحون كل صحن يحتوي على نوع طعام مختلف ابتعدت هنا عن أمها ونظرت إلى الخالة ثم ركضت إليها وتعلقت بقدمها تقول بصوت عابس وعينان شبه دامعة 
بابي تعبان وماما زعلانة يانينا انتصار 
نظرت انتصار إلى جلنار نظرة معاتبة لعدم تمالكها نفسها أمام الصغيرة ثم وضعت الصينية فوق الفراش وانحنت على هنا تحتضن وجهها الصغير بين كفيها وترد عليها بحنو وحب 
بابي تعبان شوية صغنين أوي ياحبيبتي وإن شاء الله هيبقى كويس وزي الفل 
ثم ألقت نظرة سريعة على جلنار التي تتابعهم بعيناها وانحنت على أذن هنا وهمست 
و زي ما إنتي بتحبي بابا وزعلانة إنه تعبان ماما كمان زي كدا
التفتت الصغيرة برأسها ناحية أمها ثم عادت بها أخرى إلى الخالة وسألت بحزن به لمسة الاطمئنان 
يعني بابي هيبقى كويس 
طبعا هيبقى كويس ياحبيبتي إن شاء الله يلا بس إنتي زي الشطار كدا اجري على السرير ونامي عشان بابي لما يرجع ميزعلش إن هنون بتنام متأخر 
ابتسمت هنا بلطافة وجهها الملائكي ثم ركضت فورا نحو الفراش وتدثرت بالغطاء فضحكت انتصار بخفة وارسلت لها قبلة في الهواء ثم حملت الصينية مرة أخرى وأشارت لجلنار بأن تلحق بها 
الخالة انتصار كانت تعمل خادمة في منزل نشأت الرازي وكانت علاقتها بوالدة جلنار جدا وتحبها كثيرا ساعدتها في تربية جلنار من الصغر لذلك تعتبرها جلنار والدتها الثانية حتى بعد ۏفاة أمها في سن صغير كانت انتصار دائما بجوارها لم تتركها تماما كأمها وكانت جلنار تتردد على منزلها كل آن وآن بعدما تركت العمل في منزلهم فور ۏفاة أمها 
خرجت خلفها وجلسا على
الأريكة الكبيرة في الصالون فقالت انتصار بنبرة مشفقة 
كلي إنتي مكلتيش حاجة يابنتي 
جلنار برفض 
مليش نفس يادادا 
احنا مش اتفقنا إنك تمسكي نفسك قدام البنت ياجلنار 
مقدرتش والله من غير احس لقيت دموعي نزلت 
تنهدت انتصار مبتسمة ثم قالت بوضوح وصراحة تامة وهي مثبتة نظرها عليها بثقة 
اللي يشوفك خاېفة عليه بالشكل ده ميشوفكيش وإنتي عايزة تتطلقي منه 
ارتبكت قليلا وردت عليها بحزم 
دي حاجة ودي حاجة الاتنين ملهمش علاقة ببعض
انتصار ضاحكة 
لا إزاي ملهمش علاقة ببعض !! ده إنتي من ساعة ما رجعتي من المستشفى وإنتي دموعك موقفتش وده معناه حاجة
واحدة هي إنك بتحبيه
رمقت جلنار انتصار بدهشة امتزجت بالتوتر الذي سرعان ما حاولت إخفائه وهي تهتف نافية بجفاء 
لا طبعا مش بحبه !! أنا بس زعلانة على الوضع اللي هو فيه وطبيعي ازعل
في الأول والآخر هو أبو بنتي بعدين بحبه إيه يادادا إنتي كأنك متعرفيش اللي بينا
انتصار بابتسامة مستنكرة 
عارفة وعشان كدا مستغربة ! عموما ربنا يقومه بالسلامة يارب 
همهمت جلنار بخفوت وصوت يكاد يسمع 
يارب
على الجانب الآخر من العالم بمدينة كاليفورنيا بأمريكا 
انتهى الاجتماع أخيرا وخرج الجميع تباعا
 

72  73  74 

انت في الصفحة 73 من 184 صفحات