الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية جديدة..(عدنان)

انت في الصفحة 94 من 184 صفحات

موقع أيام نيوز


يابابي 
ثم انحنت على أذنه وهمست وهي معلقة نظرها على أمها 
مامي متعصبة عشان روحت الشغل 
دقق النظر في وجه جلنار التي تتجاهله تماما وكأنه غير موجود ثم همس لصغيرته بإيجاب 
اه مهو واضح اوعي تكوني قولتليها حاجة عن المفاجأة 
ضمت يدها وفردت سبابتها فقط وهزتها يمينا ويسارا بالرفض وهي تبتسم بمكر فعاد هو يقبل وجنتها متمتما بغمزة 

شطورة روحي استنيني برا يلا عشان
جايب لملاكي لعبة حلوة أوي بس الأول
هشوف ماما وأجيلك
صاحت بسعادة غامرة ثم هزت رأسها بإيجاب وهي تنزل من فوق ذراعيه وتقول بحماس 
بس بسرعة 
عدنان ضاحكا 
حاضر
هرولت راكضة للخارج كما طلب منها بينما هو فاقترب بخطواته من جلنار ووقف بجوارها يتابعها بنظراته المستمتعة وهي تتصنع عدم الاكتراث به 
خرج صوته خاڤتا بلؤم 
بقى هو ينفع تشكيني لبنتي وتقوليلها بابا مزعلني 
ودت بشدة أن تجيب عليه من فرط غيظها لكنها تمالكت نفسها حتى لا تفسد مخططها واكملت تجاهلها له استمر هو بالتكلم قاصدا إثارة غيظها أكثر 
إنتي زعلانة ليه ! 
نجح في إشعال نيرانها وكانت ستنفجر من فرط الغيظ ونجحت أيضا بتجاهله ولكنها شعرت أنها إذا لم تتكلم وتصرخ ستصاب بنوبة قلبية فغرزت السکين پعنف في الطماطم وصاحت بنبرتها المرتفعة 
وطي TV يا هنا 
ضحك وانحنى عليها يطبع قبلة فوق شعرها هامسا بدفء 
متزعليش !
رمقته بنظرة ڼارية وصاحت مرة أخرى وهي عبارة عن بركان ثائر 
ياهنا 
كانت ستنطلق منه ضحكة عالية لكنه تمالك نفسه بصعوبة حتى وجدها تندفع للخارج وتتركه فترك العنان لضحكته تنطلق بحرية 
كان آدم يقود سيارته في طريق عودته للمنزل لكنه فتح الدرج الصغير في السيارة حتى يأخذ منديلا ورقيا فلمح العقد الفضى الخاص بمهرة التقطه وقلبه بين يده بتمعن تارة ينظر له وتارة للطريق وبعد دقائق من التفكير العميق استدار بالسيارة متجها في طريق مغاير لطريق منزله 
على الجانب الآخر كانت مهرة في طريقها للمنزل بعد انتهاء دوام عملها اليومي كانت تسير في طريقها المفضل والأقرب لمنزلها رغم أنه يكون هاديء دائما ولا يسير به أحد إلا أنها لا تبالي سمعت صوت بدرية من الخلف وهي تهتف 
مهرة !! 
توقفت وتأفف بصوت مسموع وبخنق ثم استدارت لها بعد ثواني وهي تقول بقرف 
خير ! 
اقتربت منها بدرية وهي تمسك بيدها قماشة بيضاء صغيرة وهدرت بغل 
مكنش ينفع معاكي غير كدا معلش بقى يابنت الغالي
ثم غارت عليها تكمم فمها وانفها بالقماش الممتليء بمادة مخدرة وسط محاولات مهرة لأبعادها عنها ونجحت بالأخير فعلا حيث استدارت تركض بعيدا عنها لكن بعد خطوات قصيرة تشوشت الرؤية أمامها وكل شيء أصبح يتراقص من حولها فتوقفت محاولة استعادة وعيها لكن الدوار يشتد أكثر ورغما عنها دون أن تشعر سقطت على الأرض فاقدة الوعي 
نهاية الفصل
الفصل الواحد والعشرون 
توقف بسيارته بأحد الشوارع الجانبية لتلك المنطقة الشعبية تفحص المارة بعيناه التي تخفيها نظارات شمسية سوداء وهو داخل سيارته التقط العقد ووضعه
في جيب بنطاله ثم فتح الباب ونزل وأغلقه بهدوء وقف والټفت حوله بنظرات تائهة وصل لمنطقتها لكنها لا يعرف منزلها لاحظ نظرات الفتيات والنساء والرجال وهم يمرون من جانبه بعضها نظرات استغراب وفضول والآخرى غامضة ما بين همسات الفتيات وهم يعلقون نظرهم عليه بإعجاب تنهد بقوة ثم سار بخطواته في الطريق وهو ينقل نظره بين كل شيء فوجد طفل حوالي في التاسعة من عمره يركض خلف صديقه الآخر فاقترب منه واوقفه هاتفا بخفوت 
في بنت هنا اسمها مهرة متعرفش بيتها فين 
صمت الطفل وهو يحدق بآدم في تدقيق ملابسه الاشبه بملابس الأثرياء ونظارته الفاخرة جعلته يتساءل عن سبب سؤاله عن فتاة حارتهم فقال له بقوة لا تليق بصوته 
وإنت مين وتعرف مهرة منين ! 
آدم باسما ببعض التعجب من لهجة الولد وطريقته في التكلم 
اعرفها من الشغل 
نزل الولد بنظره يلقي نظره متفحصة على آدم بريبة فور قوله بأنه يعرفها من الشغل ثم أجاب عليه بالأخير في مضض 
تعالى ورايا
القى بجملته واستدار وسار باتجاه منزل مهرة بينما آدم فتأفف ببعض الحنق وسار خلف ذلك
الطفل حتى وقفا أمام بناية صغيرة متهالكة مكونة من طابقين والټفت له الولد هاتفا وهو يسير بأصبعه لأعلى 
الدور التاني 
اماء له آدم بالموافقة وقبل أن يستدير الطفل وينصرف هتفت الجارة سماح من شباك شقتها بالطابق الأرضي 
مين ده ياواد ياسيد ! 
نظر إلى آدم وقال باقتضاب 
واحد عايز مهرة بيقول يعرفها من الشغل 
ارتدت سماح نظارة النظر خاصتها وتفحصت آدم بتدقيق شديد فابتسمت بخبث وقالت ساخرة 
هو إنت اللي بيقولوا عليه ولا إيه ! 
ضيق آدم عيناه بعدم فهم ولكنه لم يكترث وهم بدخول البناية حتى يصعد لشقة مهرة لكنها أوقفته هاتفة بفضول شديد 
ومن امتى بقى على كدا ! 
توقف والټفت لها برأسه هادرا بصوت رجولي غليظ 
نعم !! 
سماح بتوضيح أكثر وبلؤم أنوثي وهي تتفقد بعيناها كل جزء بآدم 
من امتى يعني وإنت ماشي مع البت مهرة والله وطلعتي قادرة يابنت رمضان الولا باين عليه ابن بشوات أوي 
رفع حاجبه بنظرة مخيفة استقرت في عيني آدم لكنه أصدر زفيرا حارا بنفاذ صبر ولم يعيرها اهتمام
 

93  94  95 

انت في الصفحة 94 من 184 صفحات