رواية بقلم منى لطفي
الارتباط بيكي وانه حتى لو رفضت فأنا مش هزهق وهحاول بأي طريقة انى أقنعك بإرتباطنا
عقدت منة جبينها والتفتت اليه ناظرة الى فحم عينيه وهى تسأل في حيرة
وليه إصرارك أوي كدا على الارتباط بيا أعتقد انت ممكن تلاقي ألف واحده توافق عليك انت بمواصفات العريس أعتقد انك مناسب
ابتسم سيف قائلا
إنت يا منة لا تعلم منة لما هذه الاختلاجة التي أصابت قلبها فنطقه لأسمها الآن جعلها تشعر وكأنه يغازلها حاولت منة ازاحة عينيها بعيدا عن أسر عينيه وقالت وهى تتهرب بنظراتها
وإيش معنى أنا
أجاب سيف وهو يشير اليها بالجلوس على الأريكة العريضة
جلست منة على طرف الاريكة حيث أشار سيف ولم تنتبه أنه هو الآخر قد جلس على ذات الاريكة في الطرف المقابل لها
قال سيف بهدوء وجدية
شوفي يا منة انا طول عمري وانا الجواز دا آخر حاجه بفكر فيها بالعكس أنا علشان الكبير والولد الوحيد وسط أربع بنات وعيلتي من المنيا من الصعيد فكانوا بيلحوا عليا في الجواز بشكل مش طبيعي ووالدي كل مرة بسافر لهم فيها لازم يفاتحنى في موضوع الجواز بيني وبينك أنا كنت شايله من دماغي خالص عقدت منة جبينها منة وسألته
نظر اليها سيف مجيبا بينما نظرات عينيه تدغدغ أوصالها
كل الكلام اللي انت بتقوليه دا مظبوط لكن أنا كنت شايف أن لسه وقت قودامي على ما أفكر أرتبط لكن كل حساباتي أتغيرت وبالتحديد من أسبوعين وخمسة ايام بالظبط
وايه اللي حصل من اسبوعين وخمسة ايام وخلاك تغير رأيك
سيف بهمس جعل دقات قلبها تتسارع قفزا بالرغم منها
اللي حصل إني شوفتك اضطربت منة وقالت وهى تشيح بوجهها الذي غدا في حمرة الشمندر السكري وقالت بارتباك ظاهر
إي إيه أنا مش فاهمه إنت قاطعها سيف بلهفة لم يستطع مداراتها
ايوة يا منة ارجوك اسمعيني انا من أول لحظة شوفتك فيها وأنا حاسس ان كلي متلخبط إسألي اخوكي كدا قوليله انا متقدم لك من امتى هيقولك من عشرة ايام بالظبط
انا مش مضطر اني أزوء كلامي بصي يا منة انا معرفش اللف والدوران من ساعة ما شوفتك عجبتيني ولاقيت اعجابي بيك بيزيد كل يوموانا بحب الوضوح ولأنك أخت صاحبي لازم كنت أبقى صريح معاه انا مش هبصلك من وراه انا عارف انى فاجئتك لكن أعمل ايه انا كمان عاوز أرسي على بر طول ما الموضوع متعلق وانا مش عارف آخد بالي
قطبت منة متسائلة
انهرده ليه ايه اللي حصل انهرده اعتقد المقابلة كانت ناجحة والشغل عجب العميل
صمت سيف قليلا ولم يرد الإفصاح عما مر به هذا اليوم والذي لم يبشر بالتفاؤل منذ البداية حين فاجئه أحمد بمرافقته لهما الى هذا المتحذلق المغرور المسى طارق والذي يود كثيرا لكمه في أنفه فقد لاحظ طريقته في النظر الى منة والتي أثارت حفيظته ورغبته في الاسراع بأمر ارتباطهما كي يقطع الطريق على كل من يفكر مجرد التفكير في النظر اليها فهي منته هو وحده وليس أحد آخر
امتنع سيف عن الاجابة وبدلا من ذلك قال
سيبك من الموضوع دا دلوقتي ممكن أعرف ردك على طلبي
ارتبكت منة قليلا ولم تعرف بما تجيبه ولكنها لم تعتد هي الأخرى الهروب من المواجهة ولهذا شحذت همتها واعتدلت في جلستها ناظرة اليه وقالت بكل هدوء وضبط للنفس تمتلكه
باش مهندس سيف طبعا حضرتك عارف انك بمواصفات العريس فإنت ما شاء الله مواصفاتك تغري أي بنت بالموافقة عليك وأي أهل يبقوا فرحانين لأرتباطك ببنتهم
لا يعلم سيف لما هذه الكلمات قد أثارت خوفه بدلا من فرحته بمديحها له وانتظر تتمة كلامها
انا بحترم صراحتك جدا وأنا كمان مش بحب اللف والدوران انا زي ما انت عارف لسه مخلصة الكلية من فترة قريبة اوي وحلمي انى أسافر بره أكمل دراسات عليا رفعت كتفيها وأكملت وسط نظرات عدم الراحة والاستهجان التى رماها بها في حين لم تنتبه هي اليها وبدلا من ذلك تابعت بحماس في شرح وجهة نظرها
عارف انا حلمي دايما انى أكون مهندسة ديكور متميزة فيه فرق بين الناجح والمتميز وانا بحب التميز والتفرد بحاول على أد ما أقدر أنى أوصل للي بحلم بيه
سيف بهدوء يناقض ما يعتمل في داخله من ڠضب من أحلامها التى قد تقف عثرة في سبيل تحقيق حلمه هو ولكنه لن يستسلم ومنة ستكون له قال سيف
يعني أفهم من كلامك