الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 18 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


انك مش رافضاني كشخص ورافضة مبدأ الجواز دلوقتي 
أومأت منة بهدوء مجيبة
آه تقدر تقول كدا 
سيف بمناورة ذكية
طيب وايه المانع انك تتجوزي وتحققي أحلامك في نفس الوقت أنا عمري ما هقف قودام طموحك بالعكس انا هشجعك وخصوصا اننا تقريبا بنشتغل في نفس المجال 
منة وقد بدأت تشعر بالتململ من هذا الحديث واحساسها بالحرج يزداد

معلهش يا باش مهندس انا طبعا مقدرة طلبك بس للاسف أنا مش بفكر في الموضوع دا خالص دلوقتي 
كان هناك سؤال يلح على عقل سيف ولا بد من معرفة جوابه فبناءا على اجابتها سيحدد هو خطوته المقبلة تنحنح سيف قبل ان يتحدث وهو يضع عيناه في عينيها لتأسر نظراتها
تسمحيلي أسألك سؤال هزت منة رأسها بالموافقة فتابع
فيه حد تاني في حياتك لفظ السؤال بصعوبة شديدة وكاد قلبه أن يتوقف عن العمل في انتظار سماع اجابتها والتي لم تتأخر عبست منة قائلة
حد تاني حد تاني ازاي يعني وما لبث أن أشرق عقلها بالفهم فأجابت 
لا طبعا ولو فيه أول حد هيعرف أحمد أخويا أنا مش بخبي حاجه عليه أبدا 
لم تعلم منة كم كبرت في نظره لدى تصريحها بأنها لا تفعل شيئا في الخفاء وإلى أي مدى هي واضحة وصريحة مع ذويها فاستحقت بالمقابل ثقتهم المطلقة بها وهذا ما يجعله متمسكا بها الى النهاية نظر اليها سيف وقال بهدوء واثق
انا طبعا مقدر صراحتك بس معلهش انا مش شايف تعارض بين الجواز وبين تحقيق احلامك بالعكس بقه الجواز بيبقى حافز للنجاح 
قطبت منة بتساؤل رآه في عينيها فتابع محاولا اقناعها برأيه
يعني مثلا عندك أنا من ساعة ما فكرت في الارتباط بيكي وانا بقيت عاوز أنجح أكتر وبقى ارتباطنا هو اللي بيحفزني انى اشتغل اكتر وانى اكون مش بس ناجح لا وابتسم مكملا
ومتميز كمان وعلى فكرة النجاح والتميز دا مش علشاني أنا لوحدي لأ دا علشاننا احنا الاتنين لأني من يوم ما فكرت ارتبط بيكي واحنا الاتنين في نظري بئينا واحد 
لم تعلم منة ماذا تقول فهذا الكم من المشاعر الفياضة والتي يغدقها عليها سيف تشعرها بالعجز عن النطق هي كأية فتاة في مثل سنها تفرح عندما تعلم أن هناك من يحمل لها هذا النوع من الاحاسيس الجميلة التي تستشعر صدقها في نبرة صوته ونظرة عينيه ولكنها لن تخدع نفسها بأنه أحبها فلا يمكن أن يحبها في مثل هذه الفترة القصيرة تخضب وجهها بحمرة الخجل بينما تابع بصوت أجش وقلبه يطرق بين جنبات صدره هولا مما اعترف لنفسه به توا فهذه الصغيرة التى تقبع أمامه تفرك يديها خجلا بينما حمرة وجهها تجعله راغبا بقطف ثمار وجنتيها اللتان تبدوان أشهى من ثمار الفراولة الطازجة هذه الفاتنة نجحت فيما فشل فيه غيرها هو لن يخدع نفسه أكثر من هذا فرغبته الشديدة في الارتباط
بمنة ليس لمجرد أنها تناسب متطلباته في شريكة حياته او لأنه معجب بها بل لأنه يحبها يحبها كما لم يتصور أن يحب أحدا بهذا الشكل من قبل بل إنه يعشقها ويحلم باللحظة التي تنتمي فعليا إليه والتى تصبح فيها إمرأته هو لم يستطع البوح لها بما يعتمر في قلبه من مشاعر جياشة لها خوفا عليها من طوفان الاحاسيس التى تجيش بداخله مھددة بهدم حصون مقاومته سعل قليلا مزدردا ريقه بصعوبة وتابع بصوت أجش
ممكن ما تجاوبيش دلوقتي خدي وقتك وفكري وبعدين يا ستي لسه فيه خطوبة والخطوبة دى مرحلة للتعارف انت ليه تحكمي على ارتباطنا بالفشل من قبل ما تدي نفسك فرصة انك تعرفيني كويس وتديني فرصة أثبت لك اني صادق فعلا في كل حرف قلتهولك 
ترددت منة في الاجابة ثم تحدثت بصوت مرتبك
يعني لو انا بقول لو حصل وما اتفقناش هتقبل ساعتها برأيي احتلت نظرة غامضة عينيه وقال 
ماتسبقيش الاحداث يا منة عموما انا عمري ما هجبرك على حاجه انت مش عاوزاها 
ارتاحت أسارير منة فقال سيف بابتسامة
ممكن بقه تنادي عمي علشان عاوزه 
أومأت منة بالايجاب وهمت بالوقوف حينما وضع سيف يده على يدها المستريحة بجوارها هاتفا بلهفة
استني نظرت منة الى أصابعها المستريحة في قبضته فأزاح سيف يده والتي كانت كمن لامس سلكا كهربائيا مكشوفا فلحظة ملامسته لبشرتها سار تيار كهربائي عالي التردد في جسده بأكمله بدءا من أصابع قدميه وحتى منابت شعر رأسه مرورا بعموده الفقري نظر اليها سيف بنظرات أشاعت الفوضى في حواسها كانت وكأنه يلامسها بعينيه اضطربت ارتبكت و سكنت لم تستطع الابتعاد قيد أنملة وكأنها تسمرت في مجال مغناطيسي بفعل شعاع عينيه الثاقب كان أول من قطع خيط التواصل الغير مرئي هو سيف حيث فك أسر عيناها بنظرات خاصة كادت تشعر بأنها تحمل لها رجاءا حار وقف سيف في حين اعتدلت هى في وقفتها واعتلت عينيها نظرات تائهة مشتتة بينما همس لها بعد أن أجلى حنجرته
هستنى ردك ما
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 117 صفحات