الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية جديدة بقلم سوما

انت في الصفحة 19 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز


بدأت تنظر من النافذة على الخان.
شوارعه أشبه بشوارع القرى القصيرة و بها بيوت من الطوب اللبن يسكنها العمال و بيوت أخرى من الطوب الأحمر و الخرسانة لكنها ليست عاليه او يظهر عليها الثراء كبيت عائلة غانم .
الأراضي الزراعية كانت لها الغالبية الساحقة بالإضافة إلى المصانع المملوكة لغانم .
نظر لها مبتسما و سأل إيه رأيك في الخان 

هزت رأسها مبتسمة و قالت أيوه حلو أوي و هادي حبيته أوي عشان بيفكرني ببلدي .
نظر لها مستغربا و سأل بلدك 
حلا أيوه.. ما قولت احنا فلاحين أصلا.
توقف بالسيارة فنظرت له مستغربة بينما ردد هو إنتي تعرفي إني ماعرفش أي حاجة عنك نهائي و دي حاجة غريبة جدا أنا أصلا مش بسمح أنها تحصل أي حد سواء قريب او غريب و لو حتى هيشتغل مزارع باليومية في الأرض لازم ابقى عارفه و إنتي مش عارف عنك حاجة.. حرفيا ولا حاجة.. تقريبا ما عرفش غير إنك أسمك حلا و إني مشدود لك ... أوي .
أتسعت عيناها من تصريحه الأخير لكنه لم يعطيها الوقت كي تأخذ فرصتها لتصدم ثم تستفسر عن مغزى حديثه فقد ترجل من سيارته و إلتف حولها حتى أصبح أمامها يفتح بابها و يساعدها كي تترجل هي الأخرى لتجد نفسها أمام بيت صغير من طابقين يختلف كثيرا في تكوينه عن بيت العائلة الكبير.
فبيت العائلة ضخم و يحد بسور عالي و بوابه عظيمة لكن هذا البيت صغير لا يوجد به أي مقدمات او نهايات فقط باب عادي مزرقش گجدران المنزل .
و تقدم غانم يسحبها معه ثم فتح باب البيت و دخل معها .
بقيت تنظر لأرجاء المكان و هي مبهورة فقد دلفت من الباب الذي أوصلها الي حجرة معيشة متوسطة الحجم و لجوارها أربع غرف و في نهاية غرفة المعيشة يوجد باب كبير ذهب إليه غانم ليفتحه .
اتسعت عيناها منبهرة زيادة و هي تشاهد النيل أمامها مباشرة ورددت الله.
عاد غانم لعندها يشبك يده في يدها و قادها لهناك و هو يردد الباب ده فيه سلم ينزلك تحت تبقى في جنينه صغيره على النيل و سلم يطلعك فوق للدور التاني.
كانت مسحورة تماما بالأرض الخضراء و الشجر ثم نهر النيل خلفهما.. و الشمس الصافية صنعت دفئ غير عادي في المكان الهادئ تماما.
تقدم ليقف بجوارها و سأل عجبك البيت 
فجاوبت على الفور ده تحفة .
أخذ نفس عميق و قال ده بيت أحلامي .
صدمت كثيرا و نظرت له بأستغراب ثم سألت و بيتك التاني إلي لسه جايين منه 
غانم ده بيت العيلة .. بيت غانم باشا الكبير .. جدي بس انا مش بحب البيت ده و مش عارف ليه .
حلا طب لو كده عايش فيه ليه 
غانم أخدت على كده بس في فرق بين أخدت على إيه و بين نفسي في أيه .
فسألت مباشرة نفسك في أيه 
سحب نفس عميق ثم
قال نفسي أعيش في البيت ده أنا و أنتي و بس .
صدمت مرة ثانية و بقى فمها مفتوح من الصدمة فقال مستغربة مش كدة و أنا كمان على فكرة ... أنا حرفيا مش عارف عنك أي حاجة و مش عارف أخرة كل ده أيه ..
أقترب منها و قال بأنفاس ملتهبة أنا لسه فاكر أول مرة اتقابلنا مش بتروح عن بالي و دايما ببقى عايز أسألك حسيتي بأيه لما كنتي في .
حاولت إستجماع قوتها و قالت هحس بأيه أنا عارفة أنك كنت مش عارف أنها أنا.
صمتت لثواني ثم نظرت لعينه و قالت كأنها تطلب منه أن يستفيق و عارفة أنك راجل متجوز.
أشاحت بوجهها تنظر لمياه النيل و هو صمت لثواني ثم قال سلوى عارفة إني مش بحبها على فكرة .
أستفزها كلامه لدرجة كبيرة فقالت إلي أكتشفته في الفترة إلي عيشت فيها في بيتك إنك مش بتحب حد غير نفسك و بس .
اغمض عيناه بعصبية شديدة ثم جذبها من ذراعها حتى تواجه وجهيهما و قال إزاي و أنا بحبك ....
صمتت و قد توقف كل شيء من حولهما فقط تنظر له پصدمة من سرعة إعترافة الواضح تسأل ترى هل ما يقوله حقيقي أم أنه حديث كمثل الذي ضحك به على عقل رنا و هي الضحېة القادمة ليس إلا.......
خان غانم بقلم سوما العربي الفصل الثالث عشر كانت تنظر له بأعين متسعة مصډومة و هو فقط ينظر لها بترقب و لهفة منتظر رد فعل منبهر على ما صرح به. لكنها كانت صامته تماما حتى أنه هزها بين يديه بقليل من العصبية يردد حلاا . بقت ساكنة على وضعها ... تنظر له بصمت تام فعاود هزها لكن بعصبية أكبر و قال إنتي سمعتيني حررت نفسها من بين ذراعيه و ألتفت تحاول الإبتعاد لكنه ذهب خلفها بعصبية شديدة و جذبها من ذراعها جعلها تلتف له و هتف بحدة إنتي سيباني و رايحة فين بعد إلي قولته ده بقولك أنا بحبك يا حلا . نظرت له بتيه كأنها لا تعرف كيف تتصرف كانت مشوشة تماما ابتلعت رمقها بصعوبة ثم قالت خلينا نرجع البيت . حضرت كل شياطينه في لحظة هو يعترف و لأول مرة لفتاة بحبه ... إنه حدث بحد ذاته . و بالمقابل تلك الفتاة تتهرب منه لا تنبهر ولا تصدم ... بل تتهرب . توقع ردة فعل أخرى غير تلك التي يراها الآن مما زاد من عصبيته فخطى خلفها و جذبها من معصمها لتلتف ناحيته على الفور ليقبض على ذراعيها بكفيه و يعيد هزها بقوة و ڠضب مرددا إنتي ما سمعتيش أنا قولت إيه دلوقتي ! خفضت رأسها أرضا و جاوبت سمعت . استعرت عيناه پغضب جم و صړخ فيها و لما هو سمعتي إزاي مافيش عندك رد نظرت لعيناه و قالت أرد أزاي و أنت راجل متجوز فقال من بين أسنانه مالكيش دعوة بجوازي دلوقتي أنا بقولك بحبك إنتي فاهمه للحظة تداعى ثباتها أمام هيئته المخيفة و رددت فاهمة فاهمة. صمتت لثواني تبتلع رمقها بصعوبة تحت أنظاره المتفحصة لها بغيظ و ڠضب شديد ثم قالت أنا ... أنا بخاف منك . جعد ما بين حاجبيه و قد لانت قسۏة يده على ذراعها قليلا ليسأل بإستنكار ليه هو أنا پخوف جن جنونه و هو يقول ده أنا بحبك . فقالت بصدق أنت مش بتشوف نفسك بتبص لي أزاي أنا بحس أنك زي ما تكون عايز تخنقني .. عايز تحبسني . فصړخ پجنون عشان بحبك بقولك أفهمي . هزت رأسها بهلع و قالت لأ الحب عمره ما كان كده... الحب أمان .. أني أحس أن الدار أمان .. مش زي ما أنت بتقول خالص . نظر لها پغضب يسأل بترقب و إنتي عرفتي منين بقا كل الكلام ده هزت رأسها بيأس تردد شوفت .. أول حاجة راحت ليها دماغك و سبت إلي قولته. شعر بخطاءه و قربها له يردد من حبي ليكي يا حلا .. أنا أول مرة أحب.... كان سيكمل بصدق لا يعلم أن كلمته تلك تذكرها بالماضي الأليم كله . لأول مره يحب دمر حياتها هو ورنا بدون حب من الأساس . هو ببساطها يسقطها على أرض الواقع فالټفت تجمع شتات نفسها ثم قالت بمراوغة ماتنساش أنك صاحب البيت إلي أنا بشتغل خدامة فيه و عندك بيت و أسرة و طفل مستنيك ... مش هينفع. لفها له بقسۏة يسأل بسخرية هو ايه ده إلي مش
هينفع أنا غانم صفوان ... يعني أيه تقولي لي مش هينفع تخشب من طريقته في الحديث و قالت يعني إيه يعني أنت غانم صفوان قصدك إيه قصدك إني البت الخدامة إلي شغالة عندها و بإشارة منها تترمي تحت رجلك مش كده . أرتبك قليلا و قال لأ أنا مش قصدي كده أنا..... كان سيبرر لكنها قاطعته تقول أنت إيه يا غانم بيه بس اقولك أنت عندك حق... أنا مالقش بمقام جنابك و أنا مش ناسية نفسي على فكرة و لسة مفكراها و مفكراك بوضعي . سب نفسه ألف مرة على ما فعل أو قال لقد شعر بالحزن عليها لما جعلها تشعر به جراء كلماته الأنتقامية المتعالية قربها له يحاول إدخالها في أحضانه و هو يردد حبيبتي أنا مش قصدي و لو سمحتي ما تقوليش على نفسك كده تاني أنتي أجمل بنت في الدنيا كلها . صمتت تماما و هو يشبع عيناه من جمالها ثم قال سامحتيني أخفضت عيناها أرضا ثم قالت لسه . غانم طيب أعمل أيه عشان تسامحيني فقالت على الفور تخليني أروح بيتنا . تلاشت إبتسامته فجأة و نظر لها بحزن يسأل عايزة تسبيني و تمشي أنتي ليه راحتك في بعدك عني حلا مش كده بس... حاسة إن الوضع ده كله على بعضه غلط و وجودي في بيتك مالوش لازمة . غانم إزاي .. أنتي بقيتي روحي عايزه إزاي تسبيني و تمشي. أغمضت عينيها تهز رأسها ثم قالت يا ريت كان الوقت غير الوقت و الوضع غير الوضع . فهم عليها تماما و قال فعلا ياريتني قابلتك من زمان.. و ياريتني مافكرت بعقلي في كل حاجة. حلا خلينا نرجع البيت طيب.. الوقت أتاخر و أنا بدأت أبرد . أبتسم لها بدفئ يضم كفها بكفه ثم قال أيوه صح عشان حبيبتي تعبانه و لازم ترجع تاكل و تاخد دواها . جذب يدها بيده و أغلق الباب خلفه و منه للباب الخارجي يقف أمامه بعدما أغلقه يتأمله بصمت تام ثم قال بس أكيد هنرجعله تاني ... حاسس إن هيبقا لينا أيام حلوة كتير فيه . نظرت هي الأخرى للبيت بصمت رغم يقينها بالنهاية المحسومة لكل ما بدأته لكن راود عقلها ذلك السؤال هل سيكون لهما أيام حلوه مع بعضهما سحبها للسيارة لتجلس فيها ثم يقود بهدوء بأتجاة العودة لبيت غانم باشا الكبير. مرت أيام حاول فيها غانم تهدئة طبعه الحاد قليلا مع حلا . و قد عين عادل بالفعل كما خطتت .. أما سلوى فقد تحسنت صحتها إلي حد ما ليس بصورة جيدة كليا و مع ذلك هي مصممة على العودة للبيت . وقفت والدتها معترضه تردد يابنتي أستهدي بالله إنتي لسه تعبانة ماينفعش تروحي بيتك دلوقتي. سلوى پجنون بقولك غانم في البيت لوحده مع البت إلي هناك دي و أنا مش هينفع أسيبها هناك كتير
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 39 صفحات