الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم حنان سليمان

انت في الصفحة 20 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

هتطيح بكل حاجة فى لحظة 
جلس مكانه مستندا على باب الغرفه قائلا بيأس 
سارى انا تعبت يا صافى تعبت من انى اظهر بمنظر الراجل الضعيف اللى انا بقيته بسببك ده 
استندت هى الاخرى على الباب وهى
تجلس خلفه فى حزن تستمع اليه فاكمل بحزن 
سارى انا سايب شغلى ومالى وولادى ومبعملشى حاجة غير انى بدور عليكى وبحاول طول الوقت اكسبك افتحى ياصافى لان دى يمكن تكون اخر محاوله ليا معاكى 
سمع صوت المفتاح يفتح فنهض واقفا امامها وهى تواجهه بثبات وجدية قائله 
صافى خليها المحاوله الاخيرة ياسارى واكسب نفسك وارجع لمراتك وولادك ولحياتك اللى كانت قبلى وسيبنى أنا كمان ارجع لنفسى 
سألها بيأس انتى عاوزة ايه يا صافى 
اجابته وهى تنظر لعيناه بتحدى عاوزاك تطلقنى 
رفع رأسه للحظة وكأنه يستعيد هيبته التى سلبتها منه قبل ان يتنفس بعمق قائلا بكبر تمام خليكى فاكرة انى حاولت وانك مقدرتيش ده انتى طالق ياصافى استريحتى كده
قالها وهو ينظر اليها بنظرات جادة قبل ان يغادر منصرفا 
خرجت وراءه جلست على الاريكه بهدوء بمواساه 
نهى ارتحتى كده 
هزت صافى رأسها بهدوء ممزوج بالحزن بالايجاب 
قبل ذلك بساعات 
اتصل طارق بهيفاء بناءا على خطة وضعاها خلال المرة التى التقيا فيها سرا بعدما وصلت اليه هى اولا ليبلغها بنجاح الجزء الخاص به وهو استدراج سارى من خلال معرفته المشتركه لفتاة كانت على علاقه بسارى قديما اقتضت مهمة الفتاة اقناع سارى بالخروج للسهر معا وبالفعل نجحت فى ذلك خاصة مع حاله الاحباط التى كانى يعانى منها بسبب خلافه مع صافى شرب سارى كثيرا وقتها الا انه نهض فجأة مغادرا بعد التقاطهم عدة صور له وهو وسطهم وطارق خلفه يتبعه بسيارته حتى دخوله فيلا صافى فأبلغ هيفاء بهذا بعدما ارسل اليها الصور لتكمل هى باقى خطتها بالاتصال بها وارسال صوره كى تقطع اى فرصه لهم معا
كان قد مر على طلاقهم عدة اسابيع قررت فيه السفر للندن للعمل هناك بعدما اتاها عرض للعمل بهيئة الاذاعه البربطانية خاصة بعدما احست برغبة امها فى الاستقرار مع اختها بالسعودية وشبه استقرار كريم مع جدته لابيها والتى تعلق بها جدا فى وقت قياسى جدا خاصة بعدما رأى منها الحب والحنان 
علمت صافى بعد فترة من نهى انه عرض جميع املاكه بالقاهرة للبيع بما في ذلك الجريدة وشركات الانتاج والاعلانات
اضطرت ان تذهب للجريدة لأخذ ملف اوراقها لاستكمال اوراق السفر 
دخلت صالة التحرير فرحب بها الجميع أحست به يتطلع اليها التفتت الى حيث مكتبه فوجدته يقف خارجه وهو يودع احد ضيوفه يرتدى تيشرت رياضى على بنطال من نفس الخامه وقفا يتطلعان الى بعضهم البعض بنظرات لوم وڠضب قبل ان يدخل لمكتبه مغلقا الباب ورائه بعصبية 
انهت اوراقها بعد وقت ثم دخلت لمكتب عبدالحميد تودعه اخذا يدردشان فى عدة امور قبل ان تنصرف مغادرة 
وصلت للاسانسير وجدته يكاد يغلق فضغظت الازرار كى يفتح فتح فوجدته امامها تنحنحت فى حرج فى تردد فى ان تستقل معه المصعد ام تنتنظر وقف يتطلع اليها بضيق فى انتظار ماستفعله كاد الاسانسير ان يغلق فمد يده ليوقفه كى تصعد معاه بنفاذ صبر دخلت بخطوات ثقيله وقفت امامه بينما استند هو من خلفها على مسند معدنى بالاسانسير عبق المكان برائحه عطره اغمضت عيناها فى تأثر وهى تحس بروحها تكاد تدمى من تحتها
وبقلبها يخفق بقوة حتى ليكاد يتوقف احست بدمعه تنسدل على خدها من الۏجع اخرجت نظارتها الشمسية وارتدتهافى قهر قدماها كادت ان تسقط فأسندها بقوة دون ان ينطق بحرف اعتدلت واقفه ونظرت خلفها فوجدته يغادر مقر الشركه بعيدا 
قادت السيارة بعصبية ودموعها تنهمر پقهر تتذكر نظراته الصامته اليها كما لو كانت غريبة عنه لم يجمعهم الحب يوما 
اوقفت السيارة جانبا واڼهارت باكية بصوت عالى 
طوال طريق ذهابه للمطار ظل فى الخلف صامتا حتى ان السائق نبهه لصوت هاتفه والذى لم يكف عن الرنين طوال الوقت ظل ينظر للطريق من خلال نافذة السيارة يبتسم فى حزن وهو يتذكر اوقاتهم معا تلك الساحرة الصغيرة التى سلبته عقله وروحه وكأن القدر ينتقم منه فى صورتها سارى الأيهم بكل هيبته وجبروته ملك الليل هارون زمانه بنسائه الجميلات كما كان اصدقائه يطلقون عليه يرضخ الأن لامرأة واحدة صغيرة تتحكم به وبروحه الجريحة فى هدوء وكان ۏجع قلبه من الفراق ليس كافيا ليقابلها اليوم صدفه وهو ينهى كل اعماله فى القاهرة ليهرب من مكان قد يجمعهم يوما 
أحس بالضيق اكثر وعبدالحميد يحكى له عن نيتها للسفرخارجا وعن تجهيزها لاوراقها 
سأل نفسه فى ضيق هل سيكون هذا هو لقائهم الاخير بهذا الشكل المهين وكأنهم
اغراب لم يجمعهم العشق يوما دون حتى كلمه وداع واحدة تثلج روحه لعله يهدأ ويتقبل الامر 
دعا عبدالحميد صافى لحضور فرح ابنته والتى كانت صديقتها منذ ايام الدراسه الجامعية حاولت الاعتذار الا ان العروس اصرت فوافقت على مضض 
وقفت مع بعض من زملائها وزميلاتها يضحكون وهم يتذكرون ايام الدراسة التفتت فوجدته يدخل الحفل فى كامل اناقته مرتديا بذله فاخرة فارضا هيبته ووجوده لحظه دخوله وان كانت قد لاحظت تأبط احدى الفتيات الجميلات لذراعه احست پالنار تتآكلها من الغيرة وهى تتابع دخوله بإبتسامته الجذابة تلك 
لاحظها هو الاخر فور دخوله تقف متألقه وسط زملائها الشباب نظر فى سرعه لفستانها المثيروالذى كشف عن ساقها بحرية عبس وجهه وهو ينظر اليها بضيق يكاد يتحرك ناحيتها ليفتك بها بكل الڠضب الذى يتملكه 
جلس قبالتها هو وفتاته يتهامسون ازدادت غيرتها فإستجابت لمحاولات زميل قديم لطالما حاول التقرب منها منذ كانا زملاء بالجامعه اخذت تتعمد الضحك على نكات زميلها السخيفه بصوت عالى جعلت النيران تشتعل اكثر بداخله وهو يرمقها بنظرات مختلسه بين الحين والاخر فجاة أحست بدوار ومغص حاد يعتصر داخلها وضعت يدها على رآسها وملامح الإعياء تشتد عليها سارت بخطوات ثقيله بسبب ما تحسه بخلاف الم قدمها جراء حذائها ذو الكعب العالى تحاملت على نفسها حتى خرجت من القاعه ثم استندت كى تصل للحمام حاولت السير وحدها فكادت ان 
تنحنحت فى حرج وهى تحاول التخلص من ذراعيه فأوقفها ثابته قائلا لها بجدية 
سارى انتى كويسة 
كان شعور الاعياء قد ازدادت حدته بسبب تنشقها لرائحه عطره خاصة وضعت يدها على فمها وهى تشعر بالغثيان يغلب عليها 
استغربها فسألها مرة اخرى بقلق صافى انتى كويسة شكلك تعبانه 
لم تجبه وهى تجرى بخطوات متعثرةنحو حمام السيدات ظلت بداخله تفرغ كل ما بمعدتها فى الم حتى نزلت دموعها على خديها 
خرجت بعد وقت وهى تمسك بحذائها العالى فى يدها 
خرجت فوجدته واقفا بالخارج تطلع اليها بقلق قبل ان يلاحظ الحذاء بيدها وبالفستان للاعلى كى لا تتعثر به مما كشف عن فتحه فستانها و التى كشفت عن ساقيها 
زم شفتيه فى ڠضب وهو يتنفس بعصبية قائلا لها 
سارى لما انتى مبتعرفيش تلبسى كعب عالى بتلبسيه ليه وبعدين نزلى الزفت الفستان اللى كاشف رجلك ده 
اجابته بعصبية وهى ماتزال تحس بالإعياء وانت مالك انا حرة وبعدين عدينى خلينى اروح 
لاحظ ترنحها وهى تحاول السير فمد يده ليسندها بعصبية قائلا 
سارى تعالى هوصلك شكلك تعبان 
اجابته بضيق لاء روح لصاحبتك زمانها منتظراك 
صمتت فى ضعف وشعور الإعياء يزداد بقوة خاصة مع تكييف السيارة 
سألها بقلق تحبى اوديكى المستشفى 
اجابته بضعف لاء انا كويسة بس ممكن تفتح الشباك محتاجة اتنفس هواء طبيعى 
فتح الشباك وهو ېختلس اليها النظر بين الحين والاخر بقلق 
فجأة احست برغبة اخرى فى الغثيان فصړخت فيه بسرعه 
صافى وقف العربية وقف العربية 
اوقف السيارة جانبا ففتحت الباب ونزلت على ركبتها تفرغ مافى معدتها فى ألم نزل هو الاخر 
اجابته بسرعه لالا انا كويسة بس من فضلك ابعد 
اجابها بضيق وهو ينحنى لحملها انتى مچنونة انتى فاكرة للحظة انى ممكن اتضايق من حاجة زى دى انت حبيبت 
وصمت وهو ينظر لعيناهاقبل ان يعود بها للسيارة مرة اخرى منطلقا حتى قابلته محطة وقود فتوقف فيها ونزل للسوبر الماركت الصغير الملحق بها اشترى منه عصائر وشيكولاتات وبسكوتات متنوعه 
عاد اليها فوجدها قد غفت فى النوم ايقظها وهو يعطيها عصير لتشربه فشربته بإعياء نظر اليها متأملا حتى وصولهم للفيلا رحب به الحراس قبل ان يفتحا لهم البوابة 
دخل للفيلا وهو يحملها بين يديه وهى ماتزال فى حاله اعياء 
وضعها بسريرها واتجه لدولابها اخرج منه قميص قطنى قصير اتجه به اليها قائلا لها 
سارى صافى تقدرى تغيرى الفستان ده لحد لما ارجع لك 
هزت رأسها بالايجاب 
غادر بعدما اغلق الباب ورائه نزل للاسفل وغاب حوالى ساعه عاد بعدها مرتديا قميصه الابيض فقط بعدما رفع اكمامه وخلع عنه الكرافته حاملا صينية طعام 
كانت صافى قد غفت لبعض الوقت قبل ان تسمع صوت طرقه على الباب لتجده على هيئته هذه تأملته بإشتياق وهى تراه يجلس بجوارها قائلا لها فى حنان 
سارى عامله ايه دلوقتى 
اجابته بضعف افضل كتير الحمدلله وشكرا على مساعدتك وبعتذر انى عطلتك 
اجابها مستغربا عطلتينى عن ايه 
اجابته
وهى تتظاهر بالامبالاة يعنى
خليتك سيبت صاحبتك او مراتك الجديدة 
ابتسم لفهمه ماترمى اليه فأجابها بإستفزاز قائلا 
سارى لا ولا يهمك انا كلمتها وهى متفهمة 
عبس وجهها وادارات وجهها عن ملعقه الطعام الممدوة الى فمها فبادرها قائلا 
سارى طب كلى عشان تتماسكى شوية 
ابعدت الاكل بعدما احست بالغثيان وهى تسد انفها عن استنشاق رائحته قائلة ايه ده انت طبخت الاكل ده
اجابها اكييد لاء بعت اشتريته بس ماله الاكل شكله كويس وريحته حلوة 
فجأة انتبه ونظر اليها مطولا قائلا لها 
سارى صافى انتى حامل 
ارتبكت قائله بتلعثم حامل ايه لاء طبعا ده برد فى معدتى 
سألها بإرتياب اكييد !!!طب تعالى نروح المستشفى نتطمن اكتر 
اعتدلت فى مكانها قائله بعناد لاء طبعا وبعدين انا بقيت كويسة ومتهيألى ان وجودك هنا دلوقتى مبقاش له معنى 
رفع حاجبيه قائلا افهم من ده انك بتطردينى 
لم تجبه فنهض واقفا قائلا بصرامة انا هفضل تحت لو احتجتى لى فى حاجة حاولى تاكلى اى حاجة ولو احتجتينى نادينى بس 
قالها وهو يغلق الباب ورائه نامت من التعب بينما ظل هو فى الاسفل يشاهد التلفاز فى ملل صعد ليطمئن عليها عدة مرات فوجدها نائمة بعمق جذب الغطاء عليها ونزل للاسفل 
استيقظت فى الصباح الباكر على شعور اخر بالغثيان فجرت للحمام واغلقت الباب ورائها كان سارى قد صعد اليها نظر للسرير فلم يجدها حاى سمع صوت تأوهها بالحمام فوقف خارجه يسألها فى قلق 
سارى صافى انتى كويسة 
اتاها صوتها قائله بضعف سارى 
اجابها بلهفه ايوه ياحبيبتى انا هنا
اجابته من بين دموعها انا بمۏت ممكن تساعدنى 
فتح الباب فجأة فوجدها تفترش الارض فى اعياء وحبيبات العرق تغطى جبينها 
حملها لسريرها وهو يتحسس وجهها الشاحب فوجده باردا كالثلج فتعصب قائلا 
سارى هتنزلى
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 25 صفحات