خيوط العنكبوت
وقالت بهمس
الحمدلله في أفضل حال يا ابو حياة
أتت سناء وهي تتطلع لهم بحب وسعادة من أجل سلامة حياة ثم هتفت قائلة
يسعد صباحكم يارب وينور قلوبكم بطاعة الرحمن
ركضت حياة إليها تلتقط كفيها وتق بلهما وتنظر لها معتذرة
عمتو تعبتك جدا معايا ماتحرمش منك يا أجمل واطيب قلب عرفته
فردت لها سناء ذراعيها لتستقبلها باحضا نها وقالت
ننسى كل اللي حصل ونفكر في دلوقتي وبس
هتف فاروق مؤيدا لكلمات الجدة سناء ولكن زفرت دلال بضيق فهي تتعود لبثينة سلفتها على ما فعلته لابنتها وم صرة على تلقينها درسا لن ينسى
الټفت العائلة بسعادة حول مائدة الطعام وقرر فاروق أن يصطحب حياة بعد الفطار ليذهب إلى أستخراج جوازات السفر خاصتهم ثم الذهاب لشركة خاصة برحلات العمرة والتقديم على عمرة هو وابنته كما نصحه الشيخ عبدالله
system codeadautoadsبعدما أستمع سليم للحديث الذي دار بينه هو وشقيقه قرر هو الآخر أن يتز وج من حياة في ذلك اليوم وأخبر صديقه عن نية الارتباط بفتاة قريبة لسراج وتعمل لديه بالشركة وفرح أسر لأجله وطلب منه أن يلتقي بها أخبره سليم بأنهم سيذهبون جميعا إلى منزلها بالمنصورة وطلب ي دها وانهاء الزواج سريعا لكي تسافر معه لندن وإجراء العملية الخاصة به
غادر أسر غرفة شقيقه وذهب إلى غرفته ليصطحب ميلانا معه إلى الأسفل بينما استقل سليم المصعد الكهربائي ليهبط به إلى الأسفل
وتوجها إلى غرفة الطعام أقترب من والدته يقبل يدها وهو يقول
صباح الخير يا ست الكل
يسعد صباحك يا حبيبي
دها
صباح الخير على روح قلبي
صباح الخير يا حبيبي
طبعة ميلانا ق بلة رقيقة على وجنتها ثم قالت مبتسمة
صباح الخير إمي
دق قلبها بصخب عندما هتفت ميلانا بتلك الكلمة وتلاقت أعينهم همست ميلانا على استحياء قائلة
إذا بتسمحي لي أقولك إمي
system codeadautoadsأشفقت خديجة عليها وترقرقت الدموع في محجرها ما كان منها إلا أن تنهض عن مقعدها وتفرد لها ذراعيها تريد أن تض مها لص درها وتشعرها حقا بأنها والدتها
طبعا يا حبيبتي أعتبريني والدتك وانتي هنا وسط عيلتك
رمقتهما نور من اعلى الدرج وتصاعد الڠضب داخلها وهبطت الدرج مسرعة لتشاهد ذلك
العرض المسرحي
وقفت تنظر لهما بضيق ثم خرج صوتها حادا
صباح الخير
رمقها سليم بنظرات غاضبة أم أسر فلا يعنيه وجودها وهمست خديجة قائلا
جلست على مضض بجانب خديجة فقد كان سليم يتريس المائدة وبجانبه يجلس أسر على يمينه وميلانا بالمقعد المجاور لأسر ومن جهة اليسار جلست خديجة وهي بجانبها
وبدء الجميع في تناول الطعام أما عن نور فأرادة أن تعكر صفو تلك اللحظة السعيدة بالنسبة إليهما
نظرت إلى أسر قائلة
أسر من فضلك عاوزة أروح لدكتور أطمن على البيبي
رفع عيناه ينظر لها بدهشة فلم يصدق ما قالته ولاحت شبه ابتسامة جانبية وقال
أنا تعبان ممكن تستني لبكرة
لوت ثغرها بضجر وهتفت بصوت غاضب
يعني مش مهتم بابنك ولا عاوز تطمن عليه مش هو ده اللي كنت
بتترجاني عشان نخلف أيه اللي حصل ولا الست هانم
هتغيرك حتى على ابنك من دلوقتي امال لم يجي الدنيا هتعمل فيه ايه
هتفت خديجة قائلة
أهدي يا بنتي مش كده هو قصده
قاطعها أسر بحدة
ماما بعد اذنك أنا خلاص رديت عليها انا فعلا تعبان ونأجل الدكتور لبكرة أو يوم تاني ثم نهض عن مقعده وقال وهو ينظر لنور پغضب
ومش هسمحلك تتجاوزي حدودك معاياولازم تعرفي علاقتي بابني ده هيكون خاص بيني انا وهو
ثم نظر لميلانا قائلا
أنا نازل الشركة مع سليم
هتف سليم من خلفه قائلا
لا بقولك ايه اسبقني أنت على الشركة وانا محتاج ميلانا معايا في كام مشوار الاول ثم أرسل غمزة لشقيقه ففهم الاخير تلميحاته
همس سليم باذن ميلانا قائلا
ممكن تساعدي اخوكي الكبير لأن محتاج اخد رأيك في حاجات كتير
نظرت لأسر الذي أوما برأسه دليلا على موافقته فعادت تنظر لسليم قائلة بحماس
أيه فيني
اشطات نور غاضبة ونهضت عن مقعدها وتركت المكان وعادت إلى غرفتها تتطلع للحديقة من شرفة غرفتها وعيناها ترمقهم بنظرات مشټعلة من الحقد والڠضب
اصطحبها سليم في جولة بين متجرات المجوهرات يريدها أن تنتقي هدية لحياة وتنتقي أيضا شبكتها ثم ذهبوا بعد ذلك إلى متجر ملابس وأخبرها بمواصفات حياة وأنها ترتدي الحجاب لكي تساعده في انتقاء ملابس خاصة بها
كانت ميلانا سعيدة بذلك الود الذي يحدثها به سليم وحقا شعرت بأنه
شقيقها أراد أن يخرجها من الحزن ويشعرها بأنها من عائلته كما تشاركه أيضا الذؤق في انتقاء اشياء خاصة بزو جته ولمست الجانب الإنساني لديه غمرتها السعادة من أجله فهو من حقه أن يكمل حياته ويتز وج رغم عجزه فهو بحاجة لفتاه تأخذ بي ده
انتهى اليوم باختيار قاعة خاصة من أجل يوم الزفاف المحدد بعد أسبوع من الآن
وفي الشركة جلس أسر مع سراج يقص عليه الوضع الذي هو فيه وبعدما استمع له سراج بانصات
افلتت ضحكته الصاخبة لوضع أسر المضحك من وج هة نظره وليس محزن كما يظن أسر
شعر أسر بسخريته وسخافته وهم بأن يغادر مكتبه غاضبا من أسلوب صديقه لكنه استوقفه سراج قائلا
استنى يا أسر والله ماقصدي حاجة أقعد بس ما تقفش أوي كده
جلس الاخير على مضض
هتف سراج بجدية
طيب وانت منكد على نفسك ليه بس عندك بدل الزو جة اتنين المصرية والسورية يا عم عيش وفكك من الهم دة انت محظوظ
فرغ فاة وردد
محظوظ
أه طبعا محظوظ عشان لم واحدة تنكد عليك تسبها وتروح التانيه دة انت هتعيش هارون الرشيد هتبقى السلطان وهم يتخانقوا عليك
system codeadautoadsأنهى كلماته بضحكة مجلجله
نهض أسر عن مقعده ونظر له بغيظ وقال وهو
يهم بمغادرة الغرفة
تصدق أن غلطان أن جبتلك أصلا ولا قاعد بحكي معاك عن حياتي أنت ولا صاحبي ولا اعرفك
ثم صفع باب مكتبه بقوة وظل سراج يضحك باعلى طبقات صوته ويردد
هعمل ايه مش قادر أم سك نفسي من الضحك انا متخيل المنظر والاتنين بيتخانقوا عليك هتقضي الليلة عند مين يا عمدة هههه
أخرجه من نوبة الضحك الهستيري رنين هاتفه باتصال من سليم استرد أنفاسه ثم اجابه بهدوء ليخبره الأخير بأنه يريد الذهاب إلى المنصورة صباح الغد
ولم يخبر أحد فعندما يصل إلى هناك سيتفاجئون بزيارتهم الغير متوقعة
تلك هي الحياة فرص فأن لم تغتنمها فلم تستطيع تعويض ما فاتك من فرص ضائعة
الفرصة الذهبية التي تبحث عنها توجد بداخلك أنت وليست في البيئة المحيطة بك ولا في ما تتلقاه من الآخرين من مساعدات ولكنها بداخلك
أوريسون سويت ماردن
الفصل الرابع والعشرون
أحلام وردية منتظرة كل منهما يشرد بخياله يغزلون خيوط حريرية ويعزفون الالحان السمفونية على معزوفة العشاق الجميع سارح بملكوته الخاصة تعصف بهما الرياح هنا وهناك تتراقص الأزهار بمهب ريح حملت بطياتها نسيم الصباح العليل تساقطت حبات الندا على أوراقها لتمحو عنها الأتربة والغبار الذي يهاجمها عندما تهب الرياح العاصفة وتفقدها جمالها ورونقها الأخذ للعيون
system codeadautoadsهبت نسمات الصباح على شرفتها الصغيرة منما جعلها تستيقظ بنشاط وتفتح باب شرفتها لتتطلع للخارج على ذلك المنظر البديع زقزقت العصافير التي تحلق حول الأشجار وتعزف ألحانها على مسامعها رفعت حياة عيناها تتطلع للسماء حيث السماء الصافية وشروق الشمس
في الأفق تنثر أشعتها الذهبية تدفء الكون
سحبت شهيقا عميقا ثم زفرته بهدوء وولجت ثانيا لداخل غرفتها ارتدت ملابسها إستعداد للخروج مع والدها بعد تناولهما الافطار
بعدما غادرت غرفتها وجدت والديها والجده سناء يتهامسون عن رغبة سناء في العودة إلى منزلها بالقاهرة ودلال تحاول إقناعها بأن تظل لنهاية الأسبوع ولكن الجدة مصرة على العودة
هتفت حياة وهي تقترب منها ووج هها يبتسم بإشراق
صباح الخير على الحلوين
ابتسمت لها الجدة وقالت
صباح الخير على عيونك يا نوارة البيت تعالي يا قلبي احضرينا
أبتسم لها والدها بحب وردد هو ووالدتها بنفس اللحظة
صباح الخير يا حياتي
وقفت بينهما ثم دنت من والدها طبعت ق بلة أعلى وج نته وفعلت المثل مع والدتها ثم اقتربت من الجدة تطبع ق بلة حانية
على رأسها وكفها وهي تقول
خير يا ستو أنا ههه
ضحك على مزاحها وهتفت الجدة
أنا الحمدلله اطمنت عليكي وعاوزة ارجع
بيتي بس البيت هيكون وحش من غيرك ترجعي معايا عشان شغلي ثم استرسلت حديثها قائلة
وانا موصية سراج يشوف شقة تكون جنبا عشان دلال تبقى جنبي وكمان صحة فاروق هتتحسن على جو وهوا مصر ده غير مراكز العلاج الطبيعي مالية البلد وكمان أعلى مستوى وخدمة ومابقاش في حجج خلاص البنات خلصت امتحانات
هتف فاروق قائلا
والله يا ست الكل حضرتك منورنا وان شاء الله قبل ما نطلع العمرة انا وحياة هنكون مستقرين جنبك في القاهرة عشان اكون مطمن على دلال والبنات بس ادعيلنا نخلص ورقنا وربنا يكتبهالنا ويكتبها لحضرتك يارب
رفعت سناء كفيها تدعو ربها بصدق
ربنا يكتبهالكم يا بني يا رب ويشفيك ويعافيكي ويطمئن قلبك على حياة يارب
بعد محاولات كثيرة انصاعت الجدة لرغبتهم في الجلوس لعدة أيام أخرى وبعد تناول الطعام اصطحب فاروق ابنته بعد أن تحدث هاتفيا مع سائق أوبر لكي يأتي الي منزلهم ويقلهم إلى مصلحة جوازات السفر ثم يقلهم إلى شركة سياحية ليقدمون على اوارق العمرة والذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة
في ذلك الوقت كان يجلس بغرفة والدته يخبرها بذهابه هو
وسراج إلى المنصورة اولا لمقابلة عائلة حياة وسوف يصطحبهما معه المرة القادمة ولكن هو يريد أن يلتقي بهما أولا
امطرته بوابل من الدعوات تلاحقه في طريقه وكما تمنت أن تتم تلك
الزي جة على خير وتعم السعادة على ابناءها
ودعه أسر بضيق كان يود أن يذهب معه بذلك اليوم ولكن رفض سليم خوفا على ميلانا وتركها بالمنزل مع نور ففضل أن يظل شقيقه يتابع عمله بالشركة ويأخذ ميلانا معه لكي تبتعد عن جو المنزل
ثم غادر سليم الفيلا ليجد سراج في انتظاره ترجل من السيارة وساعد سليم على الجلوس ثم عاد يجلس بمكانه خلف عجلة القيادة وانطلق في طريقه إلى المنصورة حيث منزل حياة
بعد مرور ساعتين كان سراج صف سيارته أمام منزل والد حياة
ونظر لصديقه قائلا
حمدالله على السلامه يا قبطان وصلنا
تطلع سليم حوله لذلك المبنى المكون من طابقين وإمامهم حديقة صغيرة مليئة بالاشجار وقصاري زرع الصبار متصفة على كل جانب ساعدة سراج على الترجل من السيارة واجلسه بالمقعد المتحرك خاصته عندما دلف بها الحديقة سارت قشعريرة شديدة تدب باوصله لا يعلم ما هذا الشعور الذي احتاج ج سده عندما ولج اول خطواته لداخل