رواية بقلم سهام صادق
خاطفة نحو القطعة الصوفيه التي احاكتها
شايف يا كاظم عملت إيه لابن أمير وهعمل لابنك كمان ما انت زي ابني.. هو صحيح ولد ولا بنت
تجهمت ملامح كاظم مقتربا منها يلتقط تلك الكرات يقذفها بعيدا ينظر إليها بعينين قاتمتين
بلاش تلعبي معايا يا منال وأنت عارفه ده كويس
أنت جاي تهددني في بيتي يا كاظم
انفرجت شفتي كاظم بابتسامة ماكره ينظر لعينيها المذعورتين
بكره أعيش في خير ابني يا ابن...
اقتمت عيناه ينتظرها أن تنطق اسم والدته
إياك تنطقي اسمها عاشت ست نضيفه وماټت نضيفه لكن أنت هتفضلي تلهثي ورا الفلوس لحد أخر يوم في عمرك
ابتلعت ريقها وهي تراه يبتعد عنها يعتدل في وقفته يرمقها بنظرات ماقته تحمل الكره فما زالت امرأة طامعة متمسكة بالحياة بضراوة
اغمض عيناه بأرهاق يدفع تلك الأوراق التي أمامه دون رغبة في عمل شئ
داعبت ابتسامة صغيرة شفتيه يتذكر مكالمته مع صغيرته هذا الصباح وذلك السلام الذي شعر به بعد مكالمتهم
سليم
هتفت اسمه بعدما باتت قريبة منه تتعجب من ابتسامته وهو مسترخي هكذا تتسأل عن السبب الذي يفكر فيه فيجعله مبتسما
إيه اللي بتفكر فيه مخليك مبتسم كده
اخترقت العبارة فؤادها تتسأل داخلها هل لو كان يفكر بها.. سيكون هكذا تداعب شفتيه ابتسامة هادئه
لو فكرت فيا هتبتسم كده يا سليم
تسألت وقد ارتسم الخۏف فوق ملامحها تخشى جوابه فحياتهم باتت مؤخرا فاترة..كل منهم أنشأ له حياة منفردة
عايزه الحقيقة يا فتون
اماءت برأسها تزدرد لعابها وقد وضح الجواب بالنسبه لها
تعرفي إن فتون وحشتني بضفايرها
لم ينتظر أن تستوعب ما نطقه فجذبها إليه راغبا في شئ واحد أن يعقد لها ضفائرها
سليم أنت بتعمل إيه
عايز اشوف فتون القديمة مش عايز فتون اللي أنا بحاول اصنعها جوه العالم بتاعي
لم يمهلها وقت لتتسأل أو تفهم ما نطقه تركها تنظر إليه تتعجب حالته المزاجية اليوم
اتسعت حدقتاها في دهشة وسرعان ما كانت تخرج شهقة خافته منها وهى ترى نفسها تطيح لأعلى يحملها بين يديه متجها بها لغرفتهما
سليم أنت طبيعيضفاير إيه اللي
________________________________________
عايز تعملها في شعرها.. انا اصلا مش بحب الضفاير
حاولت النهوض من فوق الفراش قبل أن يلتقط فرشاة الشعر ويعود ليجزء خصلاتها
سليم أنت فيك حاجه مش طبيعيه أنت تعبان..انا عارفه إنك مضغوط...
فتون أنت كنت بتعمليهم إزاي
ضاقت عيناها في حيرة تلتف إليه لا تستوعب ما يفعله وينطقه
من غير اسئله كتير أنا طبيعي جدا يا فتون.. لكن محتاج أحس بشعور أنا محتاجه ومحدش كان بيوصلني للشعور ده غير خديجه
وحشك وجودها وتفاصيل يومها معاك
جدا يا فتون خديجة هي اللي علمتني احب نفسي والحياة
وانا يا سليم
أنت البداية اللي كانت ضايعه مني يا فتون لما ظهرتي تاني في حياتي عرفت إنك مكنتيش حاجه عاديه مرت في حياتي
ارتعشت اهدابها تنظر إليه في ضياع
قررت أسيب القرار لعمتي يا فتون ديه حياتها وهى حره فيها
علت الدهشة نظراتها فهل في ليله وضحاها تغيرت نظرته للأمر
وقفتي بقوة قدامي أمبارح يا فتون عريتي نفسي ليا من غير ما تخافي
وسرعان ما كان يبتسم و يداعب خديها
بقى أنا أناني ومبحبش غير نفسي ومش بفكر غير في سليم النجار وبس
أنا قولت كده
تحاشت النظر إليه هاربة من نظراته
أنت قولتي حاجات كتير والعجيب إني متكلمتش وده في حد ذاته أستاهل عليه مكافأة
قطبت حاجبيها في حيرة أشد تراه وهو يلقي بالفرشاه جانبا ويحرر بضعة عقدات قد عقدها
ضفاير إيه اللي أنا عايز أعملها ركزي معايا يا فتون
وقبل أن تدرك مقصده كان يخبرها هو
ابتسمت خديجة وهي تراها تدلف الغرفة تحمل حاسوبها وبضعة أوراق تنظر إليها التوتر تتمتم لها بكلمات خافته معتذرة عن تأخرها
هنقدر نلحق نخلص أنا خاېفه أوي أفشل في عرض بكره.. ياريت مدام سحر توكل
الموضوع ده لحد غيري
تاني يل فتون قولتلك الخۏف من الفشل هو اللي بيخليني نفشل ويلا بلاش لكاعة وخلينا نبدء..
رتبت لها خديجة طريقة العرض وتلك العبارات التي ستجذب بها إنتباه الحضور لرسالتها
وهى جلست أمامها كطالبه مهذبة مستمعه
اقترب سليم من الغرفه ينظر إليهم يسمع عمته وهى تقدم لها النصائح
وكما توقف دون أن يشعروا به غادر ولكن خديجة انتبهت على طيفه وقد التمعت عيناها بنظرة لم تخفى عن فتون التي تسألت
النهاردة يوم عجيب أنت عينك بتلمع بنظرة فيها سعاده وسليم كان النهاردة حنين أوي معايا
سليم حنين أوي يا فتون من الناس اللي مهما غضبوا وثاروا على اللي بيحبوهم بيتراجعوا وقت ما بيعرفوا غلطهم ابن اخويا إنه يبقى بالشخصية المزدوجة ديه.. ف ده شئ ڠصب عنه
طفولة سليم مكنتش سويه لولا احمد أخويا الله يرحمه وجده عظيم كان بقى زي صفوان وصافي ويمكن في صورة أبشع
لدرجادي
تمتمت بها في صډمه لا تستوعب أن والديه كانوا بتلك الصورة
بلاش إندهاشات النهاردة بيتهيألي كفايه عليكي اوي إندهاشك في شخصية سليم خلينا نكمل الخطاب عشان تقومي تعرضي قدامي عايزاكي بكره توصلي رسالتك للناس كلها يا فتون العمل خيري من أهم الأعمال اللي ممكن تعلمنا الحياة صح
وفتون كانت تلميذة منصته بجدارة لها تتسأل داخلها كيف لأمرأة مثلها تخدع في رجلا لو أراد خداعها ستغرقه هى في حبها.. إنها فريدة من نوعها بكل شئ
سبح عقلها رغما عنها قبل أن تنفض رأسها لتفيق من تساؤلات لن تجد لها جواب إلا إذا جاء هذا الرجل
هتساعديني يا جنات
تسأل بها أمير ينتظر سماع جوابها وهو يتمنى أن لا تخذله كما خذله كاظم بعد تلك الفضائح التي اشاعتها والدته لأنه بغبائه أخبرها عن علاقته بخديجة بعدما ظن أن والدته لن تكون سيئة لهذه الدرجة وتفضح علاقتهم حتى يخضع سليم ويرضخ لأمر الزواج علانيا
لكن كاظم
كاظم لو كان حب بجد كان صدقني يا جنات كاظم لسا فاكر إني بلعب بخديجة واتجوزتها عشان فلوسها
طعنتها الكلمات التي لم يقصدها أمير تذكرها بحيلتها وفرض نفسها في حياة كاظم حتى أجبرته على التعلق بها
كاظم يحبها تعلقا بعدما جرب معها مشاعر لم يجربها هكذا كانت تمنح قلبها الجواب يوما بعد يوم حتى لا يظن إنه استطاع الفوز بقلب هذا الرجل ولكنها لم تعد تستطيع البعد عنه حتى لو لم يحبها
جنات أنا محتاج اتكلم مع خديجة سليم رافض جوازنا عشان حكاية قديمة كنت فيها شاب طايش الرابط اللي بقى بيني وبين خديجة قوي يا جنات وهفضل متمسك بيها لحد أخر يوم في عمري
كاظم عارف إنك نزلت مصر يا أمير
استمعت لزفراته القوية تشعر بذلك الثقل الذي يجثم فوق كاهله
كاظم ميعرفش إني نزلت مصر أنت الوحيدة اللي تعرف عشان عارف كويس إنك مصدقه حبي لخديجة
هساعدك يا أمير عشان تقابلها خديجة كمان بتحبك.. لكن ڠصب عنها بتعمل ده عشانك وعشان حاجات تانيه أكبر من حبكم وأنت الوحيد اللي في أيدك تقدر تطمنها
علقت عيناه بالورقة المدون عليها الاسم يعود بذاكرته لسنوات للوراء عندما بدء علاجه النفسي الذي لم يكمله مع ذلك الطبيب
أنت رافض تتعالج وطريق العلاج الصح لازم الإنسان نفسه يكون عنده الدافع
وهو كعادته يكابر يرى نفسه ليس بحاجه لأحد عادت عيناه تتعلق بتركيز هذه المرة مع الاسم
هاله احمد رأفت ابنه هذا الطبيب وقد سلكت نفس طريق مهنة والدها ومن حظه أنها تعيش هنا بمدينة الأسكندريه وقد رحل والدها الطبيب منذ اربع سنوات
مالك خۏفتي كده ليه
يتبع
بقلم سهام صادق
الفصل الخامس والستون حتى الفصل التاسع والستون
الفصل الخامس والستون
_ بقلم سهام صادق
انحبست أنفاسها وهى تحملق في خطوات الأخرى نحوها تراجعت للخلف وقد غادرت الډماء وجهها فأصبح شاحبا
حركتها أصبحت جامده ولم يعد إلا الجدار من يحتضن جسدها
هى في كابوس لا تستطيع النهوض منه ليس صحيح ما تراه وتسمعه
أنت مالك مصدومه كده ليه ما هى اللى تسيب راجل زي اللي جالك من يومين.. يبقى أكيد ليها في حاجه تانيه وأنا بسهل عليكي الموضوع
مټخافيش مافيش حد هيعرف حاجه ولا هتكوني زي اللي قابلك
اقترابها زاد وقد بدأت تشعر بالضجر من ذعرها ټلعن بصوت مسموع رفيقتها التي باتت مؤخرا تبتعد عنها وتتحجج بقصص فارغة.
عارفه جوزك بصراحه يجذب أي ست.
توقفت الأخرى عن السير تنظر لها تتعجب نفضها لرأسها وسرعان ما كان يغادرها الصمت ويخرج صوتها أخيرا في صړاخ
أندفعت تلك المدعوة هايدي للغرفة بعدما استيقظت فزعا على صوت صړاخ المستأجرة الجديدة
وقد تنبأت بالأمر أصابتها الحيرة وهى ترى عايدة تجلس فوق الفراش تقضم أظافرها المطلية
خليها تبطل صړاخ وتاخد حاجتها و تمشي بدل ما اڤضحها زي اللي قبلها..
أنت عاملتي فيها إيه أنت فاكره كل الناس زينا
احتدت عينين الجالسة ت
أيوه قرف وقررت أتعالج وقريب هسيب ليكي الشقة اللي
إحنا فيه ده بيخالف الطبيعه اللي ربنا خلقنا عليها بلاش كبر وأتعالجي أنت كمان يا عايدة
اختفى صوت هايدي تنظر لها في فزع تهتف بأنفاس مخټنقة
ھموت في ايدك ابعدي عني
دفعتها عايده عنها بقوة وغادرت الغرفة نافرة من كلتاهما
حاولت التقاط أنفاسها بعدما دفعتها تنظر لتلك التي أصبحت شاحبة كشحوب المۏتى تفرغ ما في جوفها
حاولي تتنفسي براحه..أنا عارفه إنك مصدومه
مهما حاولت بسمة الحديث كان لسانها ېخونها.. تشعر بثقله تهز رأسها عاجزة عن النطق
أنا قولتلك من أول يوم شوفي مكان غير هنا وأنت افتكرتيني بطفشك قومي جمعي حاجتك وأمشي بدل ما عايده تعملك ڤضيحة والجيران يتلموا ...
..
استلقى فوق فراشه يغلق جفنيه لعله يستطيع أن يغفو قليلا فصورتها لا تغادر عينيه بعدما تركها أمام ذلك المسكن مرغما
أنفاسه خرجت مثقله يفتح عيناه يشعر أن هناك شئ يجثم فوق روحه
صوتها صورتها تلك الكسرة التي رأها في عينيها كل شئ يعذبه
زفر أنفاسه بقوة ناهضا عن الفراش يمسد عنقه في حيرة يلتقط هاتفه ينظر للوقت
عادت زفراته تخرج بقوة فالوقت تجاوز منتصف الليل وها هو مازال يقاوم ذلك الشعور الذي يدفعه لمهاتفتها
صراع قوي بين العقل والقلب ولكن في النهاية أتخذ قراره أن يهاتفها يخبرها كفاها عنادا في حياة لن تكون ندا معها
اتجه نحو هاتفه يلتقطه يضغط على زر الاتصال ينتظر جوابها بشعور يسرق أنفاسه شعورا لا يعرف له معنى
ضاقت عيناه في حيرة يتبعها قلق بدء ينتابه خاصه أن الخط قد فتح مع بداية الرنين وكأنها تضع يدها على زر الإجابه أو كانت للتو ستهاتفه
بسمه
اصرف عن ذهنه كل ما اخترق عقله في ثواني فلما يفكر ويحلل فليسمع صوتها أولا
بسمه أنت سمعاني
اخترق أنينها الخاڤت أذنيه للحظات تجمدت ملامحه ولم يشعر بعدها كيف وصل بسيارته أمام ذلك المسكن
كل شئ توقف من حوله ولولا تلك الرجفة التي صعقته لظن