الأربعاء 27 نوفمبر 2024

زهرة ولكن دميمة بقلم سلمى محدد

انت في الصفحة 38 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


عينيا من جوا وأنا ياعمي هتكفل بكل حاجة 
عبد الفتاح برفض أنا هجز بنتي جهاز عرايس
من كله 
قال كريم بس ياعمي أنا مش عايز حضرتك تكلفو نفسكم بأي مصاريف 
رد عبد الفتاح بأصرار أنا همشي على الاصول وبنتي هتخرج من بيتي مجهزها من كله 
كريم باستسلام اللي يريحك ياعمي ليا طلب عندك أنت عارف أن كل شغلي برا وكنت هنا الفترة دي عشان الشغل ووجودي هنا مبقلش ليه داعي 

سأل عبد الفتاح مستفهما عايز تقول أيه
كريم بابتسامة عايز الفرح علطول هااا قولت أيه ياعمي 
تذكر عبد الفتاح الزيجة الاولى لأبنته وأستعجال كمال في أتمام الزواج وفى الأخر كان نصاب حدث نفسه شتان بين هذا وذاك فكريم أصله معروف
كريم مكررا سؤاله قولت أيه ياعمي 
هز رأسه بالأيجاب موافق 
قال بابستامة الفرح نخليه بعد اسبوع وبعد الفرح هنسافر علطول
رد مستنكرا فرح أيه اللي بعد أسبوع مش هنلحق نعمل فيه حاجة
مانا قولتلك ياعمي أنا متكفل بكل حاجة 
وأنا قولتلك مينفعش 
طب قولي الوقت المناسب ليك 
شهرين على الاقل يابني
هتف كريم شهرين كتير 
قال عبد الفتاح أيه رأيك نمسك العصاية من النص ونخلي الفرح بعد شهر 
فكر بهذا للحظة ونظر له وأنا موافق 
هتف بفرح يااااأمينة نادي على ضحى خليها تيجي 
أمينه من خارج الغرفة حاضر ثم أطلقت زغرودة عالية مجلجلة 
عندما صوت الزغاريد شعرت ضحى بارتجاف يديها ودقات قلبها السريعة 
زهرة بنبرة رقيقة أهدي 
دخلت أمينة عليهم والابتسامة تزيين شفتيها يلا ياضحي 
بلهجة خجولة حاضر
وعند الانتهاء من القاء السلامات
جلست بعيدة عنه لم يستطع أبعاد عينيه عنها أخذ يراقبها
خفق قلبها پعنف حدثت نفسها بأن قلبها لم يخفق بمثل هذه القوة من قبل ودت الارض لو تنشق وتبتلعها من شدة خجلها نكست رأسها للأسفل لا تقوى على رؤية نظراته له 
أبتسم على خجلها هامسا بخفوت أخيرا ستكون
له ملك يمينه 
نهض زاهر مڤزوعا على صوت صړاخها جلست على الفراش تلتقط أنفاسها بصعوبة أرتمت على صدر زوجها 
أخذت تبكي وتبكي 
تحدث بلهجة يشوبها القلق مالك يابيسان 
شهقت پعنف ثم قالت كابوس مرعب يازاهر خبأت وجهها بصدره مستكملة بكاءها 
ولما خف بكائها قال برقة أحسن دلوقتي 
همست بيسان برجاء أنا مش حابة أقعد هنا يازاهر 
زاهر بلهجة حنونة مينفعش نمشي اليومين دول أمي تعبانة
ردت بلهجة كئيبة مخڼوقة مخڼوقة أوي
معلش أستحملي عشان خاطري وأنا عليا مش هلخيكي تحسي بالزهق هفسحك كل يوم غمز له بحاجبيه وقال ده غير وقت الليل وجماله 
تحدث بهدوء تصبحي على خير يابيسان ثم نهض من فوق الفراش متجها الى الشرفة تنفس بعمق أخذ يتأمل القمر داعب نسيم الهواء وجهه برقة 
دلفت سعدة مسرعة الى غرفة صفية بعد طرقت على الباب وأذنت لها سيدتها بالدخول 
صفية باستفسار خيرياسعدة أيه اللي جايبك دلوقتي
ردت عليها مبتسمه بشاير الشيخ فرحات هلت 
حصل أيه
شوفت زاهربيه من تحت واقف في بلكونة أوضته وشكله مش مبسوط العمل أبتدى مفعوله والمشاكل باين عليها أبتدت 
تنهدت بحړقة أمتى أخلص منها وأرتاح 
ردت سعدة قريب أوي ياستي 
ظل لعدة ساعات يتسكع على غير هدى بعد أن تملكه الضعف و فشل في رؤيتهم عندما توقف بسيارته أمام باب الملجأ لم يقوى على الخروج من سيارته من وقته يتجول بسيارته في جميع أنحاء المدينه تعذبه أفكاره وأحساسه بالذنب بعد ساعات من المعاناة مع الذات توقف عند محل للعب الأطفال وقام بشراء الكثير من العاب 
لثاني مرة يتوقف بالقرب من باب الملجأ أغمض عينيه وتحولت أفكاره الى دوامة من الخۏف والندم أحساس الذنب يتأكله أخذ يشد في مقدمة شعره وعلى صفحة وجهه تلاطمت أمواج الندم والحنق تنفس بعمق عدة مرات حتى شعر بالهدوء دلف من سيارته الى الخارج بخطى وئيدة ضغط بأصبعه على جرس بوابة الملجأ 
فتح له مبروك وأول مارأه تذكره فورا جي تتبرع للملجأ تاني يارب كتر من أمثالك الملجأ محتاج اللي زيك كتير 
حدث نفسه فهو لم يتبرع بأي أموال في المرة الماضية ومشى مسرعا عندما علم بوجود أطفال له وعن ماذا يتكلم
سأل أكنان مستفسرا ليه الملجأ محتاج تبرعات الفترة دي بالذات 
تنهد مبروك بحدة الموضوع كبير يابيه الخلاصة أن كل اللي شغالين في الملجأ مش هيبقا ليهم شغل وكمان الاطفال اليتامى هنضطر ننقلهم ملجأ من ملاجىء الحكومة ومادارك أيه هي ملاجىء الحكومة معاملة الاطفال هناك مش أدمية أما الاطفال هنا بيتعامل كأنهم ولادنا أحسن لبس وأكل وأحسن معاملة ده غير ست ليلي مديرة الدار مش مخليهم محتاجين حاجة ودلوقتي كل ده على كف عفريت أهو ست ليلي بتحاول تدور الى مكان تاني تأجره وننقل في الاطفال الدار محتاج فلوس كتير اليومين الجايين عشان منضطرش ننقل الاطفال لملاجىء الحكومة 
شعر پألم مپرح داخل قلبه صغاره هو أكنان في أحتياج معرضين للتشرد وأن يكونو بلا مأوى همس بۏجع أاااه 
سأل مبروك في حاجة يابيه 
أخفى ألمه ثم قال في شوية لعب معايا جايبهم للولاد تعالى شيلهم معايا
ندخلهم جوا وبالمرة أروح لمديرة الملجأ 
بلهجة سعيدة الولاد هيفرحو أوي باللعب الجديدة
ثم ذهب مع أكنان الى سيارته وقامو بحمل اللعب معاه وأدخلوها الى داخل الملجأ هتف مبروك ثرياااااا
أتت ثريا بسرعة على صوت نادئه المستمر في أيه يامبروك
رد مبروك تعالي شيلي معايا ندخل اللعب دي في أوضة الالعاب 
ثريا بابتسامة دول هيفرحو أوي بقالهم كتير مجاش ليهم لعب من يوم البيه مامات 
سأل أكنان بفضول بيه مين اللي ماټ 
البيه فاروق صاحب الفيلا دي اللي حولها بعد كده لملجأ وهو اللي كان متكفل بكل بالاطفال اللي فيه مكنش مخلي الملجأ محتاج حاجة كان كل ډخله بيطلعه على الملجأ ومصاريفه الشخصية وبس تنهدة بحدة كان راجل طيب ملهوش ولاد ودلوقتي الوارثة عايزين يطردونا وياخدو الفيلا وداخلنا في قضايا ومشاكل في المحاكم ولسه طالع الحكم بأخلاء الفيلا 
هتف پغضب مفيش حد هيمشي وأنا هتصرف وديني لمكتب مديرة الملجأ دلوقتي 
في داخل مكتب ليلى بعد أن قامت بالترحيب بيه عندما علمت من ثريا أنه متبرع للمبرع 
ثريا بابستامة وحضرتك ناوي تتبرع للملجأ عن طريق شيك ولا فلوس سيلة 
قال أكنان بلهجة ثابته ناوي أجيب مكان جديد ويتجهز من كله وهكون أنا المسئول الوحيد عنه 
فقدت النطق للحظات ثم دعت بصوت مسموع الحمد لله ده أنا كنت بدور على مكان جديد لهم ودعيت كتير وربنا استجاب لدعائي وأمتى حيحصل ده 
بنبرة مسيطرة أنا عندي المكان وفي خلال أربعة وعشرين ساعة هخلص الاجراءات
مع الحكومة وهجهز المكان للاستقبال الأطفال 
أتسعت عينيها غير مصدقة وهتفت بذهول بكرا بكرا الي تقصده بكلامه 
هز رأسه في صمت وقال بلهجة واثقة أنا بعلاقتي
الكتير وبفلوسي أخلص ده خلال يوم 
سألت بفضول وكل ده ليه
تحدث بهدوء من غير ليه وهو عمل اللي بيحب يعمل خير يتقاله ليه
قالت معتذرة أسفة على سؤالي 
سأل أكنان بثبات عايز أقعد مع الاطفال شوية أتعرف عليهم أشوفهم محتاجين أيه ينفع دلوقتي 
ليلي بابستامة هادئة طبعا ينفع ثم نهضت من مكانها وأشارت له أتفضل معايا دلوقتي وقت الفطار بتاعهم وبعدين هيرحو أوضة الالعاب يلعبو فيها شوية وبعدين على فصل الدارسة
ذهب أكنان معاها الى غرفة الطعام 
أكنان عندما رأى طفليه شعر برغبة للذهاب لهم وتخبئتهم داخل قلبه تحكم في
دموعه بصعوبة 
قالت ليلي في هدوء زي ماحضرتك شايف الاطفال هنا مش مخلينهم محتاجين حاجة 
قاطعها أكنان قائلا أنا عايز أقعد شوية معاهم لو سمحتي يامدام ليلي الكلام اللي بينا يفضل سر مش عايز أي مخلوق يعرف أسمي وأني متبرع
الملجأ الجديد 
ردت ليلي حاضر مفيش جنس مخلوق هيعرف أسمك هسيبك دلوقتي وأقعد معاهم الوقت اللي تحبه ثم أنصرفت مغادرة 
تأمل المكان حواله كان المكان مرتب ونظيف ماجعل عڈابه لنفسه يهدىء قليلا أقترب منه أحد أطفاله وأمسكه من قماش بنطلونه أرتعش وكاد أن يقع تمتم لنفسه أهدى وخد نفس
أياد بصوت طفولي أنت اللي جيت أمبارح
أخذ يتأمله كثيرا أبتلع غصة مؤلمة أفقدته النطق للحظات نظر له بعينين زائغتين زين على وجهه أبتسامة ثم قال أيوه أسمك أيه
أياد وأشار الى أخيه واللي هناك أخويا وليد 
وعندك أد أيه 
تلات سينين وشهرين 
بلع ريقه بصعوبة قال بلهجة معذبة تحب تلعب معايا أنا جبت معايا لعب كتير 
نظر حوله متفحصا وقال مفيش لعب شايفه 
رد بابتسامة حزينة عشان مش هنا موجودين في أوضة الالعاب بتاعتكم 
هتف بمرح وليد ياووليد تعالى نعلب 
سأل أكنان بابستامة أنا مش عارف الطريق ليه أزاي 
أياد بضحك أنا بقا عارف تعالى أوديك
قبض بيديه الصغيرة على يديه الكبيرة تلاشت يد الصغير بداخل كفه شعر بدفء يسري بداخل قلبه من هذه اللمسة البسيطة أبتسم له وشعر بسعادة غامرة وسط ذلك الحزن العميق وقال بحب وصلني بدل ماټوه 
وفي الداخل ارتكز على ركبتيه وأخذ يلاعب الصغيرين بلعبة القطار الجديد أبتسم على صوت ضحكاتهم أحس في هذه اللحظة أن حياته أصبحت لها معنى بعد أن كانت حياة بائسة بلا معنى بلا رائحة بلا طعم حياة بروح مېته لا تشعر بشيء من المرح ولا الحزن البسمه الحقيقة لاتعرف طريقها الى وجهه أما الان فالضحكة تنبع من داخل القلب بعد فترة من اللعب قرر تنفيذ ماأراد فعله من البدايه أخرج من جيبه مظروف مغلق المظروف الذي أخذه من المعمل ثم فتحه وأخرج منه مظروف أصغر فتح جانبه وأخرج منه فرشاه 
سأل أياد بفضول أيه ده 
أكنان بابتسامة مشجعة دي لعبه هنلعبها سوا واللي هيسمع الكلام هجبله طياره 
هتف كلا الصغيرين في نفس واحد أنا همسع الكلام
أكنان بهدوء كل واحد هيفتح بؤه وقام أكنان عن طريق الفرشاة بمسح خد أياد من الداخل عدة مرات ثم وضع رأس الفرشاه داخل أنبوبة خاصة وأغلقها بأحكام وقرر هذه الحركة من وليد وأيضا معه ووضع كلا من الثلاث أنابيب داخل الظرف ثم داخل جيبه ثم قال بابتسامة واسعة شاطرين بكرا وأنا جاي هجيب لكل واحد فيكم طيارة 
هتف الصغيرين بمرح والقى أياد ووليد أنفسهم على صدره فقام بأحتضانهم بحب ولمعت عينيه بالدموع وبلهجة متأثرة أنا همشي دلوقتي وبكرا هجي ليكم مع الطيارتين 
وخرج من الملجأ مباشرة الى معمل المستشفى
الطبيب نتيجة التحليل هتطلع بعد أسبوعين 
هتف أكنان وأنا عايز النتيجة في خلال تلات تيام أو
أربع تيام 
رد بتوتر بس ده مستحيل 
قال بقسۏة أنت ناسي أنا مين وممكن أعمل معاك أيه مكالمة منى لمدير المستشفى اللي أنت شغال فيه هتكون برا علطول أعتبر ده شغلك من وقت ماأمشي علطول مفهوم كلامي
رد عليه بلهجة متوتر خلال أربع تيام هتكون النتيجة طلعت ومبلغك بيها بنفسي 
وعندما أنصرف من المستشفى وجد نفسه بدون قصد متوقفا أمام باب منزلها 
في داخل شقة زهرة رن جرس هاتفها 
عندما رأت المتصل شعرت بالأضطراب 
بلهجة مذعورة الولاد كويسين يامدام ليلي
رد ليلى بهدوء الحمد لله كويسبن 
سألت متوترة طب حضرتك مش متعودة تتصلي بيا الا لما يكون في حاجة 
أنا حبيت أطمنك وملهوش
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 55 صفحات