الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 10 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

في ديكورات الشقه فهو كان لديه حس عالي جدا مساحة الشقه كانت متسعه تقارب المئتين متر كسا ارضياتها بالرخام الاسود اما الحمامات الثلاث اللذين ضمتهم الشقه فكل واحد منهم كان ابداع متفرد وبالاخص حمام غرفة نومهم الخاص الذى وضع فيه جاكوزى ضخم واخبرها انه ابتاعه خصيصا من اجل ان يساعدها علي الاسترخاء بعد ساعات المزاكره الطويله ووالدتها اظهرت ذوقا فريدا في اختيار الاثاث الاثاث غلب عليه لونى التركواز والفضى بتناغم مدهش اعطى الشقه مظهرا عصريا للغايه وبالطبع فاطمه فتحت فمها ببلاهه وهى تتجول معها في غرف النوم الثلاث المؤسسه بالكامل وغرفة المعيشه المنفصله التى اعدها عمر لمشاهدة التلفاز كأنها سينما خاصه بشاشه عملاقه ربما تتخطى ال بوصه وتحتل جدار كامل حتى المطبخ لم يسلم من حسدها واخبرت فريده انها ستشرب العصير في المطبخ فهو يماثل الصالون في جماله عمر استثمر كل ما جناه من سنوات عمله في الخليج في حب فريده الشقه كانت فخمه للغايه وانفق عليها اخر قرش يملكه لكنه لم يشعر لحظة بالندم وكان يخبرها الحمد لله طول ما الصحه موجوده هعمل فلوس تانيه ايه فايدة الفلوس غير اننا نسعد بيها اللي احنا بنحبهم العمليه اسټنزفت كل رصيده النقدى وعمله الجديد كان يغطى نفقات عيشتها برفاهيه ولكن لا يكفي لتحقيق طموح عمر فاطمه فاجئتها بسؤال زلزل كيانها عمر مجهز غرف للاطفال ليه انتى ناويه تخلفى قريب فريده تلعثمت فلاول مره تخطر فكرة الانجاب علي بالها فقالت باضطراب معرفش لسه متكلمناش في موضوع الخلفه فاطمه اكدت عليها اوعى تخلفي دلوقتى استنى شويه عشان الدراسه وكده ولا يمكن تراجعى نفسك وتسيبيه الاولاد ذنبهم ايه فريده نفت بقوه اسيبه ايه مش ممكن كمان لو فعلا هخلف يبقي دلوقتى انسب وقت انتى عارفه سنه رابعه سهله جدا ومافيهاش ضغط فاطمه ڼهرتها پغضب تبقي غبيه لو خلفتى قبل ما تخلصى استنى علي الاقل تتخرجى الموضوع محتاج اتفاق مع عمر انتى غبيه طبعا هيرفض ده اكيد رجعى ومتخلف زى كل الرجاله سنه رابعه سهله لكن السنين اللي بعد كده هتعملي ايه لما تبقي ام 
ما شاء الله عليكى بتفكري في حاجات مخطرتش في بالي مع انى متجوزه من اكتر من شهر فاطمه ضحكت بخبث قلبي علي مصلحتك ثم فتحت حقيبه يدها وناولتها علبة دواء لمنع الحمل خدى الشريط وابدئي فيه فورا فريده نظرت اليها بدهشه وقبل ان تسألها عن سبب وجود مثل ذلك الشريط في حقيبتها فاطمه قالت الدكتوره وصفتهولي عشان عندى مشاكل في الهرمونات الشهريه فريده تقبلت الشريط وتقبلت تفسيرها قررت تنفيذ اقتراح فاطمه واخفاء الامر عن عمر ففاطمه كانت مقنعه للغايه ستبدأ من اليوم في تناول الحبوب وستخفي الامر جيدا تأجيل الانجاب بضعة سنوات سيكون افضل حل 

عمر اليوم كان سعيدا جدا ويشعر بالفخر حلمه بامتلاك مشروع خاص به علي وشك ان يتحقق ډخله من عمله في الفندق كان جيدا جدا واستطاع توفير حياه راقيه لحبيبته فريده كان يبتسم كلما يتزكرها كلما يتزكر رقتها ونعومتها والشعور بها بين ذراعيه اليوم مر اربعة اشهرعلي زواجهم ومنذ شهرين وهو يعد لها مفاجأه يتمنى ان تدهشها 
فهو كان قد باع ارضا صغيره يملكها واستدان من البنك قرض كبير بنسبه بسيطه تخصم من راتبه وقام بشراء مقهى في نفس منطقة شقتهم الراقيه في المهندسين بمشاركة صديقه المقرب مصطفي بعد ان امتلكاه رمماه بالكامل بديكورات شبابيه مميزه وحرصا علي تقديم المشروبات والطعام الجيد بأسعار معقوله فتهافت الشباب علي المقهى بصوره كبيره عمر كان يستطيع شرائه بالكامل بمفرده لكنه فضل مشاركة مصطفي الذى كانت نسبته اقل كثيرا من نسبة عمر لعدة اسباب اهمها ان يتفرغ لخدمة فريده فهو يستطيع الاعتماد علي مصطفى معظم الوقت وايضا من اجل مساعدة صديق عمره الذى كان يحاول تحسين ډخله المقهى تم افتتاحه بصوره تجريبيه منذ اسبوع والحمد لله حقق النجاح بدرجه كبيره الان يخطط لحفل افتتاح رسمى كبير تحضره العائله وتكون فريده شريكته في النجاح قرر ان الخميس القادم يوم مناسب للافتتاح كى تتمكن فريده من السهر بحريه فالسنه الدراسيه بدأت منذ فتره وهو لم يكن ينوي تعطيلها عن مزاكرتها ولو ليوم واحد 
مقهى يونيك unique كما اسماه كان يرمز لفريده فهى مميزه فعلا ولولا انه يشعر بالغيره الشديده لاستخدام اسمها لكان اسماه فريده بطريقه صريحه لكنه كان يغار من مجرد نطق الرجال لاسمها حتى ولو كان اسم مقهى فاكتفي بيونيك المميز جدا في المقهى كان ركن القراءه فالمقهى ضم مكتبة ضخمه لمن يريد القراءه مع الاستمتاع بجو التخت الشرقي الذى كان يقدمه المقهى الافتتاح وهو لم يشتري لها هديه منذ هدية صباحيتهم حيث اهداها يوم الصباحيه سلسة ذهبيه معلق بها قلب وسوار يتماشي معها تماما كان يشكرها لانها اصبحت زوجته سابقا كان يحظى بمساعدة نوف ابنة مديره السابق راكان الفطيم وصاحبة دار ازياء ماردينى في اختيار هداياها السابقه لذلك الان لن يستطيع بمفرده شراء الملابس لها سوف يقنعها اليوم بالخروج ويأخذها الي محل راقي ويطلب منها شراء فستان لترتديه يوم الافتتاح في فترة اعداد المقهى وتجهيزه حرص علي عدم التغيب عن المنزل كثيرا كى لا يلفت انتباهها ويجعلها تستمع بالمفاجأه كامله وكان يترك لمصطفي امور المتابعه 
فريده كانت تعود من كليتها بحلول الخامسه فكان يحرص علي اعداد الطعام لها طيلة الشهور السابقه قبل عودتها دراسته كانت تمكنه من الطبخ بمهاره وايضا من تزيين الطعام بطريقة مدهشه وفي ايام الاجازات لم يكن يتركها لتتطبخ بل كان يصطحبها للغذاء خارجا او يطلب الطعام ليتناولوه سويا امام شاشة التلفاز العملاقه حتى التنظيف الدوري كان يحرص علي احضار خادمه مرتين في الاسبوع لتقوم بالتنظيف اما الامور اليوميه فكان يقوم هو بنفسه بمعظمها كوضع الصحون والاوانى في غسالة الصحون وايضا الملابس كان يغسلها ويجففها في المجفف ثم يرسلها الي مغسلة قريبه كى تقوم بعملية الكى لملابسهما معا كان يفكر عنها في كل شيء وكان حريص علي عدم تأثير زواجهم علي دراستها بأي شكل حتى انتقالتها من والي كليتها فكر فيه فهو لم يكن ليتمكن من ايصالها يوميا وهى رفضت تعلم قيادة السيارات ورفضت ان يشتري لها سياره صغيره وتعللت بأن الكليه بعيده والشوارع مزدحمه وسوف تجهد في القياده لذلك اتفق مع سائق سيارة اجره يثق فيه لانه يعمل مند زمن طويل مع فندقهم علي ايصالها الي كليتها يوميا ثم يعود عندما تنتهى من محاضراتها ليقلها الي المنزل مجددا في طريق عودته من الفندق في الثالثه عصرا كالمعتاد توقف عند محل للزهور وحمل لها باقه كبيره واكمل طريقه الي المنزل  

التى اعتمدها في تقديم الطعام كانت مدهشه تطلع اليها باعجاب وهنىء نفسه الورود الجميله التى ابتاعها في طريق عودته اخفاها خلف ظهره ليسلمها الي فريده وهو يفتح لها الباب 
السفره كانت معده باتقان محترف واشهى الاطباق انتظرت علي الطاوله لتأكل اعد لها الاسكلوب الذى تحبه مع البطاطا المهروسه وجميع انواع السلطات والخضروات المطهيه علي البخار انه اليوم يحتفل بنجاحه ويرغب في الشعور بالفخامه فحرص علي تقديم الطعام في الاوانى الفاخره والكاسات الكريستاليه احتوت العصير الذى وضعه في دورق كبير مع قطع الثلج لترطب عليها اجهاد يومها الشاق العد التنازلي بدأ فالرساله اليوميه التى كانت تصله من سائق التاكسى وصلت منذ خمسة عشر دقيقه كان يطلب منه تبليغه وصولها كى يجهز المائده لها ويعدها لتصبح جاهزه وفي انتظارها نظر الى ساعته بلهفه ففريده سوف تقرع الجرس في أي لحظة الان نغمات الجرس الموسيقيه ارسلت في جسده موجات من السعاده فتح الباب وفور دخول فريده اظهر الباقه من خلف ظهره وسلمها لها فريده تنشقت عبير الورد الرائع وقبل ان تتمكن من شكره كان قد احتواها بين ذراعيه بلهفه كان يفتقدها بشده فريده تململت بين ذراعيه فحررها وقال غيري هدومك منتظرك علي الغدا فريده اكلت بصمت يومها كان مرهق جدا ومزاجها تعكر للغايه بسبب سكشن الشرعى اعصابها المرهفه لم تتحمل مادة الشرعى القاسيه واكملت فاطمه تعكير مزاجها عندما دعتها للاكل معها في كافتيريا الكليه لكن فريده رفضت وقالت لها ان عمر يعد لهم الطعام وينتظرها للاكل سويا 
رد فاطمه استفزها للغايه لكنها صمتت ولم تهب لنجدته عندما علقت فاطمه بسخريه طبعا ماهو فاضي ابو 60 لازم يخدمك شكله مخه تخين زى جسمه 
الاكل كان ممتاز لكنها فقدت شهيتها وكلما تزكرت عينات الانسجه المحفوظه في الفورمالين اصابها الغثيان عمر لاحظ تغير مزاجها فسألها بحنان مالك يا فريده الاكل مش عاجبك 
فريده اكملت صمتها وتظاهرت بالاكل ربما الخروج والتسوق سيغير مزاجها للافضل عمر فكر مع نفسه نظر اليها بلطف وقال طيب هنخرج بلليل نشتري حاجه يمكن تفكى شويه فريده اجابته باقتضاب لا انا تعبانه مش هقدر اخرج عمر شعر بالاحباط لكنه تجاوز عن احباطه وعندما شاهدها تغادر المائده بدون تكملة طعامها امرها بلطف فريده انتى مأكلتيش اعدى كلي فريده القت شوكتها في صحنها بوقاحه وقالت اكلت في الكليه وبدون اضافة المزيد غادرت الي غرفتهم عمر نظر الي احتفاله بحسره وجلس بمفرده يحتسي العصير البارد فريده لم تكن علي طبيعتها لاحظ ذلك منذ لحظة عودتها ربما لو احتواها بين ذراعيه ستهدأ وستخبره بما يضايقها حمل كأسه الذى لم يكمله وحمل لها كأسا واتجه الي الغرفه فريده كانت مستلقيه في الظلام بلا حراك اضاء ضوءا خاڤتا بجوار الفراش وادارها لتواجهه سألها برفق مالك يا فريده فيه حاجه مضايقاكى فريده تجاهلت الاجابه عمر ناولها كأس العصير وقال طيب اشربي العصير فريده صړخت پغضب كفايه خنقتنى طول النهار كلي واشربي هو انت ماما عمر نظر اليها بعدم تصديق وغادر الغرفه غاضبا 
يا الله لماذا سمحت لشيطانها في التحكم فيها عمر كان يتفانى في خدمتها وهى قابلت ذلك بنكران الجميل والجحود بكت لمده ثم غفت في النوم عندما استيقظت عمر لم يكن الي جوارها بحثت عنه في ارجاء المنزل فوجدته نائم في غرفة المعيشه والتلفاز كان مفتوح ولكن بدون صوت شعرت بالندم فهى جرحته بشده عمر شعر بحركتها في الغرفه ففتح عيونه علي الفور مجرد رؤيتها الي جواره جعلته يبتسم ابتسامته انبئتها انه لم يعد غاضب عمر اقترح مجددا تعالي نشرب الشاي في المول فريده لم تجادل واتجهت فورا الي غرفتها لترتدى ملابسها
10  11 

انت في الصفحة 10 من 41 صفحات