روايه بقلم داليا الكومي
في ديكورات الشقه فهو كان لديه حس عالي جدا مساحة الشقه كانت متسعه تقارب المئتين متر كسا ارضياتها بالرخام الاسود اما الحمامات الثلاث اللذين ضمتهم الشقه فكل واحد منهم كان ابداع متفرد وبالاخص حمام غرفة نومهم الخاص الذى وضع فيه جاكوزى ضخم واخبرها انه ابتاعه خصيصا من اجل ان يساعدها علي الاسترخاء بعد ساعات المزاكره الطويله ووالدتها اظهرت ذوقا فريدا في اختيار الاثاث الاثاث غلب عليه لونى التركواز والفضى بتناغم مدهش اعطى الشقه مظهرا عصريا للغايه وبالطبع فاطمه فتحت فمها ببلاهه وهى تتجول معها في غرف النوم الثلاث المؤسسه بالكامل وغرفة المعيشه المنفصله التى اعدها عمر لمشاهدة التلفاز كأنها سينما خاصه بشاشه عملاقه ربما تتخطى ال بوصه وتحتل جدار كامل حتى المطبخ لم يسلم من حسدها واخبرت فريده انها ستشرب العصير في المطبخ فهو يماثل الصالون في جماله عمر استثمر كل ما جناه من سنوات عمله في الخليج في حب فريده الشقه كانت فخمه للغايه وانفق عليها اخر قرش يملكه لكنه لم يشعر لحظة بالندم وكان يخبرها الحمد لله طول ما الصحه موجوده هعمل فلوس تانيه ايه فايدة الفلوس غير اننا نسعد بيها اللي احنا بنحبهم العمليه اسټنزفت كل رصيده النقدى وعمله الجديد كان يغطى نفقات عيشتها برفاهيه ولكن لا يكفي لتحقيق طموح عمر فاطمه فاجئتها بسؤال زلزل كيانها عمر مجهز غرف للاطفال ليه انتى ناويه تخلفى قريب فريده تلعثمت فلاول مره تخطر فكرة الانجاب علي بالها فقالت باضطراب معرفش لسه متكلمناش في موضوع الخلفه فاطمه اكدت عليها اوعى تخلفي دلوقتى استنى شويه عشان الدراسه وكده ولا يمكن تراجعى نفسك وتسيبيه الاولاد ذنبهم ايه فريده نفت بقوه اسيبه ايه مش ممكن كمان لو فعلا هخلف يبقي دلوقتى انسب وقت انتى عارفه سنه رابعه سهله جدا ومافيهاش ضغط فاطمه ڼهرتها پغضب تبقي غبيه لو خلفتى قبل ما تخلصى استنى علي الاقل تتخرجى الموضوع محتاج اتفاق مع عمر انتى غبيه طبعا هيرفض ده اكيد رجعى ومتخلف زى كل الرجاله سنه رابعه سهله لكن السنين اللي بعد كده هتعملي ايه لما تبقي ام
عمر اليوم كان سعيدا جدا ويشعر بالفخر حلمه بامتلاك مشروع خاص به علي وشك ان يتحقق ډخله من عمله في الفندق كان جيدا جدا واستطاع توفير حياه راقيه لحبيبته فريده كان يبتسم كلما يتزكرها كلما يتزكر رقتها ونعومتها والشعور بها بين ذراعيه اليوم مر اربعة اشهرعلي زواجهم ومنذ شهرين وهو يعد لها مفاجأه يتمنى ان تدهشها
التى اعتمدها في تقديم الطعام كانت مدهشه تطلع اليها باعجاب وهنىء نفسه الورود الجميله التى ابتاعها في طريق عودته اخفاها خلف ظهره ليسلمها الي فريده وهو يفتح لها الباب
السفره كانت معده باتقان محترف واشهى الاطباق انتظرت علي الطاوله لتأكل اعد لها الاسكلوب الذى تحبه مع البطاطا المهروسه وجميع انواع السلطات والخضروات المطهيه علي البخار انه اليوم يحتفل بنجاحه ويرغب في الشعور بالفخامه فحرص علي تقديم الطعام في الاوانى الفاخره والكاسات الكريستاليه احتوت العصير الذى وضعه في دورق كبير مع قطع الثلج لترطب عليها اجهاد يومها الشاق العد التنازلي بدأ فالرساله اليوميه التى كانت تصله من سائق التاكسى وصلت منذ خمسة عشر دقيقه كان يطلب منه تبليغه وصولها كى يجهز المائده لها ويعدها لتصبح جاهزه وفي انتظارها نظر الى ساعته بلهفه ففريده سوف تقرع الجرس في أي لحظة الان نغمات الجرس الموسيقيه ارسلت في جسده موجات من السعاده فتح الباب وفور دخول فريده اظهر الباقه من خلف ظهره وسلمها لها فريده تنشقت عبير الورد الرائع وقبل ان تتمكن من شكره كان قد احتواها بين ذراعيه بلهفه كان يفتقدها بشده فريده تململت بين ذراعيه فحررها وقال غيري هدومك منتظرك علي الغدا فريده اكلت بصمت يومها كان مرهق جدا ومزاجها تعكر للغايه بسبب سكشن الشرعى اعصابها المرهفه لم تتحمل مادة الشرعى القاسيه واكملت فاطمه تعكير مزاجها عندما دعتها للاكل معها في كافتيريا الكليه لكن فريده رفضت وقالت لها ان عمر يعد لهم الطعام وينتظرها للاكل سويا
رد فاطمه استفزها للغايه لكنها صمتت ولم تهب لنجدته عندما علقت فاطمه بسخريه طبعا ماهو فاضي ابو 60 لازم يخدمك شكله مخه تخين زى جسمه
الاكل كان ممتاز لكنها فقدت شهيتها وكلما تزكرت عينات الانسجه المحفوظه في الفورمالين اصابها الغثيان عمر لاحظ تغير مزاجها فسألها بحنان مالك يا فريده الاكل مش عاجبك
فريده اكملت صمتها وتظاهرت بالاكل ربما الخروج والتسوق سيغير مزاجها للافضل عمر فكر مع نفسه نظر اليها بلطف وقال طيب هنخرج بلليل نشتري حاجه يمكن تفكى شويه فريده اجابته باقتضاب لا انا تعبانه مش هقدر اخرج عمر شعر بالاحباط لكنه تجاوز عن احباطه وعندما شاهدها تغادر المائده بدون تكملة طعامها امرها بلطف فريده انتى مأكلتيش اعدى كلي فريده القت شوكتها في صحنها بوقاحه وقالت اكلت في الكليه وبدون اضافة المزيد غادرت الي غرفتهم عمر نظر الي احتفاله بحسره وجلس بمفرده يحتسي العصير البارد فريده لم تكن علي طبيعتها لاحظ ذلك منذ لحظة عودتها ربما لو احتواها بين ذراعيه ستهدأ وستخبره بما يضايقها حمل كأسه الذى لم يكمله وحمل لها كأسا واتجه الي الغرفه فريده كانت مستلقيه في الظلام بلا حراك اضاء ضوءا خاڤتا بجوار الفراش وادارها لتواجهه سألها برفق مالك يا فريده فيه حاجه مضايقاكى فريده تجاهلت الاجابه عمر ناولها كأس العصير وقال طيب اشربي العصير فريده صړخت پغضب كفايه خنقتنى طول النهار كلي واشربي هو انت ماما عمر نظر اليها بعدم تصديق وغادر الغرفه غاضبا
يا الله لماذا سمحت لشيطانها في التحكم فيها عمر كان يتفانى في خدمتها وهى قابلت ذلك بنكران الجميل والجحود بكت لمده ثم غفت في النوم عندما استيقظت عمر لم يكن الي جوارها بحثت عنه في ارجاء المنزل فوجدته نائم في غرفة المعيشه والتلفاز كان مفتوح ولكن بدون صوت شعرت بالندم فهى جرحته بشده عمر شعر بحركتها في الغرفه ففتح عيونه علي الفور مجرد رؤيتها الي جواره جعلته يبتسم ابتسامته انبئتها انه لم يعد غاضب عمر اقترح مجددا تعالي نشرب الشاي في المول فريده لم تجادل واتجهت فورا الي غرفتها لترتدى ملابسها