الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 17 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

في صمت لم تشعر بالباب وهو يفتح ولا بأسيل وهى تدخل الي غرفتها لانها كانت غارقه في احزانها فوجئت بأسيل تربت علي كتفها من الخلف فقفزت پذعر وعندما ادركت انها اسيل بقوه فربما تجد لديها الدعم اسيل جلست الي جوارها علي الفراش وتمسكت بيدها بقوه  
اسيل كانت تعلم ان فريده تغيرت تماما في السنوات الاخيره ولطالما عاتبتها علي استماعها لنصائح مدمره ډمرت كامل حياتها اسيل هى من فتحت عيونها علي مساؤي فاطمه وعلي ضعفها وحقارتها الشخصيه هى اعتبرت اسيل طفله لانها تصغرها بعامين ولم تشركها في مشاكلها الزوجيه لكنها بعد الطلاق اكتشفت انها هى الطفله الغبيه واسيل اذكى واعقل منها بكثير اسيل قالت في حنان فريده اتماسكى شويه انا عارفه انك مصدومه من موافقة عمر علي الحضور لكن فكري تانى متوقعه منه ايه بعد اللي انتى عملتيه انتى حتى بعد الطلاق بسنه باتنين محاولتيش تتصلي بيه او تعتذري هو كان مجروح اكتر منك بكتير وانتى فضلتى سلبيه اكيد اتعذب كتير عشان ينسي حبك ووصوله للمرحله دى معناه انه شاف العڈاب الوان من يوم ما اتخطبتى لعمر وانتى بتتصرفي غلط وعاوزه الامور تتصلح طب ازاي وبخصوص عماد هو صحيح صاحب طارق وانسان كويس لكن اوعى يا فريده توافقى عليه لمجرد الهروب من واقع اليم هتكونى بتظلمى نفسك وبتظلميه فريده رفعت عيناها الناطقتان بما يعتمل في صدرها من اسي وقالت مش ممكن اوافق ابدا انا خلاص اخدت نصيبي من الجواز فوجئت بسؤال صريح من اسيل سبب تصلب جميع عضلات جسدها فأسيل سألتها بجراءه فريده انتى بتحبي عمر صمتها التام اجاب اسيل عن سؤالها فريده لم تكن تحتاج الي الكلمات لتجيب فيكفي اسيل ان تنظر الي بؤسها منذد يوم زفافها لتعلم الاجابه اسيل تمسكت بيد فريده بقوه اكبر وقالت افتكري دايما يا فريده ان كتفي موجود وتقدري تبكى عليه في أي وقت لكن انا عاوزكى تبطلي بكى بقي وتشوفي حياتك صدقينى انا مكنتش اعرف عن خطوبة عمر والا مكنتش الحيت عليكى تيجى فرحى انا مش قادره اعشمك في حاجه يا فريده لكن بطلب منك تحاولي مع عمر لاخر مره مش مصدقه ان حب كبير زى حب عمر ليكى ممكن ينتهى حاربي عشانه يا فريده ولو فشلتى مش هتخسري كتير اتنازلي عن كرامتك شويه في سبيل حبك وخصوصا ان كبريائك قتل كبريائه قبل كده طرقات علي باب غرفتها جعلتها تستدير في الم والدتها كانت تقف بجوار الباب وتدعوها للخروج لمقابلة العريس المنتظر في الصالون 
هى لن تكون تلك العروس التقليديه التى ستدخل حامله لاكواب العصير وتقدمها الي العريس الذى سوف يقيمها بنظراته واعلنت بصراحه رفضها لذلك الاقتراح حينما اقترحته والدتها والدتها اوصلتها الي الصالون لكن لم تتجرأ علي الدخول معها لاحظت ان محمد واحمد ورشا اختبؤا في مكان مجهول وكأن الامر اكبر من طاقتهم ولا قبل لهم بمواجهة مثل ذلك الموقف هل كانوا يتوقعون انفجارعمر مثلا ووالدتها انصرفت مسرعه ما ان نهض عماد ليحى فريده فقط في الصالون كان يوجد عمر وجدتها وطارق بالاضافه الي عماد الذى حضر وحيدا ولم يصطحب احدا من اهله حتى عمر لم ينهض لتحيتها عندما دخلت استمر يجلس وهو يضع احدى رجليه فوق الاخري بتفاخر اما عماد فمد يده للسلام وعندما لم تعطيه فريده يدها سحبها الي جواره مباشرة  
بمجرد جلوس فريده نهض عمر وقال ببرود افضل انكم تتكلموا لوحدكم طلبك وصلنا يا باشمهندس وطارق بيشكر جدا في اخلاقك والباقي بقي يرجع لفريده عن اذنكم جدتها استندت علي يده في طريقها للخروج ولم تفتح فمها ابدا بأي كلمه اما طارق فنهض هو الاخر ولكن تعابير وجهه كانت تفضحه فريده تسألت عن مدى معرفة عماد بعلاقتها بعمر ومدى تقبله لذلك الطلب الغريب ربما يعتقد انه دخل في مشفي للمجانين بدلا من منزل عروس يطلب يدها 
عماد بدأ بالكلام قال في بساطه اعرفك بنفسي مره تانيه انا عماد رضوان بشتغل مهندس وعندى مكتب مقاولات شغال معقول الحمد لله عندى 34 سنه ومطلق من سنتين سبب الطلاق مش هتكلم فيه الا لما توافقى لان دى خصوصيه ومش حابب انشرها الا للي هتبقي مراتى تنحنح باحراج ثم استطرد من يوم الفرح وانتى شاغله بالى مش هقولك حبيتك من اول نظره لكن في حاجه في نظرة عنيكى يومها خلتنى اشد طارق من الكوشه واسأله كل التفاصيل عنك نظرة الحزن يومها قتلتنى خلتنى احس انى عاوز احميكى معرفش ليه الكلام غادرها لم تتوقع مثل هذا الكلام من عماد هى كانت تنوي رفضه بوقاحه دون ان تهتم بمشاعره اما كلامه لها الان احضر الدموع التى كتمتها طوال النهار الي مقلتيها للاسف عماد بالمقاييس العاديه عريس لا يرفض طويل ووسيم ومرتاح ماديا وسنه مناسب جدا بالاضافه الي انه خاض من قبل تجربه وفشل فيها فسيكون حريص على نجاح تجربته الثانيه فالفشل ليس سهلا  
ربما هى محظوظه لانها مطلقه وحظيت بمثل تلك الفرصه لكنها لا تستطيع ابدا حتى التفكير كما كانوا يطلبون

منها اما عمر او ستبقي بلا زواج الي الابد لكن كيف سترفضه بدون ان تجرحه فيكفيها انها جرحت من احبها من قبل قالت وهى تتلعثم انا اسفه مش هقدر اوافق علي طلبك عماد كان وكأنه ينتظر رفضها سألها في سبب معين للرفض وعندما نظرت الي الارض ووجهها يشتعل من الاحراج قال طارق مخلص جدا ليكى رفض يعطينى أي معلومات غير ان عمر كان جوزك وانا شفت خطوبته يوم الفرح بنفسي واندهشت جامد من طلب جدتك الغريب انى اطلبك منه لكن انا مبحبش التسرع بطبعى بحب التفكير وباعطى كل حاجه حقها انا كمان مبحبش اليأس ابدا ومش هطلب منك رد فوري اوعدينى تفكري وانا هحاول معاكى مره تانيه وتالته ورابعه 
انها حتى لم لم تلاحظ متى غادر عماد الصالون وتركها انخرطت في افكارها وفي قشعريرة جسدها ولم تنتبه لعمر وهو يدخل الي الصالون ليجلس مكان عماد رأسها المحنى كان يمتلىء عن اخره بصور ومشاهد من الماضي ومن الحاضر رفعت رأسها اخيرا لتجيبه انها لا تحتاج ابدا أي وقت للتفكير وانها اسفه جدا لرفض طلبه وانها ربما في حياة ما اخري لكانت سترحب لكن الكلمات تجمدت علي شفتيها عندما صدمت برؤية عمر يجلس مكان عماد كلماته خرجت بارده قاسيه كالاف السياط تمزقها عريس مناسب مش كده مهندس ومرتاح ماديا يليق بالدكتوره فريده الطويل بصراحه الراجل صعبان عليه كنت عاوز احذره من لوح التلج اللي هياخده لكن قلت اسيبه يشرب بكره يعرف بنفسه 
فريده لم تعد تستطيع تمالك اعصابها اكثر من ذلك صړخت باڼهيار كفايه حرام عليك ارحمنى انت اتغيرت جبت القسۏه دى كلها منين 
عمر نظر اليها باحتقار وقال اخدت دروس علي ايد افضل استاذه ارادت الصړاخ بأعلي صوت ليتها تستطيع ذلك فلربما يرحمها انه يحتقرها لكنها بدلا من ذلك قالت في انكسار عمر انا عمر انا اسفه وجهه احمر من شدة الڠضب اطلق العنان لغضبه وصاح فيها بأعلي صوته بالتأكيد الجميع بالخارج استمع الي صراخه الغاضب لكن لم يجرؤ احدا علي التدخل قال پغضب مدمر اسفه ايه بتصفي القديم قبل ما تبدأى صفحه جديده عاوزه تعرفي انى سامحتك عشان تعيشي بسعاده ومتفكريش في جريمتك انتى جنسك ايه مصنوعه من ايه اللي بيجري في عروقك ده ډم ولا حاجه تانيه اتجوزى يا فريده وعيشى مبسوطه مش هو ده اللي انتى عاوزه تسمعيه منى مش هو ده الغرض من طلبي النهارده مجددا رمقها بنظرات ناريه افرغ فيها كل احتقاره ثم غادر وصفق باب غرفة الصالون خلفه پغضب تسبب في اڼهيار زجاج الباب بالكامل 
11 لقاء صاډم 
خائڼه !!!! هكذا يراها عمر هو اعتبر اخفائها لامر تناولها للحبوب
بخصوص تأخر الانجاب ربما سيظن ان من يستطيع التصرف لماذا تشعر بالحسره الان وهى فقط تجنى ما زرعته بيديها 
لو تستطيع العوده للماضي ومحو كل تلك الخطايا لفعلت ذلك فورا لكن للاسف خطاياها منحوته علي الصخر ولن تمحى ابدا انها تختفي في غرفتها منذ رحيل عمر الدامى ليلة البارحه حبست نفسها هناك فمن اين ستأتى بالشجاعه لمواجهتهم بعدما استمعوا لوصف عمر لها بالخائڼة القذره لم يعرف احدا ابدا عن موضوع الحبوب فعمر اغلق فمه وهى لم تتجرأ وتفضح نفسها حتى جدتها واسيل حاولتا تقصى الحقائق لشهور وعندما فشلتا في معرفة اي شيء استسلمتا اخيرا واغلقتا الموضوع و بعدها جدتها سافرت مع خالها الي كندا و انتسى موضوع طلاقها تماما وعمر واصل حياته بدونها والان بعد مرور سنوات عادت الجراح القديمه لتفتح ويصب فيها الملح فتقيحت واصابت كل جسدها بالمړض شعورها الان كمن يرقص علي حافة الهاويه لكنها مسلوبة الاراده ولا تستطيع التوقف عن الرقص الذي سوف يؤدى بها الي دك عنقها في اعماق الهاويه وعماد الذي ظهر من العدم يربكها بشده فهى لا تريد ايلامه برفضا قاطع ولكنها من المحال ان تقبل ان تتخذه زوجا كيف ستسلم نفسها لرجل وقلبها مع اخر بل كيف من الاساس ستتقبل فكرة ان يلمسها رجل اخر سوى عمر انها فقط منحت نفسها لرجل واحد ولن يلمسها سواه اما البعثه فهى مجبره علي الرد فورا سواء بالايجاب او بالرفض كى يتسنى لرئيس القسم ترشيح غيرها في حالة رفضها الامور خرجت عن السيطره واصبحت چنونيه تماما لعڼة الفستان الاسود تطاردها والاسوء انها كانت مجبره علي الذهاب الي شقة عمر لاخلائها فعمر يريد ان يسلمها متعلقاتها ويعيد تجديد الشقه بالكامل استعداد لزواجه كما اخبرتها جدتها حاولت التهرب من ذلك المشوار القاټل لكن جدتها امرتها پغضب بطلي دلع واستنزاف لغيرك مين هيروح يخلص شغلك انتى معطله الراجل من سنين انتى فاكره الناس خدامين عندك جدتها القت مفتاح فضى علي الطاولة امامها پغضب وقالت خلصينا من الموضوع ده في اقرب وقت 
فريده التقطت المفتاح بأصابع مرتعشه مجرد مفتاح لكنه الان لا يفتح مزلاج بل يفتح باب الذكريات من جديد هل ستتحمل الذهاب الي هناك مجددا لكنها ليست مخيره ولا تملك الاختيار ستذهب سواءا شاءت ام ابت ولكنها ستدعو الله ان يهبها القوه لفعل ذلك اجازة محمد قصيره جدا مجرد يومى الاجازه الاسبوعيه مع يوم واحد اجازه تعويضيه هو كل ما استطاع تدبيره وبالطبع سافر مباشرة بعد ان اتم مهمته اما احمد فمكتب المحاماة الشهير الذي يعمل
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 41 صفحات