الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 18 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

فيه الان اوكله في قضيه هامه في الاسكندريه لاول مره يتولي قضيه بالكامل في فرصه ذهبيه له اغتنمها فورا لم يتبق سوى رشا لتذهب معها الي شقة عمر ولكن سوميه كانت صارمه للغايه وتمنع خروج رشا بمفردها عينا رشا العابثتان ترجتا فريده رشا ترجتها وهى تبكى ارجوكى يا فريده هى مره احم احم عمر طالب يقابلنى لوحدى حلف علي المصحف انها مره بس قالي بالحرف خاېف نكرر عمر وفريده تانى كل اللي هو طالبه مره واحده يتأكد من مشاعري وبعد كده هيتقدملي رسمى خليكى جدعه بقي واوعدك عمري ما هكررها في حياتى دى الفرصه الوحيده وهنتقابل في كافيه قريب من شقة عمر يعنى في النهار وفي النور هنعد شويه قالي كفايه مره اتطلع في عينيكى عشان اعرف في فرصه لينا ولا كمان كفايه فشل في جواز القرايب العيله خلاص مش مستحمله طلاق فيها تانى 
انها في حيرة قاتله

هل تسمح لرشا بمقابلة عمر خاصتها انها مسؤلة عنها نعم رشا دلوعه ولكنها تعلم حدودها جيدا ولن تتعدى الحدود ابدا كذلك عمر شاب بسيط ومرح لكنها اخذ درسا قاسې من فشل زواجها بعمر حسمت امرها واحتضنت رشا قالت بحنان رشا انا بثق فيكى ومعنديش اي شك في اخلاقك لكن انت مسؤليتى هوصلك الكافيه اللي علي الناصيه وهروح الشقه اجمع متعلقاتى الشخصيه بس انا عارفه ان عمر مصر اخد كل حاجه لكن لا ده حقه انا استنزفته كتير انا هخد بس باقي هدومى لانى عارفه انه اكيد مش طايق يشوفها تحاملت لتتحدث بصوت يخلو من الدموع وهى تستطرد بعد كده هو حر يبيع الاثاث القديم ويشتري جديد للعروسه او زى ما يتصرف 
رشا شددت من احتضانها لفريده انها تشعر بالامتنان الشديد لها ففريده تداوم علي تغطيتهم بحنانها الغامر انها افضل شقيقه قد يحظى بها احدهم يوما فريده ابعدتها بلطف وامرتها هتفضلي في الكافيه لحد ما ارجعلك ده شرطى الوحيد اوصلك وبعدين ارجع اخدك رشا قبلت كفها بحنان ده اكتر من احلامى شكرا فريده
فريده راقبت رشا وهى تتأنق فراشها امتلىء عن اخره بضحاياها من الملابس التى لم تنل اعجابها قضت ساعات وهى تختار ما سوف ترتديه وفي النهايه ضړبت الارض پغضب مثل الاطفال عندما لم تقتنع بأي من ملابسها ليتها تشعر بالصفاء مثلها دقة القلب الاولي عند اول لقاء اول نظره والان تتمنى فقط ان يلحظ وجودها لقد اضاعت مشاعر رائعه في الكبر واضاعت سنوات اكثر في الغباء وهاهى تعض اناملها من الندم اوصلت رشا الي عمر المنتظر عند مدخل الكافيه وجهت له نظرة تحذيريه تعلم جيدا انه لا يحتاج اليها لكنها مضطره منزل عمر لا يبعد اكثر من بضعة امتار لكنها شعرت وكأنها مشت اميال وهى تجر خطاها وتجاهد كى تصل كلما اقتربت اكثر كلما شعرت بخفقان رهيب لو كانت تدرك كم كانت سعيده في هذا المكان لما تركته ابدا لم يتغير اي شيء نفس اناقة ونظافة البنايه نفس حارس العقار الذي حياها بإندهاش صعدت الي طابقهم برهبه واخرجت مفتاح الشقه من حقيبتها يداها المرتعشه فشلت مرات عده في ايجاد ثقب المفتاح قبل ان تنجح في ادخاله اخيرا لدهشتها لم يتغير شيء البته في الشقه كانت كما تركتها ولكن المكان كان يبدو عليه النظافه الشديده والاهتمام نظافة المكان تدل علي انه ينظف بصوره دوريه ويلقي الاهتمام اللازم كانت تري عمر يبتسم في كل ركن كيف لم تدرك انها عاشت اكثر من سنتين في الجنه انها الان تري الجنه واضحه بعد ان انقشع الضباب الذي كان يغشي عيونها ويمنعها من الاستمتاع بالحب تجولت في الشقه وهى تبكى طوال اقامتها هنا لم يبكيها عمرا يوما سوى يوم طلاقهم المرير علي هذه الاريكه بالذات امام التلفاز اسمعها عمر احلي عبارات الغزل والهيام تناست سبب قدومها الاساسي واخذت تلمس كل شبر من الجدران لتتذكر ملمسها في غرفة نومهما السابق عيناها جالت علي الفراش الضخم الذي جمعهمها سابقا فتحت الخزانه لتري جميع ملابسها معلقه بنظام في اماكنها كل شيء كما تركته تماما بلا ذره واحده من الغبار بعد طلاقهما والدتها جمعت حقيبتين بالملابس والباقي ظل كما هو لم يتخلص منه عمر حتى زجاجة عطرها المستعمل مازالت تتربع في مكانها علي طاولة الزينه شعرت كأن يد عصرت قلبها بقوه عندما وقعت عيناها علي صورة زفافهم الكبيره التى اصر عمر علي وضعها علي الجدار في مواجهة الفراش يومها ارادت ان تختفي ولا تسمح للمصور بتصويرها واليوم تتمنى لو انه اخذ الف صوره يومها مشاعرها غلبتها وشهقات الدموع شعرت معها انها ستوقف قلبها من الحزن اذا استمرت لحظة اطول في تلك الغرفه هربت تبحث عن الهواء الذي وكأنه شفط فجأه وتركها مخټنقه طاولة السفره كانت ابعد مكان استاطعت الوصول اليه قبل اڼهيارها جالسه علي احد مقاعدها الانيقه قبل 7 سنوات عمر اصر علي اختيار الافضل وقد اثبت تميزه فعلا فالاثاث كان كأنه خرج من معرضه للتو تذكرت عمر اثناء طعاهم عندما كان يغازلها في ايام زواجهم الاولي عندما كانت اكثر حريه وكانت تسمح له بالتعبير كلماته تردد في اذنيها فريده انا بحبك وهعيش عمري كله احبك حبك في دمى كان يتأملها وهى تأكل ويخبرها ان مجرد النظر اليه يشبعه وعندما كانت تدعوه للاكل وان يوقف حملقه فيها وهى تأكل كان يخبرها ان مذاق شفتيها احلي من العسل وضعت رأسها علي زجاج الطاوله البارد واحاطتها بذراعيها وبدأت في البكاء بلا انقطاع جسدها اهتز پعنف من قوة شهقاتها المتلاحقه انها تدفع الثمن پقسوه لماذا يقسي الجميع عليها الان الم تقسي هى علي نفسها بالنيابه علي الجميع الم يضع أي احد في اعتباره انها كانت تريد اسعاد الجميع علي حساب نفسها حتى عمر نفسه العجيب في الامر انهم لم يقسو عليها طوال اربعة سنوات ماضيه وبدؤا فقط في ايلامها منذ خطوبة عمر كأنهم انتبهوا فجأه انها اصبحت مطلقه حتى عندما ارادت الهرب بعيدا جدتها اعلنت بصرامه انها لن تسمح لها بالرحيل الا وهى متزوجه وكأنها عار عليهم يرغبون في اخفائه ضجة عند باب الشقه جعلتها ترفع رأسها بفزع لتشاهد عمر يقف متصلب وعندما شاهد الدموع في عينيها كان بقربها في لحظات وسألها باهتمام قلق فريده انتى كويسه انتى تعبانه  
صدمة رؤيته اوقفت قلبها عن العمل وعندما عاد ليعمل من جديد كان يدق پجنون وكأنها اخر مره يعمل فيها لكن ماذا يفعل عمر هنا علي أي حال هل كان يعلم بوجودها هنا  
فريده هزت رأسها بالنفي جففت دموعها بظهر يدها والتزمت الصمت ماذا عساها ستقول لكنها دهشت من اهتمامه لاول مره منذ عودته لم يكن يهاجمها بل وايضا لم يكن بارد ولا مبالي لاول مره تلحظ اهتمامه القلق سؤاله لم يكن واجب ثقيل او تهكم لكنه كان نابع من القلب عاد ليقول عملتى التحاليل اللازمه عشان تطمنى علي موضوع الكلي يا الله ماذا فعل محمد بالظبط اجابته بثبات ما فيش داعى انا كويسه اجابها بعصبيه يعنى ايه ما فيش داعى العناد والغباء ليهم حدود رفعت عينان باكيتان اليه لاول مره تلتقى نظراتهم مباشره من بعد صدمة النظرة الاولي يوم زفاف اسيل يومها عندما التقت نظراتهم شعرت كأنه لم يتعرف اليها من الفراغ الذى رمقها به اما الان فنظرته كانت مختلفه ما فيش عناد ابدا لكن انا فعلا صحتى كويسه ومحمد زودها شويه من قلقه
سألها بتحفظ

متأكده اطرقت برأسها ارضا وقالت ايوه 
لهجته تبدلت للوقاحه مجددا وهو يسألها بعجرفه بتعملي ايه هنا 
ياللاحراج انه اكتشفها في منزله ولم يكن لديه فكره عن حضورها هى فهمت من جدتها انه مقيم في نفس الفندق الذى تقيم فيه نوف وان الشقه فارغه وها قد وجدها عمر في شقته لقد امسكها بالجرم المشهود تلعثمت وهى تجيبه طلبوا منى يعنى ماما و قاطعها بسخريه طلبوا ايه اطرقت رأسها ارضا ولم تجيب عمر سحب مقعدا للخلف بعيدا عن الطاوله وجلس عليه بتوتر انها الصدفه القاتله كلاهما اختار نفس مقعده المفضل كما في السابق تخيلت انهم في موعد وانه يدعوها للعشاء كما في الايام الخوالي لكنها عادت الي الواقع عندما دققت النظر في الطاولة الخالية امامها الجو مشحون بالتوتر والموقف اكبر من احتمالها الان هما بمفردهما في مكان مغلق في الماضي عمر كان يتحين تلك الفرص ليريها حبه الفياض اما الان فهو يعاملها كغريبة عنه كانت اقصى امنياته ان يضمها بين ذراعيه والان اقصى امنياتها ان يعاملها فقط بود وينسي كراهيته لها فهى سترضى ان تظل حتى مجرد صديقه او قريبه طالما يعاملها بود لكن لا هى تكذب هى لا تريد ان تكون صديقته انها تريد ان تكون حبيبته كما اعتادت ان تكون وجودها في منزله بدون ان تكون زوجته كان قاسېا جدا علي كلاهما حتى انها كانت شبه اكيده ان عمر بدأ في التاثر بشده هو الاخر كان مختلف عن جميع المرات السابقه التى تقابلوا فيها من بعد عودته كان مرتبك وفقد قناعه الجليدى الذى كان يضعه لا اراديا اقترب بمقعده وهى تسمرت في مكانها اقترب اكثر دموعها كانت تتلألا علي وجهها مثل حبات اللؤلؤ ولا اراديا ايضا عمر مد يده ومسح تلك الدموع فريده تخشبت كانت تخشي الحركه او حتى النفس كى لا تضيع تلك اللحظه الساحره ربما لو تحركت فسيستعيد عمر سيطرته علي نفسه ويتذكر من هى  
هى كانت تعلم جيدا انه لا يحق له لمسها لكن عقلها الباطن رفض تصديق انها ليست زوجته السنوات تلاشت وكأنها لم تمر ابدا وعمر رفع ذقنها ليتطلع في عيونها پألم لاول مره خلال فترة علاقتهم كانت تلاحظ انه يحاول الفهم كان يحاول سبر غور فريده الجديده المختلفه مشاعرهما معا كانت محمومه فعمر تجرد في هذه اللحظه الخاصه من كل الماضى وعادت عيناه للحنان قلبها واصل الخفقان كالمچنون ربما ستزداد الكهرباء فيه لدرجة المۏت لكنها لم تكن تهتم طالما ستكون رؤيته وهو يضمها بلهفه اخر ما ستراه عيناها لكن فجأه شعرت بالبروده تعود وعمر قفز الي الخلف كأنما لسعته حيه ونظر اليها بقرف وهو يقول عادة التميمه بتجلب الحظ لكن انتى تميمتى للحظ السيء وبدون اضافة المزيد عمر غادر المنزل وكأن شياطين العالم كلها تطارده الاحداث التاليه مرت عليها وهى تتحرك مثل الاله كانت
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 41 صفحات