الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 19 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

تقوم بالاشياء المفروضه عليها وهى متخشبه مثل الاله الخالية من المشاعر بعد رحيل عمر ظلت علي نفس وضعها متجمده كالتمثال لفتره غير معلومه فقط اتصال من رشا نبهها الي الوقت رشا كانت مندهشه للغايه فبعد تحذيرات فريده القاسيه لها وجدت نفسها تجلس لساعات مع عمر بدون ان تعود فريده لالتقاطها كما امرتها فريده جمعت الباقي من اعصابها التى تحطمت ونهضت لن تأخذ أي ملابس فعلي عمر ان يحرقها ويتخلص منها ربما انتابها الامل للحظات وتمنت ان يكون عمر قد لان من جهتها لكن أي فرصة لها بوجود نوف في الجوار انها قد اتخذت قرار السفر ولن تتراجع الان السفر هو ملاذها الامن الذى سوف يحميها لقد عاشت لسنوات وهى تحمى نفسها من الالم وعندما ذاب الجليد من حولها اصبحت تشعر بالحب والغيره وايضا الالم نعم اصبحت حيه وتشعر بالحياه لكنها تتألم وبشده الم يفوق احتمالها شعور الغيره شعور فظيع مدمر ېمزق الروح ويسبب الالم الجسدى وليس فقط الالم المعنوي قبل ان تغادر ارادت وداع كل شبر من منزل عمر وحفظه في ذاكراتها وعندما وصلت الي غرفه النوم وتخيلت عمر يشارك نوف فيها الغيره نهشت قلبها ستهرب الي ابعد مكان تستطيع الوصول اليه فربما الوقت ينسيها حبها كما فعل عمر 
فريده رفعت عيناها الي موظفة البعثات وكررت ببلاهه موافقة الزوج الموظفه اومأت برأسها ايوه يا دكتوره مطلوب عشان السفر جواز سفر صالح وموافقه خطيه من الزوج متوثقه في الشهر العقاري و فريده قاطعتها بإحراج انا مطلقه الموظفه مجددا تفهمت تساؤلاتها واحراجها فقالت بتفهم وصبر فهمتك يبقي محتاجين موافقة ولي امرك والدك او اخوكى مثلا لكن بطاقتك لسه مكتوب فيها انك زوجة عمر فخري نجم يبقي لازم تغيري البطاقه وتكتبي فيها مطلقه هتروحى السجل المدنى بقسيمة طلاقك وتطلبي تعديل البيانات هذه المره فريده صاحت بفزع قسيمه ايه انا معنديش قسيمه الموظفه سألتها باشفاق انتى لسه متطلقه قريب فريده هزت رأسها بالنفي لا مطلقه من اربع سنين هذه المره كان دور الموظفه لتفتح فمها ببلاهه اربع سنين ومعندكيش قسيمه ليه فريده صمتت بمراره بماذا ستجيبها هى لا تملك أي اجابه لم يخطر في بالها من قبل موضوع القسيمه فلم تحتاج اليها ابدا من قبل بالفعل عند الطلاق يقوم الزوج بارسال قسيمة الطلاق لكنها لم تتلقي أي شيء هل تلقتها والدتها واخفتها عنها عمر لم يرسل لها القسيمه وهذا يتركها قانونيا زوجته شرعيا عمر طلقها ولا تحل له لكنها امام القانون زوجته فلا توجد ورقة رسميه تؤكد انها مطلقه علي الرغم من انها تعلم جيدا انه مجرد تقصير من عمر في استخراج القسيمه ربما بسبب سفره هذا علي افتراض ان والدتها لم تخفيها عنها كى لا تؤلمها عندما تراها لكن مجرد شعورها انها زوجته ولو بالاسم اثار لديها شعور رائع بالنشوه زوجة عمر فخري نجم ليتها زوجته بالفعل لكن تلك اللحظات القليله من الصدمه كانت محفز رائع لهرمون السريتونين هرمون السعاده عاد للعمل بعد توقف سنوات تكاد للعشره صحيح انها لحظات فقط لكنها كانت رائعه  
طوال طريق عودتها تمسكت بالامل الضئيل فى ان يكون عمر لم يطلقها رسميا عند المأذون في الواقع لن يتغير من الامر شيئا لكنها ارادت الاحتفاظ بشعور انها تنتمى اليه لاطول وقت وعندما وصلت اخيرا لم تنتظر حت تدخل بالكامل بل سألت والدتها التى فتحت لها الباب بلهفة قاتله ماما فين قسيمة طلاقي سوميه رفعت يداها في علامه تدل علي الحيره ثم عادت لانزالها وعندما رفعتها مجددا قالت ما فيش قسيمه
سوميه توقعت انفجار غاضب من فريده او حتى علي الاقل المطالبه بضرورة احضار قسيمه فورا

لكن ان ټحتضنها والفرح يشتعل في عيونها بصوره لم ترها من قبل جعلها مصدومه كليا لاول مره في حياتها تري فريده سعيده اما فريده فبعدما ابتعدت عن حضنها قالت خلاص يا ماما متشغليش بالك انا عارفه انا هعمل ايه 
نعم هى تعلم كلمة السر شريفه الان فهمت طلب جدتها الغريب والصاډم عندما طلبت من عماد ان يخطبها من عمر انه كان يخطبها من زوجها تلك العجوز الخبيثه لم تكن تتصرف بعشوائيه بل كانت تخطط وتدبر في البدايه ظنت انها اخذت جانب عمر وارادت ان تذلها ولكنها في الواقع كانت تحرج عمر وتستفزه كى يتصرف كى يخرج عن صمته علي الرغم منها ضحكت فكيف كان موقف عمر عندما خطبت منه زوجته انها اول عروس يتم خطبتها من زوجها لا عجب في ان عمر كان مشدود كوتر رقيق علي وشك التمزق يومها اه يا جده لقد تصرفتى كثعلبا عجوز خبيث اجبرت عمر علي المواجهه ولكن يتبقي السؤال الاهم لماذا لم يطلقها عمر رسميا  
فريده ودعت والدتها وغيرت اتجاهها لم تدخل من الباب بل هبطت مجددا في اتجاه منزل جدتها القديم 
منزل جدتها القديم المكون من غرف عده في منطقه قديمه في وسط البلد اثار لديها الحنين مباشرة فور رؤيته ايام طفولتها كانت تقضى الكثير من الوقت في هذا المنزل العتيق بعد طلاقها جدتها سافرت للاقامه في كندا مع خالها وبعد عودتها يوم الزفاف في مفاجأة ساره رفضت العوده معه مجددا وقررت البقاء اما خالها فقد حضر الي القاهره في سفره قصيره جدا لمجرد ايصال والدته ومن ثم غادر مجددا لحياته ولاسرته ولزوجته السوريه
وريما قررت الاقامه مع جدتها كى لا تتركها وحيده وبمجرد ان فتحت لها ريما الباب علمت ان فريده مختلفه فريده سألتها مباشره بدون حتى ان تحيها تيته فين ولم تنتظر الاجابه اتجهت مباشرة الي غرفة جدتها ووجدتها تصلي العصر بخشوع تام جلست علي فراشها النحاسي تنتظرها حتى تنتهى من صلاتها غريبه جدتها العجوز في تماسكها وصلابتها علي الرغم من انها في اواخر السبعينات وربما اتمت عامها الثمانين لكنها كانت بحيويه مدهشه وصحة جيده رائحة البخور تعبق المكان لتزيل عنه أي رائحه سيئه وتملاء انفها وصدرها برائحة الاطمئنان ما ان انهت الجده صلاتها حتى اشارت لفريده بالانضمام اليها ارضا فريده جلست الى جوارها واستلمت كفها بحنان تقبله في حب جدتها ربتت بيدها الاخري علي رأسها وبدأت في الدعاء لها كم ترتاح فريده الي حضنها الدافىء ربما تلومها لانها تركتها ورحلت لكن خالها اصر علي اصطحابها كى تري ابنائه وزوجته والسنوات مرت كأانها ايام فوجدت نفسها تقضى السنة تلو
الاخري هناك لكنها قررت بعزم العوده الي القاهره فلن ټدفن سوى في ارض بلدها الحبيب فريده تجرأت اخيرا وسألتها السؤال الذى ينهش عقلها بلا رحمه الحماس الذى انتابها منذ ان علمت عن موضوع القسيمه غادرها الان وعادت الي الاحتمال الواقعى الوحيد في لحظات مجنونه تمنت ان يكون عمر لم يطلقها رسميا لكنها الان عادت الي ارض الواقع بمجرد رؤية منزل جدتها الذى ذكرها بيوم طلاقها فهى لم تدخله من يومها ذكرها بفعلتها الدنيئه وسبب طلاق عمر لها فتناقصت احتمالات تناسي عمر لاستخراج وثيقة رسميه سألت جدتها علي استحياء وهى تتمنى ان تسمع ما تريد سألتها فين قسيمة طلاقي 
فريده تكاد تجزم انها رأت بريق عابث في عيون جدتها التى اجابتها ببساطه ما فيش قسيمه 
فريده اطرقت برأسها واجابتها ايوه عرفت لكن ليه 
الجده اجابتها عشان عمر مطلقكيش رسمى عند المأذون لحد النهارده
يا الله انها الاجابه التى تمنت سماعها انها زوجته قانونيا الي الان بالطبع لن يشكل ذلك أي فارق في موقف عمر من جهتها لكنها شعرت بالسعاده ولا تدري لماذا فهى تسمى زوجته ولو علي الورق سألتها بلهفه ليه عمر مطلقنيش رسمى لحد النهارده اخر اجابه توقعت سماعها ربما توقعت ان تسمع انه لم يجد الوقت او حتى انه نسيها واسقطها من حساباته ولم تعد تشغل باله فلم ينتبه الي استكمال الاجراءات لكن الاجابه التى حصلت عليها كانت صادمه بدرجة مخيفه لم تتحملها وأتتها من من مصدر مختلف فالاجابه الصادمه التى حصلت عليها قدمت من مصدر رجولي يتحدث من خلفها بتأن التفتت بسرعة مذهله لتجد عمر يقف عند الباب وهو يربع ذراعيه امام صدره ويراقبهم بعيون حاده مثل عيون الصقر كان ينتظر بتحدى بعد ان القى قنبلته شديدة الانفجار  
ترددت كلماته في اذنيها وهو يقول بتحدى مافيش قسيمه لانى رديتك لعصمتى قبل ما العده تخلص بيوم ومصطفي وكريم اصحابي شهود علي كده 
12 سجينه في انتقامه لا تعرف متى بالتحديد انسحبت جدتها وتركتهما بمفردهما لكنها كل ما وعت له جيدا كان تعجبها من انها كيف من لحظات قليله كانت تري غرفة جدتها متسعه للغايه والان تراها ضيقه كجحر جرذ صغير بعدما احتلها عمر بوجوده المفاجىء منذ متى وهو هنا بالتأكيد من قبلها فهى دخلت كطلقة المدفع ولم تعطى لنفسها فرصة لاستكشاف محيطها قبل دخولها لغرفة جدتها معرفتها انها ما زالت زوجته شرعا وقانونا كانت فوق احتمالها وكادت ان تفقد الوعى ولكن صمته وعدم بوحه عن ذلك السر الرهيب طيلة اربعة سنوات حفز عقلها ومنعها من فقدان الوعى سألته وهى ترتعد ردتنى اجابها بجمود ايوه قبل ما العده تخلص بيوم تماسكت وهى تسأله مجددا ليه كانت تريد سؤاله عن سبب صمته كل تلك السنوات انها الان مرتبكه بشده والامور اصبحت معقده تمام انها زوجته ولديه خطيبه محبه لماذا الان فقط علمت هل عاد لتصحيح الامور ربما عاد ليطوى صفحة الماضي ويبدأ حياة جديده هل تملك الشجاعه والقوه كى تحاول استعادة حبه المفقود هل تستطيع جعله يحبها من جديد ارادت ان تسأله الكثير لكن حلقها اختنق بالعبرات فلم تستطيع مواصلة الكلام وعندها وجدت عمر يقول بإشمئزاز 
اوعى تفتكري عشان مطلقتكيش للنهارده انى بحبك او باقي عليكى يمكن ده كان حالي من 4 سنين يوم ما قررت اردك ورجعت من الامارات ندمان انى خسرتك ونويت انى اعوضك عن قسوتى عليكى لكن لما رجعت وشفت قذارتك بعيونى قررت انى اسيبك معلقه كده حتى حريتك خساره فيكى فريده لم تصدق ما كان يقوله متى عاد من الامارات لقد سافر بعد الطلاق مباشرة ولم يعد ابدا سوى يوم زفاف اسيل بشاعة التهم جعلت فمها جاف للغايه ولسانها التصق في مكانه ولم تستطع النطق حتى بحرف واحد ارادت ان

تفهم ارادت ان تعود فريده القديمه التى تهب لكرامتها لكن الفكره البشعه التى تحتل فكر عمر شكلت حاجز منعها حتى من الدفاع عن نفسها ما اهمية تبرئة نفسها
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 41 صفحات