الأربعاء 04 ديسمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 21 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

وحملت حقيبة عمر لغرفة اخري بجوار غرفتها ماذا سيكون موقفها اذا طلب منها عمر ان تشاركه فراشه من جديد 
عندما عادت الخادمه لترتب اغراضها فريده شهقت من الصدمه وكادت ان تبكى من الاحراج فالحقيبه ملئت عن اخرها بملابس داخليه من الدانتيل وبعض الاغراض الاخري التى نقلت من شقة الزوجيه ايام طلاقها ولم يكن في الحقيبه سوى بعض ملابس الخروج القليله اما الباقي فكان ملابس لا تصلح للارتداء رشا الغبيه ظنت انها تخدمها بحزم مثل تلك الحقيبه كيف ستتدبر امرها بدون ملابس جلست علي مقعد طاولة الزينه تبكى حظها العاثر واحراجها بلغ عنان السماء مع كل قطعه تضعها الخادمه في مكانها فكرة انها متزوجه بعد سنوات من العزوبيه كانت صادمه بعد خروج الخادمه فكت حجابها مشطت شعرها باعتناء خلعت الجاكيت الذى كانت ترديه فوق فستانها الصيفي قصير الاكمام هذا افضل ما استاطعت الوصول اليه فقد تشعر ببعض الحريه دون ان تكون مبتذله وجلست علي طرف الفراش تستعيد الاحداث من بعد الطلاق 
في البدايه كانت حزينه جدا وصدمها سفر عمر وحزنت لانه لم يحاول اصلاح الامور نعم هى كانت مخطئه لكنها انتظرته يعود ليراضيها كما كان يفعل دائما وعندما شارفت شهور العده علي الانتهاء فقدت الامل في عودته وبدأت في مراجعة امورها نفسيتها كانت في الحضيض ولولا دعم فاطمه لها في تلك الايام لكانت اڼهارت فهى الوحيده التى لم تعاتبها او تؤنبها علي الطلاق فحتى علي الرغم من صمت عمر فقد افترض الجميع ان فريده هى السبب ايامها اعتكفت في المنزل لشهور ولم تخرج سوى فجأه فريده قفزت من الفراش پحده عندما اكتشفت امر جعلها تشهق پغضب في نفس اللحظه دخل عمر الي غرفتها فاصطدمت به بقوه وكادت ان تقع ارضا لولا انه تمسك بها جيدا نعمة وجودها بقربه انستها اكتشافها الرهيب وعمر تمسك بها جيدا ولدقائق ظل يحتويها كان يتنشق عبير شعرها وهى استكانت بين ذراعيه  
كانت تشعر بحربه الداخليه كان يريدها لكنه يحتقرها لو استمرت في الضغط عليه فربما يستسلم لمشاعره كليا وينسي الماضى كيف كانت غبيه من قبل ولم تقدر ما كان يهبها اياه فجأه عمر استعاد سيطرته علي نفسه ابعدها قليلا وبدون ان يتركها نظر في عيونها وقال بسخريه من الواضح ان فلوسي ومكانتى الجديده عملوا شغل جامد جبل الجليد بقي فيه حراره وتجاوب طول عمرك بتيجى بالفلوس لكن تصدقى احلويتى عن زمان ظهرت زمان اخدت مراهقه نحيله جسمها زى جسم الصبيان لكن دلوقتى بقيتى يلا وانا ادفعلك المبلغ اللي انتى تطلبيه فريده نظرت اليه بعدم تصديق فكرته عنها اصبحت في الحضيض لا اراديا رفعت كفها لټصفعه لكنه اوقف كفها الممدوده في الهواء پقسوه كادت ان تكسر معصمها حذرها پعنف حاولي تكرريها تانى وانا هخلي وشك شوارع شدد من اعتصاره لمعصمها وهو يقول قلتلك قبل كده انك متلزمنيش كزوجه

لكن مش هسيبك غير لما اربيكى فاهمانى يا فريده 
انا خارج اتعشي مع نوف اياك تخرجى من البيت او تكلمى حد 
وعندما تركها اصابعه تركت كدمات حمراء علي جلدها الرقيق لكنه لم يهتم بل خرج مجددا وصفق الباب خلفه پغضب  

كلما ظنت انها اقتربت من عمر يعود لمد جسور الحقد من جديد الدموع اصبحت لا تكفي لتعبر عن ما تشعر به من الم ان كان يوجد ما هو اشد من الدموع لكانت اعتمدته الالم مثل سکين غرز پقسوه في قلبها وهى واعيه ومدركه لمدى المه ولكن لا تستطيع انتزاعه في الماضى طلبت من عمر الاموال وكليته لتتزوجه ثم اهانته وحقرت منه والان جاء دوره كى يعيد لها الصاع صاعين وبكل تشفي انه يتلذذ باذلالها ربما يكون معه حق في كرهها لكنه ېهينها پقسوه ادمت قلبها وبالتأكيد ليس لديه حق لفعل ذلك هو يعتقدها رخيصه تبيع جسدها لمن يستطيع الدفع لكنها ستعلمه درسا لن ينساه الي الابد ان كان قد قرر ان يتم زواجه من نوف كما اعلن سابقا فليفعل لكنها وفي خلال فترة اقامتها معه هى من ستفقده صوابه هى تعلم جيدا انه ربما يحتقرها لكنه مازال يريدها لكنه يكابر ستستغل فرصة وجودها معه وستجعل رأسه يدور من العڈاب بتمنيها لكنها تعلم جيدا انه لن يقترب منها فهو حرمها علي نفسه لسنوات 
نامت من شده الحزن ودموعها الجافه ترسم خطا علي وجنتها لكنها علي الاقل لن تستلم لذل عمر بعد الان  
وغدا يوما جديد سيحمل معه الكثير من الالم لكلاهما 
استيقظت علي صوت الخادمه يدعوها للافطار انها بالامس قد نامت بملابسها لكنها الان ستبحث في خزانتها عن شيء مثير تستطيع ارتداؤه كما قررت بالامس عندما فتحت الخزانه ترددت للحظات وغادرتها الشجاعه لكن كلمات عمر لها بالامس ظلت تتردد في اذنيها حتى في اثناء نومها 
شجعت نفسها وقالت يستاهل اللي يجراله البادى اظلم 
اختارت تنوره واسعه وقصيره بالكاد تصل الي ركبتيها وبلوزه شفافه بحمالات رفيعه جدا مشطت شعرها وتعمدت الا تضع زينه علي وجهها فعندما يواجهها عمر ستتصنع البراءه وتقول ده اللي لقيته في الدولاب انت ناسي انك كنت حابسنى ورشا اللي وضبت الشنطه وبالفعل عندما نظر اليها عمر بغيظ فور رؤيتها علي مائده الافطار وقال ايه الهباب اللي انتى لابساه ده اجابته بالاجابه المعدة مسبقا وعمر كظم غيظه وسألها مجددا كل الشنطه كده اجابته وهى تتظاهر بالاحراج وافظع من كده انا دورت علي اكتر حاجه محترمه ولبستها عمر عاد للنظر في صحنه وقال بلامبالاه ماشي لكن يكون في علمك من هنا ورايح انتى اللي هتعملي شغل البيت انا همشي الخادمه ازاي اسمحلها تشوفك كده انا عندى شغل دلوقتى وهرجع الساعه 3 الاقي الغدا جاهز 
وضعت احدى ساقيها فوق الاخري فانحسرت التنوره لأعلي وسألته حابب تتغدى حاجه معينه انا اتعلمت الطبيخ اطلب ومتخافش 
عمر نظر اليها پغضب وقال لا اعملي أي سم هاري وخلاص ثم القي شوكته في صحنه وغادر دون ان ينهى افطاره  
الحړب بدأت الله وحده يعلم انها ابدا لم تكن تريد الحړب لكن عمر يضطرها ان كانت دفاعاته منيعه فستنتظر لتري الي درجه ستكون انها تدرك جيدا انها تلعب پالنار وستحترق بها بالتأكيد لكن ان كانت هناك فرصه ولو ضيئله فستتمسك بها  
انها الي الان لا تعلم أي شىء عن اعمال الجديده او من اين يأتى بأمواله لكنها تدرك انه اصبح اغنى واقوى وبالتأكيد اكثر قسوه بسفرها معه ضحت بكل شيء حتى مستقبلها العلمى فهى لم تقبل البعثه او حتى ترفضها رسميا ولم تنتظر وظيفة المدرس المساعد فقط رحلت بدون تقديم أي عذر لكنها ليست نادمه بالمره فالدقائق التى كانت تقضيها في حضنه تساوى اكثر من ذلك بكثير 
هل كان ېكذب عندما اخبرها في السابق ان حبها في دمه ولا سبيل للخلاص منه سوى المۏت ام ان فعلتها كانت اكبر من حبه اليها هل الحب مرتبط بتصرف الطرف الاخر ام الحب هو الحب فقط  
لا يمكن لشخص احبها لمدة عشرون عاما ان ينسي حبها بالتأكيد مازال يحمل القليل اليها او هكذا تتمنى هى لكنه يبدو سعيد ومستقر في حياته 
انبت نفسها لانانيتها فهى بالتاكيد لم تكن تتمنى ان ېقتل نفسه لاجلها ولكنه احبها بصفاتها السيئه بل وعشقها علي الرغم من ذلك وكرهها ضعيفه ومستسلمه الان لكى يحبها مجددا ستكون فقط مختلفه روادها القليل من الشعور بالذنب بسبب نوف فهى كانت لطيفه للغايه ولكن عمر علي المحك وان كانت نوف اسرته بجمالها وبرقتها اذن هى ستملكه بالسلاح الوحيد الذى لديها الي الان وهو شعورها انه مازال يرغبها ويشتهيها ربما تكون حربا غير متكافئه وربما غير مشروعه في عرف الحروب التقليديه لكن عندما تكون خسارة عمر هى البديل فلتذهب كل المبادىء الي الچحيم  
اسيل نصحتها بالمحاوله وهى فهمت نصيحتها بالخطأ ربما اسيل بالفعل كانت تقصد ان تطلب المسامحه من عمر وتظهر له انها تغيرت وتواصل علي الاعتذار لكن هذا لم يفلح مع عمر بل استفزه بزياده الفكره اختمرت في رأسها لقد وهبها الله ذكاء لكنها لم تستخدمه ابدا من قبل لكن الان ستحاول استخدامه والبدايه ستكون باعداد وجبة طعام مميزه 
اجتهدت لساعات في التحضير المطبخ مرتب بعنايه شديده والاوانى تلمع عصرت ذهنها لتتذكر الاكله المفضلة لديه وابتسمت بارتياح عندما اطمئنت ان مكوناتها متاحه هو كان يحب المكرونه بالبشاميل والاستيك بدأت العمل بهمه وعندما انتهت الساعه كانت قد قاربت علي الثانية والنصف اتجهت الي حجرتها لتبديل ملابسها وحان وقت اختيار ما سترتديه هذه المره اختارت فستان احمر ن كان قد احضره لها مره من الخارج في احدى سفرياته ولم ترتديه ابدا وعندما طلب منها ارتداؤه اخبرته انه مبتذل 
اعدت طاولة الطعام وجهزت الكاسات والماء البارد وجلست تنتظر في الثالثة والربع سمعت صوت الباب يفتح تخشبت في مكانها وانتظرته 
لمحها فور دخوله ونظر الي ما ترتديه بامتعاض وضع حقيبة الاوراق التى كان يحملها ولم يتحدث قالت بصوت هامس الغدا جاهز عمر اتجه الي طاولة الطعام وهى قامت باعداد طبق له فجأه عمر نهض والقي شوكته في صحنه بوقاحه وقال مش هاكل اكلت بره 
تحاملت علي نفسها لتقول ده انا عملت البشاميل اللي انت بتحبه 
نظر اليها بسخريه وهو يقول ده كان زمان تقريبا أي حاجه كنت بحبها زمان خلاص كرهتها 
سألته پألم حتى انا 
صمت للحظات وهو يقول خصوصا انتى 
الان انتهى الكلام وانتهت المحاولات عمر اغلق باب الامل نهائيا نظرت اليه لتشبع من ملامحه في فراقهم السابق لم يكن لديها وقت لذلك لكن الان حرصت علي حفر ملامحه

في ذاكرتها نهضت دون ان تحاول كتم دموع الالم فحتى وان حاولت فلن تستطيع كتمها فالالم اكبر من قدرتها علي الاحتمال اليوم تأكدت من انها النهايه القت بنفسها علي فراشها رأسها في الوسائد لتبكى كما لم تبكى من قبل لكنها فوجئت بعمر وهو يجلس الي جوارها ويزيح الوسائد بعيدا ادارت وجهها للجهة الاخري بعيدا عن نظراته فهى لن تتحمل نظرات التشفي الان لكنه رفض ترك الحريه لرأسها وثبت رأسها امامه سألها بنبره عجزت عن فهمها بتعيطى ليه اغمضت عيناها ولم تقوى علي الرد شعرت به يقترب اكثر ويمسح دموعها بيديه تميمة الحظ السىء
ارادت ان ان تنهض وتختفي لتترك له الفرصه للخلاص من حظه السىء لكنه الان ينظر اليها بطريقه مختلفه فهمتها علي الفور ارادت ان تنسحب الان كما
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 41 صفحات