الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 30 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

بصوره معكوسه في نفس الغرفه تتذكر حينما امرتها جدتها بحسم الامر وتحديد موعد للزفاف والان ستتدخل لتحديد موعد للطلاق فريده نهضت بصوره

مفاجئه كى تقبل قدم جدتها وتترجاها الا تطلقها من عمر ولكن فجأه لم تعد تري غير السواد وتكومت علي الارض فاقده للوعى والوخز في قلبها ينخر اعماقه ويجعلها ټنزف بصمت 
17 الي من جعلنى اعيد اكتشاف نفسي
من بين غيومى احزان حملتنى معها لكل مكان وطعڼة الغدر ذبحتنى من اقرب الناس الي قلبي وكأن نصيبى الالم فوضعوا قلبي بين المطرقة والسندان  
علي الرغم من انه لم يوجه اليها أي لوم او عتاب او حتى اذدراء الا انها شعرت بكسرته الجالس الي جوارها لم يكن شقيقها عمر الذى تعرفه بالنظر اليه ادركت مقدار جريمتها في حقه الهم اضاف عمرا فوق عمره وكأن شعر رأسه ابيض فجأه وغزا الشيب فوديه في لحظات سألها دون ان ينظر اليها ليه يا نور عملتى كده انتى اصريتى علي الزواج منه وانا رفضت انتى حتى مسألتنيش عن رأيي او عن سبب رفضى بمجرد انى قلت لا رحتى اتجوزتى من ورايا ايه في الدنيا يستاهل انك تحرمينى من اللحظه دى ايه في الدنيا يستاهل تخلي واحد غريب وليك واخوكى موجود علي وش الارض 
بالطبع لا تملك أي اجابه لتجيبه بالفعل هى لم تطلب منه او حتى تسأله عن سبب رفضه لكنها كانت تعلم السبب او توقعت انه يرفض بسبب انه شقيق فريده تلك التى صهرت قلبه من قبل وعندما اعاد تشكيله لم يتمكن من اخراجها منه لكنه صنع لها قفص فولاذى واخفاها بداخله كانت تعلم ان فريده تقف في طريق سعادتها لان محمد قرر ان يضحى لاجلها وعندما ضعف محمد في لحظه وقرر ان يتغاضى عن ظروف زواج شقيقته الغير اعتياديه كانت تعلم انها مجرد لحظة ضعف ولو فرطت فيها سيتراجع عن موقفه ويتركها لاجل فريده مجددا هى ظنت انها تعيد الامور لنصابها الصحيح لكنها لم تكن تتوقع ان تمرمغ فعلتها رأس اخيها في الوحل علمت الان انه مهما مر من وقت لن تصفي العلاقه ابدا بين عمر ومحمد فمحمد في نظر عمر اصبح لص سرق ما ليس من حقه كيف ستصلح خطيئتها الكبري انها المذنبه الحقيقيه فهى استغلت ضعف محمد وكسرت عمر لكن الله وحده يعلم نيتها الطيبه ربما الان والدتها ستقطع علاقتها بشقيقتها جدتها معها حق جميع احفادها اغبياء بدايه من عمر ومحمد مرورا بها وبفريده وحتى احمد وعمر عندما قبلا ان يكونا الشهود
الحب لعب بعقولهم وغسلها تماما فاهو عمر يتصرف كالدب الاعمى و فريده تتنازل عن كبريائها وتتحمله الي اخر نفس ومحمد الرزين تصرف بتهور وهى طاوعته في جنونه حتى احمد وعمر لم يسلما من نوبة الجنان من اين اتوا بالجراءه لفعل تلك الحماقه اربعتهم اخطئوا لكن محمد هو من سيتحمل نصيب الاسد من الاحتقار وربما فريده ستتحمل النصيب الاكبر من العقاپ كلماتها خرجت ضعيفه عمر انا اسفه اتصرف بالطريقه اللي ترضيك اخيرا نظر اليها وقال بمراره بعد ايه يا نور انتى اجبرتينى ووطيتى راسي لو الامر بأيدى اطلقك منه لانه ممكن ميقدرش في يوم من الايام تضحيتك عشانه ويهينك لكن انا عارف انك بتحبيه انا كنت عاوز اجنبك الالم كان ممكن تتجوزى واحد تانى تحبيه برده لكن مش الحب اللي بيوجع زى حبنا لكن محمد خلاص لوى دراعى بحته من قلبى سرقها زى الحراميه دموعها خنقتها قالت وسط شهقاتها انا اموت اقبل ما اوطى راسك يا اخويا لو يريحك انه يطلقنى انا موافقه سامحنى يا عمر وصدقنى انا ندمت جدا مش بسبب محمد خالص بالعكس لكن لانى اتسببت في كسرتك صحيح محمد اتهور وانا اجرمت لكن غرضنا كان نصحح امورك مع فريده مش نوطى راسك ابدا او نكسرك فريده الايام دى غير فريده زمان وكلنا لاحظنا كده وانت كمان غير زمان وبرده كلنا لاحظنا كده 
كلاهما تغير عن الماضى فريده اصبحت افضل وهو اصبح اسوء وعادا لنفس النقطه احدهما يجب ان يعطى بلا مقابل
تلك الجراح تؤلم جدا مهما تعالجنا منها والخۏف من الالم اشد ايلاما من الچرح نفسه التجارب المريره التى تعلم علينا بعلامات عميقه لا ننساها ابدا بل وتجعلنا ننغلق علي انفسنا فلا نسمح لمجرد التفكير في تكرارها بالرغم من اننا قد نكون نحرم انفسنا من فرصه حقيقيه للتعويض ولكن الخۏف يظل هو سيد الموقف  
مع اڼهيارها المفاجىء جدتها صړخت لكن لم يكن هناك أي صدى لصړختها فسوميه اغلقت عليها الباب لتختفي من العاړ الذى سببه ابنها الكبير لكل العائله واحمد ومحمد اختفيا ليرتبا امورهما من جديد ورشا غادرت مع زوجها شريفه ركعت علي الرغم من صعوبة حركتها واحتوت رأس فريده بين ذراعيها لعنت غبائها الذى جعلها تترك جوالها قبل محاولتها لتفحص فريده لكنها الان لا

تستطيع تركها بدأت تربت علي وجنتها بلطف وهى تقرأ الايات القرانيه وتتضرع الى الله كانت تعلم انها ادمت قلب حفيدتها بسيرة الطلاق فهى علي الرغم من المفاجأت التى تتعرض لها منذ عودة عمر الا انها عادت الي الحياه مع عودته خلال فترة سفرها كانت تعلم جيدا ان فريده تتألم وان عمر محطم لكنها كانت تعلم ان الوقت لم يكن كافي لعمر بعد ليتجاوز جراحه وكان اكثر من كافي لفريده كى ټندم جيدا لم تتدخل في البدايه لانها ارادت لهما ان يعودا سويا علي اساس قوى عمر لم يتحدث ابدا عن سبب الطلاق ومعلوماتها كانت من فريده التى اعترفت لها والندم يغزوها بأنها كانت تحتقره وتقلل من شأنه  
علمت كم كان عمر ضعيف بعد الطلاق بل وكان علي اعتاب ادمان ولكنها ساعدته كى يوجه طاقته الي العمل فبنى امبراطوريه قويه واصبحت امواله تغطى أي فارق قد تشعر فريده به لكنها خشت ان تكون تأخرت كثيرا فعندما علمت بخطبة عمر علمت ان اوان تدخلها قد حان فعادت الي مصر لاعادة الامور الي نصابها الصحيح ولكن محمد افسد كل شيء بغبائه وتهوره الچرح الذى سببه لعمر لن يندمل ابدا ربما نتيجة ابتهالاتها تحققت ففريده تأوهت وهى تفتح عيونها ثم بدأت في البكاء بلا انقطاع بكاؤها زاد من الم صدرها وسنها الحالي لم يعد يحتمل كل ذلك التوتر والالم لكنها مضطره اختلطت دموعهما وفريده انتبهت لوضع جدتها التى ركعت بجوارها علي الارض تحاملت علي نفسها ونهضت وساعدت جدتها علي النهوض وغثيانها يشير الي اتجاه واحد فقط تتمنى ان تكون مخطئه فيه ان كانت حامل كما تظن فذلك الامر سوف يجن عمر تماما الم ينبهها من قبل الي ضروره الاحتياط بل ورد عليها جملتها عندما اهداها الحبوب وهو يقول ساخرا خديها تانى زمان اخدتيها عشان مكنتيش عاوزه تخلفي من واحد زىى دلوقتى انا بطلب منك تاخديها عشان انا مش عاوز اخلف من واحده زيك كيف ستواجهه بالامر اذا ما صدق حدسها لا اذا تأكدت من حملها فعمر لن يعلم ابدا ستأخذ طفلها معها وترحل الي الابد  
هو كان يعلم انه اخطىء بزواجه من نور بتلك الطريقه لكن عمر لم يترك له أي طريق اخر لقد طلبها منه مرتين ورفض في كلتاهما وبتعنت لمجرد انه شقيق فريده لكن لو عاد به الزمن يوما الي الوراء فسوف يكرر ما فعل هو يريد نور بأي طريقه وكان يريد اثبات حبه لها فقط يتمنى ان يسامح عمر نور فهى لاذنب لها ويتمنى ان يسامحه ايضا وتصفى الامور بينهما عمر ليس مجرد زوج اخت او ابن خاله لا انه اخ حقيقي ولا يتمنى خسارته ابدا دعى الله من قلبه ان يلهمه الصواب كى لا تتعقد الامور اكثر من ذلك سوف يعود الان الي المنزل ليواجه الڼار التى اشعلها العامل البسيط الذى يكنس الارضيه في الشارع نظر اليه وابتسم الابتسام نعمه من الله عز وجل ليس شرطا ان تكون طبيب لتكون سعيد وضع يده في جيبه والتقط كل الاموال التى بداخله لن يحسب كم تكون فهو نوى اعطائها لذلك العامل المبتسم لعل الله يهبه طريق الصواب ابتسم وهو يربت علي كتفه ويدسها في جيبه في الخفاء ثم انطلق مع احمد ليكمل ما بدئه والعامل اخرج ما وضعه محمد في جيبه وتطلع اليه بدهشه وعندما ادرك المبلغ الضخم الذى تركه له محمد رفع يديه الي السماء وحمد الله عز وجل الان سيتمكن من توفير ثمن الحضانه التى تحتاجها رضيعته وستفرح زوجته وتكف عن البكاء وهو خرج الي العمل وتركها لانه لم يتحمل دموعها وهو عاجز عن مساعدة احب الناس الي قلبه زوجته التى وضعت منذ يوم واحد ستموت قهرا فهما وبعد سنوات طويله من الزواج رزقا اخيرا بطفله جميله وسليمه ولكن فقط ولدت قبل موعدها وتحتاج الي البقاء فتره في الحضانه والمبلغ الضخم الذى بين يديه الان سيمكنه من وضعها في الحضانه في المستشفي الخاص الذى وصفه الطبيب له مجددا رفع يديه الي السماء وهذه المره ليدعى لمحمد يارب افرجها عليه زى ما ڤرجها عليه 
كده يا محمد هانت عليك خالتك تعمل فيها كده ونور هانت عليك انت ذلتها وهتعشيها ذليله لاخر يوم في عمرها
للقرارت المصيريه العديد من الجوانب قد يكون ما تراه صائب جدا ومناسب في وقت ما تكتشف انك كنت مخطىء وتسرعت وقد يكون بالفعل صائب جدا ولكن بالنسبه اليك فقط ولكن تباعيته قد ټؤذي الاخرين بدون ان تتعمد ذلك وهذا ما حدث معه تماما زواجه من نور كان اصح شيء فعله في حياته بل كان بمثابة اعادة الروح لجسد فارقته الحياه اراد ان يقول ما يشعر به ان يصحح لخالته مفهومها

صاح خالت  
قاطعته بقرف متقولهاش انا مش خالتك ولاد اختى كسروا قلب اولادى مش كفايه اختك والله عملته في عمر 
صوت حاسم انهى ما كانت ستقوله كانت لن تكتفى بل كانت ستعيد علي مسامعمها كل تاريخ فريده الانانى ان كانت قد سامحت فريده فذلك لانها كانت تعلم مقدار قوة عمر وفعلة محمد جعلتها تنطق ما كتمته في صدرها لسنوات ماما كفايه خلي فريده بره الموضوع هزت رأسها بمراره لا ياعمر انت كنت استعدت حياتك وبإشاره واحده منها رجعت تانى تركع تحت رجليها ان كنت فاكر انك مش مفضوح تبقي واهم حبك باين عليك في كل شعره من شعرك وفي كل ذره من
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 41 صفحات