الأربعاء 04 ديسمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 32 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

وهى كلما فقدت الامل يعود عمر ويحيه مجددا جدتها معها حق لن ينتهيا قبل ان يخلص احدهما علي الاخر لذلك ستقطع دائرة الخطړ تلك بسفرها 
زيارة اسيل لها كانت بمثابة الانقاذ كانت تحتاج الي الكلام ومن افضل من اسيل ليستمع دون تأنيبها كشأنها دائما حضنتها پعنف وكأنها تبحث عن الملجأ لديها ربما اسيل لم تتدخل في الفتره السابقه وظلت علي الحياد لان عمر وفريده طرفين متساويان في المعزة لديها لكنها الان احتاجت لدعم فريده فهى في اشد الحاجه لدعمها خبر زواج محمد ونور كان كالصاعقه وحضرت اسيل مع والداتها في محاولة منهما لاحتواء الوضع خالتها لمياء اظهرت دعما مطلقا وحاولت التلطيف مما فعله محمد مع التركيز علي ضرورة شد اذانهما نظير لفعلتهما الحمقاء لكنهما في النهايه تزوجا رسميا ولن يتما الزواج الا بعد موافقه عمر اسيل سألتها بطريقه مباشره انتى وعمر وصلتوا لفين في حربكم البارده فريده ابتسمت بمراره حربنا بارده ومشتعله وكلها حياه ونهايتها مۏت ليه يا بنتى بتهدوا في بعض كده خساره حب زى حبكم يضيع ضاع عشان انا غبيه واستحق انا عارفه انك بتحبيه وهو كمان بيحبك لكن لو مش قادرين تلاقوا السعاده يبقي كل واحد يروح لحاله قبل ما تموتوا من القهر هو ممكن يكون سعيد مع نوف وانتى كمان عماد طلب منى ابلغك انه مستنيكى لحد ما تاخدى حريتك وانه مش هيتصل بيكى شخصيا ابدا الا لما تبقي حره لانه بيحترم الزواج وقدسيته جدا لكن حابب انك تعرفي مشاعره  
الم مزق احشائها مع رسم اسيل للمستقبل المظلم لن يلمسها رجل ابدا غيره فهى له حتى يضمها قپرها وتخيلها له مع نوف ما زال يؤلمها نفس الالم الذى شعرت به حينما علمت عن علاقتهما بلغيه ينسانى انا مافيش منى امل ابدا وادعيلي اقدر اعيش من غيره محتاجه دعواتكم جدا 
الاحداث التى مرت لاحقا كانت بترتيب الهى

عودة محمد وعمر سويا من مقابلتهما خارجا وهما يبدو عليهما التفاهم طمئنتها بنسبه كبيره عودتهما سويا دلت علي انهما توصلا لاتفاق ولو مبدئي يحل الازمه وقبل ان تسأل بدء هاتف عمر الجوال في الرنين هى كانت الاقرب اليه حملته وفى نيتها تسليمه له لكنها رغما عنها لمحت اسم نوف يومض علي الشاشه ناولته اليه پألم وهو عندما ادرك مصدر الاتصال اعتذر وخرج الي الشرفه ليتكلم بحريه المها الاصغر لم يدم طويلا فلم يمضى سوى ثوانى قليله ليعود عمر الي الداخل معلنا انه سوف يسافر بضعة ايام الي دبي ليبدأ المها الاكبر الذى سوف يعيش معها الي باقي عمرها  
ليس مجرد اتصال نوف الذى تخبره فيه عن ڠضب والدها بسبب فض خطبتهما دون استشارته هو ما جعله يهرع الي السفر لا بل هو تحجج بذلك فقط ليهرب من فوضى المشاعر التى تسببها له فريده وليعطى لنفسه فرصه لتقبل زواج نور كما انه بحاجه الي الحديث مع نوف فهى تفهمه جيدا وتمتص غضبه ليته يحبها ليرتاح معها لكنها لن تقبل به ابدا الا اذا كان يحبها فعلا وهو لن يستطيع حب انثى اخري سوى تلك التى ملكت قلبه وعقله السفر سيكون حلا سحريا لكل مشاكله ويتمنى مع عودته ان يكون اكثر حسما مع فريده 
وفريده علمت انها اصابت في قبول البعثه لن تتحمل ابدا العيش مع اخرى تشارك عمر معها ويكون لها نفس النصيب منه او حتى لو انفصلا فلن تتحمل رؤيته معها الهرب الان هو ملاذها حيث لن يعرفها احد وستحمل معها قطعة عمر الغاليه التى زرعها بداخلها ستحدثه دائما عن ابيه وقوته وحنانه ستدعو الله ان يرث جميع صفات عمر ويكون يشبهه لتتحمل الفراق كلما تنظر الي وجهه يتبقى امرا واحد فقط ستكتب لعمر رساله تعبر فيها عن جزء صغير مما تشعر به وستصله فور سفرها سترسلها قبل مغادرتها بيوم ليعلم انها تحبه وانها نادمه والاهم انها اسفه لخسارته ليبدأ حياته الجديده وهو خالي من المراره فور سفره كتبت الرساله وسطرتها بدموعها قبضت علي قلمها بقوه كادت ان تكسره وبدأت في الكتابه 
عندما قررت كتابة الرساله احترت كثيرا فبماذا سألقبك وسأدعوك في بداية رسالتى لكن هذا كان سبب حيرتى الوحيد لاننى لم اتردد مطلقا في كتابتها حتى اننى لم ارسلها اليك الكترونيا بل فضلت كتابتها بقلمى لاشعر بأننى اترك جزء منى سيصلك كما تركت انت جزء غالي في قلبي لذلك سأقول الي من جعلنى اعيد اكتشاف نفسي من جديد نعم لقد جعلتنى اعيد اكتشاف نفسي وارتب فوضى حياتى منذ ان كنت طفله تحبو وانا اتغذي وانمو علي حبك يغطينى ودشنت هذا الحب بأسمى تضحيه لتعطينى كليتك دون ذره واحده من التردد ربما لسنوات كنت اعاند نفسي لاننى كنت اخشي من ان استسلم كلية لحب لم افهمه وعندما فهمت ما لم اكن افهمه كان الاوان قد فات لن اطلب منك ان تتقبلنى فالذي عرفته جيدا الان ان الحب لا يكون بالاجبار اما ان تحب او لا لا يوجد بينهما وسط  
انا اعلم انك قد تمزق رسالتى دون ان تقرأها ولكن ان كان هناك اي احتمال حتى ولو ضئيل لاقول ما احتاج لقوله ويصلك اذن سأتمسك بهذا الامل كما حاولت ان افعل طوال الاسابيع الماضيه 
وكل ما سأقوله اننى احبك ولم احبك من بعد عودتك كما تعتقد او لاننى اريد منك شيئا لا بل انا احبك منذ ان تفتحت عيناى علي الدنيا لاننى لا استطيع الا ان افعل ذلك واريد ان اعتذر عن اي الم سببته لك عن عمد او حتى بدون قد ارتاح في غربتى اذا ما علمت اننا اذا ما تقابلنا يوما ما مجددا فإننى لن اري نظرات الاحتقار او الكره في عينيك فأقصى امنياتى الان ان تقبلنى كصديقه انا اعلم اننى لم استطع ارضاؤك كحبيبه لكن صدقنى هذه المره عندما اعدك اننى سأكون الصديقه التى تستحق اللقب حرصت ان تصلك رسالتى سريعا قبل ان تبدأ حياتك الجديده لتطوي صفحتى للابد لذلك ارسلتها قبل سفري الذي انهيت اجراءته تلقائيا دون أي تدخل منى وكأن الله اراد ان يلطف بك وسيلهمنى الصواب لذلك سأحل قيدك سأرحل فقد قبلت البعثه ولا اعلم متى سأعود لكنى سأعود يوما واتمنى عندما اعود ان نكون اصدقاء 
لن اوقع رسالتى لانى اريد تغيير اسمى بإسم جديد لا يذكرنى بما فعلته يوما الي اللقاء يوما ما 
نامت من شدة الالم وهى تتمسك برسالتها التى سطرتها بدموعها ودمائها لكن احيانا الفراق يكون اخف الما من اللقاء وهناك طرف يكره 
18 
تلك هي السبب في فصلها من عملها انه المركز الخامس الذى تفصل منه وسمعتها اصبحت في الحضيض اخرهم كان المركز الطبي التخصصى لطب الاطفال وفصلت منه بعدما اقامت علاقه مع مديره وعندما علمت زوجته اصرت علي ڤضحها ثم فصلها ولكن المدير الشاب فضل تكتم الامر حرصا علي سمعته اما الدكتور غراب فأصر علي ايصال الامر للجنة اخلاقيات المهنه في النقابه والتى تحقق الان في اسباب فصلها من كل المراكز التى عملت بها وتهدد بشطبها من النقابه ولو شطبت من النقابه فأي مستقبل سيكون لديها وهى لن تستطيع العمل كطبيبه ابدا وكل ما تحملته لاجل ان تصل الي هذا اللقب سيذهب هباء القت بالكوب الذى تحمله بيدها الي الحائط ليتهشم الي المئات من القطع الحاده فالاصوات المزعجه التى تسمعها زادت منذ ذلك اليوم الذى هاجمتها فيه فريده بشكل كبير الان لم تعد فقط تؤنبها علي سلوكها بل اصبحت اكثر عڼفا ركعت علي ركبتيها لالتقاط القطع المتناثره بيديها لم تهتم لعشرات القطع التى غرزت في ركبتيها ولا لاؤلئك اللذين مزقوا كفيها فإحساسها بالالم لم يعد موجود منذ زمن بعيد 
لم تنتبه الا علي صوت والدتها يؤنبها بحزن كده برده يا بنتى دى كانت اخر كبايه عندنا انتى كسرتى كل الكوبيات في اسبوع وكمان قعدتى من الشغل هنجيب غيرهم ازاي 
فاطمه نظرت اليها پغضب عارم طردتها من غرفتها وهى تصرخ اخرسي يا غبيه واخرجى بره 
والداها تعودا علي وقاحتها منذ الصغر لم يمر يوم الا وكانت تعايرهما بفقرهما لطالما اهانت والدتها التى كانت تتحمل ولا تخبر زوجها كى لا ېؤذيها واليوم والدها سمع بالصدفه اهانة زوجته علي يد ابنته بأذنيه 
عندما ولدت فاطمه وكانت الطفله الوحيده علي جيش من الذكور انشرح قلبه وشعر انها ستكون النسمه اللطيفه التى سوف تهون شظف العيش عليه وعلي زوجته لكنها منذ نعومة اظافرها وهى لا تكتفي ابدا ولم تشعر بالرضا يوما لطالما دللها بقدر استطاعته فهو عامل بسيط يجنى قوت يومه يوما بيوم وعندما التحقت بكلية الطب كان يطير من السعاده ويفتخر بها في كل مكان حتى بدأت الالسنه تلوك سيرتها وفاحت رائحة سلوكها المشين في البدايه لم يصدق ما كان يقال عنها واخفي الامر عن اشقائها خشية قټلها اذا ما علموا ما يقال عنها ولكن يوما بعد يوم بدء هو في تصديق ما سمعه فمن اين لها بتلك الثياب والاموال التى تنفقها ببذخ حتى من قبل ان تتخرج وتعمل ولكنه لم يستطع مقاومة عاطفة الابوه لوحيدته وواصل اخفاء افعالها المشينه عن اشقائها واقنعهم انها تعمل حتى وهى طالبه لتساعدهم في المصاريف  
ولكن اليوم حزن للغايه عندما سمعها تهين والدتها سوء خلقها كسر ظهره تماما ولم يعد يستطيع التحمل بعد الان نهرها پعنف اتأدبي يا فاجره ولمى لسانك 
وكأن فاطمه كانت تنتظر اهانته لها كى ټنفجر بدأت في السب واللعڼ حتى انها لم تعى ما كانت تقول بدأت بإهانة والدها ووالدتها واصلهم الوضيع ثم فجأه رفعت يدها لتصفع والدها العجوز الذى اضيفت سنوات الي عمره فأصبح يناهز المائة عام وهو لم يتخطى الستين من بشاعة الموقف ابنته ستتسبب في مۏته بوقاحتها وسوء خلقها اما صڤعتها له فقټلته وضعفه الجسمانى منعه من ردعها ليتكوم عند قدميها من الالم ومن العاړ ووالدتها وقفت محسوره لتشاهد مايحدث وقلبها يبكى دما لكنها لم تكن المتفرجه الوحيده فخلف شقيق فاطمه ايضا حضر علي صړاخ والدتها ليشاهد بعينيه صڤعة فاطمه لوالده بعدما استمع الي صړاخها علي والدته لا اراديا بدء في ضړب فاطمه في كل مكان وعدم احساسها بالالم جعله يزيد في ضربها باللكمات والصڤعات حتى ارهق نفسيا وجسديا ومع كل صفعه او لكمه تتلقاها كانت تغذى حقدها وغلها علي فريده التى
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 41 صفحات