روايه بقلم داليا الكومي
بسرعه للسيطرة الوضع محمد خاطب الطبيب معتذرا دكتور ممدوح انا اسف جدا حضرتك مش عارفنى انا محمد فتحى دفعة اخوك محمود
علي الرغم من ان الطبيب كان غاضب جدا الا انه بدأ يسيطر علي غضبه عندما تعرف علي محمد اهه اهلا د محمد
محمد بادره فورا ارجوك تسامح عمر كلنا اعصابنا تعبانه المريضه تبقي فريده اختى الصغيره
محمد اشار الي عمر الذى اقتاد رشا الي الخارج ليبعدها عن الموقف المتوتر الدكتور التانى عمر ابن خالتى طبيب تخدير وعنايه مركزه وانا باطنه وطبعا حاولنا كل اللي نقدر عليه وربنا يسترها طمنا عليها يا دكتور حالتها ايه بالظبط
هتاف مجمع خرج بإسم عمر حتى سوميه اختارت عمر لانها تعلم كم يحبها وكم يحتاجان الي بعضهما البعض وان وجوده الي قربها سيفيدها اكثر من وجودها هى شخصيا وعمر لم ينتظر رأيهم فهو لم يكن سيصبر انسحب فورا الي الممر المؤدى الي غرفتها ودخل علي اطراف اصابعه
وهى نائمه وعشرات الخراطيم تتصل بها وتساعدها علي الحياه القليل من خصلات شعرها الاسود فرت بتمرد من تحت غطاء الشعر الخاص بالمستشفي لتغطى جبهتها ووجنتها وتخفيهم عنه لطالما راقبها وهى نائمه لسنوات كان يقضى الليالي مستيقظا من اجل ان يراقبها اقترب منها وجلس الي جوارها التقط كفها واحتواها بين يديه وهو يقول سامحينى يا اغلي الناس انا عارف انى كنت قاسې عليكى في البدايه كنت بعاقبك ايوه كنت بعاقبك مش بس عشان اللي انتى عملتيه فيه لا كمان عشان اول ما شوفتك تانى اكتشفت انى بحبك اكتر من زمان وان البعد خلانى اضعف بكتير من الاول اكتشفت ان حبك في دمى ولا يمكن اتخلص منه ابدا يوم فرح اسيل كنت هتجنن عليكى وڠضبان منك ومن نفسي لانى كنت فاكر انى خفيت من حبك لكن حبك مرض مزمن ما فيش له علاج وبعدين فضلت اعاقبك برده عشان اتغيرتى ايوه كنت خاېف خاېف اركع تانى تحت رجليكى
انا عارف انك اتغيرتى لكن للاسف يا فريده انتى مش بتحبينى انتى بتحبي حبي ليكى وافتقديه لما انفصلنا عارفه لو بتحبينى بجد كنت هرجع من اول اشاره منك لكن مع كل ده انا بحبك برده وعمري ما حبيت ولا تمنيت غيرك لكن لو سامعانى دلوقتى يا حبيبتى انا بأوعدك انى مش هخليكى تغيبى عن عينى حتى ثانيه واحده هركع تحت رجليكى واعملي فيه اللي يرضيكى لكن ترجعى ليه تانى
دموعه الحارقه سقطت علي كفها المستكينه بين كفيه المفاجأه جمدته فهو شعربها تقبض علي اصبعه الصغير بضعف ثم تفلته كان يخشي ان يكون يتخيل عاد الي وجهها يتأمله مازالت كما هى مغمضة العينين ولا يوجد أي دليل علي انها حركت يدها اكمل حديثه حبيتى انتى حاسه بيه مش كده سامعانى يا فريده فريده انا بحبك بعشقك انت روحى من غيرك الحياه كئيبه ومالهاش طعم فريده اوعى تكونى بتغيري من نوف عارفه طيب هحكيلك نوف هى اللي فسخت خطوبتنا عارفه ليه مجددا شعر بها تقبض علي اصبعه بقوه اكبر من المره السابقه هذه المره كان يركز نظره علي اصابعها الرقيقه ليتأكد بنفسه حركتها اعطته الامل فواصل نوف فسخت الخطوبه لانها اتأكدت انى بحبك وعمري ما هحبها زيك ابدا كانت ذكيه وعرفت اللي انا نفسي كنت بنكره عرفت ان روحى فيكى وحياتى تحت رجليكى ولما قريت رسالتك يا فريده عرفت ان فيه امل وكنت هحصلك علي امريكا واجيبك بالقوه
ارجعيلي يا فريده وانتقمى منى براحتك لكن لازم تقاومى يا حبيبتى عشانى وعشان بنتنا اللي في بطنك نفسي تكون شبهك عشان يبقي عندى منك نسخ كتير وهنجيب اولاد كتير عاوز 5 لا 6 وهراقبك وانتى بتدلعيهم وبتوجهيهم انا عارف انك هتكونى احن ام
وضع كفه مفروده علي بطنها المسطحه شعر بها تنتفض قليلا تحت لمسته
الشعور بالعجز شعور قاټل عندما تقف عاجز عن مساعدة من تحب تشعر بالاختناق ثم اليأس ثم الڠضب وتعود للشعور بالعجز
الممرضه اقتربت منه لتخرجه خارج غرفة فريده لكنها بالصدفه شاهدت استجابتها البسيطه عندما وضع كفه علي بطنها فغادرت في صمت لتخبر الطبيب بالتطورات التى شاهدتها ربما وجوده يفيد فنبضاتها منتظمه ومن الواضح انها تشعر به وعندما عاد الطبيب معها ليري بنفسه استجابة فريده طلب من عمر مغادرة الغرفه اخبره بإهتمام ايديك محتاجه عنايه طبيه فورا جروحك هتتلوث وايدك هتتشوه لحظه قاسيه جدا ان يضطر لترك يدها ويغادر لكنه يريد ان يترك الفرصه لخالته لرؤيتها ربما تتحسن فريده عندما تشعر بوالدتها اخر ما يفكر به الان هو چروحه لكنه اذعن رغما عنه لطلب الطبيب وترك كفها پألم ونهض محاولا مغادرة الغرفه ولكن ما ان ترك كفها حتى بدات الاجهزه المحيطه بفريده بإطلاق الانذارات وتكهرب الجو ونظر الطاقم المرافق للطبيب المسترخى بقلق وهم ينتظرون اوامره العاجله فهم امام حاله طارئه جدا وهالهم ان يروه بكل هذا الاسترخاء وبكل هدوء ممدوح امر
عمر ان يعود للامساك بكفها والتحدث اليها امام نظرات الفريق المدهوشه الذين ظنوا ان الطبيب فقد عقله ويتصرف بكل هذا الاسترخاء والحاله ټصارع المۏت ولكن بمجرد ان عاد عمر الي جوارها وتمسك بكفها مجددا حتى هدأت الاجهزه واستقرت الحاله ونظرة الانتصار علي وجه الطبيب انبئتهم انه كان يتوقع ما سوف يحدث
تلفتت حولها في جزع فوجئت انها في غرفه مظلمه مع نساء يبدو عليهم الشړ تسألت بصوت عالي انا فين
اجابتها احدى النساء التى ترتدى جلباب بنى وتربط رأسها بطرحه سوداء باهته قالت باستهزاء هتكونى فين يعنى في السچن يا حلوه
انها لا تتذكر ما حدث تماما لكنها تتذكر جيدا انها طعنت فريده اللعينه التى تكرهها جدا تمنت ان تكون ماټت وتخلصت منها انها السبب في كل ما حدث لها وپطعنها انتقمت منها وسوف ټطعنها مجددا مرارا ومرارا انها تملك كل ما لم تملكه يوما الشرف والاحترام والمركز وزوج وسيم محب يتمنى رضاها والاهم الاصل منزلها الراقي وعائلتها الكبيره اشياء لطالما حسدتها عليهم ثم الحب الاسطوري الذى يكنه عمر لها
عادت تتسأل انا هنا من امتى اخر ما تتذكره كان محاولة عمر الدفاع عن فريده ثم لا تدري ماذا حدث بعدها
صول عجوز هتف بخشونه عبر الفتحه الصغيره في باب العنبر فاطمه مرعى
نهضت ببطء ونظرت اليه بإحتقار ولم ترد فتح الباب ودفعها عبره پقسوه وقال اتحركى حضرة وكيل النيابه عاوزك
انها من الاساس ترفض وجودها هنا لن تجيب علي أي اسئله هى لم تفعل شيئا سوي انها اخذت حقها من اللعينه التى تسببت في طردها من عملها
نظرت الي وكيل النيابه بغل بعدما رفضت الاجابه علي العديد من الاسئله طوال قرابة الساعه ثم قالت اخيرا عندما سمعته يسألها عن سبب طعنها لفريده طعنتها عشان تستاهل الطعن ولو شفتها تانى وكانت لسه عايشه ھڨتلها تانى وتالت ورابع ثم بدأت في الصړاخ بهستيريه وزاغت عيناها وهى تتجادل مع الاصوات التى تحدثها ثم هجمت علي المكتب پعنف وهى تحاول قلبه علي وكيل النيابه المذهول
20 قوس قزح
كنت ولا زالت انتظرك عند كل مشرق وعند كل مغيب واردد اسمك للنجوم فتخبرنى كيف هو حالك ولكن غيمه غطت علي النجوم يوما بعد يوم وانتظرت المطر طويلا حتى بدأت ايأس من هطوله
فياغيومى اعيدينى الي حياتى الماضيه وارحمينى وامطري لتكشفي عن سمائي الغاليه
لكل منا غيومه عواصفه وسكونه افراحه وشجونه تعقله وجنونه حسناته وذنوبه تتصارع اللذات علي باب الطاعات فنخطىء ونصيب نحب ونكره ولكن عندما يكون القلب ابيض فنحن نستحق فرصه اخري
كل ما يمر علينا من احداث بحلوها ومرها يصنعنا ويجعلنا ما نحن عليه الان الحياه سلسله من الاحداث تمر ثم تترك لنا ذكريات نعيش عليها الذكريات الجميله تشوقنا لاعادة التجربه والحزينه تصقلنا وتترك بداخلنا شجون ذكريات الطفوله البريئه وذكريات ايام المدرسه ذكري اول يوم في الدراسه بعد الاجازه الصيفيه نتيجة الثانويه العامه بكل ما تحمله من توتر وفرحه ليلة العيد او زيارة عزيز بعد غيبه المصايف وتجمع العائله في السفر او في العزومات
عمر استرجع شريط حياته بالتفصيل خلال الايام الثلاثه التى قضاها منحنى علي فراش فريده ويتمسك بكفها كان لديه الوقت لمراجعة كل تصرفاته حتى من قبل انفصالهما علم ان الخطأ الاكبر كان من نصيبه هو استرجع حلمه وهو في الثامنة من عمره ليلة ميلاد فريده عندما شاهد محمد يعطيه فراشه رقيقه وهو اخذها منه ليطلقها في حديقه جميله طوال الايام التى قضتها فريده في الغيبوبه لم يغادرها مطلقا فهو علم ان الخيط الرفيع الذي يربط بينهما سينقطع عندما يترك يدها لم يضمد جراح يده ولم يتذوق الطعام ابدا فمن اين سيأتى بشهيه او رغبه في الطعام وقطعه من روحه تنازع المۏت وبالطبع بإمتناعه عن الاكل والشرب لم يكن يحتاج الي استخدام