الأربعاء 04 ديسمبر 2024

روايه بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 38 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

المرحاض لذلك لم يغادرها الا الي الصلاه التى كان يقف فيها اضعف ما يكون بين يدى الرحمن كان يخبرها قبل ان يترك يدها انه سيتركها فقط للصلاه فكانت الاجهزه تظل علي هدوئها ولكن عندما تتخطى غيبته الخمس دقائق تبدأ نبضات قلبها في الاضطراب فيعود سريعا للامساك بيدها وتعود ضربات قلبها للانتظام حتى خالته كانت تراقب ابنتها من بعيد وتقبل جبهتها وتغادر فورا لاكمال دعواتها وتضرعها الي الله عز وجل فهى كانت تعلم ان فريده لديها كل ما تحتاجه بعد ليالي عديده قضاها بجوارها يخشى ان يغمض عينيه فتغيب عن ناظريه كانت ماتزال كما هى في نفس غرفة العنايه المركزه التى

دخلت اليها منذ ايام متصله بجهاز التنفس الصناعى ونائمه كملاك حزين تمنى لو يعلم بما تحلم لو يستطيع بثها احلام سعيده تعوض البؤس الى عاشته علي يديه لشهور مضت امواله التى كان علي استعداد لانفاق اخر قرش منها وتشفى حبيبته سهلت له الكثير من الامور فاستدعى اكبر جراح صدر في مصر لمعاينة الچرح واكبر طبيب عنايه مركزه واشتري وقته بالكامل حتى يتفرغ لفريده لو كان شراؤه للمستشفي يفيد لكان اشتراها بلا تردد ولو يستطيع التبرع لها بأنفاسه لتبرع بكل طيب خاطر بل ولأصبح سعيدا جدا ايضا 
اكمل حديثه اليها بلا انقطاع واكمل اعترافاته كان يعلم علم اليقين انها تسمعه اخبرها بالتفصيل عن كل تفاصيل حياته خلال فترة انفصالهما فريده انا خطبت نوف فعلا وكنت ناوى اتجوزها عشان اثبت لنفسي انى اقدر اعيش من غيرك كنت محتاجها تسندنى لانى كنت بضيع من غيرك لكن للاسف حبي ليكى كان واضح وخلاها تنسحب لانها عرفت انى عمري ما هحبها ابدا  
مجددا الاجهزه ارسلت انذرات خفيفه اصبح الان يعلم متى تكون منزعجه ومتى تكون مستكينه هو يضغط بكل قوته ويستفزها لتبدى أي رد فعل دون ان يترك كفها انها مستقره دائما الا حينما يتحدث عن نوف او يترك كفها دون ان يخبرها انه فقط مغادر للصلاه 
اسعد لحظات حياته كانت معها واتعس اوقاته كانت بدونها في سنوات جرداء عانى فيها معاناة لا توصف ولا يدري الي الان كيف مرت تلك السنوات الطويله بدونها عندما تركها لجأ الي الادمان في حاله من الهروب وفقدان الهدف ثم اكتشف انه يدمر نفسه وان السبيل الوحيد لاڠراء فريده فتعود اليه هو ان يكون مليونير تحدى نفسه من اجل ان يتفوق عليها عمل لسنوات بجهد حتى بنى لنفسه امبراطوريه تمنى ان يحبسها بداخلها حتى وهو يعلم انها ستعود اليه من اجل امواله وليس من اجل شخصه لكنه اكتشف انه كان يسىء فهمها فريده لم تحبه لشخصه ابدا لكنها ايضا لم تطمع فيه يوما تزوجته عرفانا بجميله وحاولت ان تحبه لكن قناعاتها المترسخه في رأسها منعتها من حبه وعندما فقدته بدأت في الشعور بالخساره لانها علمت كم كان يحبها من كل قلبه 
هكذا ظل يقنع نفسه من بعد عودته لكن رسالتها فتحت عينيه وازالت الغشاوه منهما رسالتها كتبت بحب وپألم مس شغاف قلبه 
تعود اليه فقط وسيقضى كل لحظه من حياته القادمه في اظهار حبه لها وولعه بها اخر جمله استطاع تكوينها قبل ان يغرق في النوم كانت بتقولي في رسالتك نكون اصدقاء اصدقاء ازاي 
قد تكون احلام وقد تكون امنيات ولكن نومه جلب العديد من المشاهد الجميله الي عقله فريده الطفله وفريده الانسه الخجوله التى كانت تبتسم خجلا كلما نظر اليها وهى لم تتخطى السادسة عشر بعد يوم عقد قرانهما ويوم زفافهما 
استفاق من نومه علي شعور غريب وكأن احدهم يمسح علي جراح كفه التى كان يمدها بحمايه علي بطن فريده ويتحسس جنينا يربطهما برباط ابدى من قلب المۏت تولد الحياه والامل جنين ينمو ويتحدى الظروف ويناضل من اجل حياته نفض شعور النعاس وهو يؤنب نفسه علي نومه وتركها تغيب عنه التعرض للضغوط قد يؤدى بالانسان الي فقدان عقله ولكن ما يشعر به الان حقيقي مائه بالمائه فريده فتحت عيونها بعد طول غياب وتحصلت علي قطعه من الشاش الطبي لايدري حتى كيف وصلت الي يدها وتمسح بها چروح كفه الملتهبه التى تنبض بالالم وامتلئت بالتقيحات من الاهمال 
الذهول جمده مكانه ومنعه من النطق ولو بحرف واحد فريده بحنانها الطاغى تمسح چروحه بدون حتى ان تستطيع الكلام بسبب الخرطوم الضخم الذى يحتل حنجرتها وتغاضت عن حالتها الخطره واهتمت بچروح يده وجسدها يرتعش من الالم بسبب چروحه هو التى تعتبر سطحيه مقارنة بچرح غائر في صدرها كاد ان يسلبها كل حياتها 
ان كان يحبها پجنون من قبل فما فعلته الان جعله يحبها اضعاف واضعاف ويصبح اسير هواها الي الابد كيف تفكر به وهى في مثل حالتها تذكر لحظة طعنها حينما نظرت الي نفس تلك الچروح بهلع قبل ان ټنهار وطلبت من عمر ان يحضر له الاسعاف بدلا من ان تفزع من چرح سيقتلها هى  
نظر اليها بلهفه قاتله وتمسك بكفها بقوه وقال في سرعه حبيبتى مټخافيش هسيبك ثوانى استدعى الدكتور 
في قفزه عملاقه كان عند الباب ېصرخ بكل قوته وبنفس القفزه عاد اليها ليمعن النظر في وجهها ليتأكد انها استيقظت وان ما يحدث لم يكن تكمله لاحلامه 
دقات قلبه تصاعدت بشكل رهيب قلبه كان علي وشك التوقف من الاجهاد فالتوتر المصاحب لرؤيته للاطباء ينحنون حولها ليزيلوا عنها الاجهزه جعلت دقات قلبه تتخطى المائه وخمسين 
اخبروه انهم سيزيلون جهاز التنفس الصناعى في تجربه لاختبار قوة رئتها من بعد

الاصابه التجربه الاصعب علي الاطلاق فلو فشل فطامها من جهاز التنفس الصناعى فستعيش عليه للابد 
سيبونا لوحدنا خمس دقايق لو سمحتم 
الحياه بطولها وعرضها تحتاج الي الحافز لنعيش فيها لنناضل من اجل البقاء اوقات نجبر ان نحارب بكل قوتنا ونتمسك بأخر خيط للحياه والمحرك الرئيسى لحربنا وقتها يكون الدافع الحافز الذى يجعلنا نناضل ذلك الذى لو فقدناه فقدت الحياه اهميتها ويتساوى وقتها المۏت مع الحياه 
كان يعلم ان فريده قويه لكنها بحاجه الي دافع ستناضل من اجل طفلهما وستناضل من اجله ومن اجل عائلتها 
العائله بأكملها اڼهارت ولكن احمد انهياره كان تاما لم يتحمل ابدا رؤية فريده مصابه وانزوى يبكى بلا انقطاع منذ ذلك الحين سيخبرها ايضا ان احمد الذى تعشقه اكثر من روحها ومازال بحاجة اليها 
الان كانت مستيقظه ويبدو الالم جليا علي محياها الجميل مع كل نفس او حركة يد حبيبتى نورتى الدنيا كلها برجوعك لينا مع انه حاول التماسك وكتم عبراته حتى يشجعها لكن رغما عنه دموعه اڼهارت لتحجب عينيه عنها لاول مره تراه يبكى مع انه بكى بسببها العديد والعديد من المرات 
نظرات الالم علي وجهها تحولت الي الدهشه مع رؤيتها دموعها حاولت الكلام ولكن الجهاز الذى يحتل حنجرتها منعها تمنى لو استطاع معرفة ما كانت ستقوله لو فقط كانت استاطعت الكلام !!! لانه كان سيكون اصدق كلام قد يقوله احدهم يوما ما وسيخرج من القلب الي القلب وعندما فشلت في التحدث رفعت اصابعها الي وجنتيه ومسحت دموعه بهم  
اكمل همسه قائلا حبيبتى المفروض انهم هيشيلوا جهاز التنفس دلوقتى فريده قبل أي حاجه لازم تعرفي انك مش بطولك فريده لازم تقاومى مش هقلك عشانى لان انا مش هتفرق معايا كتير انا وراكى في أي مكان هتروحيه لكن كفايه اقولك قاومى عشان بنتنا اللي بتكبر جواكى عشان احمد اللي انهار تماما مع اصابتك عشان خالتى اللي جربت كتير ۏجع مرض الضنى وقربت جدا تخسر ابن قبل كده لو تعرفي يا فريده كلنا بنحبك اد ايه هتحافظى علي نفسك جدا لان اصابتك ۏجع لقلوبنا مافيش له دوا  
عارفه يا فريده انا كنت ڠضبان من محمد اوى عشان غدر بيا واتجوز نور من ورايا لكن مع اصابتك قدرت وعرفت ان الحب بيخلي الانسان مچنون تماما عذرته جدا لانه بيحب وانا بأحب وعرفت لو حد منعنى عنك ساعتها ممكن اكسر الدنيا انا عارف انى المتك كتير لكن اكتر حاجه وجعتنى انك خبيتى عليه حملك لانك خاېفه منى انا عارف كويس انى قلتلك خدى حبوب عشان تمنع الحمل لكن صدقينى دى كانت اخر حاجه اقصدها فعلا انا كنت بس بوجعك بكلمه وجعتنى ومرمغت برجولتى الارض لما اعيش سنين اتمنى طفل منك واصبر واستغنى عن الاطفال لانى كنت فاكر انك عندك مشكله طبيه وعمري ما فتحت معاكى الموضوع عشان ما اسببش ليكى أي الم واكتشف انك متعمده تمنعى الحمل عشان انا اقل من انى اكون اب لاطفالك يومها مت فعلا ومطلقتكيش لمجرد انى مجروح لا طلقتك عشانك عشان ارحمك منى حتى لو انا ھموت من غيرك فريده انا بحبك من سبعه وعشرين سنه وحب سبعه وعشرين لا يمكن ېموت ابدا المره دى بجد بقي هتزهقي من حبي 
انا قتيل عيونك 
لو كان يظن انه يفيدها بكلامه فعليه اعادة النظر قلبها المسكين لم يتحمل كل هذا الحب وكاد ان يتوقف مجددا ولكن هذه المره من السعاده ولولا انها علي جهاز تنفس صناعى لكانت رئتها توقفت هى الاخري فالمفاجأه ستجعلها تحبس انفاسها عندما لاحظ اضطرابها صاح بأعلي صوته دكتورررررررررررررررررر
حالة الهدنه التى صاحبت ازمة فريده اعطت الجميع الفرصه لالتقاط انفاسهم والتفكير برويه وعمر اصر علي بقاء فريده في المستشفي علي الرغم من اخباره مرارا من قبل طبيبها المعالج انها اصبحت بخير وتستطيع الخروج لكن ربما لانه وجد السلام الذى كان ينشده في الفتره التى قضتها في المستشفي جعله يبقيها هناك او خوفه عليها من فاطمه التى مازالت تشكل خطړا كبيرا لذلك وضع حارس خاص علي غرفتها لا يفارقها للحظه ويبدل المناوبات مع زميل اخر له 
اقتراب المۏت منهما بتلك الطريقه طرد كل الحقد وحطم الحواجز ظل الي جوارها يعلمها كيف تسنشق انفاسها من جديد كما علمها الكلام وهى طفله صغيره  
الحنين الي الحب والاستمتاع بالمذاق المميز الذى يتركه في نفوسنا يجعلنا نتغاضى عن الكثير من الاشياء حتى الضروريه والبديهيه منها كالاكل والشرب او الاهم كزواج محمد ونور المتسرع  
الام تحب فلذات اكبادها مهما بلغت اخطائهم والاخت تسامح اختها حتى لو الاذى طالها من جهتها والعائله تتجمع في السراء والضراء ويبحثون عن الفرح بملقاط سنفرح اخيرا رغم انف الظروف 
الايام التى قضتها فريده بين المۏت والحياه اعادت تشكيل الجميع بدأ من شريفه حتى

رشا قد تكون فريده ناضلت المۏت بضراوه لكنها
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 41 صفحات