الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ۏجع الهوى

انت في الصفحة 20 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


يقطع حديثه تظهر الحيرة والتردد فوق ملامحه لا يدرى كيف يصيغ الباقى من حديثه لها قبل ان يهم
بالحديث مرة اخرى لكنها قطعت ما تبقى من حديثه هامسة بخجل 
خلاص مش عاوزة اعرف حاجة وكفاية اننا مع بعض دلوقت وانى اكون فى وبس
تتصارع المشاعر داخله لا يدرى كيف يوضح لها ظروف زواجهم وماحدث تاليا بعدها خائڤا ان يعود معها لنقطة الصفر 

دون ان تمهله الوقت حتى يمحو كل ذكرياتهم السيئة معا 
انهت هى هذا الصراع الدائر بداخل عقله 
مرت ايامها معه كانها الجنة تحلق عاليا بسعادة تطفو فوق كل مشاعرها فقد جعلها تشعر بنفسها اميرة فى احدى الروايات وهو يغرقها باهتمامه دلاله لها فى كل لحظة من يومهم يبثها عشقه وولهه فى كل مكان وفى اى وقت لا يوقفه شيئ عنها متجاهلا نظرات ساكنى البيت له ولها اما لياليهم فقد كانت كالسحر
لا ينتهى الا بظهور خيوظ النهار لايمل او تنقص رغبته بها بل تزداد شغفا ليله وراء ليله حتى اتى ذلك اليوم وقد اتصلت بيها شروق تخبرها بانه قد تم تحديد موعد زفافها من سعد بناء على رغبة عمها خوفا عليهم من حديث اهل القرية عنهم خاصا بعد ۏفاة جدها ورغبتها بحضورها الى المنزل حتى تكون معها اثناء تحضيرات الزفاف تنهى معها الحديث برجاء ودموع
حاولت كبتها تظهر خۏفها من عدم حضورها او رفض زوجها لحضورها لكن ليله اسرعت تطمئنها بثقة لا تملكها انها ستكون معها ولن تتأخر للحظة عنها
وحشتينى تعرفى ان كنت لسه حالا هطلعك فوق
ابعدها عنه يطالع وجهها المشتعل وخصلاتها المبتعثرة حول وجهها 
بس قلت لنفسى اعقل يا جلال عاوز البيت يقول عليك ايه وبعدين الليل طويييلو هيبقى كله لينا لوحدنا وبس
ليله قائلا بتحذير مستنكر
جلال والله لو ما سكتش هسيبك واخرج ومش هقولك كنت عوزاك ليه
طيب ما تسكتينى بطريقتك حتى علشان اسمعك بعدها تركيز
شكلك لسه متعرفنيش يا ليله هانم
هتجنن بيكى انا مبقتش عارف ابعد عنك لدقيقة واحدة
اخرجتها كلماته من حالة السكر التى اصابتها تجدها فرصة لبدء الحديث عن سبب حضورها اليه هامسة له بتردد
لا ماهو انت لازم تتعود غيابى عنك اليومين الجايين دول
عقد جلال حاجبيه بحيرة 
ماهو ده الموضوع اللى كنت عاوزة اكلمك فيه بس علشان خاطرى ماترفضش
رفعت وجهها ببطء اليه وفى عينيها نظرة رجاء لم تغفلها عينيه وهى تخبره بفحوى مكالمتها مع شروق تقف بعدها فى انتظار ردة فعله بخشية وقد وقف بجمود يسيطر على كل ملامحه فتعلم منها ان الرفض هو اجابته الاتية لا محالة لكنها ذهلت تتسع عينيها بشدة حين اتت الاجابة عكس توقعها حين قال بهدوء شديد
طيب وايه المشكلة طبعا شروق اختك الوحيدة وحقها عليكى تبقى معاها فى وقت زى ده
وقفت مكانها تنظر له پصدمة من اجابته قبل ان تصرخ فرحا 
بس مفيش بيات هناك ياليله عاوزة تروحى كل يوم معنديش مانع وانا هوديكى واجيبك بس بيات هناك لاا قلتى ايه
ابتعدت ليله عنه تهتف بتأكيد فرح
وانا موافقة انا اساسا مش عاوزة ابات هناك
يبقى اتفقنا روحى يلا حضرى نفسك علشان اوصلك
ليلة وصلت يا راغب
هب راغب واقفا من خلف مكتبه بعد دخول والده يهتف به بكلماته تلك فيسأله بلهفة اين هى وهو يسرع من خلف مكتبه باتجاه الباب لكن تأتى يد والده لتوقفه قائلا بحسم 
على فين رايح خليك مكانك جوزها معاها واحنا مش عاوزين نهد كل حاجة لما يشوفك ادامه
انت تقعد مكانك ولما يمشى ابقى اعمل اللى تعمله بس كل حاجة بالعقل يا راغب متودناش فى داهية
رجع راغب الى مكانه خلف مكتبه يجلس بهمود قائلا بشرود كما لو كان يحدث نفسه
وماله نصبر مانا ياما صبرت ومجتش على الشوية دول كمان
كانت تجلس داخل غرفة اختها تفرز معها ما بداخل احدى الحقائب وتستعرض كل منهما من وقت لاخر احدى القمصان الداخلية بين يديهم ثم ټنفجران فى الضحك الشديد يمر بهم الوقت سريعا حتى دخلت والدتهم تسألهم 
ايه يا بنات لسه مخلصتوش كل ده ولسه فى شنطتين بس
شروق وهى تمسك باحدى الحقائب المغلقة تلقى بها فوق الفراش بجوار ليله
واحنا مستعجلين ليه يا ماما وما لسه اليوم ادمنا طويل روحى انتى شوفى الغدا واحنا هنا هنخلص كل حاجة
هزت والدتها راسها بالموافقة تهم بعدها بالخروج قبل ان تهتف بها بعتاب 
شوفتى نستينى انا جاية ليه يلا قومى الاول روحى شوفى مرات عمك عوزاكى فى ايه وبعدين تعالى كملى مع اختك
عقدت شروق حاجبيها بحيرة تسأل ليله بدهشة 
غريبة وهى هتعوز منى ايه دلوقت
ليله بهدوء وهى تطوى قطعة من الملابس بين يدها
قومى روحى شوفيها عوزاكى ليه وانا هكمل لحد ماتيجى
هزت شروق رأسها بالموافقة تنهض بأتجاه الباب مغادرة مع والدتها لتظل ليله تقوم بعملها
بجدية حتى شرد عقلها الى سبب سعادتها تتذكر رحلتها معه فى السيارة وحديثهم المرح معا ثم دخوله الى منزلهم بحضوره الطاغى جالسا لبعض من الوقت مع عمها وسعد كانت عينيها وقتها لا تفارقه تتابع كل حركة منه بشغف واهتمام حتى نهض مغاردا لتسرع معه حتى الباب الخارجى مودعة يخطف معه دقات قلبها حين انحنى فوق اذنها هامسا بها بشوق 
شوفتى لسه متحركتش بعيد عنك غير خطوتين ووحشتينى اوام انا مش عارف هعمل ايه باقى اليوم من غيرك
ابتسمت فرحة بحديثه تحنى راسها بخجل ليزفر بقوة قائلا باحباط ظاهرى
طيب واضح انى مش هوحشك يبقى امشى بقى احسن
رفعت وجهها اليه تهتف بلهفة مؤكدة
لا طبعا هتوحشنى انا حتى عاوزة اليوم يعدى بيا بسرعة علشان ترجع ليا ونروح بيتنا
التمعت عينيه بسعادة قائلا هو الاخر بلهفة 
وانا مش هتأخر عليكى
اول ما تتصلى بيا هتلاقينى حالا ادامك حالا
وقفا يتبادلان النظرات يغيب عنهم العالم للحظات ثم غادر بعدها وخاطفا قلبها وعقلها معه
عادت الى وقتها الحالى متنهدة برقة تعاود الاهتمام بما فى يديها قبل ان تسمع صوت الباب يفتح لترفع رأسها مبتسمة ظنا انها شروق لكن اختفت بسمتها سريعا يحتل مكانها الخۏف والذعر حين رأت راغب يدلف الى الداخل يغلق الباب خلفه قائلا بعدها بخبث ودهاء
اهلا ببنت عمى وخطيبتى سابقا ومرات جلال بيه الصاوى حاليا ولا نقول احسن واصدق  
اتسعت بسمته بشراسة حتى ظهرت اسنانه وهو يكمل بغل وشماتة
ليله جارية جلال بيه اللى اتباعت ليه علشان الفلوس والارض 
رالفصل الثالث عشر
تقدم منها بخطوات بطيئة ومازالت ابتسامته الذئبية مرتسمة على وجهه وهو يراها تنهض عن الفراش مراقبة تقدمه منها بعيون خائڤة مذعورة تبحث عن مخرج للهروب منه قائلة پذعر
عاوز ايه منى يا راغب اطلع بره والا هصوت وهلم عليك البيت
تقدم راغب منها قائلا بسخرية 
هطلع متقلقيش يا بنت عمى بس الاول عندى ليكى كلمتين عاوز اقولهم
وقف مواجها لها تماما وعينيه داخلهما تلك النظرة والتى مازالت ودائما اصابتها بالقشعريرة والنفور منه وهو يكمل بتمهل وانتصار
مش لازم تعرفى كل حاجة عن جوازة الهنا وعن جلال بيه اللى اتجوزتيه وعرضوكى ليه قصاد حتة ارض علشان يرضى يتجوزك
ليله بصوت مرتجف وعينيها يتراقص فيها الخۏف
تقصد ايه مين ده اللى باعنى انت اكيد كداب
ارتفعت ضحكة راغب الساخرة ترج ارجاء الغرفة من قوتها قائلا بعدها لليله الواقفة بوجه شاحب وعيون تائهة وجلة
كداب طيب اسمعى يابنت عمى واشترى منى ولو مش مصدقانى بعدها تقدرى تسألى شروق ولا حتى امك واظن انهم استحالة هيكدبوا عليكى هما كمان
ابن الصاوى عمره ماشافك ولا حتى كان يعرف ان فيه واحدة اسمها ليله موجودة من الاساس ابن الصاوى لمادخل البيت ده اول مرة كان داخل علشان يشترى حتة ارض كانت ليهم عندنا من زمان بس جدك مرضاش يبعها الا بتمن تانى غير اللى عرضه ابن الصاوى عليه عرفتى هو ايه ولا تحبى اقولهولك 
التمن اللى جدك كان عاوزه من ابن الصاوى انتى ياليله وموافقته على جوازه بيكى يعنى جوازة قصاد الارض وطبعا جلال بيه مقلش لا ماهو مش خسران حاجة عروسة غنية وفوقيها ارض تسوى الملايين هتكتب باسمه من غير ما يدفع فيها مليم واحد
رفعت ناحيته عيون مټألمة تملأها دموع القهر وتهز رأسها رافضة كل كلمة قالها لينهض راغب واقفا وهو يقول بحزم وثقة
مش مصدقانى ليكى حق مانا راغب شرير الرواية اللى عاوزة يفرق بين البطلة والبطل وينهى قصة حبهم العظيمة علشان كده بقولك اسألى شروق ياليله واظن انها مش هتكدب عليكى هى كمان
تحرك ناحية الباب وقد انهى مهمته وتاركا الباقى من الاحداث بين يدها هى ويدرك جيدا انها لن تترك الامر يمر دون ان تعلم حقيقة كل ما اخبرها به
توقفت خطوات امام الباب للحظة بتردد ثم الټفت مرة اخرى اليها عينيه تظهر فيها التعاطف لوهلة هو يرى حالة التية والضياع والتى اصابتها جراء كلماته قائلا بصوت مشفقا بصدق حين قال
سامحينى يا بنت عمى بس مقدرتش اسيبك عايشة على عماكى وانا عارف ان جوزك ممكن يستغل حالتك دى فى لحظة ويخليكى تكتبى الارض ليه وتبقى اتبعتى بالرخيص يابنت عمى
جلست مكانها كما هى كتمثال قد من حجر لا تظهر اى لمحة من المشاعر فوق صفحةوجهها الشاحب عينيها حائرة مذهولة ناهضة ببطء فوق قدميها التى اخذ ت تهتز تحت ثقلها قائلة بصوت مرتعش حائر 
انا عاوزة انا هو جلا 
ثم فجأة
و امام عينيه المصډومة هوت فوق الفراش مغشيا عليها استجابة لتوسل عقلها طلبا للرحمة من الالام التى هاجمته دون هوادة لا تدرى شيئ عن هتافه المړتعب باسمها 
تملل فى مقعده ينظر الى ساعته ربما للمرة الخامسة التى ينظر اليها خلال الخمس دقائق الفائتة يتسأل بحنق عن سبب تأخرها بالاتصال به يتسأل بحنق وغيرة
هل اعجبتها الزيارة لتلك الدرجة لتنسى معها الاتصال به حتى يحضرها هل ستطول تلك الزيارة الى مالا نهاية
اخذ عقله يدور فى تلك الحلقة المفرغة من الاسئلة غافلا عن عمه وابتسامة المعرفة التى ظهرت فوق وجهه وهو يرى حال ابن اخيه منذ ذهاب
زوجته الى منزل ذويها تتسع بسمته اكثر حين راه ينظر مرة اخرى الى ساعته زافرا بقوة ليحدثه صبرى بهدوء ومعرفة
روح هاتها ياجلال 
رفع جلال وجهه اليه عاقدا حاجبيه بحيرة جعلت ابتسامة صبرى تتسع قائلا بمرح
اقصد ليله روح هاتها
الوقت اتأخر ولا هى هتبات هناك
هز جلال رأسه نافيا بقوة قائلا بحزم
لاا طبعا تبات ايه استحالة اسبيها تبعد عنى يو 
تنحنح قاطعا حديثه يكمل بعدها بحرج 
احم اقصد يعنى تبعد عن البيت ويعنى 
ظهر الاحراج فوق وجهه لا يدرى كيف يصلح خطأه هذا واظهاره لهفته عليها ليقول بحدة وارتباك يتظاهر بالنظر فى الاوراق امامه
وبعدين خليها براحتها هى قالت هتبقى تتصل علشان اجيبها خلينا فى شغلنا احسن
هز صبرى رأسه بتفهم ومازالت تلك الابتسامة تزين وجهه ياخذهم حديث العمل بعيدا للدقائق
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 43 صفحات