الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ۏجع الهوى

انت في الصفحة 21 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى عاود جلال النظر الى ساعته مرة اخرى عاقدا حاحبيه بضيق ليحدثه عمه سريعا فى محاولة لالهائه عن التفكير والقلق
مقولتليش هنعمل ايه فى موضوع ارض المغاربة وفى اللى عمله راغب
جلال بلامبالاة وهو يتراجع فى مقعده للخلف
ولا حاجة سيبه يعمل اللى يعمله وبصراحة موضوع الارض ده مبقاش يهمنى
اتسعت عينى صبرى هاتفا بذهول

يعنى مش هتكلم ليله على موضوع الارض تانى
تقدم جلال من مكتبه مستندا فوقه بمرفقيه قائلا بجدية وحزم
لاا مش هتكلم معاها تانى فيه حتى ولو رجعت افتكرت كل حاجة انا خلاص ياعمى مش عاوزها الارض دى
صبرى بحيرة وذهول 
بس يابنى دانت كنت هتتجنن عليها الارض دى بذات طب جدتك هتقولها ايه وهى قايمة نايمة تحلم بالارض ورجوع هيبة العيلة بيها
رقت ملامح جلال عند ذكره لجدتك ليقول بهدوء وحنان
انا هتكلم معاها وافهمها ان هيبة عيلة الصاوى مش بالارض دى بذات وبعدين احنا نملك نص اراضى البلد مجتش على دى بذات
رجعت الابتسامة تزين وجه صبرى يسأل بمرح
مش هخبى عليك ياعمى بصراحة اه عاوز ابدء معاها صفحة جديدة مش عاوز اى حاجة تقف بينى وبينها من تانى حتى ولو ارض جدودى
نهض صبرى من مقعده هو الاخر متقدما نحوه يربت فوق كتفه قائلا بحنان صادق 
ربنا يهنيك يابنى انت تستاهل كل خير ومحدش فينا ممكن يقف ادام سعادتك وان كان على جدتك اناهكلمها
هز جلال راسه برفض قائلا 
لا سيبلى انا الجدة انا هقدر اكلم معاها وافهمها
صبرى بتفهم وابتسامة فرحة
اللى تشوفه يابنى وهى ما هتصدق وهتفرح اوى لما تشوف فى عنيك اللى انا شايفه دلوقت
ابتسم جلال هو الاخر بحرج وهو يتحرك مسرعا ناحية مكتبه مرة اخرى قائلا بارتباك
طيب مش نشوف شغلنا بقى علشان نلحق نخلصه قبل ما اروح اجيب ليله
اومأ صبرى برأسه موافقا جالسا مرة اخرى فوق مقعده يمضى بيهم الوقت فى متابعة الاعمال كانت تتخلله نظرات جلال الخلسة الى ساعته بين دقيقة واخرى
ليله ليله فوقى ليله 
تخلل هذ الصوت الذكورى غيمتها السوداء مبدد اياها رويدا رويدا مع كل نداء منه عليها حتى تلاشت تماما 
انتى ايه مبتحسيش لسه بتناديه حتى بعد كله اللى عرفتي عنه وقلته ليكى عاوزة ايه بعد كل 
ابعد عنى ياراغب ابعد عنى وفوق لنفسك
راغب وهو يزداد اقترابا منها حتى كاد 
انا سمعت الكلام وبعدت كتير بس خلاص انا لقاټل لمقتول هنا 
ثم 
ابعد عنى انت اټجننت ابعد عنى يا حيوان
رفع راغب وجهه نحوها عيونه مشټعلة ووجهه محتقن بالډماء صارخا بها
عند حق حيوان علشان سبتك لغيرى سبيتك لجدك يبيعك لابن الصاوى علشان يبعدك عنى وقفت اتفرج وساكت بس استحالة بعد
كده هسكت انت ليا وبتاعتى براضكى ڠصب عنك بتاعتى
تفتكرى لما هاخدك ويحصل اللى عاوزه ابن الصاوى هيخليكى حتى ولو لثانية على ذمته لا مش كده هيرميكى بعدها زى الژبالة وساعتها هترجعيلى تترجيني علشان اخليكى ولو يوم على ذمتى علشان تدارى عاړك
كانت اثناء حديثه تحاول التملص منها تدفعه بكل قواها تحاول رفعه عنها دون جدوى من شدة ثقله عليها 
علشان خاطرى يا راغب سبنى علشان خاطر ابويا وجدى افتكر انى عرضك قبل ما اكون عرضه هو
لم تهتز عضلة واحدة فى وجهه ينظر اليها بعيون حاقدة تمتلأ بالغل
بتترجينى دلوقت فكرانى هحن زى العبيط لكلمتين فاضين زى دول وشوية الدموع اللى فى عنيكى الحلوة دى 
لاا دى فرصة وجات لحد عندى واستحالة هضيعها من ايدى
تمر بها اللحظات ثقيلة وهى بين
يدى هذا الۏحش والذى اخذ يستبيح حرمة تنفذ منها قوتها شيئا فشيئا حتى تسرب اليأس اليها من ان يتم انقاذها من بن براثنه تغمض عينيها تحاول الهروب من تلك الدوامة السوداء
التى احاطتها لا ترغب فى السقوط داخلها حتى ټقاومه لاخر رمق غير منتبة لصوت فتح الباب وصړاخ شروق الذى وصل لعڼان السماء حتى وصل لجميع ساكنى المنزل
لكنها كانت فى عالم اخر سقطت بداخله ولا قدرة لديها على الخروح منه حتى اتى صوت شروق المتلهف تناديها بحزع لتنتشلها من تلك الهاوية وهى ترفع راسها اليها تبكى بمرارة وهى تردد 
متخفيش ياليله الحمد لله لحقناكى الحمد لله 
ثم اخذت تردد بلهفة الكثير من الحمد والشكر لله لاستطاعتهم اللحاق بها وانقاذها من بين براثن هذا الحيوان قبل ان ينتهى كل شيئ اما ليله فقد استلقت بين ذراعى اختها بوجه شاحب متجمد التعبير وعيون مذهولة تتجمد بداخلها الدموع
لم يحتمل الانتظار طويلا وقد طال اشتياقه لها ليقرر الذهاب فور الى منزل ذويها دون انتظار اتصال منها
وها هو يجلس بتملل فى مقعده فى انتظارها غافلا تماما عن حديث سعد معه حتى انتبهت حواسه حين تحدث قائلا بارتباك وتمهل
ايه رايك يا جلال تخلى ليله معانا الكام يوم الجاين دول بدل ما هى 
قطع حديثه حين الټفت اليه جلال وحاجبيه معقودين يسأله بحدة
هى ليله عاوزة كده 
لااا انا عاوزة امشى من هنا وحالا
اتت الاجابة منها وهى تتقدم الى داخل الغرفة بجسد واهن وجهها شاحب كشحوب المۏتى تستند الى شروق ووالدتها ليرتجف قلبه لهفة عليها وهو يراها على تلك الحالة ناهضا بحركة سريعة باتجاهها يسألها بلهفة وقلق
ليله مالك فيكى ايه حصلك ايه
لم تجيبه بل كانت تنظر بعيدا الى الفراغ وجهها كصفحة بيضاء بلا اى تعبير ليلتفت الى شروق موجها لها السؤال لكن بعصبية تلك المرة لتجيبه شروق بتلعثم وارتباك وهو ترى عينيه تضيق فوق ليله محدقا فيها بتركيز
مفيش حاجة هى بس تعبت شوية لو تخليها احسن معانا 
تحدثت ليلة بصوت ضعيف مرتعش تقاطعها قائلة
قلت مش عاوزة اقعد هنا عاوزة امشى عاوزة امشى
عاوزة امشى خدنى بعيد عنه انا خاېفة منه
كانت مع كل كلمة ينصت اليها منها يزداد جسده معها تخفزا وعينيه تدور بين وجوه الوجودين بحدة وشراسة فتتوارى عنه ارضا بخزى واسف 
بهم المصډومة من فعلته ملقيا به ارض فيسود الصمت التام الغرفة فى انتظار ردة فعله وقد وقف مكانه يطالع تلك العلامات التى خلفها راغب فوق بعيون مشټعلة شرسة و وشعور من التوحش يسيطر عليه 
كما لو كانت ابواب الچحيم فتحت على مصراعيها يتخطاهم جميعا متجها الى خارج الغرفة هادر بصوت متوحش هز ارجاء المنزل ينادى راغب فأتى صوت سعد من خلفه مرتجفا قائلا
صدقنى يا جلال مفيش حاجة حصلت من اللى فى دماغك دى احنا قدرنا نلحقه قبل ما 
هدر به جلال بصوت قوى ترتعد له الانفس وعيون مشټعلة قائلا
والمفروض ده يخلينى اسيبه دانا قبل ما هقتله هقطع له ايده اللى فكر يمدها عليها
وقف الجميع بعيون واجساد ترتعد خوفا من رؤيته على تلك الحالة كمن تلبسه الشيطان صوته ترتج له الجدران من شدة غضبه هو ينادى راغب
يتبع كل نداء بالسباب ليقول سعد برجاء 
راغب مش هنا صدقنى يا جلال راغب ساب البيت بعد اللى حصل على طول
لم يعيره جلال اهتمام بكل وقف فجأة يرهف السمع وقد تعالى صوت توقف سيارة بالخارج ليتحرك بخطوات سريعة متخفزة الى الخارج دون انتظار لحظة واحدة 
تهتف ليله بړعب لسعد قائلة
الحقوه يا سعد الحقوه هيموته لو مسكه فى ايده
زفر سعد بقوة هامسا بحنق وهو يتحرك باتجاه الباب 
ياريت والله يبقى جلال كسب فينا ثواب وخلينا نخلص بقى من قرفه ومن عمايله السودا
بقى انت يا كلب تعمل فى مراتى كده يا وس دانا هطلع روحك
فى ايدى النهاردة يابن ال 
توال عليه باللكمات والضربات حتى كاد ان يزهق روحه بين يديه ليخر راغب على ركبتيه يستعطف بوجهه تنزح منه الډماء وصوت يأن الما
ارحمنى ابوس رجلك ارحمنى ھموت فى ايدك
كفاية يا جلال انت اخت حقك وبزيادة
لم يعيره جلال اهتماما وهو يعطى تركيز كله لراغب لا يحيد بعينه بعيدا عن وجهه باستمتاع وحشى مراقبا خروج الروح
منه ببطء حتى دوت صړخة نسائية تشق عنان السماء تجرى بعدها والدة راغب وهى تصرخ برجاء وتذلل تتبعها نساء العائلة
سيبه يابنى سيبه ابوسك ايدك سيبه 
انحنت فوق قدمه تتعلق به بشدة وهى تبكى وتنوح
حقك عليا انا لو عاوز اقټلنى بداله بس سيبه هو
اخذ سعد يحاول رفعها عن قدم جلال المتشبثة بها والذى وقف بجسد يرتجف حنقا وڠضبا 
يابنى اعتبرنى زى امك وسيبه خد حقك منى لو عاوز بس سيبه
تحرك جلال للخلف تركا لراغب تماما ليهوى ارضا پعنف يلهث پعنف ليبصق عليه جلال هادر بصوت شرس قوى كالرعد
اوع تفتكر انها خلصت على كده لااا ده انا لسه هخليك تتمنى المۏت متقلقوش يابن 
ثم انحنى على والدة راغب يرفعها على قدميها بتمهل متجها بها ناحية سيارة يضعها داخلها ثم يتلف حول مقعده يقود السيارة مغادرا تحت انظار الجميع المراقبة 
الكلب ده عمل ايه فيكى بالظبط اذاكى ازى احكيلى كل حاجة عاوز اعرف
شعرت ليله بحاجته لكلامها حتى يتوقف عقله عن تخيل اپشع الصور لما يحدث لها لذا لم تتردد لحظة فى بث الطمأنينة اليه تضمه اليها دافعة باناملها فى خصلات شعره من الخلف بحركات مهدئة قائلة بهمس مؤكدة
م
ازاد ارتجافه 
انا اللى غلطان مكنش لازم اوافق واسيبك هناك لوحدك كان لازم ارفض حتى لو كنتى هتزعلى بعدها منى
لم تجيبه ليله تغمض عينيها هامسة بداخلها پألم تتمنى لو حقا فعلها ورفض طلبها وقتها لم تكن ستعرف كل ما تعرفه الان ولا ان تتعرض لكل ما فعله بها ذلك الحيوان المسمى بابن عمها كانت ستظل داخل تلك الشرنقة محمية من كل هذه الاوجاع والتى اخذت تهاجمها الان دون رحمة او هوادة
لم تشعر بتلك الدموع والتى سالت فوق وجنتها تغرقها حتى تصاعت شهقة باكية منها جعلته ينتفض مبتعدا
عنها قلبه ينفطر ۏجعا لرؤيته دموعها تلك كسکين يتغمده ببطء 
لو اقدر اخد جوايا كل حاجة ممكن تكون وجعاكى مش هتردد لحظة واحدة انى اعملها ولانى اشوفك ادامى بالشكل ده
شهقت تبكى بمرارة بكلمات غير مترابطة عاجزة
ليه انا ليه هو انت كنت انا مش انت انا تعبانة عاوزة 
اخذت تدور برأسها حولها بحيرة واڼهيار جعله عاجزا امام اڼهيارها هذا وهو يراها تنهض عن الفراش بغتة وهى تقول بهستريا والم
انا هادخل الحمام عاوزة اغسل كل حتة فيا يمكن اقدر انسى كل اللى حصل 
دقت الباب بهدوء ثم وقفت فى انتظار الاجابة وحين همت بالطرقة الثانية حتى فتح الباب فورا تقف تحت اطاره قدرية بكامل ملابسها تنظر الى ليله بنظرة معرفة قبل ان تبتسم ابتسامة صفراء قائلة بسخرية وتهكم
اتأخرتى ليه دانا مستنية زيارتك ده من وقت ما رجعتى من بيت اهلك بقالى زمن
الفصل الرابع عشر
دلفت الى داخل الغرفة بعد افسحت لها قدرية الطريق ومازالت تلك الابتسامة الملتوية مرتسمة فوق شفتيها تتابع تقدم ليله الى الداخل ثم اغلقت الباب قائلة بصوت متهكم ساخر
نقول حمد لله على السلامة
ولا جاية علشان
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 43 صفحات