الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ۏجع الهوى

انت في الصفحة 40 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


فوق فى الجناح
اسرعت ليله فى الالتفات الى الجدة پذعر تطلب بنظراتها العون منها فتهز رأسها بتفهم ثم توجه الحديث الى نجية قائلة بحزم
روحى يا نجية قولى لجلال ان الجدة طلبت من ليله تقعد معاها لانها حاسة بشوية تعب ومش عوزة تقعد لوحدها
اومأت نجية بالموافقة تختفى فورا تنفيذا للامر بينما ليله اسرعت بالجلوس فوق المقعد بعد ان شعرت بوهن لتقول لها الجدة بهدوء وطمأنينة 

متخفيش كده يعنى فى اسوء الظروف هيقول ايه ولا هيعمل ايه هخليكى تلبسى غيره وخلاص
رفعت ليله عينيها لها بخيبة امل لبتسم الجدة لها برقة قائلة 
بس
انتى بقى مش عاوزة تلبسى غيره يبقى انتى وشطارتك بقى معاه
اتسعت عينى ليله بأدراك لمعنى كلمات الجدة والتى ابتسمت تغمز لها بخبث
فجأة ودون مقدمات فتح الباب يدلف من خلاله جلال سريعا متقدما الى الداخل بخطوات واسعة قائلا بلهفة وقلق وعينيه تتركز فوق الجدة 
خير مالك ياحبيبتى نجية بتقولى انك تعبانة تحبى اجيب الدكتور ولا نروح المستشفى افضل
كان يتحدث غافلا تماما عن ليله والتى تراجعت الى الخلف تتمنى لو اخفت نفسها عنه فى احدى الزوايا حتى لا يراها ويمر الامر بسلام وهى تستمع الى الجدة تحدثه بصوت رقيق مطمئن
متخفش كده ياحبيبى انا كويسة انا بس كنت عاوزة ليله تقعد معايا تسلينى لحد الضيوف ما يجوا
حين اتت الجدة على ذكرها اغمضت عينيها ټلعن حظها فهو الان ستبحث عينيه عنها داخل الغرفة وسيرى ما ارادت اخفائه وقد صدق حدثها حين تعال صوته الذاهل قائلا
ايه ده يا ليله بالظبط اللى انتى لبساه
فتحت عينيها ببطء ترسم داخلهم البراءة قائلة بخفوت
الفستان اللى قلتلك عليه
صړخ جلال پعنف ورفض ذاهل
لا مش ده خالص التانى كان كان 
علشان كده مخلتنيش اشوفه 
ليله منه قائلة بسرعة ولهفة
لا خالص بس كل مرة اجى علشان اقيسه ادامك انت انت
التفتت باتجاه الجدة والتى جلست تتابع ما يحدث بينهم باستمتاع ثم التفتت اليه مرة اخرى تخفض عينيها عنه بخجل تتوقف لا تستطيع اكمال حديثها فادرك مقصدها يتذكر جيدا ما حدث بينهم فى كل مرة حاولت فيها ان ترتدى الثوب له يعلم انه هو من لم يعطيه الفرصة 
تنحنح بصعوبة يحاول اخراج عقله ومشاعره 
طيب خلاص ماشى بس مش هينفع تلبسى الفستان ده اطلعى يلا غيريه لحاجة تانية
تغللت خيبة الامل بداخلها تنظر ناحية الجدة كانها تقول لها ماذا اخبرتك منذ قليل لكن الجدة غمزت لها باشارة ذات مغزى تذكرها بردها لتلتفت ليله الى بتردد قائلة بصوت حزين 
اللى تشوفه يا جلال هطلع ادور وسط فساتينى القديمة والبس اى حاجة
مش مشكلة خليه عليكى بس اعرفى ايدك متسبش ايدى طول الليلة ولا تبعدى عن عينى ثانية واحدة مفهوم
بس متفكريش انها هتعدى على كده لسه عقابك جاى بعدين شكلك نسيتى ومحتاجة افكرك
مر الوقت وقد حضرت عائلة العريس وقد اقتصر الحضور عليه هو اشقائه ووالدته ووالده تمر الليلة وقد جلس الجميع فى القاعة الكبرى المخصصة لاستقبال رجالا ونساءا فلم يكن هنا داعى لتفريق الجمع فهم عائلة واحدة يسود جو من البهجه والفرح المكان حتى سلمى والتى جلست ترتدى ثوب من اللون السماوى رائع التفصيل سرعان ما ارتسمت السعادة فوق وجهها حين وجدت اهتمام ورقة زوج المستقبل معها وسعادته الواضح بها
اما ليلة فقط وفقت فى احدى الاركان تمسك بيدى جلال وقد امسك بها طوال الوقت دون تركها
لحظة واحدة حتى حانت لحظة قراءة الفاتحة ليتقدم جلال من الجمع بعد نداء عمه يجلس وسط الرجال وثم يقوم الجميع بتلاوة الفاتحة فى خشوع تتعالى الزغاريد بعدها تعبيرا عن الفرحة وحين قام العريس بالباس العروس شبكتها الذهبية وقفت ليله تتابع ما يحدث بعيون مهتمة وهى ترى الفرحة والسعادة فوق وجه العريس لتهاجمها ذكرى ليلة خطبتها يرتسم فى عينيها الحزن للحظة شاردة تماما عن اقتراب احدى اشقاء العريس منها متسللا يهمس بخفوت وصوت وابتسامة متلاعبة
مكنتش اعرف ان عروسة جلال حلوة كده يا بخته بيكى والله
التفتت اليه بذهول سرعان ما تحول للڠضب تهم بالرد عليه لكن رؤيتها لاقتراب جلال منهم السريع جعلها تصمت وهى ترى وجهه الحانق وغضبه المتستعير وهو يرمق ذلك الاحمق والذى اخذ يبحث بعينيه عن مهرب ليوقفه صوت جلال الحازم هاتفا به
واقف عندك ليه يا صفوت مش الاصول تقف هناك جنب اخوك
تصبب وجه صفوت بالعرق وهو يتحدث قائلا بتلعثم 
اه حاضر اللى تشوفه انا هروح له حالا
تحرك سريعا يمر بجوار جلال ولكن اوقفته قبضة جلال الحديدية فوق ذراعه وهو يفح من بين انفاسه 
ابقى خد بالك بعد كده من الاصول علشان اللى بيندم بعد كده ولا ايه يا صفوت
اسرع صفوت يهز راسه بالايجاب وبوجه شاحب وقد وصل اليه ما يقصده جلال ثم يسرع بخطوات متعثرة ناحية الجمع من العائلتين
ليلتفت جلال بعدها الى ليله يمسك بيدها ويسحبها خلفه متجها الى الخارج
بخطوات سريعة حاولت ان تجاريه فيها وهى تقول بلهاث
على فين يا جلال انا لسه عاوزة اتفرج  
توقفت خطواته بغتة يلتفت اليها لټرتطم بصدره تنظر اليه مضطربة وهو يقول بوجوم وحدة
عاوزة تتفرجى! دانا اللى هفرجك دلوقت تعالى معايا 
وقف الجميع فى مدخل المنزل مودعين لعائلة العريس بعد انقضاء وقت بسيط على اختفاء جلال وليله ليسال عن والد العريس حتى يودعه لكن اتت اجابة قدرية السريعة قائلة
تلاقيه رايح يطمن على جدته انت عارف انه مابيقدرش يفوت وقت طويل الا ولازم يطمن عليهابنفسه
والد العريس اجابتها بصدر رحب يعلم جيدا صدق حديثها وما يكنه جلال من محبة شديدة لجدته
لتمضى بهم اللحظات ما بين توديعوتبادل التهانى حتى ذهبوا اخيرا ليقول صبرى فور ذهابهم بأسف
سألوا عن ابن عم العروسة ومحدش فيهم سأل عن المحروس اخوها اللى معرفش اختفى راح فين هو كمان
اسرعت حبيبة قائلة مدافعة عنه بحكم العادة 
يمكن طلع فوق يا عمى انت عارف انه مش بيرتاح مع ولاد
الخال
لوت زاهية شفتيها قائلة 
هو من امتى بيرتاح مع حد علشان يرتاح فيهم يلا هقول ايه بس
لم تدرى حبيبة بما تجيبها لتلتفت الى سلمى الصامتة وهى تقف مكانها تتطلع الى يدها الحاملة لدبلتها بذهول واهتمام
مبروك يا سلمى ويارب يتمملك على خير
رفعت سلمى نظراتها اليها ترى فيهم الفرحة 
الله يبارك فيكى يا حبيبة متشكرة ليكى اووى
ابتسمت لها حبيبة سعيدة بما تراه فمن الواضح انها تخطت ازمة حبها المزعوم لجلال بسلام فرحة ببدء حياة جديدة مع انسان من الواضح حبه الشديد لها
اتى صوت قدرية الحاد مقاطعا لافكارها وهى تهتف بها
روحى شوفى جوزك فين وانا هروح اشوف اخوكى اختفى فين هو كمان
اسرعت نجية تجيب من خلفها قائلة بهدوء
ستى سيدى جلال طلع اوضته وبيقول مش عاوز حد يزعجه لو مين ما كان
احتقن وجه قدرية بشدة حتى انتفخت عروقها تدير وجهها الى زاهية حين سمعت ضحكتها المكتومة تتطلع اليها بغل ليسرع صبرى فى محاولة لتدارك الامر 
طيب حيث كده يبقى نطلع احنا كمان اوضنا وكفاية علينا النهاردة لحد كده
اسرع زوجته وابنته كل واحدة بيد يصعد بهم الدرج سريعا تتابعهم قدرية بنظراتها قبل ان تلتفت الى حبيبة تهتف بها بحدة
وانتى كمان واقفة عندك ليه يلا اطلعى على اوضتك
لم تترد حبيبة ثانية واحدة تتحرك هى الاخرى ناحية الدرج بينما وقفت قدرية تتابعها بشرود وعيون مظلمة يتأكلها نيران اصبحت تلازمها طوال الوقت
بخطوات هادئة من غرفة ابنة اخيها وقد اتت الليلة اليها حتى تنهى معها خلافاتهم بعد مكالمة اخيها لها منذ قليل يستحلفها بصلة الډم التى بينهم ان تترك لهم ما بحوزة اميرة حتى يستطيعوا ان يمضوا فى حياتهم الشاقة يعدد لها مشاكله وهمومه مبررا ما فعلته اميرة بأنه كان خوف من بطش جلال بها بعد ان قام بټهديدها وانها لم تكن لها حيلة سوى ان تنفذ ما قاله وقد انهت معه المكالمة على وعد منها بالتحدث الى اميرة وازالة كل خلافاتهم وهاهى الان امام باب غرفتها تمسك بمقبض بابها لكن تسمرت حركتها حين وصل الى مسامعها صوت اميرة وهى تقول بصوت غنج
لا يا فواز قلتلك مش هيحصل الا لما تتجوزنى
انا قلتلك من الاول شرطى تتجوزنى واقعد هنا فى البيت انت بقى اللى مش عاوز تنفذ
هيحصل يا اميرة بس
اللى بتطلبيه ده مينفعش يتنفذ بين يوم وليلة وعاوز وقت
هزت اميرة كتفها قائلة بأسف مصطنع
خلاص براحتك بس مفيش بقى اللى فى دماغك ده الا لما يبقى بشرع ربنا وحلاله
هنا ولم تحتمل قدرية الوقوف ساكنة طويلا تدفع الباب بقوة وهى تصرخ هستيرى
اه يا بنت ال انتى وهو بقى عاوزين تقهروا بنتى يا ولاد ال دانا هطلع روحكم فى ايدى النهاردة
فزع فواز يتراجع بعيدا عن اميرة والتى وقفت مكانها تستقبل عاصفة قدرية الغاضبة بكل برود وهى ترى تحرك فواز ناحية عمتها وهو يقول برجاء وتوسل
اسمعينى يا مرات عمى وانا اهفهمك
تفهمنى ايه بقى انت عاوز تتجوز دى على بنتى انا
اشارت بيد مرتعشة ناحية اميرة والتى تتمايل الى جانب واحد قائلة پشماتة واستهزاء
ومالها دى مانت كنتى هتموتى وتجوزينى ابنك وتقهرى مرات ابنك بيا ايه اللى حصل بقى غير تعديل بسيط وبدل ما هبقى مرات ابنك هبقى ضرة للحلوةبنتك واقعد على قلبك
على طول
اتبعت حديثها بابتسامة صفراء ونظرة تحدى اشعلت نيران قدرية وغلها وهى ترى ابنة اخيها وصنع يدها تحاول ان تسقيها من مرارة افعالها تذيقها من نفس الكأس والتى حاولت ان تسقيه لغيرها
الفصل السابع والعشرون والخاتمة
فاقت قدرية من ذهولها تصرخ بغل وهى فواز التى احتجزها بينهم قائلة بصوت جهورى عاصف
انتى تبقى ضرة لبنتى انتى دانا اډفنك وادفنه يوم ما تفكروا تعملوها مش بنت قدرية اللى يبقى لها ضرة يا عين امك
التفتت الى فواز عينيها تتراقص پجنون تهتف به بصوت بعث الرجفة فى اوصاله 
عارف لو مروحتش جبت بنت ال من شعرها ورمتها تحت رجلى دلوقت حالا هخليك تتمنى المۏت متلقهوش وانت عارف قدرية لما بتقول بتنفذ
تيبس جسد فواز ونظراته مسمرة فوق عينيها يرى فيهم الف وعيد ووعيد يعلم بأنها قادرة على تنفيذهم دون لحظة ندم واحدة ليخفض عينه ارضا بخزى وهو يترك قدرية ثم يلتفت ببطء ناحية اميرة وينظر اليها بتصميم لتصاب بالهلع والخۏف وهى تراه امامها كانه اصبح شخصا اخر غير من كان منذ قليل فاخذت تتراجع الى الخلف ببطء مع كل خطوة يخطوها باتجاهها وهى تهز رأسها بالرفض وعدم تصديق حتى هب فجأة ناحيتها دون ان يمهلها الفرصة للفرار خلفه وهو يتقدم بها ناحية قدرية التى وقفت تتابع ما يحدث بعيون مستمتعة يزاد بريق استمتاعها حين سقطت اميرة تحت اقدامها لتتطلع اليها بغل وانتصار وهى وقد اعماها عن اى منطق قائلة 
جدع يا فواز عوزاك دلوقت بقى تدى لبنت
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 43 صفحات