الأربعاء 18 ديسمبر 2024

أمل نصر

انت في الصفحة 19 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

ذهابا وايابا رغم دوار رأسه والألم الشديد الذي يجعله الرؤية تتشوش أمامه احيانا ولكنه مصر على السير بإرادة وعزم شديد مستندا على حوائط الغرفة انتبه على طرقة خفيفة قبل ان يدفع سالم الباب ملقيا السلام نحوه 
مساء الخير وه دا انت ماشاء الله عليك بقيت تمشي على رجليك كمان 
تبسم صالح له بشحوب يرد
مساء الخيرات ياعم سالم حمد لله على السلامة 
الله يسلمك بس على ايه 
سأل سالم فجابه صالح 
حمد لله على السلامة من مشوارك انا بلغني انك طلعت الصبح بدري النهاردة من غير ما تقول لحد على وجهتك 
اه دا صح طب انت لو عايز تتمشى تقعد تعالي معايا تتمشى برة في
البراح
بدى الأؤضة الضيقة دي حتى عشان تاخد نفسك 
قطب صالح مندهشا من عرضه الغريب فقال 
لا تشكر الف شكر زينة الأوضة والحمد لله اهي نفعاني في المشي ورضا كمان 
تقدم سالم اليه يخلع عن رقبته العباءة السوداء ليضعهة على طرفي الكرسي ثم ليتناول ذراع صالح يمسكها بحرص قائلا 
تعالى تعالى انا هاساعدك تستند عليا 
تسمر صالح مكانه ومال برأسه ينظر الى الرجل وحماسه الغريب فخرجت كلماته بتوجس
هو في ايه بالظبط ياعم سالم انت مش واخد بالك ان بطلوعي من الأوضة هابقى كشفت بيتك دا غير ان في حرمة حريم ولا نسبت ياعم سالم 
تبسم سالم بعرض وجهه حتى ظهرت اسنانه يرد 
لا ياسيدي مانسيتش بس ان كان على حرمة الحريم فمتعولش همها انا عامل حسابها وان كان على كشف بيتي فانا بيتي انكشفلك من زمان ولا انت نسيت الشباك اللي بيطل على الجنينة والزريبة الكبيرة اللي ورا تعالى ياراجل وعلى مسؤليتي مش انا كبير البيت حد شريكي 
استسلم صالح لجذبه من سالم رغم تعجبه الشديد من حال الرجل وكلماته الغريبة حينما خرج كان مطرقا برأسه مخفضا عيناه نحو الأرض بحياء سالم الذي كان يخطوا ببطء ليساير خطوات صالح الضعيفة وهو منتبه على فعل صالح وحياءه هتف فجأة عليه حينما قطعوا الاثنان الطرقة المؤدية الى غرفة الجلوس
خلاص بقى ارفع راسك احنا داخلين الأؤضة وفي عتبة لازم تتخطاها 
عتبة ايه ياعم سالم هو انت واخدني لفين بالظبط احنا هانتمشى وخلاص هاتدخلني اؤضة الجلوس ليه بس
سأله بعدم فهم وقد اطاحت الحيرة بعقله ليجد تبسم سالم اليه يومئ له برأسه نحو داخل الغرفة التي وجد نفسه صالح واقف امام مدخلها وحينما وقعت عيناه بداخلها صعق مذهولا لدقائق قبل ان يتمالك نفسه قائلا بعدم تصديق لرؤية الرجل الذي نهض يتقدم نحوه بفرحة غامرة 
عمي فضل
الفصل ١٦ بقلم امل نصر 
هو مين اللي عندنا جوا في اؤصة الضيوف
تفوهت بها يمنى التي عادت من عملها في الوحدة لحالة طارئة اضطرتها للتأخر في العودة للمنزل ومصاحبة الطبيب حتى انتهى من الحالة جاوبتها سمر وكتابها الذي تستذكر منه في يدها 
معرفش والله اصل ابوكي كان جايبوا معاه من مشواره دا حتى دخل عليه
الراجل اللي اسمه صالح 
قطبت يمنى قائلة بدهشة
دخل عليه صالح ازاي يعني 
جاوبتها سمر وهي تهز كتفيها بعدم معرفة 
زي مابقولك كدة اصله اول ماجاه بالراجل دخل بيه على اؤضة الضيوف وامر امي بتحضير عشا و انا واختك ندى قالنا نوسع سكة وندخل على اؤضنا وبعدها من غير سكات لقيناه ساحب صالح وداخل بيه على الاؤضة اللي فيها الضيف 
يبقى اكيد الراجل يعرف صالح 
تمتمت بها يمنى رغم تعجبها ثم اللتفتت تسأل سمر 
طب هي ندى فين يعني ماشيفهاش معاكي يعني 
اجابت سمر 
ابدا ياستي اصلها حاولت تذاكر ولا تعمل اي حاجة من التطبيقات اللي بتاخدها في
المدرسة بس معرفتش تركز فقامت فجأة كدة وربنا هداها تساعد امك في المطبخ 
ندى دخلت المطبخ 
تفوهت بها يمنى بعدم استيعاب لا تصدق ماسمعته من سمر 
وكأن برؤيته قد استعاد حقه المهدور وكأن برؤيته قد عاد مرة اخرى صالح القديم الذي لا يحمل للدنيا هما ولا يعي بمشاكل او مصائب قد يعاني منها اخرون من وقت أن عانقه بقوة وهو مازال على حالته من التشت وعدم التركيز ينظر الى الرجل العجوز والى سالم بقلب يرتجف من فرط مايشعر به انه وجد اخيرا من بحث عن حقيقته ووجدها عند من يصدقه القول 
ماببتكلمش ليه ياصالح معانا وترد
علينا
سال سالم فاجاب صالح 
ووانتوا كنتوا بتقولوا ايه معلش مكنتش واخد بالي 
ربت الرجل العجوز على ركبته 
خير ياولدي
كل خير هو انت سيرتك فيها غير كل خير 
اومأ له صالح بابتسامة فقال سالم 
الراجل من ساعة ماقابلته وشوفته الصبح وهو مش مبطل شكر فيك وفي ادبك واخلاقك 
رد صالح بامتنان وعيناه نحو الرجل 
انت هاتقولي عليه وعلى جدعنته وأصله الطيب دا الوحيد اللي وقف معايا وقت الكل مااتخلوا عني وصدقوا عليا الباطل الوحيد اللي عمري ماهنسى وقفته معايا جمب القفص في المحكمة بعد امي ماقلبها وقف مع اول
جلسة ومهموش انه يتطرد من وظيفته في القصر 
وكان نفسي اشهد بالحق والله بس انت اللي مانعتني 
هتف بها الرجل بكل حماس اوما له صالح قائلا 
عارف ياعم فضل ومتأكد من كلامك بس اعمل ايه بقى مكنش ينفع اختي كانت تتفضح وسيرتها تبقى على كل لسان والأكيد انها كانت هاتكدبني قدام الناس من الخۏف دي كانت غلطتي ودفعت تمنه غالي لما سيبتها لشعبان يستفرض بيها ويستغل ضعفها و شخصيتها المهزوزة دايما 
الله يفكرها بالخير ياولدي انا سمعت انها طلعت من المستشفى 
و رجعت للقصر من تاني 
هتف صالح بعدم تصديق 
اختي انا رجعت للقصر من تاني طب ليه هي خفت ياعم فضل 
رد الرجل
بأسف
حسب ماسمعت ياولدي هي لساها على حالتها 
ردد خلفه سائلا 
ولما لساها على حالتها طلعوها من المصحة ليه 
هز برأسه بعدم فهم قائلا باقتضاب
معرفش 
متعرفش !
رددها خلفه
بدهشة واستنكار خاطبه سالم قائلا 
يمكن عايزين يعالجوها في بيتهم ياولدي 
صالح وقد عاد اليه القلق مرة اخرى لينهش بقلبه ويكدر عيشه 
وانا إيش ضمني انهم بيعالجوها صح مش يمكن عثمان بينتقم في اللي حصل لابوه في اختي 
هدي اعصابك شوية ياولدي ماتخليش مخك ياوديك في حتت بعيدة 
قال سالم بتهوين وأكمل العم فضلعلى كلماته 
عمك سالم عنده حق وعلى العموم انا ممكن اروح واطقسلك من الجماعة اللي كنت شغال معاهم هناك واعرف ايه اللي حاصل مع البنية وان شاء الله اطمنك 
ان شاء الله خير
رددها خلفه سالم ليطمئنه ثم تابع نحو الرجل 
نورت البيت والبلد كلها ياعم فضل 
دا نورك ياراجل طيب يابن الأصول ربنا يخليك ويباركلك في عيالك 
قال فضل ردا على كلمات سالم اكمل صالح على قوله 
والله ياعم فضل انا لو قعدت العمر كله اسدد في جميل العم سالم عمري ما هاوفي نص دينه حتى 
ردد سالم 
اعوذ بالله ماتقولش كدة ياولدي الفضل كله لربنا 
رد فضل مشددا على كلماته 
طبعاا لربنا بس من بعد ربنا يبقى ليك عشان راعيته وعالجته في بيتك وانت قلبك مش مطمن له ولا عارف اللي وراه ايه دي حاجة مايعملهاش غير واحد شجاع 
مش هو وحده الشجاع اهل بيته كلهم شجعان وجدعان زيه 
قالها صالح بصدق 
وبداخل المطبخ 
كانت نجية تعمل على الموقد في تسوبة الطعام بكل نشاط وسرعة لانجاز الأكل في مدة قصير بعد أن اجفلها زوجها بهذه الزيارة الغريبة للرجل الغريب وفي هذا الوقت من الليل هتفت على ابنتها دون ان تنظر اليها 
خلصتي تخريط في البصل بابت 
ردت ندى والدموع الحاړقة بفضل البصل اغرقت وجهها 
لسة والله ياما البصل بتاعكم حامي قوي 
استدارت اليها نجية قائلة بحنق حينما رأت القدر القليل الذي انجزته ابنتها 
هما دول بس اللي ربنا قدرك عليهم قومي ياخايبة قومي خليني اكملهم انا بلاخيابة 
اردفت نجية وهي تجلس مكان ابنتها بعد ان دفعتها لتقف وتقوم هي بالمهمة الصعبة دنت ندى بوجهها تحت الصنبور لتغسل بالمياه وترطب عيناها رددت والدتها بسخرية
كل ده عشان بصلة واحدة قطعتيها امال لو كانوا اتنين بس ولا خرطتي الصنية كلها كنا وادناكي الاسعاف على كدة بقى 
انتي بتقولي فيها ياما دا انا عيني لساها حړقاني والنعمة حكم انا عيني حساسة وانتوا بصلكم حامي 
ردت نجية مبتسمة 
مش موضع حساسة ولا بصلنا هو اللي حامي الموضوع هو ان عينك لساها ماتكوتش 
سالتها ندى باستفسار 
يعني ايه ماتكوتش ياما 
قالت نجية بملل
ېخرب عقلك ياشيخة هو انت جاية من البندر يابت عشان متعرفيش متكوتش يعني مرة في مرة عينك هتاخد على ريحة البصل لما تستمري في التقطيع وعنيكي تاخد عالريحة الحامية 
شهقت ندى
ايه عايزاني اقطع تاني كمان لا ياخيا انا هجيبلي كبة تخرط بالكهربا بلا ۏجع قلب 
مصممصت نجية بفمها مسنتكرة 
ۏجع
قلب! والنبي لو عملتي ايه وبرضوا وراكي وراكي
ضحكت ندى قائلة
برضك انا جلعي ماسخ يا نجية الله يسامحك 
دلفت اليهم يمنى قائلة بمزاح تشاكس والدتها 
مساء الخير عليكم ياجماعة ها عايزني اساعد معاكم ولا انتوا خلصتوا 
مصمصت نجية دون رد وندى ردت بمزاح هي الأخرى
والله مش عايزين نتعبك يادكتورة يمنى بس لو انت عايزة خلاص بقى هاتتبرعي من نفسك وتدخلي تساعدي دا يبقى كرم منك 
كرم منها !
شهقت بها نجية رافعة شفتها بغيظ وتابعت 
تصدقي يابت انا الغلطانة اللي دخلتك معايا المطبخ ياخايبة انت ياللي معرفاش تقطعي بصلة صغيرة 
فغرت فاهها ندى قائلة بتصنع الحرج
اخص
عليكي يانجية كدة برضوا تكسفيني قدامها 
يعني على اساس اني مش عارفة لوحدي اتقلبي يابت بعدي خليني اشرف واشوفكم عاملين ايه 
قالت يمنى وهي تدفع شقيقتها لترفع الغطاء من الاوني التي
على
الموقد وترى مابداخلها هتفت باستمتاع 
الله ياندى ريحة الأكل وطعمه حلو قوي انت اللي عملاه صح 
طب اترزعي بقى ساعدي يابت الفرطوس مدام جايا وليكي نفس تهزري 
انت متأكد من كلام ده 
هتف بها عثمان نحو الرجل الذي يعمل معه
ورد الرجل 
زي ما بقولك كدة ياباشا قعد مع الراجل الغريب اليوم كله روح بيه على بيته وبعدها مشيوا من بلدنا خالص 
سأله عثمان 
طب ماتعرفش راح بيه على فين 
اجاب الرحل 
راحوا على نفس البلد اللي احنا بقالنا كام يوم بنلف فيها كعب داير ندور عليه !
طب وعلى كدة بقى عرفتوا البيت 
قال الرجل بنظرة منخفضة تحمل الأعتذار 
للأسف ياباشا الوقت كان ليل والراجل اللي كان بيراقب تاه منهم في الموقف العمومي للعربيات 
ردد رافعا حاحبه بشړ 
بقى فضل مراقب اليوم كله وعلى
اخر لحظة يتوهوا منه في الموقف 
بيقول ان العربيات كانت شبه بعض واتلخبط بينهم في اللون 
جز عثمان على فكه من الغيظ نحو الرجل الواقف امامه مطرق رأسه ينظر نحو الأرض ثم قال بنبرة امرة 
طب اسمع اما اقولك عايز الراجل بتاعك يفضل متابع فضل عطول بعد مايوصل على بيته هنا وتوقف رجلين على اول البلد اللي بتقول عليها عشان لو في
حاجة من اللي في بالنا يبقى اكيد هاتظهر الايام اللي جاية 
بعد ان تناولوهم لوجبة العشاء مع الضيف الجديد اصر سالم على عدم ذهاب الرجل دون ان يرتشف معهم الشاي و يتناول من الفاكهة التي اقتفها محمد من شجرة الجميز التي تطرح حديثا تزوق فضل لقطعة

منها يتلذذ بصوت عالي
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 33 صفحات