الأربعاء 18 ديسمبر 2024

أمل نصر

انت في الصفحة 25 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

امشي اروح فصلي قبل الفسحة ماتخلص 
همت ترد ندى ولكنها ابتلعت كلماته مع طنين اهتزاز هاتفها بورود مكالمة هاتفية فقالت مخاطبة الفتاة 
طب اتفضلي ياستي اهو بيرن ارد اقوله ابه بس وهو مستتني على ڼار من امبارح خبر الموافقة 
التمعت اعين الفتاة بالحماس تجيبها 
ردي عليه وقوليلوا انك لسة بتحاولي 
هتفت بملل والهاتف بيدها 
تاني يعني ماقلوش ابويا رفض وافصل على كدة مدام مافيش فايدة 
قفزت لتعاود الجلوس بجوارها تترد بلهفة 
ماتبقيش هبلة وتضيعي الفرصة من ايدك لوعيه لحد ما تاخدي الموافقة من اهلك عشان مايطفشش منك افتحي المكالمة انت بس وانا هامليكي تقوليلوا ايه 
اذعنت على تردد تنفذ طلبها بفتح المكالمة والأخرى تضع اذنها على الهاتف معها 
الوو ايوة ياكرم !
بمنزل سالم وفي الحديقة الخلفية وبعد ان سمح له بدخولها بعد ان اطمأنوا من جهته اصبح يقضي معظم وقته بها اما بصحبة سالم ويونس في اوقات فراغهم او وحده يتأمل ويملأ صدره بالهواء العليل بها او بصحبة المشاغب الصغير محمد الذي لا تهدأ حركته
ابدا
خلاص يامحمد انزل بقى وكفاية 
هتف بها صالح پخوف وهو واقف اسفل الشجرة التي صعدها محمد والذي هتف مرددا لصالح 
ياعم اهدى بقولك شوية تاني ونازل 
زفر صالح بقلة حيلة قائلا له 
ياحبيبي كفاية اللي جنيتهم دول حلوين قوي يابني انزل لغصن الشجرة يميل بك وتقع 
يعني كدة مثلا 
لوح بجسده محمد بدعابة ثقيلة جعل الخۏف يزلزل قلب صالح قبل ان يستدرك مزاحه فهتف ساخطا وهو يبتعد بجسده عنه معترضا 
كدة برضوا يامحمد دا برضوا هزار تهزروا 
معلش متزعلش منه دا عيل برضوا ومش فاههم 
التفتت مجفلا على صوتها فتبدد غضبه العاصف وكأنه لم يحدث وهو يرى تهادي خطواتها الرقيقة وهي اتية نحوه بصنية عليها كوبان من العصير فقال لها 
انا عمري ماازعل منه انا زعلي بس خوف عليه 
القت نظرة محذرة نحو محمد قبل
أن ترد قائلة 
وهو عارف كدة
بس تعمل ايه بقى بيستغل ده ويستهبل خد اشرب العصير ده وروق اعصابك شوية خد 
تناول منها الكوب الزجاجي الكبير الممتلئ بالعصير وقال ممازحا 
طب انت جايبة
كوباتين ليكون حسبتي محمد معايا دا راجل مشغول ومش فاضي 
مين دا اللي مشغول 
هتف بها محمد وهو يحاول النزول متمسكا بفروع الشجرة وقال متابعا نحو شقيقته التي كانت تضحك 
تعالي يابت نزليني خليني اشرب العصير بتاعي عصير مانجة دا صح 
هزت شقيقته رأسها شقيقته بالرفض
لا مش هنزلك وخليك انت عالشجرة بقى شوف مين اللي هاينزلك بعد ما زعلت صالح منك 
التفتت محمد نحو صالح برجاء فادعي الاخر غضبه منه واشاح بوجهه عنه فهتف محمد 
طب وحياة غلاوتي عندك ياشيخ لتنزلني وماتسمع كلام البت دي 
لم يستطع صالح كبح ابتسامته وهو يتجه ليتناول محمد من أحد الاغصان القريبة لينزله أرضا قائلا ليمنى 
معلش بقى مضطر اتنازل دا حلفني بغلاوته 
انزله على الأرض واننطلق محمد نحو شقيقته يختطف منها كوب العصير ليرتشفه بسعادة مهللا 
الله على المنجة الحلوة ياناس 
بالهنا ياسيدي 
اردفت بها يمنى وهي تنظر له بدهشة ومعها صالح هو الاخر و الذي خاطبها قائلا 
شكله بيحب الفواكه كلها انا كنت فاكره بيحب الجميز بس 
قول عليه زيك ما انت كمان من ساعة ابويا مافتحلك باب الجنينة وانت بقيت لابد ليل نهار فيها 
قالت يمنى فانشق ثغره بابتسامة سعيدة يردف 
مسجون وانفتح له باب يطل منه على الدنيا يتفرج على طرح الأرض وخضار الطبيعية وهواها اللي ينعش الروح 
صمت قليلا ثم تابع 
ويرد روحه برؤية الوجه الحسن يبقى اقعد في اؤضتي ليه واحرم نفسي من دا كله 
تلجلجت وهي لا تعلم بماذا ترد على كلماته الجميلة وغزله الصريح لها فقالت مرتبكة 
تقصد مين بالوجه الحسن 
مط شفتيه قائلا بمغزى 
والله انت عارفة كويس قوي انا
اقصد مين بالوجه الحسن 
تورد وجهها وهي تتناول كوب العصير الفارغ من يده تود الهروب من امامه بخجل جعل اطرافها ترتعش من فرط ارتباكها ولكنها اجفلت منتفضة على صيحة جهورية من والدها وهو يدلف لداخل الحديقة مسرعا 
عندي ليك خبر بمليون جنيه ياصالح 
انتفض هو الاخر على صيحة الرجل بعد ان افاقه من شروده بمحبوبته وخجلها الذي يفعل بقلبه الافاعيل فردد له بتلعثم 
مممليون جنيه ! ليه هو انت هاتقولي ايه بالظبط 
توقفت يمنى وهي تشاهد ابيها وهو يقف امام صالح يشير له الهاتف قائلا 
اتفضل واسمع بنفسك عشان تصدق 
تناول صالح الهاتف يرد على المتصل بعدم فهم فوصله صوت الرجل العجوز 
الوو ياصالح انا عمك فضل 
ردد قاطبا
اهلا ياعمي في ايه عندك 
وصله صوت الرجل قائلا 
في ان عرفت ميعاد خروج اختك من القصر بكرة وجيبت عنوان الدكتور اللي ريحاله يعني بإذن المولى تقدر تشوفها ياولدي 
ارتجف قلبه بداخل صدره من مجرد الفكرة فردد بصوت مهزوز للرجل 
بتتكلم جد ياعم فضل اوعي تكون بتكدب والنبي دا انا كنت اموت فيها لو طلع امل كداب 
جاء صوت الرجل بضحكة ودودة قائلا 
بعد الشړ عليك يا ولدي من المۏت هاتصدق بنفسك بكرة لما تشوفها بعينك وتضمها لصدرك 
تأوه صالح بحړقة اشتياقا للقاء شقيقته فلم يستطع للمتابعة ونزل جالسا على الارض بعد ان خذلته اقدامه من الفرحة تناول عنه سالم الهاتف وفور أن انهى المكالمة مع العم فضل ربت بكفه على ظهر صالح قائلا بدعم 
اصحى كدة واقف على رجلك دا مش وقت صدمة ولا قعاد على الأرض 
رفع انظاره الى سالم قائلا بانتباه بعد أن استفاق ذهنه 
انا فرحت قوي ياعم سالم على اساس اني هاشوفها صح بس انا دلوك مش عارف دا هايبقى ازاي وهي متحاصرة منيهم دا غير انها ممكن ماتعرفنيش اساسا 
جلس سالم بجواره على الارض يخاطبه قائلا 
ماتشلش هم دلوك العبد في التفكير والرب قي التدبير 
رد صالح بنبرة محبطة 
ونعم بالله ياعم سالم بس برضوا الموضوع
دا كبير قوي اصل انا عارفهم الجماعة دول مابيمشوش غير برجالة الحراسة ودول الواحد فيهم قد الباب لوحده يبقى هانعدي منهم ازاي بس ونوصلها دا بينه حلم ومستحيل هو
كمان 
هدر عليه سالم 
ولا مستحيل ولا حاجة ياراجل انا قولتلك ان ربنا هايدبرها ان شاء وهانشوفلك طريقة بس احنا عايزين حد شباب عشان يقدر يساعد معانا 
ساله صالح قاطبا باسنفسار 
مين الشباب ده اللي هايرضى يساعدنا ياعم سالم 
بتقول مين 
هتف بها صائحا يونس نحو شقيقه الجالس امامه فوق سطح المنزل بعيدا عن اعين الجميع وتابع يونس 
مش واخد بالك يا سالم ان انت زودتها قوي مع الجدع ده طب علاج وقولنا نكسب فيه ثواب فتحلتوا بيتك وأمنته في وسطينا وقولنا زي بعضه مدام طلع مظلوم وحكايته عفشة زي ماحكالنا الراجل العجوز لكن بقى ندخل نفسينا في المواضيع التقيلة بتاعته دي اهو ده اللي لا يمكن يحصل عاد العمر مش بعزقة ياواد ابوي 
ومين بس اللي قالك انك هاتضيع عمرك ولا يجرالك اي حاجة يايونس 
هتف بها سالم على شقيقه بمحايلة فهتف الاخر
متشدقا 
امال ايه بس بلاش تلف وتدور عليا ياسالم في الكلام انت عارف ان الموضوع دا كبير دا المشي مع صالح نفسه تهمة
لوحديها ولا انت نسيت 
رد سالم 
لا مانستتش ياسيدي بس بالعقل يعني لو احنا عملنا حسابنا وخططنا كويس ايه اللي هايعرف الحكومة ولا ناسه 
حرك راسه يونس بعدم فهم فهتف سائلا 
تقصد ايه يعني هايلبس طقية الاخفا بقى ولا هايطير في الجو ومحدش يشوفه 
تبسم سالم لأخيه قائلا 
لا دي ولا دي الموضوع مش صعب قوي على فكرة زي ماانت فاهم انا قولتلك الموضوع محتاج بس تخطيط انت بس وافق واي مشكلة بعد كدة نشوف لها حل 
ضغط يونس على شفتيه يشيح بوجهه ليبتعد عن انظار اخيه التي كشفته على الفور فهتف عليه 
شكلك بيقول انك وافقت ولا لسة بتوزنها في مخك 
لا لسة بوزنها في مخي ياسالم بلاش بقى تزن عليا عشان ماتعصبش عليك 
رفع سالم كفيه في الهواء مستسلما بابتسامة مستترة يرد على اخيه 
اها ياواد ابوي مش هازن ولا اللت فوق مخك وهاسيبك انت براحتك تقرر بس عشان تعرف انا عارف قرارك من دلوفتي 
يوووه 
اردف بها يونس متأفافا في وجه سالم الذي اشار بغلق فمه ليجعله يفكر بروية صمت قليلا يونس ثم مالبث ان يلتف الى اخيه سائلا بتفكير 
لكن قولي ياسالم انت برضك معرفتش ان كان شعبان ابو مندور ماټ عادي كدة ولا ماټ مقتول زي ما قال صالح 
قطب سالم بحيرة قبل ان يجيب يونس قائلا 
والله ما انا عارف فعلا والله حاجة تحير طب لو هو اټقتل صح زي مابيقول صالح الحكومة ازاي تخبي حاجة زي دي 
الفصل ٢١
دلفت علية لداخل فصل ندى تشير لها بكفها وتومئ برأسها بمغزة فهمته الأخرى فهزت رأسها بالإجابة قبل ان تخرج علية لتنتظرها
في الخارج برواق المدرسة انتبهت رضوى الفتاة المجاورة لندى على التخت فلكزتها بمرفقها وهى تلملم بأشيائها الخاصة بعد انتهاء اليوم الدراسي لتضعها بحقيبة المدرسة 
هي البت دي عايزة ايه منك وبتشاورلك ليه أساسا 
هزت بأكتافها ندى تجيبها متصنعة عدم الفهم 
عادي يعني يارضوى عايزاني اروح معاها نزور
واحدة
صاحبتنا هنا في البلد عيانة 
ضيقت عيناها رضوى بتفكير وقالت 
وانت من امتى بتمشي معاها ولا بتجمعكم صدقات ولا مشاوير حتى عشان تلزقلك اليومين دول وتدخل في زواريقك كدة انت من امتى مصاحباها اساسا 
ردت ندى بتوتر تجاهد لعدم اظهاره 
هي صاحبتي من زمان على فكرة يارضوى بس كانت معرفة سطحية ودلوقت اتطورت شوية عشان صاحبتنا العيانة 
اممم 
صدرت من رضوى بتهكم قبل ان تردف وهي تضع حقيبتها المدرسية على ظهرها طب خلي بقى من نفسك ياحبيبتي وانت معاها بلاش تقليدها في كل حاجة 
سألتها ندى بريبة 
قصدك ايه يعني مش فاهمة 
اومأت رضوى بعدم اكتراث 
والله انت عارفة كويس وفاهمة على فكرة انا اقصد ايه وفنصيحة مني يعني بلاش تتأخري عند صاحبتك معاها لتفوتك مواصلات البلد وتبقى حوسة معاكي بعد كدة 
بصقت كلماتها وذهبت تترك ندى بحيرتها وهي تعدل في ملابسها المدرسية وحجابها كالعادة على المراة الصغيرة فوق التخت فور انتهائها خرجت لصديقتها التي كانت مستندة بظهرها على احد الأعمدة الأسمنتية بوسط الرواق تلوك فمها بالعلكة اشارت لها بكفها لتستعجل بخطواتها اليها 
حينما وصلت ندى قالت على الفور 
على فكرة انا قلبي متوهوهش من المشوار ده وطالعة معايا نلغيه من أولها 
اعتدلت علية قائلة بتفكه وهي تقبض على مرفقها 
تلغي ايه يابت هو انت عبيطة تعالي تعالي بلاش خوف انا معاكي ومش هاسيبك 
اذعنت ندى تستلسم لها وهي تسحبها من مرفقها ولكنها قالت بتردد 
يا علية انا خاېفة حد من شباب
البلد يشوفني ويوصل الكلام لابويا دا كان يقطع خبري لو عرف والنعمة 
اصدرت عليه بفمها صوت استخفاف ترد عليها 
يعني انت خاېفة لحد من بلدكم يشوفك معاه في الكافتيريا ومكنتيش پتخافي بقى لما تقابليه في الشارع زي الحرامية 
الټفت اليها برأسها ترد پغضب 
انا عمري ما عملت زي الحرامية ياعلية دا واحد طالبني في الحلال وانا برد على
سؤاله 
اجفلت عليه على وجه ندى المحتقن بالڠضب فقالت ببعض الطف لتخفف

من حدتها 
يابنتي انا مش عايزاكي
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 33 صفحات