الأربعاء 18 ديسمبر 2024

أمل نصر

انت في الصفحة 26 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

تاخدي كل كلامي قفش كدة انا بس عايزاكي تفهمي ان الكافيه احسن مية مرة لمقابلاتكم مع بعض في الشارع واهو تعرفيه وتاخدوا على بعض لحد اما ربنا يفك كربكم ويوافق ابوكي على الجواز ثم ان بالعقل كدة مين في بلدكم كلها يعرف اماكن فخمة زي دي 
صمتت ندى ومازال على وجهها يرتسم الخۏف والتردد ثم قالت اخيرا 
خاېفة لكون غلطت لما تبعتك ووافقت على الخروج معاه لا وكمان خلتيني انا اللي احدد بنفسي اسم الكافيه وانا في حياتي ما شوفته اساسا ولا اعرف دا شكله ايه 
اطلقت عليه ضحكة مدوية في الشارع لفتت لها انظار المارة حولها وهي تتمايل بمشيتها فقالت بمرح 
دلوقتي ياحبيبتي تعرفي وتشوفي بنفسك الفخامة بتاعة المكان يابت دا انا هاخليه يطلبلك كمان حاجات حلوة
من اللي بيعملها المحل هناك ايوة امال ايه مش هو واقع على بوزو يبقى يصرف ويكوع ډم قلبه
كمان 
بداخل السيارة الأجرة التي كانت مصطفة مرابطة تحت المبني الشاهق الإرتفاع في المدينة والخاص بعيادات الأطباء ومكاتب المهندسين والشركات الصغيرة كانت تضم يونس في الكرسي الأمامي بجوار السائق وفي الخلف كان سالم وبجواره صالح الذي كان متخفي بنقاب اسود غطى جميع جسده ولم يظهر من وجهه سوى عيناه 
وبعدين ياجماعة احنا هانفضل مستنين كتير كدة 
تفوه يونس بالسؤال رد سالم في الخلف 
لسة الميعاد يا يونس على ملام غم فضل يبقى فاضل على كدة يجي نص ساعة 
قال يونس بتأفف 
ولما هو لسة الوقت جيبتونا ليه بدري
نتلطع بالساعات
وه يا يونس عليك وعلى قلبك الحامي ما احنا ناخد حذرنا عشان نشوف الوضع ايه اهدى كدة وارسى ياواد ابوي لما انت بتقول كدة امال السواق اللي وقفنا حاله معانا يقول ايه بقى 
جاء رد السائق في الأمام 
ماتقولش حاجة ياعم الحج انا جاي بناءا على توصية جدي فضل بعد مأمني على السر معاكم والله دي قعدته في البيت على عينه بس هو مش عايز يلفت النظر لو حد عرفه منهم 
ربت سالم على كتف الفتى مردد 
بارك الله فيك وفي جدك ياوالدي دا راجل زين صح وربنا هايجازيه كل خير على فعله معاكم ساكت ليه ياوالدي مش تاخد وتدي معانا في الكلام 
قال الاخيرة بإشارة نحو صالح الذي أخرج صوته بصعوبة من فرط ما يشعر به من قلق 
معلش ياعم سالم مش قادر اتكلم خلي الكلام بعدين 
اومأ له سالم متفهما قبل ان ترتفع راسه على صوت السائق وهو يهتف 
وصلوا ياجماعة وصلوا 
الټفت الرؤوس بحدة نحو الوجهة التي يقصدها الفتي فا اردف لهم محذرا
براخة ياجدعان اتقلوا شوية عشان ماحدش ياخد
باله 
اذعنوا للطلب الفتى مضطرين حتى اصبحوا يتابعون السيارة السوداء التي توقفت امام المبني وترجل منها الحراس ضخام الأجسام بملابسهم السوداء قبض صالح بكفه على رسخ سالم يردد بصوت مرتعش 
وردة اهي اختى نازلة من العربية دلوقت ياعم سالم 
فينها دي انا مش شايف حد 
سأل سالم وهو يدقق النظر اجابه الفتى السائق 
البنية الصغيرة اللي نازلة ورا الست الكبيرة ياعم سالم وراهم عمتي سيدة شايلة بتراعي الست وردة 
ربت سالم بكفه على ذراع صالح بغرض تهدئته بعد أن وصل اليه ارتجافه وقال مداعبا 
اعذرني ياولدي لو معرفتهاش من الاول دي بسم الله ماشاء الله عليها كيف الهوانم الصغيربن اللي في البندر 
هوانم مين ياسالم دي تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك بقى البت اللي زي القشطة دي تبقى اختك ياصالح 
اردف بها يونس بعفوية اجفلت الثلاثة نحوه تمتم سالم بخجل من تصرفه 
الله ېخرب مطنك ياشيخ 
استدرك يونس نفسه يتمتم معتذرا 
لا مؤاخذة يعني ياصالح ياخوي دي طلعت كدة مني من غير قصد 
التزم صالح الصمت ولم يرد تابع يونس مغيرا دفة الحديث وهو يبحث بجيب بنطاله 
اا احنا يدوبك بقى نتصل !
وفي الأعلى كانت بداخل غرفة الاستراحة بعيادة الطبيب الشهير كانت واقف تنظر من النافذة نحو الشارع لترد على المكالمة التي اتتها فجأة
ايوة تمام ما انا شوفتها قبل ماتدخل العمارة تمام تمام اطلعوا بس انتوا بهداوة من غير ما حد يحس وانا هاتصرف ماشي سلام 
والنعمة يا يمنى لو اتأذيت في شغلي ولا حصل حاجة للبت لكون مبلغة عنك 
قالتها الفتاة الممرضة من خلفها فالټفت
اليها بابتسامة واسعة 
لا مټخافيش لأنه لو حصل انت مش هاتلحقي تبلغي اساسا عشان هاتتسحبي على السچن دوغري من غير كلام 
شهقت الفتاة تنكزها بقبضتها 
وليكي عين كمان تستظرفي وتغلسي بالكلام والنعمة انت بت ناكرة للجميل وعفشة صح 
ضحكت يمنى وهي تدلك بكفها على ذراعها لتخفيف الألم بعد ان ابتعدت عن الفتاة 
معلش يارورو نصيبك بقى يا حبيبتي تتصاحبي على واحدة زيي عشان تورطك معاها 
صمتت الفتاة قليلا مضيقة عيناها ثم تحدثت بجدية 
لولا بس غلاوتك عندي دا غير ان البنت نفسها
صعبانة عليا مكنتش هاوافق واصل على حاجة زي دي 
سألتها يمنى بجدية هي الأخرى 
لدرجادي حالتها متاخرة يارويدا ولا الدكتور بتاعك نفسه مش فاهملها 
اجابتها الفتاة 
لا فاهملها يايمنى وانا كمان فاهمالها البنية دي اللي تعبها نابع من نفسها وعلاجها متعلق بحاجة هي مرتبطة بيها والحاجة دي هي بس اللي تقدر تخليها تستجيب للعلاج وترجع لطبيعتها فعشان كدة بقى لما انت كلمتيني امبارح في مساعدة اخوها اللي محروم من رؤيتها انه يشوفها قولتلك على طول امين اهو نكسب ثواب ويمكن يكون سبب في رجوع ضحكتها الله اعلم 
انشق ثغر يمنى بابتسامة بعرض وجهها تردف لصديقتها 
والله ما انا عارفة السر يبقى في مين فيهم يعني انا مثلا لما عرفت بالصدفة من ابويا عن اسم الدكتور بتاعك ماصدقتش نفسي لما افتكرت انك شغالة معاه لدرجة اني اتوقعت رفضك رغم علمي بجدعتنك وطيبة قلبك لكن اقول ايه بقى ربنا
اكيد لو حكمة عشان يجمع الاخ واخته بعد اربع سنين فراق 
اومأت رويدا برأسها ثم
قالت مستدركة وهي تتحرك للخروج 
طب اطلع انا بقى اروح اشوفهم زمانهم وصلوا اوضة الانتظار 
تفوهت يمنى من خلفها 
تمام حبيبتي بالتوفيق يارب 
وفي مكان اخر 
يقترب من المرسى النيلي وكتب على يافطته اسم باللغة الإنجيزيه يتميز بخصوصيته والشكل الهندسي المبهر من الخارج دلفت ندى بصحبة علية لداخله لتفاجأ برقي مرتاديه من رجال ونساء اظهرت ملابسهم امتياز حالتهم المادية يتحرك النادل امامه بملابسه البيضاء النظيفية بين الطاولات التي وزعت بشكل متفرق ليحفظ خصوصية الزبائن من عشاق أو أسر اتت بأفرادها لتتنعم ببعض الهدوء والجو اللطيف به 
يانهار اسود ياعلية دي الناس هنا كلها بتبرق من النضافة احنا ايه بس اللي جابنا وسطيهم بهدومنا المنيلة دي 
ضحكت علية قائلة 
ياعبيطة احنا داخلين بينيوفورم المدرسة يعني شئ عادي وبتحصل كتير تعرفي بقى اهو احنا لو جينا بهدومنا العادية وسطهم كنا هاننكشف صح 
أومأت ندى برأسها مرددة 
فعلا عندك حق اليونيفورم ستر وغطا دا انا هدومي كلها ماتجيش حق بلوزة لبساها ست منهم 
طب ياختي اهو المچنون بتاعك قاعد هناك مستنكي ياختي دا حاجز طرابيزة مختصرة لا حبيب يا واد 
هتفت بها عليه ساخره والتفتت ندى نحو الزاوية التي تقصدها وجدته يتحرك من مكانه فور أن لمحها ليقترب بخطواته المسرعة منهن 
ازيكم يابنات اخيرا وصلتوا 
اردف بها مرحبا فور
ان وصل اليهن صافح علية بكفه سريعا ثم اطبق على كف ندى يسحبها مرددا 
تعالوا بقى دا انا مستنكيم بقالي كتير 
القت ندى نظرة نحو علية بتساؤل حول امساكه بيدها من خلف ظهره فغمزت لها بابتسامة متسلية فور ان وصلوهم للطاولة اومأ لهم ليجلسوا دون ان يفلت يدها حتى قرب كرسيه ليجلس بالقرب منها فهتفت بسعادة 
انا مش مصدق
نفسي اخيرا وافقتي على طلبي !
ردت علية من الناحية الأخرى
ادعيلي انا بقى عشان انا اللي خليتها توافق بعد ما كانت منشفة دماغها زي الحجر 
طب شدي حيلك بقى واقنعي اهلها كمان بالمرة ينوبك ثواب وانا داعيلك واديكي الحلاوة كمان 
قالها بسرعة ولهفة اثارت الدهشة لدى علية التى رددت بابتسامة ساخرة 
ههه بالدرجادي انت ملهوف عالجواز منها دا انت مچنون ندى صح بقى 
الټفت رأسه اليها بنظرة مرعبة وتوقف قليلا امامها بشكل جعل الخۏف يزحف بأوردتها فقالت مصححة 
انا قصدي يعني انك بټموت فيها طب ياريت الاقي انا حد يحبني انا كدة حتى نص الحب ده 
لانت ملامحه وهو يعود بنظره لندى قائلا بنعومة 
ندى دي عمري كله 
انا نفسي اخطبها عشان اجيبلها كل اللي هي نفسها فيه واخليها برنسيسة عالكل 
هتفت عليه بمرح 
اوعى بقى ايوة كدة فرحها وقول اللي يبسطها ويشجعها تزن على اهلها 
التف اليها قائلا ببرود 
طب بقولك ايه ماتسبينا انت شوية عشان اعرف اقول واشجعها زي مابتقولي كدة 
فغرت فاهاها بدهشة ومعها ندى التي تلجمت من جرأته وهمت لترد ولكنها سبقها مرددا 
واطلبي كل اللي نفسك فيه طبعا على حسابي 
حلو اوي يبقى هاطلب جاتوه وحلويات 
قالت وهي تنهض هاتفة بحماس امام ندى التي اصابتها الصدمة من فعلتها وودت تترجاها حتى لا تتركها وحدها تابعت هي مخاطبة ندى قبل ان تبتعد 
انا هاقعد
على طرابيزة قريبة منكم ملتقلقيش 
تقلق ليه
بقى ان شاء الله هاتسبيها مع حد غريب 
اردف بها غاضبا قبل ان يعود لندى ويقرب كرسيه ليلتصق بكرسيها وتابع لها مقربا رأسه ووجهه منها 
قوليلي بقى انت كمان نفسك في ايه وعايزاني اجيبلك زيها 
ابتعدت بوجهها عنه وهي تحاول صنع مسافة بينهم تجيبه بتردد 
ااا جيبلي جاتوه وحلويات زيها 
انت تؤمري 
اردف بها ورفع يده عاليا للنادل يأمره بطلبه 
وعودة لصالح الذي كان يقطع مسافة درج البناية بسرعة غير عابئ بمظهره والعباءة النسائية السوداء التي يرتديها حتى اوقفه يونس على احدى الدرجات محذرا له من تحت أسنانه 
اهدى ياعم هاتفضحنا لو حد شافك دلوك لا يمكن هايظن انك حرمة منقبة اي نعم احنا في
السلم الخلفي للعمارة بس برضوا مافيش حاجة مضمونة 
اومأ صالح براسه وانفاس صدره تصعد وتهبط بحدة فخرج صوته الاهث 
عندك حق يا يونس انا بس نسيت وخدتني الحماسة بس انا فعلا لازم اخد بالي الف شكر ياايونس الف شكر 
نظر خلفه يونس بإشفاق يتمتم بتأثر 
ربنا مايحرم حد من حبيبه 
الفصل ٢٢ بقلم امل نصر 
تسحب على أطراف اصابعه بعد أن دلف من الباب الخلفي للعيادة ومعه يونس حتى التقوا بيمنى التي أدخلت صالح وخلفه يونس في الطرقة الضيقة والمؤدية الى الى الحمام والمطبخ وبغرفة الاستراحة ادخلته ودخلت هي خلفه لتصفق الباب بهدوء لعدم لفت الانتباه ظل يونس بمكانه يراقب وكأنه من عمال العيادة 
اما صالح فكشف عن وجهه هو فور ان اغلقت باب الغرفة ليسألها 
شوفتيها شوفتي وردة يايمنى 
هزت رأسها تجيبه نافية 
لا لسة طبعا انا قاعدة هنا من الصبح مستنياك على العموم رويدا هاتعرف تتصرف ان شاء الله
وتجيبها هنا 
اومأ يفرك كفيه بقلق 
يارب يارب يايمنى 
قالت هي ناظرة
اليه بحنان 
طمن قلبك وانت ان شاء الله تشوفها فات الكتير ومابقاش الا القليل 
تنهد بثقل يرد عليها 
جمايلكم معايا كترت قوي يايمنى وانا مبقتش عارف هاعرف اردها ازاي معاكم انت ولا خالتي

نجية ولا عمي سالم دا
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 33 صفحات