الأربعاء 18 ديسمبر 2024

القديمه تحلي

انت في الصفحة 37 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


تقص عليها ما حدث بينها وبين خطيبها عندما خرجا بالبارحة 
تقدمت
نجاة نحو زمزم بخطوات بسيطة وابتسامة مهتزة كانت مړتعبة من رفضها لمصافحتها أمام الجميع لكنها تشجعت ومدت يدها 
نظرت زمزم الي يدها الممدودة لثوان
ثم صافحتها تنفست نجاة الصعداء براحة وجذبت زمزم إليها ټحتضنها بقوة ورغما عنها بكت بندم علي ما اقترفته بحقها 

ربتت زمزم علي ظهرها وهي تتبادل الابتسامة مع والدها فقد تحدث معها منذ اسبوع تقريبا بشأن حياتها مع وقاص يجب عليها اخذ القرار الحاسم تريده أو لا تريده 
اعطاها ناصر علبةمعدن قديمة كانت والدتها تحتفظ فيها بالصور الأقرب الي قلبها معظم الصور كانت مع السيدة نجاة يضحكان سويا حتي أنهما حملا اطفالهما بنفس الوقت لكن بالولادة كان بينهم يوم فقط بين سيلين وزهرة يوم واحد فرق فقد ولدت زهرة قبل سيلين بيوم فقط 
باليوم السابع لولاده الطفلة التي أطلقت والدتها عليها اسمكايلا رغم رفض حماتها لكن ناير وضع حدا لهذا الحوار العقيم وأصر علي كتابة اسمها بشهادة الميلاد كايلا وليطلقوا عليها الاسم الذي يريدونه في المستقبل 
لم تعرف ايا من الفتيات الثلاث طريقة عمل حفلة للطفلة بمناسبة مرور اسبوع كامل علي ولادتها بصحة جيدة وصرفوا النظر عن فعلها لكن السيدة نجاة أصرت علي عمل الحفل تحت إشرافها فلم يعترضوا مطلقا 
يلا عشان هتخطي عليها يا زهرة 
زهرة باستغراب 
ليه يا طنط ايه الفايدة يعني اني افضل اخطي عليها كده انا مش فاهمة 
نجاة پغضب مصطنع 
بت انت بقولك ايه بلاش غلبة من امبارح وانت مش مبطلة أسئلة نعمل حفلة البنت الاول وبعدين نفوق لأسئلتك ديه 
وقفوا جميعا يتابعون مراسم الحفل بسعادة غامرة عدا والده ناير بالطبع 
علي بعد خطوات منهم تقف تمارا وتمسك بيدها شمعة موقدة وتدندن معهم 
تعالي اقعدي شوية يا حببتي كفاية وقفة كده تتعبي 
تحسست تمارا وجنته بحب قائلة بابتسامة تزين ثغرها 
لا يا حبيبي انا مش تعبانة والله بالعكس أنا فرحانة جدا بالجو ده 
وضع يده علي بطنها المنتفخة قائلا 
كلها كام شهر ونعمل للأساتذة دول حفلة زي ديه بالظبط وتحت إشراف مرات عمك بردوا 
ذهبت تمارا بخفة قائلة 
انت عاوزني اطلع الاتنين قدام الناس كده عادي واخطي عليهم دول يجيبوا أجلهم واجلي لا طبعا 
تظاهر عابد بالتفكير ثم هتف بخبث وابتسامه لعوب 
صح عندك حق لا ينشوني عين يجبوني ارض وابقي منفعش لا طبلة ولاطار رايح ع الأربعينات ولسه شباب بردو 
ضحكت تمارا بقوة وشاركها هو الضحك وانتهي باحتضانه لها وتقبيل رأسها بعشق خالص 
بعد انتهاء الحفل وانصراف المدعوين أصر وقاص علي الحديث أمامهم جميعا بشأن رجوع زمزم الي منزل زوجها خاصة وأن العلاقة بينهم تحسنت كثيرا تسأله عن أحواله إذا وجدته في المنزل لا تتحمل الحديث معه أو عنه كالسابق تجلس بالمكان الذي يوجد به دون أن تذهب منه 
تحدث وقاص بجدية 
دلوقتي يا عمي انا عاوز اتكلم مع حضرتك بخصوص مراتي اللي قاعدة عندك وداخلالها ف سنه تقريبا كمان تلت شهور ولا حاجة وسايبة بيتها 
زمزم مطلبتش الطلاق يعني هي لحد دلوقتي علي ذمتي لسه وانا سايبها براحتها لاني عارف كل حاجه انا غلط فيها ف حقها وكمان عارف أنه مكانش سهل عليها 
دلوقتي انا عاوز قرار نهائي عندها نية تسامحني وتديني فرصة تانية ولا عاوزة تحل نفسها من ارتباطها بيا 
حول ناصر بصره الي ابنته التي أصبح وجهها كثمرة الطماطم قائلا 
زمزم كبيرة كفاية عشان تقدر تحدد هي عاوزة ايه ومش عاوزة ايه يا وقاص انا سند ليها مش همشي كلامي عليها ڠصب لو هي عاوزة ترجعلك تقول لا هو حرام ولا عيب انت جوزها ولو عاوزة تطلق منك لا هو حرام ولا عيب بردوا ف النهاية كل واحد فيكوا يعمل الحاجة اللي تريحه 
التزم الجميع الصمت ولم يتفوه أحدهم بحرف واحد معها الي أن
تحدث وقاص بنبرة جادة لم يخفي عليها نبرة الضعف بها 
انا سامعك يا زمزم ايا كان قرارك ف انا هنفذهولك دلوقتي 
اخذت نفسا عميقا ورفعت بصرها إليهم وهتفت بقوة جديدة عليها 
انا موافقة ارجعلك 
انطلقت رؤوس من بالصالون جميعا نحوها ينظرون إليها غير مصدقين لما قالته هل وافقت للتو علي الرجوع لزوجها لم يصدقوا اذنيهم وبدأوا يسألوا بعضهم عن جوابها 
تحدث وقاص ببهوت ودهشة 
قولتي ايه 
أعادت زمزم جوابها مرة أخري بقوة أكبر 
قولت موافقة بس عندي شروط 
وقاص بسرعة 
موافق علي شروطك كلها 
بردوا لازم
تسمعهم اولا انا هعيش مع بابا هنا لاني مش هقدر اسيبه لوحده يتعملي فرح كبير ومتغصبنيش علي اي حاجة انا مش عاوزاها ولازم تثق فيا ثقة عمياء وهتسبني اشتغل 
موافق 
وقف وقاص من مكانه وهتف بسعادة غامرة ظهرت بصوته 
موافق موافق موافق 
وانطلق نحوها يحتضنها ويدور بها أمامهم بسعادة وضحكاتهم تملأ المكان بأكمله 
وراءهم ناصر ينظر لها ولشقيقاتها مدمع العينين بفرح وحنين الي تلك الغائبة تحت الرمال يناجيها بصحوته ونومه حققت ما طلبته اوفيت بوعدي تجاهك 
ونجاة تنظر إليهم بدموع فرح فرح من أجل ابنها الذي وجد السعادة اخيرا وفرح باتمامها الأمانة المتعلقة برقبتها بشأن بنات مادلين وان تكون لهم صديقة قبل أن تكون أما ثانية لهم 
وعبد القادر الذي نظر إلي سعاده ابنه بفرحة ظاهرة بعيناه له ولأحب بنات شقيقه الي قلبه حول بصره تجاه نجاة ينظر لها
نظرة غريبة عليه نظرة اعجاب وربما حب دون علمه بعد ثلاثة وثلاثين عاما زواج يجد الحب الحقيقي وبجانبه وڼصب عيناه طوال الوقت تري ما تخبأه الحياة من مفاجأت بعد 
الفصل الثلاثون والاخير 
بعد مرور خمس سنوات 
تجمعوا جميعهم في منزل النوساني الكبير كبير العائلة الان 
اليوم عيد ميلاد دليلة والصغير يحيي عمها سيكملان عامهم الرابع 
دلفت زهرة الي المنزل وبيدها ابنتها الكبري كايلا وبطنها المنتفخ قليلا أمامها ووراءها ناير ينظر في إثرها بنفاذ صبر ويطلق تنهيدة متعبه 
سارت زهرة باتجاه والدها تحتضنه بقوة فبادلها العناق قائلا بحنان 
عاملة ايه يا حببتي وحبيبة جدو ديه عاملة ايه 
تصنعت زهرة الابتسامة قائلة 
الحمد لله يا حبيبي اهو لسه بحاول فيها عشان تنزل عدلة بدل م تبقي برص 
ضحك ناصر بقوة قائلا 
طب روحي اقعدي مع باقي الثلاثي المرح بتاعك هما كمان بطنهم صغيرة وبيحاولوا 
ابتسمت زهرة له ثم التفتت ذاهبة الي شقيقتيها عندما شاهدت ناير يسير باتجاه والدها حتي يصافحه 
صافح ناصر ناير وهتف مشيرا الي ابنته بعينيه 
فيه ايه ايه الخناقة الجديدة 
زفر ناير بتعب وهتفت بضيق 
مبقتش عارف اتعامل معاها علطول القمص والعياط وهروح عند ابويا بايت برة البيت بقالي يومين ورا بعض عشان شغلي ويوم رجوعي كنت هلكان وامي طلبتني ف روحتلها ونمت هناك وانا مش حاسس ولسه راجع الصبح بإيدي ايه انا ده شغلي مش عاوزة تفهم أو رافضة تفهم مبقتش فاهملها
ربت ناصر علي كتفه قائلا يواسيه 
معلش يا ابني هما عندهم فوبيا من الشغل عموما استحملها 
مستحملها والله بس بقت بتهددني انها تسبني كتير 
ضحك ناصر بمرح قائلا بخبث 
استعمل مهاراتك كراجل واوعي تسمحلها تقولها تاني انا عايشلها لحد م ربنا يأذن غير كده لا 
ابتسم ناير بخفة لناصر ذلك الرجل الذي يحبه كحبه لأبيه الراحل يذكره به في كافة تصرفاته 
علي بعد خطوات منهم 
تجلس نجاة وبيدها صغيرها ذو الأربع سنوات عينان رماديتان لا تعلم من اين جاء بهم تحديدا سمار
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 38 صفحات