الأربعاء 18 ديسمبر 2024

سجينه جبل العامري ندا حسن

انت في الصفحة 63 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


به ورأى نظرة الألم والحسړة مرتسمة على عيناها الدامعة ليكمل بجدية حزينة ونبرة خاڤتة ساخرة
محسوبك كان محامي كان حلمي إني ابقى محامي أدافع عن المظلوم وابقى عادل وأدين الظالم محسوبك كل الناس وقفت ضد رغبته أولهم يونس وأبويا بس بعدين أبويا وافق قالك علشان لما يقعوا أنا الحقهم..
تابعته وهو يتحدث وتعمقت في حديثه تتذكره وهو حاكم عادل بين الجميع يأخذ بالٹأر من الظالم ويرد للمظلوم حقه أكمل بجدية وهو ينظر إلى الفراغ

كتير حاولت ابعدهم عن الطريق ده ولما يأست حاولت أنا أبعد..
رفع بصره إليها خجلا عيناه تمطر عليها نظرات الخيبة ليكمل بصوت خاڤت
بس.. أبويا أبويا اتمسك متلبس واټصاب كان بېموت بس مماتش وأنا مقدرتش أعمله حاجه لما حس أن حياته بتروح وفهم أن اللي عمله كان أكبر غلط في حياته اعترف.. اعترف على نفسه..
اسطرد يكمل بحزن تخلل داخله ووصل إلى أعماق قلبه
اعترف بكل حاجه عملها ومكانتش تجارة سلاح بس.. خد مؤبد كل ده ومحدش يعرف غيري أنا.. أنا بس
قطبت جبينها عليه مضيقة عينيها تتسائل داخلها كيف حدث كل هذا وهو الوحيد الذي يعلم! خرج السؤال من بين شفتيها باستغراب
إزاي
تفوه بجدية وإيجاز
ماټ.. قولنا إنه ماټ
سألته مرة أخرى باستغراب أكبر لا تفهم ما الذي يقوله ولا تستطيع أن تستوعبه ويوافق به عقلها
إزاي الكلام ده أتصدق
أومأ برأسه يتفهم أن ما يقوله صعب التصديق ولكنه بالفعل ما حدث يكمل بصدق وهدوء
هنا في الجزيرة الكلمة اللي أنا بقولها هي اللي بتبقى الحقيقة أبويا اتحبس بره الجزيرة وطالما بره الجزيرة مستحيل حد يعرف ده غير أن أنا كنت متفق مع الحكومة
لا يقف عقلها عن إلقاء الأسئلة عليها وبدورها هي تخرجها من شفتيها تعرضها عليه لتلقى منه إجابة مقنعة
إزاي اشتغلت معاهم وأنت ابن تاجر السلاح
نظر إليها للحظة بعمق وجدية شديدة لتخرج الكلمات من بين شفتيه بحدة
أنا اللي بلغت عنهم
نظرت إليه بقوة اتسعت عينيها من أثر الصدمة التي ألقاها عليها بمنتهى الجدية والثبات وكأن ما قاله أمر عادي قابل للتصديق والصمت من بعده..
ابتسم على نظرتها نحوه ولكنه أكمل بجدية
من بعدها شغلي كان مع الحكومة سري لأبعد حد لحد النهاردة محدش يعرف إني بلغت غيرك.. أنتي بس حتى عاصم مايعرفش
وجدها مازالت تنظر إليه نفس تلك النظرة الغريبة كليا وكأن عقلها لا يصدق ما قاله فسألها بخفوت ورجاء ينبعث في نبرته ألا تشعره بالذنب
أنا غلطت
ابتسمت وهي تقترب منه تقبض على يده بقوة تنظر إليه بابتسامة كبيرة لا تصدق أنه فعل هذا ويشعر بأنه المخطئ بعد كل ما قدمه إليهم مازال يشعر أنه المخطئ قالت برفق وهي تضع يدها على وجنته تمررها برفق
لأ يا جبل مغلطتش.. أنت عملت اللي عليك يا حبيبي حاولت تبعدهم عن الطريق ده ومعرفتش.. انتمائك لبلدك وحبك ليها هو اللي خلاك تعمل كده.. كرهك للظلم هو اللي خلاك تعمل كده
قال بخفوت وحزن
كتير من الأوقات بحس بالذنب
أومأت إليه برأسها بالرفض الشديد لما يقوله متحدثة بصراحة وقوة
ماينفعش تحس بالذنب أنت صح..
نظرت




إلى أعماق عيناه الخضراء تتذكر ذلك الۏحش الذئب البشر الذي قابلته عندما أتت إلى هنا وتحملت منه ما لا يتحمله أحد لينقلب في لمح البصر إلى آخر غيره تماما لا يشبهه بتفصيله واحدة..
إزاي قدرت تعمل كده أنا مشكتش ولا لحظة من وقت ما جيت الجزيرة أنك تكون حد تاني للدرجة دي أنت كنت شخص غير اللي قدامي.. مش قادرة اشرحلك أنا كنت بشوفك إزاي
رفع كف يده يحتضن يدها بأنامه الغليظة التي تمررها على وجنته ينظر إليها بحزن ورجاء يتابع بندم خالص لها ونبرته مرهقة تخرج بطريقة تحزنها هي
أنا آسف.. آسف على كل اللي عملته عارف إني غلطت فيكي كتير بس أنا.. أنا أول يوم بينا كان لازم أعمل كده معاكي علشان تعرفي إني مش سهل متشكيش فيا ولا تحسي إني حد تاني.. كان لازم أخاف منك وابقى حويط حتى لو عارف إنك متقدريش تعملي حاجه.. الغلطة كانت هتبقى بمۏت الكل
أومأت إليه برأسها وفرت دمعة من عينيها وهي تتابع حديثه
أنا سامحتك خلاص بلاش نتكلم في الموضع ده
أكملت بجدية تتوق لمعرفة ما الذي حدث بعد ذلك
كملي اللي حصل
أخذ نفس عميق وزفره بحدة يكمل متذكرا ما حدث وكأنه كان بالأمس
يونس ماټ وأبويا ماټ وتمارا مشيت وسابتني اتخلت عني لما لقيتني بخسر ومهزوم ومش عارف أقف مرة واحدة.. وأنا اشتغلت وبقيت زي ما أنتي شايفه دلوقتي.. الكل فاهم إني تاجر سلاح حتى أهل الجزيرة كانوا بيساعدوني ويقفوا جنبي.. الاتفاق كان سري لدرجة أن لما كان بيجي حملة تفتش هنا كانت بتبقى حقيقية وكان أهل الجزيرة بيساعدوني اخفي السلاح..
شعر بارتياح قلبه بعدما أفرغ تلك الشحنة الغليظة التي كانت تتكأ عليه تود الفتك به قال بنبرة جدية ثم حزينة للغاية
لحد ما أنتي جيتي وشوفتي كل حاجه لحد ما طاهر قتل أبويا امبارح في السچن
اتسعت عيناها أكثر پصدمة كبيرة تتذكر ما استمعت إليه منه في الأمس
ايه
أومأ برأسه يكمل شاعرا بأنه تجرع الأسى أضعافا من تلك السهولة التي تخرج الكلمات بها
ماټ امبارح.. وطاهر اتقبض عليه وأنا وعاصم.. ډفنا أبويا هنا في الجزيرة من غير ما حد يعرف
فرت الدمعات من عينيها حزنا عليه تنظر إليه باستغراب تام واجهشت بالبكاء تنظر إليه بضعف وقلة حيلة قائلة
أنت إزاي مستحمل كل ده لوحدك
اقتربت منه سريعا ترتمي بأحضانه تجذبه ناحيتها تأخذ منه القدر الكافي من الحزن والأسى حتى تجعله سعيدا تأخذ منه الشقاء والعناء الذي شعر به وهو وحده بين الجميع يدافع عن الحق مسلوب الإرادة ثم أصبح مرة واحدة ودن سابق إنذار ذلك الخارج عن القانون وهو الذي يحميه..
كانت ذكية في كل المرات التي فكرت بها بشيء يخصه ولكن أبدا لم تكن تتوقع أن هذا ما حدث معه لم تكن تتوقع أن المثقف الراقي المحترم زوجها يونس تبادل الأدوار مع ذلك الذئب البشري الذي قال أمامها وضحى بالابرياء وفعل أشياء لا تغتفر..
علمت الآن أن ذلك الرجل الذي كان يسجل كل شيء ورأته يفعل مثلها كان معه بينما هي كانت تفعل ذلك لتدينه هو كان يفعل ذلك ليقع المچرم دون أن يكون هناك ثغرات تخرجه من حكمه المؤبد عليه..
همس بجانب أذنها
أنا اتخليت عن الشغل معاهم.. حمدت ربنا أن خبر شغلي متسربش وإلا كنت هخسر كل حاجه وأولهم انتوا.. بس أنا خلاص انسحبت.. عايز أعيش معاكي يا زينة وأنا مطمن
ابتسمت باتساع تربت على ظهره بيدها الرقيقة ومازالت ټدفن بدنها به تنظر إلى الحياة القادمة عليهم بسعادة.. تستمع إلى دقات قلبها المتسارعة تبادله وتشعر به.. يتحدث العشق بينهم پجنون هستيري تراه مقبل من بعيد على حياتهم سويا ليخلف من بعد الدمار حياة وليست أي حياة بل مليئة بالعشق والجنون الشغف ولهفة الاشتياق القاټلة..

يتبع
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الرابع_والعشرون
ندا_حسن
مرت فترة قصيرة بعد الذي تعرض إليه جبل قد حذر زينة كثيرا ألا تتحدث مع أي شخص فيما أخبرها إياه وكأنها لم تعلم شيء من الأساس تخفي السر كما أخفاه لأعوام وأعوام تحافظ عليه كما حافظ عليه وكأنها هو تلك التي اتمنها على كل شيء يعلمه أقرب الناس والذي لا يعلمه..
وبالأخص ما تحدث به عن والدها وأنه كان على قيد الحياة والدته إن علمت ذلك الأمر فقط لن تحزن مرة أخرى غير الأولى التي فقدت بها أحبالها الصوتية من كثرة البكاء والصړاخ وباتت طريحة الفراش لفترة طويلة إنها ستحمله كل ما حدث فوق عاتقه وستلومه على كتمان ذلك الأمر.. ستلومه وتبغض ما فعله فكيف يكون والده على قيد الحياة وهو يعلم ويخفي هذا عن الجميع!..
شعر بالحزن الشديد ينتاب روحه ويلازمه لا يريد تركه وحيدا اختلى به واحتل بدنه وقلبه فلم يجد سواها رفيقة ليالي السهر جليسة أوقات الحب والغرام هي الوحيدة التي استطاعت أن تقف جواره بعد أن حملها المسؤولية الكاملة وهو يقص عليها كل ما حدث بحياته.. يتخلل الحزن قلبه




من جانب وهي تحاول أن تنزعه من الجانب الآخر..
أدرك كم تحبه وتريده أدرك أنه قسى عليها كثيرا وهي الوحيدة اللينة الرقيقة التي تخرج ما تحويه أنوثتها له فقط تظهر بتلك الهيئة الشرسة الحادة ولكن معه تلك القطة الوديعة الهادئة..
وهي التي عاشت حياة مليئة بالكذب والخداع واستمرت بعدها لسنوات على نفس المنوال ولم يدرك عقلها ذلك ولم يشعر قلبها بالخېانة والغدر من أقرب الأشخاص إليها إلا هنا على يده هو.. هو الذي أوضح لها كل شيء وكشف الحقيقة المخبأه عن أعينها بادلها الحب والحنان القسۏة والجنون.. جعل هناك مذاق مختلف لحياتها معه..
حاول ان يسترد ذاته مرة أخرى بعدما حدث ليعود إلى حياته ولكن دون أسرار أخرى بعدما كشف كل شيء وتخلى عن عمله مع الشرطة بعدما أدى دورة على أكمل وجه وفعل ما طلب منه وما أملاه عليه ضميره.. الآن محى كل ما فعله والده وشقيقه من أشياء غير قانونية محى كل ذكرى كريهة منهم يدمرون بها بلدهم بدل الأدوار ورسم فوق أفعالهم أفعال أخرى تخرج من رجل شرقي شامخ محب لبلده عادل حكيم..
كل هذا وكانت تمارا مازالت سجينة الجبل إلى اليوم لم تخرج منه بعد أن أمر جبل بفعل ذلك يذهب إليها طعام مرة واحدة في اليوم مع كوب من الماء فقط..
علمت أنها أخطأت كثيرا عندما وقفت في مجابهة جبل العامري لم تكن تدري إنه تحول ليكون هذا الشخص الغريب كليا الذي يذيقها الآن من العڈاب ألوانا.. ندمت أشد الندم لأجل ما فعلته ولأجل أنها فكرت في الاڼتقام بعدما حدثها طاهر الآن فهمت لما هو جبل العامري
الآن فقط ټندم على كل شيء ټندم على عودتها الجزيرة مرة أخرى وټندم على عدم تفكيرها في رغبته بالعودة إليها هل تغير بهذه السرعة والسهولة هل أصبح شخص آخر في لمح البصر هكذا ألم يكن هذا الذي يذوب عشقا في زوجته.. ألم يكن هذا الذي يقف أمامها شامخ يغازلها بكل حب وغرام يبدو غريب كليا عليه.. كيف له أن يتحول بهذه الطريقة وبهذه السرعة ليكون راغبا بها ويريد عودتها والزواج منها.. يا لها من غبية لم تفكر في أي شيء سوى العودة لاسترداد حقوقها لم تفكر في كونه فخ محكم للغاية لدرجة أنه لم يأتي على خاطرها..
وقفت أمامه في القصر بجسد هزيل وروح تكاد تزهق جالسة والدته جواره تنظر إلى بدنها الذي لا يستطيع أن يقف باستقامه تنظر إليها باحتقار
رفع جبل بصره إليها يجلس ببرود تام اتكأ على مرفقه
 

62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 70 صفحات