مزرعه الدموع بقلم مني سلامه
لو سمحتى
التفتت اليه قائله
أفندم
شعر بالارتباك قليلا ثم قال
عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع
قالت بنفاذ صبر
اتفضل بس بسرعة عندى شغل
تنحنح قليلا ثم ابتسم قائلا
أنا عايز أتقدم لأختك
نظرت اليه بدهشة قائله
ريهام
اتسعت ابتسامته قائلا
أيوة
سألته بإستغراب
وانت تعرفها منين
رآهما عمر واقفان معا يتحدثات فى هدوء والابتسامه تعلو شفتى هانى فاشتغل قلبه بالغيره واقترب منهما ووقف أمامهما فى صمت ظل الثلاثة ينظرون الى بعضهم البعض دون أن يتحدث أحدهم بكلمه قطع هانى هذا الصمت وتنحنح قائلا
طيب يا دكتورة هبقى أتكلم معاكى فى موضوعنا فى وقت تانى
موضوع ايه اللى عايز يكلمك فيه
قالت ببرود
موضوع ميخصش حضرتك
ثم همت بالإنصراف فاعترض طريقها بيده نظرت اليه پحده فقال بحزم
ياسمين اياكى أشوفك واقفه بتتكملى معاه تانى
تحولت نظرات ياسمين الى الدهشة وقالت
يعني ايه
قال بحزم
يعني اللى سمعتيه متقفيش تتكلمى معاه تانى لأى سبب ومن بكرة هقول لدكتور
شعرت بالحنق والضيق فقالت
ليه بأه ممكن أعرف السبب
صمت قليلا ثم قال ببرود
أحب أحتفظ بالأسباب لنفسي
قال نفس جملتها التى قالتها عندما سألها عن سبب رفضها اياه سالته قائله
انت مالك ومالى
نظر اليها بنظرات شعرت بأنها تخترق أعماق روحها قال فجأة بصوت رخيم
انتى بتاعتى
ايه
تعمقت نظراته فى عينيها أكثر لتشل أى قدرة لها على المقاومة وقال بصوت خاڤت
زى ما سمعتى انتى بتاعتى
ثم أردف قائلا بصوت هامس وعيناه تعانقان عينيها
مهما قولتى مش هسيبك لأنك بتاعتى خلاص ملكى أنا وبس لا هسمحلك تبعدى عنى ولا هسمح لأى حد انه يقربلك
قال ذلك وتركها خلفه وصدى كلماته يتردد فى أذنها تحاول استيعابها فى حيره وعلى الرغم من قدرتها على السيطرة على تعبيرات وجهها إلا أن قوتها لم تكفى لتسيطر على قلبها الذى أخذ يقفز فرحا
الفصل التاسع والعشرين الى الثلاثون وثلاثون
Part 29
عاد عمر الى منزله كالعادة سلم على الجميع ثم صعد الى غرفته تركته أمه وشأنه طيلة الأيام الماضية ولم يقترب أحد منه قالت مدام ثريا پحده
ماله عامل كده أكن ميتله مېت أحسن انه خلص منها أوام أوام بكرة يلاقى اللى أحسن منها مليون مرة
قامت كريمة وتوجهت الى غرفة ابنها دخلت وأغلقت الباب وجدته كما المرة الماضية يجلس فى الظلام شاردا حزينا اقتربت منه لتجلس على المقعد بجواره نظر اليها فى صمت ثم عاود النظر الى تلك السماء أمامه التى تزينت باللون الأسود كالسواد الذى يشعر بأنه يغمر قلبه ويغرقه فيه نظرت اليه كريمه قائله
تنهد بقوة وصمت دون أن يجيب سألته قائله
هى ليه رفضتك
رد بهدوء قائلا
معرفش
يعني محاولتش تتكلم معاها
حاولت
وقالتلك ايه
مرضتش تريحنى وتقولى السبب
صمتت كريمة تفكر للحظات ثم نظرت الى ابنها قائله فى حنان
هى تستاهل
تلألأت العبرات فى عين عمر خفق قلب أمه لرؤية تلك العبرات التى تعلم جيدا أنها لا تعلن عن ظهروها إلا إذا كان الخطب جلل أيقنت عندئذ أن ابنها غارق فى الحب حتى النخاع تمتم عمر فى خفوت
أيوة تستاهل
ابتسمت كريمة قائله
أكيد تستاهل طالما قدرت تأثر فيك كده يبقى أكيد تستاهل
نظر عمر الى أمه التى ابتسمت قائله
فاكر يا عمر لما كنت صغير وكان عندك قفص كبير أوى فيه عصافير كنت كل فترة تشترى عصفورة وتضمها للقفص الكبير كنت بتحبهم ومهتم بيهم أوى بس كان فى عصفورة كانت مميزة أوى بالنسبة لك وكنت بتحبها أكتر عن باقى العصافير اللى فى القفص الوحيدة اللى كنت تخرجها بره القفص وتفضل حضينها بإيدك وكنت كتير أتخانق معاك عشان بتسيب مذاكرتك وتلعب معاها
ابتسم عمر فى صمت لتلك الذكرى فأكملت أمه
و فى يوم العصفورة دى تعبت ونقلناها فى قفص صغير لوحدها انت زعلت عليها أوى لدرجة انك صممت اننا نشوفلها دكتور وعرفنا انها تعبانه وخلاص ھتموت انت اتأثرت أوى لأنك كنت متعلق بيها جدا فضلت كل يوم تحطلها الدوا بنفسك فى المايه وتمسكها وتحطلها الأكل فى بقها فضلت مهتم بيها ومراعيها لدرجة انى كنت بدخل عليك بالليل ألاقيك حاطط القفص بتاعها جمبك على السرير وانت نايم وبعد اسبوع العصفورة رجعت تزقزق تانى وخفت وبأت كويسة يوميها انت كنت هتطير من الفرحه
ظلت الابتسامه مرسومه على شفتى عمر وقال
كنت مسميها سمسمه
وضعت أمه كفها على كفه فنظر اليها فأكملت بحزم قائله
ابنى مبيتخلاش أبدا عن حاجه بيحبها ولا بيسيبها تضيع من ايده وبيحارب عشان تفضل معاه طالما تستاهل
شعر عمر بأن كلمات أمه لمست وترا حساسا فيه وبعثت فى قلبه الأمل والتفائل و الحب قام من فوره وأمسكها من يدها لتقف وعانقها قائلا
ربنا يخليكي ليا يا أحسن أم فى الدنيا
اتبسمت كريمة ونظرت الى ابنها قائله
وربنا يخليك ليا يا أحسن ابن فى الدنيا
قال لها عمر بحماس وعيونه تلمع من الفرح
صدقيني هتحبيها أنا واثق انك لو عرفتيها هتحبيها
ربتت كريمة بكفها على وجنته قائله
طالما انت بتحبها يبأه أنا أكيد هحبها
عانقها عمر مرة أخرى وقد شعر بأنه اقترب خطوة أخرى بل قفزة أخرى اقترب بها من ياسمين
دخلت ريهام المكتب ثم طبعت البريد وتوجهت به الى مكتب كرم وأعطته اياهم وقفت ليملى عليها كرم الرد وبعدما انتهى رسمت تعبيرا جادا على وجهها ونظرت اليه قائله
بشمهندس كرم كنت عايزة أطلب من حضرتك حاجه
نظر اليها كرم مبتسما وقال
ايه ده هو النهاردة العيد ولا ايه
سألته قائله
ليه
قال بمرح
ريهام بجلالة قدرها هتتنازل وتتواضع وتطلب منى أنا طلب يبأه لازم يكون اليوم ده مميز
قالت ريهام بجديه
كنت عايزة أبلغ حضرتك انى احتمال آخد أجازة قريب بس مش أكيد لسه معرفش
ابتسم قائلا
وهتاخدى الأجازة اللى مش أكيد ليه
نظرت اليه وقلت
لانى احتمال أتخطب
اختفت ابتسامة كرم ونظر الى الأوراق التى أمامه وكأنه انشغل بها فجأة فأكملت ريهام قائله بخبث
أنا بس حبيت أبلغ حضرتك عشان تكون عارف انى ممكن مكنش موجودة لفترة بعد اذنك
ثم استدارت لتنصرف وعلى ثغرها ابتسامه خبيثة تابعها كرم بعينيه حتى خرجت وأغلقت الباب خلفها جلس مكانه واجما يفكر فيما قالته للتو وعن احتمالية خطبتها وجد نفسه يشعر
بالحنق والضيق فزفر وقال لنفسه بضيق بصوت عالى
أنا مالى متتخطب ولا تتهبب أنا مضايق نفسى ليه
حاول العودة الى اكمال عمله لكن صدى كلماتها ظل يتردد فى أذنه ليشتت أفكاره ووجد نفسه يتساءل عن شكل وصفة ذلك الذى سيكون قريبا خطيبها
توجهت ايناس الى حيث اسطبلات الخيل وظلت تنظر
حولها وكأنها تبحث عن شخص ما الى أن وجدت من يهتف من خلفها بمرح
ايه ده مش معقول ايناس بنفسها عندنا ايه النور ده
التفتت وابتسمت الى مها التى استقبلتها بالترحاب قائله
ازيك يا مها أخبارك ايه
تمام الحمد لله ايه الغيبة دى بقالك كتير مبتجيش المزرعة
قالت ايناس بنبره فيها تعالى
يعني كنت مشغولة شوية
قالت مها بحفاوة
بس بجد المزرعة نورت
قالت لها ايناس
انتى فاضية نتكلم شوية
طبعا فاضية وان مكنتش فاضة أفضالك
ابتسمت ايناس بترفع وسارتا معا داخل المزرعة سألتها ايناس فجأة
تعرفى دكتورة بتشتغل هنا اسمها ياسمين
قالت مها بخبث
طبعا أعرفها هو أنا بيخفى عنى حاجه برده عيب عليكي
ابتسمت ايناس قائله
أروبة طول عمرك أنا قولت برده ان انتى اللى هتجبيلى من الآخر
سألتها مها بإهتمام
انتى بتسألى عنها ليه
عايزة أعرف كل اللى تعرفيه عنها
ققالت مها بحماس
بصى يا ستى هى وأختها وأبوها البشمهندس عمر جبهم المزرعة هنا عشان يخبيها من جوزها
قالت ايناس بدهشة
يخبيها منه
قالت مها وهى تشعر بالسعادة لإمتلاكها معلومات قيمة تصب بها فى أذن ايناس
أصل جوزها ده كان عايز يرجعها البيت بالعافية وهى رفعت عليه قضية خلع فالبشمهندس عمر جبها هنا يخبيها منه وشغلها هى وأختها وأبوها فى المزرعة ومن فترة صغيرة اتحكملها بالخلع وخلاص اطلقت منه
شردت ايناس قليلا ثم قالت
ها وايه كمان
هما التلاته ساكنين هنا فى المزرعة فى سكن العمال
قالت ايناس بسخرية
سكن العمال
سخرت مها هى الأخرى قائله
أيوة هى وأختها أعدين فى أوضة وباباها فى أوضة
وايه كمان تعرفيه
قالت مها بخبث
اللى أعرفه كمان انها بتلف حولين البشمهندس عمر وأختها بتلف حلولين البشمهندس كرم عقربتين هما الاتنين بنات مش سهله
رفعت ايناس حاجبها قائله
يعني أختها كمان بتلف على كرم
قالت مها بحماس
أيوة دى مش عتقاه وبيفضلوا مع بعض بالساعات جوه فى المكتب بحجة انها السكرتيرة بتاعته وحتى ياسمين كل شوية تتحجج وتروح للبشمهندس عمر المكتب بس الشهادة لله هو مش مديها وش أبدا وعلى طول يطنشها
قالت ايناس بسخرية
اظاهر انك مش دريانه باللى بيحصل عمر عايز يتجوزها
ضړبت مها بكفها على صدرها قائله
ايييييييييييه يتجوزها
آه شوفتى المصېبة يتجوز واحدة مطلقة ومش بس كده لا بتشتغل هى وأهلها عندنا وساكنين فى سكن العمال يعني ڤضيحة كبيرة جدا لعيلتنا
قالت مها پحقد
بنت التييييييييييييت عرفت تلعبها صح وقعته وجابت رجليه أنا من أول ما شوفتها وأنا قولت البنت دى مش سهله وطلع معايا حق
قالت ايناس پحده
انتى عبيطة يا بنتى انتى ليه مدياها أكبر من حجمها
عرفت توقع البشمهندس عمر وتخليه هيتجوزها
هتفت ايناس پغضب
ومين قالك انه هيتجوزها كل الحكاية ان عمر هفت عليه نفسه يجرب حاجه جديده مجربهاش قبل كده هى حاجه لوكل أوى بس نفسه هفته عليها زى ما بتفضلى تاكل أكل نضيف كل يوم وفجأة نفسك تهفك على طبق كشرى هتتخطبلها يومين زى نانسي وتروح لحال سبيلها لما يعرف انه غلط غلطة عمره انه فكر فى واحده مش من مستواه
تركت ايناس مها تتخبط فى مشاعر الحقد والڠضب الذى اشتغل بداخلها وذهبت الى حيث تعمل ياسمين أرادت رؤية تلك الفتاة التى اختارها عمر التقت ب ولاء التى لم تعيرها أدنى اهتمام فإقتربت منها ايناس وسألتها
لو سمحتى يا دكتورة مشفتيش دكتورة ياسمين
نظرت اليها ولاء فى قلق ثم أشارت الى المكان الذى تقف فيه ياسمين وهى تعطى بعض الملفات الى دكتور حسن انتظرتها ايناس وعندما أقبلت ياسمين بإتجاهها نظرت اليها ايناس بسخرية كما فعلت والدتها من قبل توقفت ياسمين أمامها وقد شعرت بالدهشة الممزوجة بالڠضب لنظرات تلك الفتاة الساخرة قالت لها ايناس بتعالى
تمام زى ما وصفتك ماما
تذكرت ياسمين تلك الفتاة انها نفس الفتاة التى استقبلها عمر على البوابة وألقت بنفسها بين ذراعيه وقبلته انها ايناس ابنة عمته وبالتأكيد أتت لتلقى على مسامعها بعض ما ألقته عليها والدتها من قبل شعرت بالحنق والضيق والڠضب ألا يعلمون أنها رفضته فلماذا لا
يتركوها وشأنها
قالت لها ياسمين بحزم
بعد اذنك
وهمت بالإنصراف لكن ايناس أوقفتها قائله
مش عايزه تعرفى أنا مين
التفتت اليها ياسمين قائله ببرود
لأ ميهمنيش أعرف
قالت ايناس بترفع دون أن تلتفت لكلامها
أنا ايناس بنت عمت عمر
صمتت ياسمين ولم ترد فأكملت ايناس بتعالى
مش بنت عمته بس أنا كمان بشتغل معاه فى الشركة مديرة