عينيكي وطني
المستشفى اللي احنا واقفين فيها دلوقتي
هتفت بحدة
انا مش عايزة اعرف اسمك أنا عايزة اعرف إنت إيه علاقتك بعلاء بالظبط وتعرف فاتن وشبهنا احنا بيها ازاي
مالت زاوية فمه بابتسامة ساخرة قبل ان يقول
انت مش ملاحظة انك بتكرري نفس سؤالي ليكى بس مع فرق الصيغة
برقت عيناها أكثر مع ارتجاف الغاضب فقالت وهي تجز على اسنانها
خرج سؤالها الاخيرة پصرخة جعلته يتخلى قليلا عن ثباته المستفز فقال
أنا كنت صاحب علاء واعرفها هي زي ما كنت بعرف كل أهل الحارة عندهم دا كان قبل ما تتقطع كل علاقتي بيه واسافر على انجلترا واكمل تعليمي هناك
شعرت بارتباكه الملحوظ بعد سؤالها المختصر بكلمة واحدة في لغة المتوترة وشحوب وجهه الوسيم فقال
أظن انا كده قولتلك على علاقتي بعلاء ومعرفتي بفاتن جه الدور عليكي بقى عشان تقوليلي عن علاقتكم بيها
ضيقت عيناها قليلا وهي تنظر اليه بتفكير وكأنها غير مقتنعة بإجابته او تشك بقوة انها ناقصة بحقائق مهمة خرج صوتها اخير فقالت باقتضاب
تحركت فورا لتستدير
عنه فاأوقفها بسؤاله المتلهف
طيب هي فين دلوقتي وإيه أخبارها
عادت مرة أخرى تحدق بعيناها الى عيناه ذات الون البني الفاتح فقالت
ماعدتش في أخبار عنها خلاص فاتن مېتة بقالها سنين كتير مېتة من يجي ١١ سنة
هل هذه صدمة التي ظهرت
حينما عاد إلى منزله وفتح الباب ليدلف داخله خطى بهدوء متعمدا عدم اصدار صوت حتى لا يوقظ والدته فترهقه بأسألتها وهو لم يعد به طاقة فيكفيه ما تلقاه من سعد منذ قليل تمشى بهدوء حتى وصل لباب غرفته فاتفاجأ بصوتها يهتف من خلفه
تدلت أكتافه بإحباط وأغمض عيناه قليلا قبل ان يغتصب ابتسامة على وجهه وهو يلتفت لوالدته الجميلة التي تقدمت نحوه بابتسامة غابت عنها طويلا ووجه مشرق وكأنها عادت بالزمن سنوات للخلف فقالت بمشاكسة
ماشي كده بتتسحب وداخل على اؤضتك على طول هربان من حاجة ياولا
مال بوجهه ينظر الى حيويتها وهي تسير بخطواتها المتعثرة
إيه ياقمر انتي عيني باردة عليكي النهاردة
عقبالك انت كمان ياحبيبي
ارتفع حاجباه فقال بمرح
إيه ده هو لحق يقولك أما صحيح واض ما يتبلش في بقه فوله
لكزته على ذراعه بقبضتها الضعيفة بعتاب
بس ياواض ماتقولش كده على اخوك دا فرحان والفرحة مش سايعاه بعد ما اختار اللي شاور عليها قلبه اتاريه كان منمر عليها وعامل فيها ساهي مش زيك خايب
خرجت ضحكته بدهشة
انا خايب برضوا ياام علاء طب ليه الغلط ده بس دا انا حتى حبيبك
ايوة انت حبيبي بس خايب برضوا عشان أنا عايزة افرح بيك واشيل عيالك وانت ولا سائل هاتعرف تعمل كده بقى زي اخوك اللي عملهالي مفاجأة وخلي قلبي كان هايوقف من الفرحة
قال بحنان وخوف
بعد الشړ عليكي وعلى قلبك ياست الكل ان شاء الله انا كمان افرحك زيه
قالت بإلحاح
طب اوعدني يكون قريب
تبسم بمرح من دلال والدته فقال برجاء
بس انتي ادعيلي من
قلبك والنبي
داعيالك ياحبيبى من كل قلبى تاخد اللي في بالك وتحبها وتحبك
بعد سماعه لهذه الدعوة الجميلة دنا اليه لينتعم الامومي وقد اسعده مقصد الدعوة كثيرا كثيرا جدا
في اليوم التالي
كان موعد عودة إبراهيم إلى منزله بعد أن اطمئن الأطباء على استقرار حالته فصرحوا له بالخروج ذهب شاكر مع علاء ألذي أصر لإصاله والعودة بإبراهيم داخل سيارته الفارهة حتى أنه تولى مهمة حمله صاعدا به درجات السلم إلى شقتهم كانت شروق هي من استقلبتهم بابتسامتها المعهودة مخيبة ظن علاء الذي كان يمني نفسه برؤية شقيقتها دلف بإبراهيم إلى داخل الشقة حتى وصل غرفته فوضعه بخفة وحرص شديد على سريره
بسس كويس أوي كده ربنا يحرسك لشبابك ياحبيبي تعبناك معانا
إستقام وهو يرفع نفسه فقال بمزاح ردا على كلمات سميرة
على ايه بس ياخالتي دا حتى إبراهيم خفيف في الشيلة ومش تقيل يعني
رد عليه إبراهيم بمشاكسة
طبعا ياعم وإبراهيم هايجي إيه بس فى شيل الأوزان الثقيلة اللي بتربي بيها عضلاتك
ياولد وانت بقى مركز وواخد بالك
وهي محتاجة تركيز يامعلم علاء دول بارزين من الهدوم لوحدهم وكأنهم بيعلنوا على نفسهم
ضحك ثلاثتهم فانضم إليهم شاكر الذي دلف متسائلا
إيه ياجماعة بتضحكوا على إيه
ولا حاجة ياعم شاكر أصل إبراهيم بيقر على عضلاتي
بيقر ليه بس بكرة يكبر ويربي أحسن منهم
قالتها زهيرة وهي تدلف فجأة اليهم لداخل الغرفة تقدمت نحوها سميرة هاتفة بمودة
أم علاء تعبتي نفسك ليه بس وجيتي
بادلتها المصافحة قبل ان تقترب من إبراهيم قائلة
تعبت إيه بس ياختي دا انا كان نفسي أروح المستشفى واطمن عليه بنفسي
وانا اللي مانعتها ماتزعلوش مني ياجماعة انتوا عارفين اللي فيها
قالت سميرة
ونزعل ليه بس يابني ربنا يشفي عنها يارب هي حمل خروج ولا تعب واحنا أهل وحبايب مابين بعضينا يعني ماندوقش
قالت زهيرة باتسامة راضية
تعيشي ياحبيبتى وتسلميلي وانت بقى ياعريسنا الحلو عامل إيه النهاردة
وجهت الاخيرة لإبراهيم الذي بادلها الإبتسامة في قوله
الحمد لله أحسن من الأول ياخالتي
الحمد لله ياحبيبي أمال فين البنات اخواتك حبايب قلبي دول عايزة اسلم عليهم ياسميرة
دلفت مقتحمة الغرفة عليهم هاتفة بانزعاج
إيه ياعنيا انتي وهي لازقين في
الاوضة كدة ليه ومستخبين
ردت شروق التي كانت تمشط شعرها أمام المراة
انا مش لازقة ولا حاجة ياماما انا بس بوضب نفسي على الخفيف كده عشان مطلعش
بشعري منعكش ولا لابسة حاجة مش تمام دي مهما كان برضوا هاتبقى ان شاء حماة المستقبل والواحد لازم يخلي باله
اه ياختي عندك حق طب وانتي يابرنسيسة مش ناوية تخرجي برضوا وتسلمي على الست
قالت الاخيرة لفجر التي كانت تلعب في هاتفها فردت بعدم اكتراث
واخرج لها أنا ليه طب دي هاتبقي حماتها أنا بقى إيه دخلي
تغضن وجه سميرة بالڠضب وهي تهتف على فجر بصرامة
فجر انتي مش شايفة انك مزوداها هو في إيه بالظبط
أجفلت فجر من هيئة والدته المتحولة فقالت بتوتر وهي تترك الهاتف سريعا من يدها وتنهض عن مقعدها
هايكون في إيه بس ياماما انا بس مخڼوقة ومش عايزة اخرج ولا اشوف حد
قالت سميرة بحزم
إسمعي اما أقولك يابنت انت لما كنتي رافضة تروحي للست بيتها في تعبها أو حتى تباركيلها على المحل الجديد انا مغصبتكيش لكنها بقى مدام الست وصلت هنا بيتنا يبقى ملزوم عليكي تخرجي وترحبي بيها مفهوم
قالت تجادلها
طب ده بالنسبة للست لكن بقى إللي اسمه علاء ابنها ده كمان انا بصراحة مش طايقاه
وانت مالك بعلاء تحبيه تكرهيه انت حرة مع نفسك لكن بقى ياحبيبتى ألأصول لازم تمشي واجب الضيافة لازم يمشي يعني مش كل حاجة على مزاجك سامعاني كويس
اومأت برأسها دون ان تنطق بكلمة فالتفتت والدتها نحو شروق قائلة
وانتي كمان اخلصي في لبسك واستعجلي في الخروج جاتكم القرف
بصقت كلماتها وخرجت تصفق الباب خلفها بقوة على الفتاتين
بعد قليل خرجت مضطرة إليهم فى صالة المنزل كانوا جالسين والدتها على مقعد وحدها وعلى الاريكة امامها كانت المرأه البيضاء ذات العيون الملونة بجوار شروق التى سبقت فى الخروج إليهم تداعبها وتتحدث معها بفرح وفي الجهة الاخرى كان ابيها والمدعو علاء الذي إرتفعت عيناه إليها فور خروجها من الغرفة جالسان على أريكة وحدهم حينما اقتربت منهم رحبت برزانة
السلام عليكم
ياحبيبة قلبى انت اخيرا شوفتك
بسم الله ماشاء عليكي دا انت قمر انت كمان انا المرة اللي فاتت كنت تعبانة و ملحقتش اتحقق من جمالك ياحبيبتى
أومأت برأسها وهي تنزع نفسها عن المرأة بلطف قائلة
شكرا ياطنت شكرا على زوقك
بتشكريني على إيه بس ياحبيبتى
همت لتغير وجهتها في السير ولكن نبرة والدتها وهي تأمرها أمامهم بنظرات محذرة فهمتها وحدها
سلمي على علاء يافجر
تمتمت ټشتم بداخلها وهي تتقدم نحوه وقد نهض عن مقعده واقفا باحترام ليصافحها حينما اطبقت كفه الدافئة كفها الصغيرة والباردة كانت تننوي انتزاعها فى الحال ولكنه أجفلها بضغطه الخفيف عليها لترفع
عيناها اليه ناظرة لعيناه بتساؤل قال هو بصوت أجش وقد غابت عن وجهه التسلية المعتادة وحل محلها مشاعر اخرى غامضة عليها
دي أول مرة نتعرف بجد أنا تشرفت بيكي ياأنسة فجر
اومأت بعيناها وهي تنزع يدها لتستدير وتعود لغرفتها ولكنها أجفلت مرة ثانية عندما جذبتها والدته لتجلسها بجوارها من
الناحية الأخرى فتحيط الاثتنان بذراعيها
اقعدي ياحبيبتى هنا معايا زي اختك ربنا يفرحني بيكي انت كمان عن قريب يارب
حينما رفعت عيناه فجر ولمحت نظرة زهيرة وهي تنتقل بحالمية منها وإلي ابنها المبتسم امامها عرفت مايدور بعقل المرأة جيدا !!
بملامح متجهمة وقفت امام المراه تعدل وشاحها الحريري لتغطي به شعرها بعد ان ارتدت عبائتها السوداء الغالية رمشت عيناها مجفلة من صوته الذي صدح خلفها فجأة وهو خارج من حمام غرفته
ايه ياحلوة انتي لحقتي تغيري وماشية
زمت شفتيها امتعاضا ولم ينطق لسانها بكلمة مال إليها برأسها فقال بخشونة
ما بتروديش ليه يابتالقطة كلت لسانك
الټفت اليه بنيرانها فخرج صوتها الحانق
انت مش خدت اللي انت عايزه خلاص عايز مني ايه تاني بقى
أمسك ذراعها فجأة فباغتها ان لفه خلف ظهرها وقال وهو يجز على اسنانه
حسك ده ما يعلاش عليا ياعين امك ولا انتي العيشة المرتاحة ولا الأكل الحلو نسوكي نفسك ونسوكي ان انا السبب في ده كله
قالت پألم
سيبي إيدي ياسعد انا ماغلطتش فيك عشان تذلني وتكسر نفسي كده
ضغط اكثر ليزيد من ألمها ونبرته ازدادت حدة
ماقولتليش بلسانك لكن انا حسيتها بفعلك وانتي قرفانه من لمستي وبتعدي الثواني عشان تهربي من خلقتي ولا انتي فاكراني مافهمش طريقتك دي يابت
قالت برجاء
مع هذه الألم المتزايد
حرام عليك ياسعد
دراعي هاينكسر في إيدك
تركها فجأة فارتدت للخلف تدلك ذراعها وهي تتابع
انت ليه مش حاسس بالوضع اللي بقيت فيه دلوقتأنا معدتش فاضية زي الأول انا بقيت ست متجوزة
ابتسم بزاوية فمه قائلا بسخرية وهو يتقدم ليجلس على التخت
فرقتي إيه يعني عن الأول بقيتي محترمة مثلا
إرتسم الألم جليا على وجهها وهي تكبح بصعوبة دمعة احتجزت داخل مقلتيها فقالت
انت مش ملاحظ انك مصمم على چرحي من اول ماجيت وكأنك بټنتقم مني في ذنب انا معملتوش
أشاح بوجهه عنها وهو يتناول سېجارة من علبته ويضعها في فمه ليشعلها بقداحته بعد ان شعر بنصل كلماتها وقد أصابه في الصميم ظلت صامتة تنظر اليه وهو ينفخ دخان سيجارته في الهواء أمامه فقالت
شكلي كده قولت الحقيقة عشان تعرف بس إني فاهماك كويس
نظر إليها بازدراء قائلا
انتي مش كنتي عايزة تمشي ماتجري عجلك بقى