الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عينيكي وطني

انت في الصفحة 13 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


واخلصي مستنية إيه
تحركت بتمهل تتناول حقيبتها وتتحرك للخروج وفور أن وضعت يدها على مقبض الباب أوقفها قائلا 
إستني عندك 
الټفت اليه بكليتها مجيبة
نعم عايز إيه 
حسين ابن جوزك خطب البت جارة اخوه علاء ولا لسه 
اجابته رغم دهشتها
بكرة ان شاء الله رايحين يتقدموا رسمي ويتفقوا على حفلة خطوبة قريب 

شاح بوجهه يصرفها من تحت اسنانه 
خلاص غوري 
لوت شفتيها قائلة بتهكم 
ياريت بس نظرة القرف اللي شايفاها في عينك دي تمنعك ماتتصل بيا تاني ولا تطلبني أجيلك ڠصب عني حل عني بقى ياأخي عايزة اعيش 
تمتمت الأخيرة بصوت بطئ وهي تفتح الباب فخرجت من الغرفة والشقة نهائي تاركته ينظر في أثرها عاقد الحاجبين بملامح غاضبة لا تنبئ بخير 
في المساء وبداخل غرفتها كانت جالسة على التخت مع صديقتها العزيزه سحر والتي كانت تضحك دون توقف أثارت استياء فجر وهي تهتف عليها 
ما كفياكي بقى ياسحر انت مش ناوية توقفي في يومك ده النهاردة
هههههه مش قادرة اتخيل منظرك يافجر وانتي زي الفار المبلول وسطهم أمك تبحلقلك من ناحية والست وابنها يرسموا عليكي من ناحية 
صاحت بها فاقدة التحكم
دا بعيونهم دول كمان قال يرسموا عليا قال 
توقفت ضحكها وهي تغمز بعيناها بمشاكسة
بس الواض حلو اوي يافيفي ويستاهل التفكير بصراحة 
هبت ناهضة عن الفراش قائلة پغضب 
الكلام ده مافهوش هزار ياسحر ماتخلنيش ازعل منك مش كفاية الحصار اللي بقيت حساه منهم وهما فارضين نفسهم علينا بالعافية واكنهم بقوا جزء من عيلتي 
قالت سحر بيأس 
للأسف يافيفي هما فعلا بقوا جزء من عيلتك من ساعة ما والدك وافق بالنسب معاهم 
إلا انا 
قالتها بمقاطعة وتابعت 
مهما حصل ياسحر أنا لا يمكن استسلم للناس دي وانسي اللى أذوني في أعز واحدة كانت على قلبي لا يمكن هانسى عڈابها قبل ما تسيب الدنيا خالص وټموت بسببهم لايمكن 
قالت سحر مغيرة دفة الحديث لتخرج صديقتها من داومة زكريات لچروح قديمة لم تشفي منها أبدا رغم مرور السنوات 
صحيح يابت فجر كان شكله إيه الراجل ده اللي قولتي عليه امبارح 
راجل إيه 
الراجل مدير المستشفى إنتي نستيه 
همت لتجيب ولكنها اجفلت على صياح والدتها وهي تهتف عليها 
بت يافجر تعالي هنا برة الاؤضة عايزاكى إسحبي معاكي مقصوفة الرقبة سحر وهاتيها 
شقهت سحر مندهشة 
انا مقصوفة رقبة !
اخلصي يابت تعالي انتي وهي 
يانهار اسود هببتي أيه ياسحر دي
امي عمرها ما عملتها 
نهضت عن التخت متمتمة 
والنعمة ماعملت حاجة يكونش زعلت عشان سيبت امي معاها لوحدها!
حينما خرجت الاثنتان للصالة القريبة وجدن سميرة جالسة على إحدى المقاعد وعيناها المشټعلة مسلطة عليهم تطلق شرارات حاړقة بوجههم بجوارها كانت رجاء حاجبة وجهها بين كفيها يهتز كأنها تبكي بحړقة 
هو في إيه ومالها خالتي رجاء 
كان سؤال فجر التي تجاهلتها والدتها وهى تطلق سهامها تجاه سحر مباشرة 
مش موافقة تراضي امك ليه يابت
اجابت سحر بإجفال 
ها انا ياخالتي سميرة 
ايوة انت يعني عشان مدرسة وكلمتك ماشية يبقى بقى تتكبري بقى على والدتك وماترضيهاش فى حاجة تافهة زي دي 
تابعت تنظر ببلاهة لوالدتها التي كانت تجفف دماعتها بمحرمة ورقية وسميرة التي أكملت بغيظ 
بت ياسحر انت زيك عندي زي الزفتة اللي واقغة جمبك دي يبقى كلمتي انا تمشي عليكى ولا لأ 
هزت برأسها بحركة غير مفهومة وهي تمتم 
أكيد تمشي ياخالتي سميرة بس انا مش فاهمة حاجة 
صاحت عليها بحزم 
عنك
مافهمتي انت تروحي البيت مع امك دلوقتي تحضري هدومك وبكرة الصبح تسافري

معاها على البلد عدل سامعاني ولا انت عشان امك غلبانة هاتحطي عليها 
تلجم لسانها عن معارضة سميرة وهي تحدق بوالدتها التى تنظر اليها ببرائة فهمست بداخلها وهي تعض على لسانها غيظا 
بقى دي غلبانة دي !
بخطوات مثقلة وذهن مشتت تخطت الباب الخارجي للمدرسة لاتتمنى العودة للمنزل الذي هي واثقة تمام الثقة الان أنه اصبح خلية نحل تعج بالأهل والأقارب والجيران وهن يتضافرن مع والدتها لمساعدتها والتهنئة لحفل الخطوبة الذي تقرر إقامته فوق سطح المنزل لقد تمكنت من الخروج صباحا بأعجوبة متحججة بوضع طارئ في المدرسة لا تستطيع الإفلات منه أو التغيب عنه فهي أرادت الخروج وبشدة لتتنفس هواء اخر بعيدا عن محيط هذا الرجل الذي توغل بخبثه داخل عقول أفراد أسرتها أسبوع كامل مر على خروج إبراهيم من المشفى وهذا الرجل يأتي يوميا للإطمئنان عليه ومداعبته فتعلق
بيه الطفل الصغير كما تعلق به من قبل أبيها ووالدتها كما تعلقت به شقيقتها شروق الذي اعتبرته أخيها من وقت ان قرأت فاتحتها على أخيه حسين وكأنها كانت تنتظره طويلا ليقوم معها بدور الشقيق الأكبر فاندمجت الأسرتان بكمياء نادرة وأصبحت الشقتان مفتوحتان أمام بعضهم وكأنهم عائلة واحدة لم يتبقى لها في المنزل سوى غرفتها المحصنة عنه وعن والدته التى كلما رأتها لمحت لها بسذاجة وكأنها لاتفهم مايدور بعقل المرأة كل ما تمر به الان فوق طاقتها وفوق إحتمالها حتى صديقتها الغالية سحر التي كانت تلجأ لها معظم الأوقات فتستطيع بذكائها وخفة ظلها ان تخفف عنها وتدخل السرور بقلبها إبتعدت هي الأخرى عنها مضطرة في رحلة سفر مع والدتها لبلدتهم لحضور حفل زفاف إحدى أقاربهم ولم تعد حتى الان 
تنفست بعمق وهي تعتلي الرصيف المؤدي لموقف الباصات حتى تستقل إحداهم فلا داعي للهروب أكثر من ذلك والتنصل من واجباتها تجاه أسرتها وشقيقتها فى مناسبة هامة كهذه تباطئت خطواتها حينما لفت نظرها وقوف هذه السيارة الرياضية باهظة الثمن بجانب الرصيف وبمنطقة كهذه تبدوا السيارة غريبة عن المكان وسكانه والمدرسة الحكومية أيضا قدمت بخطواتها تتخطاها دون ان ترفع عيناها ناحية السائق ولكنها توقفت مجفلة حينما سمعت من يهتف باسمها من الخلف عن قرب استدارات اليه فوجدته هو نفسه هذا الغريب مدير المشفى الذي رأته سابقا وسألها بكل جرأة عن فاتن وهو يترجل من السيارة بأناقة تليق به وبمكانته فقال بتردد 
ااا ممكن كلمتين لو سمحتي يا أنسة فجر
ظلت صامتة لبعض اللحظات مبهوتة لا تستوعب مطلبه فخطا يقترب منها قليلا يكرر
أسف لو خضيتك أو افتكرتينى مچنون بس انا بجد محتاج اتكلم معاكي ضروري 
خرج صوتها المندهش تلوح أمامه بكفها 
تتكلم معايا في إيه بالظبط انا بيني وبينك إيه عشان يبقى في مابينا كلام ضروري
انا عارف ان مافيش مابينا حاجة بس انا غايب بقالي سنين طويلة عن البلد وكان يهمني اعرف منك اللي مقدرش اسأل حد غيرك عنه ارجوكي اركبي معايا وانا اوعدك مش هاخد من وقتك كتير 
برقت عيناها وهتفت بحدة
اركب معاك فين انت اټجننت اعرفك منين انا عشان اخرج معاك واكلمك عن اللي فاتك فى سنين غربتك بعيد عن البلد 
تكلم بمهادنة وقد كان حديثه يبدوا كرجاء
انا اسف حقيقي بجد بس لو مش عايزة تركبي معايا خلاص ممكن ندخل الكافيه اللي موجود هناك ده اخر الشارع بس أرجوكي ماتكسفنيش انا مافيش قدامي غيرك وانتي انسانة واعية جدا لتصرفات البنى الادم إللى بيكلمك ان كان كويس ولا وحش 
بصرت بعيناها الى الكافيه الذي لوح إليه بكف يده ناحيته فعادت تنظر الى وجهه جيدا فوجدته شاحبا وعيناه حمروان وكأنها لم تذق طعم النوم منذ عدة ليال تعجبت لحال هذا الرجل الغريب وتصرفاته الأغرب معها فوجدت نفسها تخبره ببعض الطف
انا أساسا متأخرة على خطوبة أختي يعني مش فاضية للخروج ولا الكلام
أصلا 
طرق بعيناه أرضا بخيبة أمل قبل ان يرفعها ثانية اليها فقال
طب ممكن نخلي القاء يبقى في يوم تاني !
خرج ردها بسؤال 
طيب ممكن انت بالظبط تفهمني عرفت توصلي ازايولا عرفت تجيب عنوان مدرستي اللى بشتغل فيها منين 
هز اكتفاه يجيبها بسهولة 
عادي سألت
عنك وعرفت !
حينما عادت الى منزلها كما توقعت تماما وجدته ممتلئ على اخره بالأقارب والجيران من

سيدات اتت لتساعد والدتها في تحضيرات الحفل كإعداد بعض الأطعمة وبعض أصناف الحلويات بالإضافة لتحضير المشروبات الباردة ومعهم أطفالهم الذين كانوا يركضون ويلعبون بداخل البيت وكأنه ساحة للعب وفتايات يبدوا من اعمارهن أنهن اتين من أجل العروس التى كانت بغرفتها وأصوات ضحكاتها العالية مع الفتيات صادرة خارج الغرفة وبقوة سمعت صوت والدتها من المطبخ ولكنها لم تجرؤ للدخول إليها فقد كان مزدحم بالنساء حولها أكملت سيرها الى غرفتها الحبيبة وعندما همت لفتحها وجدتها مغلقة من الداخل فطرقت على بابها فوصلها صوت نسائي من داخل الغرفة 
ايوة ياللي بتخبط مين انت يالي اللي على الباب 
أنا فجر اخت العروسة وصاحبة الاوضة 
ابلة فجر أيوة صحيح معلش والنبى ياحبيبتى اصلي برضع الواد استنيني دقيقتين بس وافتحلك انا جارتك ام مروان اللي ساكنة فوقيكم على طول انتي عارفاني
تمتمت بتعب 
طبعا عارفاكى ياستي 
زفرت بضيق وهي ترتد للخلف عائدة فلم تجد موضع قدم امامها لتستريح بها سوى غرفة أبويها المغلقة بإحكام وغرفة إبراهيم وهي لاتفضل إزعاجه في هذا الوقت فأين تذهب الان والغرفة الباقية لشقيقتها صاخبة بأصوات الفتيات قررت التوجه ناحية الحمام لتغسل وجهها ويديها فتنفرد مع نفسها لبعض الدقائق حتى تنتهي ام مروان من إرضاع ابنها 
اغلقت الباب خلفها فور ان دلفت لداخله والټفت للمغسلة لتغسل بكفيها على وجهها بالمياه الباردة وهي مستمعة بطراوتها على وجهها قبل ان ترفع رأسها اخيرا لتنظر في المراة فوجدت انعكاس شبحه أمامها شهقت مخضۏضة وهي تلتف بكليتها للناحية الأخرى مزعورة فوجدته واقف خلفها بالفانلة الدخلية البيضاء وبنطاله الجينز الباهت القديم فتحت واغلقت فمها عدة مرات وهي تتشبث بحافة الحوض فلم يخرج سوى بعض الكلمات المتقطعة 
انت ا انت ايه جيت ا ايه اللي جابك هنا
بكف يده اوقفها وهو يشير إليها قائلا بهدوء وصوت خفيض
وطي صوتك إهدي أنا هنا بغير حنفية الشطاف وانتي اللي ډخلتي ھجم تغسلي وشك على الحوض من غير ما تاخدي بالك مني وانا قاعد مقرفص تحت هنا عند القعدة 
وتيجي 
بقولك وطي صوتك 
استجابت لمقاطعته فخرجت جملتها التاليه بهمس مع رعبها
وانت إيه اللي يجيبك حمامنا أساسا مافيش سباك هو اللي يقوم بالمهمة دي عنك 
اجابها بثقة رغم همسه
في طبعا بس انا مقبلش حد غريب يدخل بيتكم وانا موجود والحاجات دي انا ياما عملتها بكل سهولة 
جحظت عيناها وفغرت فاهها مندهشة من هذا المتبجح همت لتتكلم ولكن أجفلها الصوت النسائي الصادر من قريب فاستدارت برأسها فورا وهي تلمح خيال إمرأة وهي تتحرك من خلف الزجاج في أعلى الباب كما يبدوا انها تبحث عن شئ ما في الخارج عادت اليه بنفس اللحظة تنظر بړعب قاټل عما قد يقال عنهم لو فتحت المرأة الباب الان من المؤكد سيتظن بها السوء وتتخيل بخيالها وضعا مشينا 
وجدته يشير بيده على فاهه حتى تصمت ولا تتحرك 
لعدم اثارة شك النساء الثرثارت ما أثار دهشتها حقا هو هذا القلق الذي رأته بعيناه ووجهه الذي كان مغلفا بصرامة وجدية لا يشوبها أي مظاهر للتسلية أو العبث 
وقفت مذعنة لأمره ولكنها أشاحت بوجهها عنه وأعطته ظهرها المتشنج
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 58 صفحات