صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
يوسف عنه مريال المطبخ ثم حمل الصينية المستديرة وخرج بها لغرفة أخيه وضعها على الفراش وحركه بخفة
_سيف قوم هتتأخر على الجامعة.
فتح عينيه وهو يردد بنعاس
_سبني شوية يا يوسف أنا تعبان.
لوى شفتيه بسخط
_تعبان من سحلة الواد الحقېر ليك ولا عندك دور برد
تنهد بيأس من الافلات من تلك الذلة التي أمسكها أخيه عليه وجلس باستقامة يصيح بضجر
منحه نظرة منفرة وكأنه عدوى ستنتقل إليه
_بقى دي أخرتها يا حقېر سايب شغلي وجاي أعملك فطار وأروقلك الشقة وأخرتها تكلمني بالأسلوب ده! لأ بقولك أيه أنا ممكن أقلب في لحظة وأسيبك كده محتاس مع نفسك لا منك هتذاكر ولا منك تنضف مطرحك المعفن ده يا حقېر.
_هيقولي تاني حقېر أعمل فيه أيه ده!!
وصاح بانفعال وكأنه يذاكر دروسه
_بالنسبة لتعليمات عمران الوقح تمشي عليك بردو ولا أيه النظام
نفى ما يجول بخاطره
_على العدو الدخيل مش خدامتك الفلبنية اللي بتخدم أبوك.
كبت ضحكاته وهز رأسه قائلا
_اقتنعت!
أعاد فرد قميصه وهو يستعيد تناسق ملابسه للرحيل فوقف امام المرآة يصفف شعره الغير مرتب متابعا أخيه بالمرآة وهو يتابع تناول طعامه فسأله بنبرة حنونة
أشار له بحرج فاتجه للمطبخ وعاد بطبق أخر ومرر يده على خصلات أخيه المبعثرة
_ألف هنا على قلبك يا حبيبي.
منحه ابتسامة هادئة وعاد يلتهم الطعام بشهية فجذب يوسف جاكيته وحقيبته وقال
_سيف أنا هنزل عشان متأخرش سبتلك على مكتبك مبلغ بسيط كده تدلع بيه نفسك بره الحساب اللي بابا بيبعتهولك ومتعرفهوش أني بديلك حاجة ليخصمهم من مصروفك.
_منحرمش منك يا جوأنا فعلا كنت محتاج أشتري شوية هدوم كده لزوم الجامعة.
بادله الابتسامة بأخرى أكثر جاذبية
_انزل واشتري اللي نفسك فيه كله ولو محتاج حاجة متترددش تكلمني.
وأشار بيده وهو يغادر
_سلام مؤقت.. خلي بالك من نفسك.
هز رأسه بحب فغادر يوسف وتركه يستكمل طعامه باستمتاع.
وصل علي لمنزل راكان فاستقبله الخادم بترحاب وحينما أبلغ سيده بوصوله أوصاه أن يتجه به لمكتبه الشخصي فإتجه علي للغرفة الجانبية الغافلة بنهاية زواق ضخم متفرع ولج للداخل فوجده يعمل على أوراق يوضعها آدهم من أمامه ويترقب أن يوقع عليها وما أن رآه حتى ردد بفرحة
_دكتور علي مش معقول جاي لحد هنا بنفسك!
قابل يده يصافحه قائلا بابتسامة هادئة
ترك الملف وردد باهتمام بالغ
_يبقى الكلام اللي سمعته مظبوط وإنت فعلا كتبت كتابك
أكد له وعينيه لا تحيل عن آدهم الذي يتابعهما بثبات وصلابة قاټلة
_أيوه مظبوط والدليل إني جيتلك بنفسي أعزمك على الحفلة عقبال حفلتك إنت وشمس ووقتها هوزع كروت الدعوات بنفسي.
تجمدت تعابير آدهم وباتت أكثر صلابة على الرغم من احمرار مقلتيه بصورة كانت ملحوظة لرماديته الثاقبة فحاول الحفاظ على مجرى الحديث المتبادل بينه وبين راكان وعينيه لا تفارق آدهم تحاول اكتشاف المخبئ خلفه وفور انتهائه من ذاك اللقاء الروتيني وقف يستأذنه بالانصراف قائلا
_هسيبك تكمل شغلك متتأخرش بكره.
هز رأسه بتأكيد وجامله بترحاب
_من الفجر هتلاقيني عندك عندي فضول أكيد أتعرف على اللي سړقت قلب دكتور علي سالم الغرباوي.
اكتفى برسم ابتسامة صغيرة ومازال يمنح آدهم نظرة غامضة جعلت الآخر يحلل مغزاها فقدم لهما راكان فرصة ذهبية حينما قال
_مع الدكتور علي يا آدهم وصله.
هز رأسه بخفة وتقدم علي يشير له بتتابعه باحترام فما أن ابتعدا عن مرمى بصر راكان وتوقف أمام البوابة قبالة سيارته بالتحديد حتى قال بنظرة غامضة
_لو مكنش راكان طالبك توصلني كنت هتحجج بأي شيء عشان أتكلم معاك.
منحه بسمة ثابتة وأزاح نظارته السوداء عن عينيه
_ولو مكتتش طلبت ده كنت خرجت وراك من نفسي نظراتك وطريقتك جوه كانت مضمونها إنك جاي هنا علشاني أنا مش لراكان.
ابتسم وهو يرفع حاجبه
_ذكي وخبيث يا آدهم.
وتساءل بغموض
_ويا ترى عرفت كمان من نظراتي أنا هنا ليه
أكد له بإيماءة من رأسه وقال بخشونة
_عارف وبتمنى تأجل أي كلام بالموضوع ده بالفترة الحالية بس اللي أقدر أقولهولك إن الكلام اللي وصلك صح أنا بحب شمس ومستحيل هتخلى عنها خصوصا إنه مش مناسب ليها ونهايته خلاص قربت.
اتضحت شكوك علي بكلماته المقتضبة ومع ذلك حافظ على تصلب معالمه ففتح باب سيارته وقبل أن يحتلها قال بصلابة
_ولحد ما وقتك المناسب يجي وتقعد قدامي تحكيلي كل شيء خليك بعيد عن أختي وده أمر مش تحذير أنا مقدر سكوتك وشكوكي حاليا مش هتقدر تكون الصورة المطلوبة عنك عشان كده خليك بعيد أفضلك.
أشار له بتفهم بالنهاية أي شخصا محله يحق له القلق بشأن شقيقته الموضوع بأكمله مقلق فأغلق باب سيارته منحيا بقامته وجذعيه الضخم
_متقلقش يا دكتور أنا عارف حدودي كويس وبتعامل مع شمس هانم بحذر لحد ما يحصل اللي بتمناه وقتها هتلقيني في بيتك بطالبها زوجة ليا وقبلها هكشفلك هويتي!
منحه نظرة عميقة ذات مغزى وكلمة واحدة تتحرر على لسانه
_مستنيك يا حضرة الظابط!
وانطلق بسيارته تاركا البسمة تغرد على وجهه فدث يديه بجيوب سرواله مطلقا