رواية بقلم منى لطفي
مخلصة مابئالهاش شهرين ونادر كان مشغول اليومين اللي فاتوا دول في كم فوج سياحي لشركة السياحة اللي هو ماسكها وكان ناوي آخر الاسبوع ننزل مصر ونتقدم رسمي بعد ما افاتح مامتها طبعا بس نعمل ايه بقه القسمة والنصيب
هتفت عواطف بينما رنا الى سمعها حشرجة بكاء من الطرف الآخر
قالت سهام وسط غصات بكائها
كان قايم نايم يحلم بيها يا حبيبي وكل ما اقوله افاتحك ولا ألمح لك يقولي يا ماما عمي عبدالعظيم رافض أي كلام خالص ولما حد بيفاتحه بيرفض من غير حتى ما يعرفوا منة انما نقول ايه حد كان عارف انها اول ما هتتخرج هتتخطب على طول زي ما يكون العريس واقف ع الباب
قالت عواطف بحزن على حال شقيقتها وابنها الذي بمكانة احمد ابنها
أنتهت المكالمة ولاحظ عبدالعظيم شرود زوجته الواضح فسألها فسردت له ما دار في المكالمة بينها وبين شقيقتها فقال بأسف لحال نادر والذي يكن له معزة خاصة
لا حول ولا قوة الا بالله انما هقول ايه كل شيء قسمة ونصيب ونصيبهم مش مع بعض نادر راجل بجد ولو كان عندي بنت تانية كنت روحت وخطبته هو ليها بنفسي
أما الزيارة الغير متوقعة فكانت من غادة
فاجئت غادة منة بزيارتها في مكتبها وبعد تبادل التحيات اخبرتها غادة برغبتها في ان ترافقها منة لشراء ما يلزم من أدوات ولوازم التشطيب الداخلي
فتشت منة عن سيف لابلاغه بمرافقتها لغادة ولكنها علمت من نشوى انه بالخارج في احد مواقع البناء فأخبرت احمد شقيقها الذي مازحها بشأن رغبتها بأخذ الإذن من سيف قبلا فأخبرته بترفع
هتف أحمد
لا لا لا
روحي طبعا زبونة مين دي اللي تطير دا احنا عاملين لها شغل كتير اوي والمكتب هيكسب من وراها غير الارباح المادية شهرة جامدة جدا
بعد ساعتين قضتها كلا من منة وغادة في جولة شرائية مكوكية زارا فيها نسبة كبيرة من المعارض المخصصة لهذا الأمر دعت غادة منة لاحتساء كوبين من العصير في مقهى قريب قبل رحلة العودة
منة ممكن أسالك سؤال
أشارت منة برأسها بنعم هاتفة
اكيد اتفضلي
تابعت غادة وهى تنظر الى كأس العصير القابع بين أصابعها البيضاء الطويلة وقالت بصوت تشوبه بعض المرارة بينما لمعت عيناها بدموع محپوسة
يمكن تستغربي للكلام اللي هقوله خصوصا ان فترة تعارفنا مش كبيرة اوي لكن صدقيني أنا ارتاحتلك جدا من أول ما شوفتك ويمكن لأني ماليش أصحاب هنا خالص وطارق شبه مانعني من أن يكون لي أصدقاء الا في أضيق الحدود ويكون بمعرفته هو ومن خلاله هو ولازم أقدم معلومات وافية عنهم وهو يقرر اذا كانوا مناسبين ليا ولا لأ علشان كدا عاوزة آخد رأيك في حاجه هي يمكن خاصة شوية ومحرجة شويتين بس انا مقدرش اتكلم مع حد ولا حتى مع ماما بيني وبينها بلاد ومش هتقدر تعمل لي حاجه
اتفضلي يا غادة انا يمكن دي تاني مرة اشوفك فيها ومعظم كلامنا عن طريق التليفون بس بجد انا كمان ارتحتلك اوي وحسيت انك في مقام أختي بالظبط قولي يا حبيبتي اللي انت عاوزاه وتأكدي ان اللي هتقوليه ولا كأني سمعته
الواحده اللي بتشك في جوزها وعندها نسبة يمكن اكتر من 90 ان شكها دا في محله مش من حقها انها تدور وراه علشان تتأكد اذا كان شكها دا صح ولا لأ
قطبت منة مجيبة وهي تطالعها بجدية
تدور وراه إزاي يعني يا غادة قصدك تفتش في موبايله مثلا ومحفظته وكدا
أشارت غادة برأسها ايجابا فقالت منة بهدوء ونظرة ثاقبة تعتلي عينيها
طيب خليني معاكي واحده واحده لو شكها طلع صح وهو بيعمل فعلا حاجه غلط وفتشت ولاقيت انها على حق ومش ظالماه هيبقى قودامها حل من اتنين وأشارت بإصبعيها السبابة والوسطى يا تواجهه يا تسكت كأنها معرفتش حاجه مالت منة على الطاولة المستديرة التي تفصل بينهما في حين أولتها غادة كامل انتباهها فيما تابعت منة بهدوء شارحة وجهة نظرها
لو واجهته يبقى حاجه من اتنين وعد على أصابعها يا إما هيعتذر ويبوس الايادي ويحلف انه غلطان ومش هيعمل كدا تاني يا إما هيقولها أنا كدا بقه وان كان عجبك وأعلى ما في خيلك اركبيه والغلط اللي كان بيعمله وهو مداري علشان مش عاوزها تعرف يعني ممكن نقول بيراعي مشاعرها يا ستي هيبقى على عينك يا تاجر ولو اعتذر وقبلت