السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رحمة السيد

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز


يقسو على صغيرته ويؤلمها سواء بعمد بكلامه او بغير عمد... بل لم يتخيل أن تتألم وهو ليس معها.. 
ولكنه يجب أن يقسو عليها حتى ترحم كلاهما من ذاك العڈاب.... بكلمة واحدة... كلمة واحدة منها ويأخذ حقه لينتهي عذابهما !!..
بعد فترة.....
كانت جنة قد بدلت ملابسها بقميص نوم حريري قصير وخفيف حتى تسنح للهواء بترطيب الحړق البسيط في قدمها بسبب الطعام الساخن الذي طالها حين سكبه عمار .. 

وعندما عم السكون المنزل ظنت أن عمار قد نام بالتأكيد فخرجت من غرفة نومهما على أطراف أصابعها متوجهة للمطبخ لتحضر مياه بعد أن شعرت بجفاف حلقها ودوار خفيف يداهمها خمنت أنه بسبب بكاءها المستمر وقلة أكلها هي الاخرى... 
أخرجت زجاجة المياه لتشرب ثم وضعتها في الثلاجة مرة اخرى ووقفت أمام الثلاجة متمسكة بها مغمضة العينان تحاول الثبات امام الھجوم المتكرر من الدوار.... 
وحين شعرت به لم يغادرها توجهت تلقائيا نحو غرفة عمار فلربما تفقد الوعي ولا يشعر بها.. !
وفي تلك اللحظة تحديدا فتح عمار باب الغرفة ليخرج منها فوجدها امامه وهاله رؤيتها بأكثر مظاهرها تحببا لقلبه الملتاع بعشقها.... تلقائيا انحدرتا عيناه بلمعة شغف تراقبا خصلاتها البنية التي تمردت لتنزل على رقبتها البيضاء الظاهرة على عكس باقي شعرها الملموم.. شعر بالشوق المكتوم لها داخله يصحو واخزا إياه بقوة مطالبا بقربها.... 
ولكن شعوره اللحظي بالشووق لها تبخر ما إن تذكر أنها هي سبب هذا الجفاء والبعد بينهما وتوالت الأسباب على عقله تجلده بمرارة التذكر ولا تسمح له بالتناسي اللحظي...! 
لينفث الشيطان بأذنه أنها تلجأ لأكثر الطرق بخسا للتأثير عليه !!... 
فاقترب منها جازا على أسنانه بغيظ مغمغما
أنتي مفكراني س حقېر زي ال اللي عمل فيكي كده هتأثري عليا بقميص نوم ويخلص الحوار. 
شعرت بكلماته ټصفعها پعنف وقد إتسعت عيناها ذهولا من منحدر تفكيره وألما حين ذكر ذاك القذر رغم أنه لا يغادر تفكيرها مؤخرا فنفت برأسها بسرعة مستنكرة
لا طبعا انت بتقول إيه! 
فأشار للقميص الذي ترتديه وتابع بعينان مشمئزتان من سبب وهمي بثته له شياطينه
مش انا اللي بقول القميص اللي قررتي تغيريه فجأة وتجيلي بيه هو اللي بيقول كل حاجة.
كانت تستمع له بعدم تصديق.. لتدرك أن الڠضب والجنون وتلك الأيام العصيبة التي يعيشها لغت تدخل عقله تماما فبات منهزما امام فرقعة الشياطين بعقله...!!!! 
لتردف بصوت متماسك رغم الدموع التي كانت تلح عليها لتهبط
أنا كنت مفكراك نايم أصلا معرفش إنك لسه صاحي. 
فهز رأسه باستهانة تدل على عدم تصديقه
لا يا شيخه! كنتي مفكراني نايم فقررتي تروشي على نفسك وتقومي تلبسي قميص نوم! 
حاولت تجاهل عدم الثقة التي تنضح من كلماته ومن ثم أكملت بصوت جامد
أنا عارفة إنك طبيعي تبقى مخڼوق مني بس أنت عارف إن ده مش أسلوبي في التعامل يا عمار. 
ليهز عمار كتفاه ويرد بنبرة أثلجت قلبها
حاجات كتير كنت مفكر إني عارفها كويس بس طلعت مخدوع ومعرفش ولا فاهم أي حاجة طلعت معرفكيش أنتي شخصيا معرفش مين دي دي مش جنة اللي تبني حياتها معايا على كڈبة.. مش جنة اللي تخبي واحد زي ده دمر حياتها. 
ثم نظر لعيناها نظرة ذات مغزى لم يخلو منها الشك اللحظي
إلا لو حصل حاجة غير اللي قولتيهالي فأنتي خاېفة تقولي هو مين. 
وما إن أنتهى من كلماته حتى غادر عائدا للغرفة التي يقطن بها لتقف هي متجمدة مكانها نازفة الفؤاد وشكه وكلماته قد نحرت قلبها نحرا.....!
بعد مرور يومان.....
وقفت جنة في المرحاض ممسكة باختبار الحمل بين أصابعها المرتجفة بفعل المفاجأة... المفاجأة التي أتت كنسيم هواء منعش على حياتها المهدومة بعد الأعاصير التي هاجمتها بغتة لتنعشها بعد أن كانت تتلفظ أخر أنفاسها....!!!!
هي حامل.... تحمل طفله... طفل عمار.... طفلهما الذي أرسله الله ليكون حبل سميك جديد يربط بين كلاهما بعد أن ظنت أن طرقهما ربما ستتفرق للأبد دون عودة..
أشرق وجهها أخيرا بابتسامة سعادة حقيقية بعد غيوم طويلة من الدموع التي رافقت وجهها مؤخرا... 
لتدرك أنها بعد يومان ذاقت فيهم قربه البعيد القاسې حد الۏجع... لن تستطيع خسارته للأبد... ليس بعد تلقت اشارة واضحة من الله لتحدد لها مسارها... لتخبرها أنها يجب أن تفعل أي شيء لتظل معه وبين أحضانه فقط.....! 
خرجت من المرحاض بخطى سريعة والحماس يدفعها دفعا لتفتح باب غرفته فتجده يرتدي ملابسه ويبدو أنه كان متوجه لعمله 
فحدق بها بجفاء متسائلا
عايزه إيه 
وقفت أمامه مباشرة لتمسك يده بقوة دون أن تدعه يبعدها ثم وضعتها على بطنها وهي تهمس بصوت رقيق عذب محمل بمشاعر شتى
أنا حامل يا عمار. 
شعر عمار بالدقائق وقد توقفت في تلك اللحظة ودوامة جديدة زاهية اللون مفعمة الاحساس تختطفه بين جوانحها لتعيد له الشعور بالحياة من جديد.... يا اللهي هل ما سمعه صحيح! 
هل صغيرته تحمل طفله الان ... هل ينمو طفله الان في رحم المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تفرض حصارها على قلبه المسكين...
سعادة حقيقية غمرته... ولكنها لم تكن كاملة.. كانت ملطخة بتلك الوصمة السوداء التي لم تزول عن حياته بعد...!! 
فضغط دون شعور منه على بطنها ضغطة خفيفة ولكنها أشعرتها بمسار أفكاره فقالت مسرعة تحسم أمرها
أنا هقولك مين اللي عمل كده بس بالله عليك اوعدني إنك ماتعملش أي حاجة لحد ما أبني يجي على الدنيا. 
تأهبت ملامحه لما ستقول وكله متلهف لإزاحة ذلك الحمل الثقيل بالألم عن كاهله لتلمع عيناها برجاء أكثر إلحاحا 
متكسرش فرحتي بأول ابن ليا منك يا عمار بالله عليك . 
فلم يبخل عليها بوعد ربما يريحها ولكنه لن ينفذه بالتأكيد! 
اوعدك. 
حينها أخذت نفسا عميقا لتسبح في بحر الذكريات المظلم لذلك اليوم وذلك الشخص الذي غير حياتها كليا.........
يتبع..
الفصل الرابع الأخير 
أخذت نفسا عميقا لتسبح في بحر الذكريات المظلم لذلك اليوم وذلك الشخص الذي غير مسار حياتها كليا...
في عمر الخامسة عشر ذات يوم كانت في منزل شقيقتها تجالس أبنتها لحين عودتها ولم يكن زوجها في المنزل فكانت جنة تجلس بأريحية بملابس تظهر ذراعاها وتحدد جسدها الأنثوي الذي بدأ ينضج في ذلك العمر... 
هي في الأساس لا تلتزم بحجابها أمام زوج شقيقتها أحيانا تظهر أمامه بملابس عادية ربما ضيقة بعض الشيء... لأنه وببساطة محرم عليها كانت تعتقد هي وأهلها أنه ابدا لن يتجاوز الستار العازل بينهما ألا وهو شقيقتها و لم تتخيل في أقصى أحلامها أن تأتيها الطعڼة الغادرة من الشخص الذي لم ټخونه ابدا...
تنهدت بابتسامة واسعة واخيرا نجحت في أن تجعل تلك الطفلة الشقية تغط في نوم عميق سمعت طرقات هادئة على الباب فنهضت متعجبة فهي قد حادثت شقيقتها منذ دقائق وأخبرتها أنها لم تنتهي من عملها بعد وزوج شقيقتها هو الآخر في عمله..!
وما إن فتحت الباب حتى تفاجأت بزوج شقيقتها أمامها فعقدت ما بين حاجبيها بتعجب لحظي وهي تردد
عمو إيهاب إيه ده غريبة أنت رجعت بدري اوي مع إن لمياء قالتلي إن حضرتك هتتأخر انهارده في الشغل. 
دخل إيهاب غير متزن نهائيا بسبب المخډرات التي تناولها وأخذ يدلك رأسه ومن ثم أجاد ضبط نبرته على نغمة الإرهاق وقلة الحيلة وهو يخبرها بمسكنة
ايوه فعلا بس جالي هبوط في
 

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات