الأحد 22 ديسمبر 2024

ضل راجل بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

سعاد لبنتها في التليفون
_ يعني يا ريهام مش هتجيبي العيال وتيجي تتغدي معايا وتقعدوا معايا شوية 
وكملت بحزن 
_ أنتم واحشني أوي والعيال ريحتهم وحضنهم وحشوني يابنتي .
ردت عليها ريهام بلا مبالاة
_ ياماما إنتي عارفة شغل جوزي بيرجع كل يوم قرب العصر والمغرب يدوب عقبال ما يرجع مبلحقش أشوف طلبات البيت والعيال والحوارات بتاعت البيت إللي مبتنهيش 

وكملت بقلة زوق لوالدتها 
_ إنتي ياماما علشان قاعدة فاضية ومواركيش حاجة شايفة كل إللي حواليكي فاضيين .
زعلت سعاد جدا من كلام بنتها الصغيرة إللي مش حاسة بوحدتها وقعدتها لوحدها بين أربع حيطان وقالت لها وهي بتنهي معاها الحوار 
_ ماشي ياحبيبتي ربنا يعينك علي حالك سلميلي علي العيال وبوسهملي .
وقفلت معاها وكلمت بنتها التانية الكبيرة وإللي يعتبر متجوزة جنبها بس مش بتشوفها بردوا إلا كل فين وفين 
نهال 
_ أيوة ياماما ازيك ياحبيبتي عاملة إيه 
سعاد بابتسامة صافية 
_ أنا في نعمة وفضل من الله ياحبيبتي 
إيه يانهال تهون عليكي أمك تقعدي بالشهر متشوفيهاش 
وأنا مابيني وبينك شارعين أنا زعلانة منك أوي .
نهال بتأثر علي حال والدتها لكن هتعمل ايه شغلها وبيتها واخدين كل وقتها وردت عليها
_ ياماما حقك عليا والله أنا عارفة إني مقصرة في حقك ياأمي بس والله العظيم ڠصب عني أنا برجع من الشغل وأشوف إللي ورايا وطلبات العيال ويجي عليا العشا ببقي مهدودة ولما بصدق أستريح شوية .
ردت سعاد بعتاب لبنتها 
_ كنت زمان بشوفك كل يوم يا نهال وأنتي موظفة بردوا وصاحبة بيت وعيال 
ولا علشان ربيتهم معاكي لحد ماكبروا واللي راح مدرسته وإللي راح حضانته أمك دلوقتى مبقاش ليها لازمة .
وكملت سعاد وهي بټعيط 
_ إنتوا بتعملوا فيا كدة ليه وبتذلوني وكأني بشحت منكم السؤال عليا وعلي أحوالي 
خلاص كبرتوا وبقي ليكم بيت وولاد ياولاد بطني ونسيتوا أمكم إللي تعبت علشانكم وربيتكم بعد مۏت أبوكم وأنا لسة صغيرة وفي عز شبابي 
اخص عليكم وعلي البطن إللي شالتكم 
وقفلت معاها السكة والبنتين أنبوا نفسهم شوية وبعد كدة نسيوا أمهم وأمرها وحزنها ووحدتها 
سعاد عندها ٣٨ سنة اتجوزت وهي بنت ١٧ سنة وخلفت البنتين دول ورا بعض مباشرة بين نهال وأختها سنة واحدة بس يعني لما تمت العشرين سنة كان معاها نهال عندها سنة وأختها عندها شهر واحد وهي في سن العشرين 
جوزها ماټ وسابها كان في مأمورية تبع الجيش وكان عندها ٢٦ سنة وبناتها اتجوزوا من عشر سنين واحدة ورا التانية وهي من ساعتها وهي وحيدة ولا ليها جليس ولا ونيس غير جيران الشارع والتلفزيون والموبايل إللي زهقت وملت منه خالص 
وحياتها بقت كئيبة المهم وهي قاعدة خبطت عليها جارتها وصاحبتها ويعتبر الوحيدة إللي في الحتة بتسأل عليها 
سعاد بزهق
_ تعالي ياأم هاني إتفضلي ياختي بيتك ومطرحك .
أم هاني وهي بتطبطب علي ضهرها
_ لااا أنا زعلانة منك جامد يا سعاد بقي أنا أعزمك علي الغدا اول امبارح ومتجيش 
والبنات زعلانين منك خالص إنتي عارفة هما بيحبوكي قد إيه وبيستنوا كل فين وفين لما نتجمع مع بعض علشان بيحبوكي وبيتأنسوا بقعدتك .
سعاد بأسف
_ معلش ياأم هاني كنت تعبانة شوية ومقدرتش اجي إنتي عارفة أنا بحب قعدة البنات قد إيه وبعزهم .
أم هاني باستكشاف
_ لأ ياسعاد متضحكيش علي نفسك إنتي إن ضحكتي علي الدنيا بحالها إلا أم هاني حافظاكي وفاهماكي كويس جدا 
وكملت أم هاني بتوضيح
_ إنتي زعلتي من الكلمتين إللي قالتهم سلفتي أم لسانين المرة إللي فاتت 
وراحت قايمة ومسكت راسها وباستها وهي باعتذار
_ معلش ياستي حقك عليا أنا وأدي راسك بوستها دي ولية بوزها نكد وقال بتغير علي جوزها إللي دايما سايبها وطفشان ولية عندها نقص وبتطلعه علي خلق الله .
سعاد بغلب
_ يعني هي جت علي دي بس ياأم هاني ماكل نسوان الحتة كدة شايلني علي راسهم وزاعقين حتي لو خرجت قعدت قدام الباب شوية يقعدوا يتهمزوا ويتلمزوا عليا وببقي قاعدة و شايفة وهما بيجيبوا في سيرتي وبيقطعوا فيها 
وكملت ودموعها مغرقة وشها
_ ذنبي إيه إني اترملت بدري بدري وأنا صغيره 
ذنبي إيه إني مخلفتش واد يسترني من كلام النسوان إللي رايحين جايين موارهمش شغلانة غير سعاد راحت سعاد جت 
ذنبي ايه إني جوزت البنتين ومبقوش يسألوا فيا إلا كل فين وفين لحد ما طلعوا عليا إشاعة إن بناتها بيخافوا علي أجوازاتهم منها ما هي حلوة وصغيرة 
ذنبي إيه إني بحب أهتم بنفسي وبشكلي وبلبسي ومبحبش أمشي مبهدلة ولا شكلي وحش علشان أعجب الناس ويقولوا آه عايشة علي ذكري جوزها ولابسة الإسود مقلعتهوش 
أم هاني وهي قلبها بيتقطع من جواها علي صاحبتها
_ هم إللي بيغيروا منك ومن حلاوتك وقوامك المرسوم 
بيحسدوكي علي المعاش إللي بتاخديه من المرحوم جوزك الله يرحمه واللي لولاه كان زمانك بتمدي إيدك للي يسوي وإللي ميسواش 
ياحبيبتي بعد كدة تمشي تحطي صباعك في عين التخين هما هيكتموا أنفاسك ويموتوكي بالحيا علشان مش عايشة في ضل راجل 
وكملت بهزار وهي بتضحك علشان تخفف ۏجع صاحبتها
_ قال صدق المثل صحيح ياولاد ضل راجل ولا ضل حيطة 
ضحكت سعاد لكن بۏجع وقلبها حزين من جواها علي الناس إللي بيحكموا عليها من مظهرها و لبسها الكويس واهتمامها بنفسها ومش داريين بالوحدة القاټلة إللي هي عايشة فيها ومتتمنهاش لا لعدوا ولا لحبيب وقالت لأم هاني 
_ يعني بيحسدوني علي لبسي وشكلي ومعاش جوزي إللي ربنا أعلم أني بوزعه بيني وبين بناتي بالتساوي علشان أقف جمبهم وهما في أول حياتهم 
طيب مابشوفنيش وأنا قاعدة كل يوم وشي في وش الحيطة دي مرة والحيطة دي مرة وبفطر وبتغدي وبتعشي لوحدي!
ولا لما أعيا ويجيلي حبة مرض ومحدش يحس بيا وأنا مش قادرة وبخدم نفسي بنفسي .
أم هاني علشان تخرجها من إللي هي فيه قالت لها وهي بتشد في إيديها
_ طيب يالا قومي أنا نازلة السوق أجيب طلبات الأسبوع قومي يالا انزلي معايا وهوي عن نفسك يقطع الحريم وسنينها .
قامت سعاد تلبس علشان تخرج مع صاحبتها تفك عن نفسها شوية لما بتصدق إنها تقول لها تعالي أخرجي معايا في مكان عام علشان ولا سلفة تجرحها ولا جارة ټسمم بدنها بالكلام 
لبست سعاد عباية محترمة لكن في منتهي الشياكة ولفت حجابها بطريقة عصرية لكن محترمة وأخدت شنطتها وحطت فيها فلوس علشان لو احتاجت حاجة تجيبها بالمرة 
وخرجوا الإتنين ووصلوا السوق قالت لها أم هاني 
_ تعالي ياسعاد هنجيب تفاح في واحد ومراته قاعدين هناك بجيب منهم علطول حاجتهم عسل 
راحت معاها سعاد وقالت هتجيب لنفسها هي كمان 
وهم بينقوا التفاح جم اتنين جيرانهم سلموا علي أم هاني بحفاوة وسلموا بغل علي سعاد 
نقت سعاد كيلو واحد فالراجل بتاع التفاح قال لها 
_ وهو الكيلوا ده هيعملك إيه يامودام خدي لك اتنين كيلو.
لسه هترد راحت واحدة من الاتنين الرخمين إللي واقفين جمبها
ردت وهي بتتلوي ببقها 
_ وهي هتاخد اتنين كيلو لمين ياحسرة دي لا عيل ولا تيل ولا حتي جوز 
ردت التانية بغشومية 
_ قلبي عندك يختي قاعدة لوحدك بوزك في بوز الحيطان لحد ماقربتي تطقي.
صلاة النبي أحسن وأنا أقول الحسن الفتاك إزاي إلا

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات